نعيش هذه الأيام ذكرى مرور عام على تنصيب عبد الفتاح السيسى، على عرش مصر، توقع غالبية المواطنين حياة كريمة تكون أكثر أمنًا واستقرارًا، يجدون رغيف العيش بسهولة، ويتنفسون هواء الحرية، وينعمون برحيق الديمقراطية، لكن شباب الثورة اصطدم بالظلم، والاعتقال، والتضييق، والكبت، وضيق الحال.
يقول شريف الروبي، القيادي بحركة 6 أبريل وأحد شباب ثورة يناير، أن الوضع السياسى بعد انتخاب "السيسي" رئيسًا للجمهورية، أصبح صعبا، فمنذ 30 يونيو وإزاحة جماعة الإخوان، عادت الوجوه القبيحة للحزب الوطني مرة أخري إلي المشهد، وكأنها جاءت تنتقم من الشباب الذي ثار علي حزبهم الفاسد، مضيفا: «منذ عزل الإخوان، تجلى استهداف الشباب ومنعهم من الفعاليات التى ينظمونها بموجب قانون يمنع التظاهر».
وتابع «الروبى»: «انتهي الأمر بالشباب إلي اعتقال الآلاف منهم، سواء بموجب قانون التظاهر أو التهم الجاهزة من قبل وزارة الداخلية، التي عادت إلي سياستها القمعية القديمة قبل ثورة يناير من تلفيق تهم، وتعذيب السجناء، وإهدار لكرامة المواطنين».
وأضاف القيادي بحركة 6 أبريل أن ثورة يناير لم يبق منها سوى ميدان مغلق، وشباب مصاب يعاني من تجاهل الدولة لعلاجه، وقاتل حر دون عاقب، بعد تبرئة كل رموز نظام مبارك وحزبه الوطني، وعلي رأسهم حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق.
من جانبه، قال محمد بدر، أحد شباب الثورة، إن العام الأول من حكم السيسي به بعض الإخفاقات، لكن هناك العديد من المشروعات والإنجازات التي تمت خلال هذه العام، وكلها تتماشي مع مطالب وأهداف ثورة يناير، ومنها تطبيق الحد الأدني والأقصي للأجور، لافتا إلى أن «السيسى» يقترب من تحقيق العدالة الاجتماعية التي قامت من أجلها ثورة يناير، بالإضافة إلي تحسين منظومة التموين وتوفير العديد من السلع بسعر مناسب.
وأوضح "بدر" أن هناك بعض المشروعات التي تم الإعلان عنها في بداية تولي «السيسي» الحكم كمشروع قناة السويس، وإنشاء وحدات سكنية للشباب، متابعا: «لو تم تنفذها بالشكل الذي أعلن عنه، ستكون إنجازا حقيقيا للسلطة الحالية».
وفى نفس السياق، قال الدكتور وحيد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية، إن وضع الدول بعض الثورات يكون مختلفا، ويتطلب إنشاء جهاز إداري جديد، خاصة في دولة كمصر، التي تعاني من بيروقراطية عقيمة سيطرت علي كل مؤسساتها، معتبرا إياها أحد أقوي التحديات للنظام الحالي.
وأكد "عبد المجيد" أن المشكلة الأكبر التي وقعت فيها الدولة حاليا، عدم وجود رؤية واضحة وقواعد ثابته تعمل بها، خاصة أن هناك حالة غضب لدي الشباب الذي شعر أنه خارج حسابات الدولة، بعد ان قام بثورة وضحي من أجلها، موضحا أن الحل يكون بتطبيق دولة القانون، وتعديل القوانين التي تسببت في سجن المئات من المصريين، وتمكين الشباب والعمل علي وضع جيل ثاني وثالث من الشباب في اتخاذ القرار وتحمل المسئولية.
بعد عام على حكم «السيسي».. شباب الثورة خلف القضبان
سامي سعيد
Sun, 07 Jun 2015 14:10:44 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى