التحقيقات الأولية للكرنك : الجناة جلسوا فى «مقهى».. وراقبوا الأمن ٣٠دقيقة

• 

 

كشفت التحقيقات الأولية وأقوال شهود العيان، والمعاينة المبدئية، فى محاولة استهداف معبد الكرنك بالأقصر، الأربعاء، أن الإرهابيين الثلاثة حضروا فى سيارة تاكسى إلى مدخل المعبد، وجلسوا فى مقهى مقابل للمدخل لمدة نصف ساعة يراقبون أفراد الأمن، وكان اثنان منهم يرتدون «قبعات» و«تى شيرتات» تشير إلى أنهم سياح، فيما كان يرتدى الثالث ملابس تشبه ملابس رجال الشرطة.

وقال شهود عيان ورجل أمن فى محضر التحريات، إنه وقت الحادث كان هناك أتوبيس خاص بسائحين ألمان، على بعد 5 أمتار تقريبا، من الجناة، وعدد قليل من السائحين يدخلون إلى المعبد، وحاول اثنان من المتهمين الدخول إلى المعبد عبر البوابة الأمنية، ولم ينخدع رجال الشرطة بالملابس التى كان يرتديها المتهمون، وطلب العقيد خالد يوسف، أحد الضباط المكلفين بتأمين المنطقة، من أحدهما إبراز بطاقته الشخصية، فتلعثم وادعى قيامه بالبحث عنها داخل حقيبة كان يضعها فوق ظهره، وأثناء ذلك شاهد أحد أفراد الأمن سلاحا فى الحقيبة يحاول المتهم إخراجه، فتعاملت قوات الأمن مع المتهمين، وسقط الأول قتيلا برصاصة فى الرأس، بينما حاول الآخر الهرب فى اتجاه الأتوبيس السياحى، إلا أن أحد الضباط أصابه برصاصة وسقط على الأرض فى حالة خطرة، وتم نقله إلى مستشفى الأقصر الدولى، ولم يكن قد فارق الحياة حتى مثول الجريدة للطبع.

وأفادت التحقيقات أن المتهم الثالت استغل تلك الحالة، وحاول التسلل إلى داخل المعبد، فشاهده أحد أفراد الأمن وتعامل معه، وأثناء ذلك فوجئ الجميع بانفجار حقيبة كان يمسك بها المتهم، وتحولت جثته إلى أشلاء.

وروى شهود عيان فى التحقيقات أن نصف جثة المتهم الذى كان يحمل المتفجرات تطايرت لمسافة أكثر من 10 أمتار، واستقرت فوق بزار سياحى بالقرب من موقع الحادث، وانتقلت أجهزة الأمن ورجال المعمل الجنائى إلى مكان الواقعة، وتم جمع أشلاء المتهم الذى فجر نفسه، ونقلها إلى مشرحة المستشفى مع جثة القتيل الثانى، وتم التحفظ على المتهم الثالث المصاب داخل المستشفى الذى فرضت قوات الأمن كردونا حوله.

واستمعت النيابة لأقوال 3 مصابين، وطلبت سماع أقوال أفراد الأمن الذين كانوا متواجدين فى مكان الحادث، وقال أطباء فى المستشفى، بمحضر التحريات، إن حالة المتهم المصاب حرجة، ويلزمه إجراء عملية جراحية.

وكشفت المعاينة المبدئية أن الحادث نتج عنه تهشم سيارة تاكسى، وأخرى يرجح أنها كانت تنتظر المتهمين، وتهشم واجهة بازارين ودورة مياه، وعثر رجال المعمل الجنائى على أسلحة نارية فى الحقيبة التى كان يمسك بها المتهم المصاب، وقنبلتين مجهزتين للتفجير، وتم تفكيكهما.

وفى السياق نفسه، قالت مصادر أمنية إنه صدرت تعليمات بتشديد الحراسة على المناطق الأثرية فى مختلف المحافظات، بعد حادث الهجوم المسلح على رجال الأمن فى منطقة الأهرامات، نهاية الأسبوع الماضى، موضحة أن الإرهابيين يريدون استهداف الشرطة وضرب الاقتصاد فى الوقت ذاته، فهم يعلمون أن هناك مؤتمرا مهما يعقد فى شرم الشيخ، وهناك زيارة مرتقبة لرئيس البنك الدولى إلى مصر، ويهدفون إلى توصيل رسائل للخارج بأن مصر ليست آمنة، ولذا خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية فى مناطق أثرية، ليهتم بها العالم.

وأشارت مصادر قضائية إلى أن التحريات تشير إلى ارتباط حادث الكرنك، بحادث الهجوم على أفراد كمين الأهرامات، الذى وقع مؤخرا، نظرا لأن الأسلحة التى تم ضبطها بحوزة المتهمين فى الأقصر، هى نفس النوع الذى استخدمه المتهمون فى حادث الأهرامات.

مواضيع مشابهة