حتى بعد إطلاق سراحه، مازالت قضية توقيف الصحفي المصري أحمد منصور في برلين تشغل الإعلام العربي والألماني. إذ علقت العديد من الصحف الألمانية عى خبر إطلاق سراحه وخلفيات توقيفه في العاصمة الألمانية برلين.
من جهتها انتقدت صحيفة "دي فيلت" كيفية تعامل القضاء في برلين مع قضية أحمد منصور، وكتبت تقول:
"أي شخص تعامل مع قضية منصور، يعرف منذ البداية بشكل واضح أن الصحفي المرموق في قناة الجزيرة لن يتم ترحيله من ألمانيا إلى مصر، بل سيتم إطلاق سراحه. ولكن رغم ذلك فإن كيفية تعامل القضاء والنيابة العامة في برلين مع قضية منصور، تسببت في حرج كبير وسيكون لها تبعات وأضرار على المستوى الدولي. كم عدد الإنذارات التي وصلت فعلا إلى مختلف السلطات، حتى يتم منع صحفي أجنبي من مغادرة البلاد وحجزه لمدة ليلتين في سجن موآبيت؟"
وأما صحيفة "تاغس تسايتونغ" البرلينية، فقد قارنت بين حالة أحمد منصور والصحفي الأسترالي بيتر غرسته، صحفي الجزيرة الذي اعتقل في مصر، وكتبت تقول:
"لايمكن تصور أن الصحفي الأسترالي بيتر غرسته كان سيتعرض لنفس الظلم الذي عايشه أحمد منصور. ترحيل صحفي أسترالي من ألمانيا إلى مصر؟ لا يمكن تصور ذلك بتاتا. وذلك رغم أن غرسته وأحمد منصور يعملان لقناة الجزيرة العربية، وكلاهما صدرت بحقه أحكام بالسجن في مصر لمدد طويلة بسبب تقارير قيل إنها تهدد "الأمن القومي"، دون وجود أدلة تثبت ذلك. الفرق بينهما: غرسته كان لسوء حظه في القاهرة، في حين حكم على أحمد منصور غيابيا. وسقط منصور فقط في الخطر عندما سافر إلى برلين. غرسته كان سيكون هنا في مكان آمن. ولذلك، فإن اعتقال أحمد منصور ليس فقط انتهاكاً لحقوق الإنسان، ولكنه عنصرية أيضا. هذا مقرف".
من جهتها انتقدت صحيفة "فرانكفوتر روندشاو" اعتقال أحمد منصور، وكتبت في تعليقها:
"إنها معضلة قديمة: صعوبة التوفيق بين سياسة تقودها المصالح وأخرى تحترم القيم الإنسانية. وهو ما يزداد حدة مع الاضطرابات العالمية الجديدة.
في وقت سابق بدا واضحا على مدى عقود، من ينتمي لأي نظام. ولكن اليوم أصبح تغييرالأنظمة يتم بين عشية وضحاها. فالطامحون للديمقراطية بالأمس قد يصبحون أشرار الغد. ولكن المهم في ذلك أن لا يتم التنازل عن المعايير الديمقراطية من أجل تحقيق الاستقرار. وهذا يشمل عدم قتل أصحاب الآراء المغايرة واعتقال الصحفيين المنتقدين للنظام. بناء على ذلك تصرفت الحكومة الألمانية بغض النظر عن المصالح الاقتصادية والاستقرار. فالرجال والنساء مثل أحمد منصور بحاجة إلى الشعور بالأمان، على الأقل في ألمانيا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى