أكد الكاتب الصحفي المصري «محمد حسنين هيكل» أن مصر بلد «مفلس» وأن الإنقاذ لن يأتي إليه مع العالم العربي، داعيا المصريين إلى الاعتماد على أنفسهم.
وبينما توقع «هيكل»، في حوار مع صحيفة «السفير» اللبنانية، نُشر اليوم الثلاثاء، أن تستمر الفوضى في العالم العربي لفترة قد تصل إلى 15 عاما، أعرب عن عدم خشيته على مصر من تنظيم «الدولة الإسلامية».
وقال «هيكل»: «مصر تمشي إلى مستقبل ما. أنا أرى أن أحوال مصر لا بأس بها. هناك اقتصاد مأزوم ومرهق جداً. التعليم ليس مدمرا تماما (...) لازم نسلم أن مصر كلها في أزمة. وهي في مرحلة الانتقال من حال إلى حال. أنت أمام بلد لا يزال يدعي أنه كويس (بحال طيب) وهو مفلس».
وبشأن مستقبل مصر في ظل هذه الأوضاع، أضاف «هيكل»، الذي وصفه البعض بأنه «عراب» مخطط الانقلاب العسكري على الرئيس المصري «محمد مرسي»: «ليست هناك رؤية واضحة بالنسبة إلى ما ستكون عليه مصر مستقبلا، لكنها بدأت تستعيد توازنها حيث أن فترة الفوضى التي سادت في مصر بعد حكم (الرئيسين الأسبقين محمد أنور) السادات و(حسني) مبارك قد انتهت. والمصريون اليوم مرهقون بما يواجههم ويتخيلون أن هناك إنقاذاً سيأتي من العالم العربي، لكن لا مفر أمامهم من أن يعتمدوا على أنفسهم».
«هيكل»، الذي قال إنه لا يملك رؤية واضحة لمستقبل مصر، بدا في المقابل واثقا من قدرة القاهرة على التغلب على تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي تبني في الفترة الأخيرة المسؤولية عن عدة هجمات استهدفت جنودا للجيش في منطقة سيناء (شمال شرق)، وبعثة لإحدى الدول الأجنبية في العاصمة.
وقال الكاتب المصري: «لا خوف على مصر من تنظيم داعش (الدولة الإسلامية)».
وأضاف موضحا حيثيات وجهة نظره: «داعش لا تعيش في مصر؛ فطبيعة مصر مختلفة. هناك جماعات إرهابية خطرة موازية لداعش، لكن التنظيم لم يصل إلى هنا، ولا ينجح داعش في مصر. لقد نجح الإخوان مثلا، كحركة محلية. داعش و(زعيمها أبو بكر)البغدادي لا أحد يقبل بهما في مصر. حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) ممكن أما البغدادي فلا أحد يقبل به».
وحول توقعه بشأن الفوضى الحالية في الوطن العربي ومتى تنتهي، قال «هيكل»: «نحتاج بين 12 إلى 15 سنة».
تشاؤم بشأن مستقبل النظام السعودي
وحول السعودية والتحديات على تواجهها داخليا وخارجيا بدا «هيكل» متشائما، حيث جزم بالنظام السعودي «غير قابل للبقاء».
وقال: «أشك كثيراً في أن تتخطى السعودية أزمتها (يقصد استقرار بيت الحكم)، ولكن لا أعرف كيف ستكون النهاية وكيف ستتطور الأزمة. الملك سلمان (بن عبد العزيز) ليس حاضراً بما يكفي، وجيل الصغار متكبرون ويأخذهم غرور القوة. النظام السعودي غير قابل للبقاء. أما البدائل فلا بدائل! ولا أحد عنده سلطة تخوله أن يكون البديل. هناك مشكلة حقيقية وهذا هو ما يبقي السعودية».
وتابعا متحدثا عن الوضع السعودي: «الجيش يتحكم به هم أمراء الأسرة. هم أذكياء إلى درجة أن الوحدات الرئيسية في الجيش هي بقيادة أمراء. هل هناك من يملك المصداقية المطلوبة؟ لا أدري. كلهم يتساوون ولا أحد يظهر انه البديل، حالة الصراع الموجودة هي مع البرجوازية الناشئة».
وحذر «هيكل» من سقوط السعودية في مستنقع اليمن إذا توغل جيشها في اليمن، وقال: «سيغرق السعوديون في مستنقع اليمن. عندما تدخّل (الرئيس المصري الأسبق جمال)عبد الناصر هناك كان يساعد حركة تحرر فيها وليس لديه حدود ملاصقة لها، أما السعوديون فلديهم باستمرار مطالب من اليمن ولقد استولوا على محافظتين فيها. اليمنيون مساكين وفقراء. السعودية ستغرق حتماً في دخولها في حرب مع اليمن ولكنها حذرة جداً. فالقبائل يعرف بعضها بعضاً جيداً. ولن يتوغل السعوديون في الداخل اليمني سيواصلون الضرب من الخارج. وهم يعرفون المصائب الموجودة هناك».
وبخصوص الموقف الخليجي المتوقع من الاتفاق النووي التي وقعته طهران مع الدول الكبرى مؤخرا، قال «هيكل»: «السعودية ودول الخليج أضعف من أن تشاغب على الاتفاق النووي، ولكن يمكنها أن تشكو إلى الأمريكيين وتعاتبهم وهم يعتبرون توقيع الاتفاق خيانة لهم. الإماراتيون اتخذوا موقفا ايجابياً حتى الآن، ولكنني سوف أستغرب أن تقوم السعودية بالأمر نفسه. ثم انه علينا أن ننتظر تصرفات هذه الدول وليس مواقفها المعلنة. كلهم يتساوون في الخوف من إيران، وقد قامت دول الخليج بالتحريض على إيران في الفترة الأخيرة والتشكيك في نياتها».
وعن علاقة مصر بإيران بعد الاتفاق النووي، قال «هيكل»: «المعركة في مصر حول ما إذا كان ينبغي الانفتاح على إيران أم لا، وهناك محاولات مع (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي كي لا يحصل التقارب مع طهران».
«حسنين هيكل»: مصر بلد «مفلس» والإنقاذ لن يأتي من العالم العربي
mnews1000
Tue, 21 Jul 2015 07:30:27 GMT
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى