آخر المواضيع

آخر الأخبار

29‏/08‏/2015

الجنرال محمد نجيب «فارس الملكية ومنسي الجمهورية» (بروفايل)

 

الزعيم محمد نجيب في مكتب الرئاسة عام 1953

تقرير: هاشم هاشم

سطر التاريخ رئاسته المشرفة لأول «جمهورية مصرية» في التاريخ، ومع ذلك كان حظه أن يكون الرئيس المنسي، جنرال حرب فلسطين وفارس بلا جواد في بلاط الملكية، هو كلمة السر في نجاح تنظيم الضباط الأحرار وصولًا لثورة يوليو 1952، وهو الفارس النبيل في وداع اللملك المعزول، إنه اللواء الراحل الرئيس محمد نجيب.


تحل اليوم الخميس الموافق 28 أغسطس، ذكرى رحيله الـ31 عن هذا العالم، وليس جديدًا على الزعيم الراحل إهمال ذكرى وفاته، كما جرى سابقًا إخفائه مشواره العظيم ووطنيته النابضه منذ أن كان يتلقى العلم في «كلية جوردن» وبطولاته في حرب فلسطين ومواقفه في ثورة يوليو، بل وإخفائه عن العالم بوضعه تحت الإقامة الجبرية، ومنعمه من ممارسة أي أعمال، حتى أن نزعته العسكريته والوطنيه ورجولته وصدقه مع ذاته، دفعته إبان «نكسة 67» ليرسل خطابًا إلي الرئيس عبد الناصر مطالبًا فيه منحة الفرصة للمشاركة بين صفوف خير أجناد الأرض للدفاع عن أرض هذا الوطن تحت اسم مستعار أو تحت أي بند يراه «ناصر» مناسبًا دون الكشف عن هويته، كي يقاتل ضد العدو الصهيوني المحتل آنذاك.

كان لهذا الرجل تاريخًا مشرفًا بقدر أول رئيس جمهورية لمصر .. وفي سطور هذا التقرير نحاول صف الكلمات لتؤدي تحية تقدير وإجلال للزعيم محمد نجيب، وتحاول أن تكون صادقة لتعيش بكم وتخبركم القليل عن هذا الرجل الذي تصدر مجلة التايم عام 1925.

في عدد سبتمبر 1952، وضعت مجلة تايم الأمريكية صورة محمد نجيب على غلافها بتعليق «رجل مصر نجيب» و«لقد حصلنا على كفايتنا من الفساد»

من شابه آباه

ولد «الجنرال محمد نجيب» في أوائل القرن العشرين بالسودان وقت أن كانت تابعة للدولة المصرية بساقية أبو العلا بالخرطوم،لأب مصري وأم مصرية سودانية المنشأ اسمها زهرة محمد عثمان، اسمه بالكامل محمد نجيب يوسف قطب القشلان، يوجد تضارب حول تاريخ ميلاده، حيث أن التاريخ الرسمي لدى التسنين الذي قام به الجيش هو 19 فبراير 1901، أما في مذكراته، فقد ذكر «الجنرال» أن أحد كبار عائلته قال له أنه ولد قبل أحد أقربائه بأربعين يوماً، وبالحساب وجد أن تاريخه ميلاده هو 7 يوليو 1902.

بدأ والده «يوسف نجيب» حياته مزارعاً في قريته النحارية مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية في مصر، وهي بجوار قرية إبيار الشهيرة ثم التحق بالمدرسة الحربية وتفوق فيها، وبعد تخرجه شارك في حملات استرجاع السودان 1898، تزوج «يوسف نجيب» من سودانية اسمها «سيدة محمد حمزة الشريف» وأنجب منها ابنه الأول عباس ثم طلقها، وبعدها تزوج من السيدة «زهرة» ابنة «الأميرالاي» (تساوي رتبة العميد حاليًا) محمد بك عثمان في عام 1900 وهذا الأخير ضابط مصري تعيش أسرته في أم درمان واستشهد في أحدي المعارك ضد الثورة المهدية، وقد أنجب يوسف من السيدة زهرة ثلاثة أبناء هم «محمد نجيب» و«علي نجيب» و«محمود نجيب»، وأنجب أيضاً ست بنات.

تلقى الجنرال «محمد نجيب» تعليمه بمدينة «ود مدني» عام 1905، وحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، انتقل والده إلى وادي حلفا عام1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك، ثم التحق بكلية غوردون عام 1913، وعندما بلغ محمد نجيب 13 عامًا توفي والده، تاركًا وراءه أسرة مكونة من عشرة أفراد، فأحس بالمسؤولية مبكرًا، ولم يكن أمامه إلا الاجتهاد في حتي يتخرج سريعًا ويحمل أعباء الأسرة.

وبعد أن تخرج من الكلية التحق بمعهد الأبحاث الاستوائية لكي يتدرب علي الآلة الكاتبة تمهيداً للعمل كمترجم براتب ثلاثة جنيهات شهريًا، وبعد التخرج لم يقتنع بما حققه وأصر علي دخول الكلية الحربية في القاهرة، التحق بالكلية الحربية في مصر أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918، ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 وفى نفس سن والده والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة.

الجنرال محمد نجيب في المدرسة الحربية

وطني بالفطرة

كان مثله مثل الشمس التي تشرق فتمنحنا مع ضيائها الدفء دون أن تدرك، هكذا كان وطنية الجنرال التي طغت عليه طوال حياته لاحقًا، فبينما كان يدرس بـ «كلية جوردن» رفض أن يكون ببغاء يردد ما يلقنه وحسب، ودن اسهاب دعوني أضعكم وجهًا لوجه مع «الجنرال» ليروي لكم الموقف بذاته قال: «كنت طالباً في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون، مدرس اللغة الإنجليزية، ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها:” أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك، وتوقفت عن الكتابة، ونهضت واقفًا وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليًا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر علي أن أذهب أمامه إلي مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات علي ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي”.

ومع قيام «ثورة 1919» أصر على المشاركة فيها على الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش، فسافر إلى القاهرة وجلس علي سلالم بيت الأمة حاملًا علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار، ثم انتقل إلى سلاح الفرسان في شندي، وقد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها، فانتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921.

الجنرال داخل الجيش

حصل «الجنرال» على شهادة الكفاءة، ودخل مدرسة البوليس لمدة شهرين، واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، وتخرج وخدم في أقسام (عابدين، مصر القديمة، بولاق، حلوان)، وعاد مرة أخرى إلى السودان عام 1922 مع الفرقة 13 السودانية وخدم في «واو» وفي «بحر الغزال»، ثم انتقل إلى وحدة مدافع الماكينة في ملكال.

ثم ألتحق بالحرس الملكي في 28 أبريل 1923، وفي عام 1927 حصل على ليسانس الحقوق وكان أول ضابط في الجيش المصري يحصل عليها، ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام1931 وفي ديسمبر من نفس العام رُقي إلى رتبة «اليوزباشي» ( نقيب حاليًا)، وُنقل إلى سلاح الحدود عام 1934 في العريش، ثم أصبح ضمن اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيش المصري في الخرطوم بعد معاهدة 1936، ثم أسس مجلة الجيش المصري عام 1937 ورقي لرتبة «الصاغ» (رائد) في 6 مايو 1938. ثم  رقي إلى رتبة «القائمقام» (عقيد) في يونيو 1944، وفي تلك السنة عين حاكمًا إقليمياً لسيناء، وفي عام 1947 كان مسؤولا عن مدافع الماكينه في العريش، ورقي لرتبة «الأميرالاي» (عميد)1948. وكان يجيد اللغات (الإنجليزية، الفرنسية، الإيطالية، والألمانية) وذكر في مذكراته انه تعلم (العبرية) أيضًا، ورغم مسؤوليته فقد كان شغوفاً بالعلم وحاول نيل الدكتوراه الا أن مسؤلياته حالت دون ذلك.

الجنرال والنحاس باشا

الجنرال والباشا

التقى «الجنرال» محمد نجيب بمصطفي النحاس باشا، وكان هذا اللقاء مدفوعا من جانب الجنرال بعد أن تخفى في ملابس «خادم» ليتعلم بعدها درسًا أثّر فيه بعد ذلك وربما كان هذا الدرس هو سبب الاطاحة به لاحقًا، ففي عام 1929 أصدر «الملك فؤاد» قراره بحل البرلمان لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك، وقتها قرر الجنرال لقاء الباشا وقام بالتحفي في شكل خادم وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس، وعرض عليه تدخل الجيش لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس قال له: “أنا أفضل أن يكون الجيش بعيدًا عن السياسة، وأن تكون الأمة هي مصدر السلطات”.

كان درساً هاماً تعلم من خلاله الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، وهو الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954، الا أن هذا الدرس وهذه الحكمة لم تروق بحال العقول النافذة في «مجلس قيادة الثورة» آنذاك وانتهى بهم للتخلص من الشوكة التي كان يمثلها الجنرال في ظهرهم.

فارس بلا جواد

كان «للجنرال» سابقة  الخدمة في الحرس الملكي الخاص بالملك فاروق،ولاحقًا وقعت حادثة شهيرة أظهرت معدن هذا الفارس النبيل ومدي اعتزاه بشرف البذة العسكرية وولائه للقسم الذي أقسم عليه، فعقب حادث 4 فبراير 1942 الشهير الذي حاصرت فيه «دبابات الإنجليز» قصر «الملك فاروق»؛ لإجباره على إعادة مصطفى النحاس إلى رئاسة الوزراء، قدم محمد نجيب استقالته احتجاجًا، لأنه لم يتمكن من حماية مليكه الذي أقسم له يمين الولاء، إلا أن المسؤولون في قصر عابدين شكروه بإمتنان ورفضوا قبول استقالته.

محمد نجيب أثناء حرب فلسطين 1948

كاد يموت لإنقاذ جندي

كانت بداية معرفة «الجنرال» محمد نجيب على المستوي الشعبي، وعلى مستوي الجيش المصري، أثناء مشاركته في حرب 1948، ورغم رتبته الكبيرة «عميد» الا أنه كان على رأس صفوف قواته، ضاربًا مثلأ حيًا للشجاعة والإقدام والبطولة والرجولة، حيث أصيب في هذه الحرب 7 مرات لم يسجل منها سوي ثلاثة إصابات خطيرة لذلك تم وضع شارة بالرقم ( 3 ) على بدلته العسكرية الرسمية و(يمكنك تميز ذلك عزيز القارئ بالعودة الي الصورة الرئيسية للتقرير)، وكانت أخطرها الإصابة الثالثة والأخيرة في معركة «التبه 86» في شهر ديسمبر 1948، حيث أصيب برصاصات أثناء محاولته إنقاذ أحد جنوده عندما تعطلت دباباته، وكانت إصابة «الجنرال» شديدة حيث استقرت الرصاصات علي بعد عدة سنتيمترات من قلبه، وحينما اختبأ خلف شجرة وجد الدم يتفجر من صدره، وحينها كتب وصيه لأولاده قال فيها «تذكروا يا أبنائي أن أبيكم مات بشرف.وكانت رغبته الأخيرة أن ينتقم من الهزيمة في فلسطين ويجاهد لوحدة وادي النيل.

الحي الميت ” قائد الفيلق”

عندما جرى نقله إلي المستشفى اعتقد الأطباء أنه استشهد، ودخل «اليوزباشي» صلاح الدين شريف، لإلقاء نظرة الوادع علي جسده فنزع الغطاء وسقطت دمعة علي وجه « الجنرال»، كان الموقف اشبه المعجزة، فقد تحركت عيناه فجأة فأدرك الأطباء أنه لا يزال علي قيد الحياة وأسرعوا بإسعافه، وعقب تعافيه قتها حصل علي « نجمة فؤاد العسكرية الأولي» تقديراً لشجاعته في هذه المعركة مع منحه لقب البكوية فقد كان أول ضابط مصري يقود ما يناهز على الفيلق بمفردة وعقب الحرب عين مدير لمدرسة الضباط.

الجنرال والضباط الاحرار

الجنرال والضباط الاحرار

الجنرال سر نجاح الضباط الاحرار

كان صيت «الجنرال» وتاريخه المشرف المعروف مثل أجراس الكنائس وطبول الحرب التي ظلت تقرع آذان «الضباط الأحرار» أصحاب الرتب الصغيرة في ذلك الوقت، وبحسب وصفهم له كانوا يحتاجون خبرته وحكمته مقابل طموحاتهم الثورية لتغير نظام الحكم في البلاد وكان «الصاغ» عبد الحكيم عامر هو همزة الوصل في ذلك.

بعد حرب 1948 عاد «الجنرال» إلي القاهرة قائدًا لمدرسة الضباط العظام، وتيقن أن العدو الرئيسي ليس في «اليهود» وبقدر ما هم هولاء الرجال الذين يرتكبون خلف ظهورنا الآثام والموبقات يطعنون شرفهم بما يرتكبون من حماقات، وكان يردد دائما أن المعركة الحقيقة في مصر وليست في فلسطين، ولم يكن يتردد أن يقول هذا الكلام أمام من يثق فيهم من الضباط، وفي فترة من الفترات كان الصاغ عبد الحكيم عامر قريبا من «الجنرال محمد نجيب»، ويبدو أن كلام محمد نجيب عن الفساد في القاهرة قد أثر فيه فذهب إلي صديقه جمال عبد الناصر وقال له كما روي عامر لنجيب بعد ذلك: لقد عثرت في اللواء محمد نجيب علي كنز عظيم.

نجيب وناصر

كان «جمال عبدالناصر» قد بدأ في تشكيل تنظيم الضباط الأحرار منذ عام 1949 ، حيث تسببت هزيمة فلسطين في بث حالة من السخط والرغبة في القضاء على الإقطاع والفساد الداخلي وإنشاء جيش قوي، مع الالتزام في نظامه بالسرية المطلقة، كان التنظيم يريد أن يقوده أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم علي تأييد باقي الضباط، وبالفعل عرض عبد الناصر الأمر علي محمد نجيب فوافق علي الفور

يقول ثروت عكاشة – أحد الضباط الأحرار – في كتابه «مذكراتي بين السياسة والثقافة»: “كان اللواء محمد نجيب أحد قادة الجيش المرموقين لأسباب ثلاثة: أولها أخلاقياته الرفيعة، وثانيها ثقافته الواسعة فهو حاصل علي ليسانس الحقوق، وخريج كلية أركان الحرب ويجيد أكثر من لغة، وثالثها شجاعته في حرب فلسطين التي ضرب فيها القدوة لغيره وظفر بإعجاب الضباط كافة في ميدان القتال”

كان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لمحمد نجيب سر نجاح التنظيم داخل الجيش، فكان ضباط التنظيم حينما يعرضون علي باقي ضباط الجيش الانضمام إلي الحركة كانوا يسألون من القائد، وعندما يعرفوا أنه اللواء محمد نجيب يسارعون بالانضمام.

وقال المؤرخ العسكري اللواء جمال حماد، وهو أحد الضباط الأحرار أن الحركة لم تكن لتنجح لولا انضمام محمد نجيب إليها لما كان له من سمعة طيبة في الجيش، ولما كان منصبه ذو أهمية إذ أن باقي الضباط الأحرار كانوا ذوو رتب صغيرة وغير معروفين.

الجنرال ضد الملك

كانت انتخابات نادي الضباط بمثابة الخطوة الفعالة الأولى في طريق ثورة يوليو، فقبل أنتخابات النادي كانت اللجنة التنفيذية لتنظيم الضباط الأحرار تعتقد أنه ليس من الممكن القيام بالثورة قبل عام 1955، لكن بعد الانتخابات أحس الضباط بمدي قوتهم، ووقتها رشح محمد نجيب نفسه رئيسًا لمجلس إدارة النادي لجس نبض الجيش واختبار مدى قوة الضباط الأحرار وتحديا للملك وقبل الملك التحدي ورشح حسين سري عامر، كانت الانتخابات أول اختبار حقيقي لشعبية محمد نجيب داخل الجيش. ومع طلوع فجر اليوم الأول من يناير 1952 أعلنت النتيجة وحصل محمد نجيب علي أغلبية ساحقة شبة جماعية ولم يحصل منافسيه سوى علي 58 صوتًا فقط، كانت النتيجة صدمة شديدة للملك فقرر حل مجلس إدارة النادي.

كانت الأجواء في مصر مشتعلة نتيجة حادثة حريق القاهرة في 24 يناير1952، أعقبتها حادثة الإسماعيلية يوم 25 يناير  من ذات العام (عيد الشرطة)، بعد مقتل عدد من أفراد الشرطة، طالبتهم القوات الإنجليزية بتسليم مقراتهم وأسلحتهم ورفضوا، وأشتبكوا مع القوات الإنجليزية، وخلفت أكثر من 40 قتيلًا، وكانت شعبية الملك في تراجع شديد وجعله في موقف ضعيف، وسهل الأمر على تنظيم الظباط الأحرار.

وفى 18 يوليه 1952 قابل «الجنرال محمد نجيب» محمد هاشم وزير الداخلية – زوج ابنة رئيس الوزراء – بناء على طلب الأخير الذي سأله عن أسباب تذمر الضباط، وعرض عليه منصب وزير الحربية، لكن نجيب رفض و فضل البقاء بالجيش لانه شك في مخطط يهدف إلى ابعاده عن القوات المسلحة، وخلال حديثهما أخطره محمد هاشم أن هناك 13 اسمًا لظباط في الجيش قاموا بعمل تنظيم يسمى ( الضباط الأحرار) ، وأن السرايا الملكية قد تعرفت على 8 افراد منهم وسيتم القبض عليهما ، مما جعل نجيب يجتمع على عجالة باللجنة العليا لتنظيم الظباط الأحرار للسرعة في تنفيذ الخطة، التي جرى تنفيذها في 23 يوليو1952.

وفي ليلة الـ23 يوليو عام 1952 بدأ تنفيذ خطة يوليو والتي سميت بـ(حركة التصحيح) التي انتهت بتنازل الملك فاروق عن العرش لوريثه ومغادرة البلاد، وفي عام 1953 انهيت الملكية وإعلنت أول جمهورية مصرية في التاريخ برئاسة الجنرال والملهم محمد نجيب.

وأعلنت مباديء الثورة الستة وحددت الملكية الزراعية، لكنه كان على خلاف مع ظباط مجلس قيادة الثورة بسبب رغبته في إرجاع الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية المدنية، ونتيجة لذلك قدم استقالته في فبراير ثم عاد مرة ثانية بعد أزمة مارس، لكن في 14 نوفمبر 1954أجبره مجلس قيادة الثورة على الاستقالة، ووضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته في قصر زينب الوكيل بعيداً عن الحياة السياسية ومنع أي زيارات له ، حتى عام 1971 حينما قرر الرئيس السادات إنهاء الإقامة الجبرية له، لكنه ظل ممنوعًا من الظهور للأضواء حتى وفاته في 28 أغسطس 1984

الجنرال في اواخر ايامه

الجنرال في اواخر ايامه

إخفاء الجنرال من التاريخ

بالرغم من الدور السياسي والتاريخي البارز لمحمد نجيب، إلا أنه بعد الإطاحة به من الرئاسة ووضعه تحت الأقامة الجبرية، شُطب اسمه من الوثائق وكافة السجلات والكتب، ومنع ظهوره أو ظهور أسمه تمامًا طوال 30 عام حتى أعتقد الكثير من المصريون أنه توفي، وكان يذكر في الوثائق والكتب ان عبد الناصر هو أول رئيس لمصر، وأستمر هذا الأمر حتى أواخر الثمانيات حيث عاد اسمه للظهور من جديد وتم إعادة الأوسمة لأسرته، وأطلق اسمه على بعض المنشأت والشوارع، وفي عام 2013 في ذكرى ثورة 23 يوليو منح الرئيس عدلي منصور عائلة نجيب قلادة النيل العظمى.

الجنرال محمد نجيب «فارس الملكية ومنسي الجمهورية» (بروفايل)
Fri, 28 Aug 2015 21:59:08 GMT

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى