جثة القتيل
2عادل عبدالسميع محمد، 28 سنة، عامل، ضحية جديدة «محتملة» من ضحايا قسم شرطة المطرية، عادل كان محبوساً احتياطياً على ذمه قضية سرقة هاتف محمول، ولقى مصرعه داخل حجز القسم فى ظروف غامضة، واتهمت أسرته ضباط القسم بتعذيبه حتى فارق الحياة، بينما أنكر الضباط تعذيبه وأرجعوا وفاته إلى تعدِّى بعض المتهمين عليه داخل حجز القسم، بالإضافة إلى إصابته بمرض جلدى.
«الوطن» انتقلت إلى منطقة عين شمس الغربية، حيث منزل المجنى عليه والتقت نبيلة شقيقته الكبرى، التى قالت إنه فى يوم 2 من شهر أكتوبر الماضى وفى أثناء عودة شقيقها من عمله وجد أحد أبناء المنطقة يوقفه ويعرض عليه هاتفاً محمولاً للبيع، وعندما شاهده عادل أعجبه وقال له «تعالى معايا البيت عشان أنا مش معايا فلوس دلوقتى عشان لسه طالع من الشغل»، وذهب معه إلى البيت، وظل ذلك الشاب أسفل المنزل، ودخل عادل المنزل وأخذ مبلغاً من المال الذى مع والدته، وخرج وأعطاه المال وأخذ التليفون ووضع فيه شريحه التليفون القديم.
قسم المطرية اتصل بأسرته وقال لهم: ابنكم مات تعالوا خدو الجثة.. والنيابة: مات مقتول.. ومصدر بالطب الشرعى: «فيه طفى سجاير فى جسمه»
وتستكمل نبيلة بأنه بعد يوم واحد فقط وبالتحديد يوم 3 أكتوبر الماضى، وجد شخصاً يتصل به ويخبره بأنه صاحب الهاتف وأنه فُقد منه فى المواصلات، فردّ عليه عادل «معاك ما يثبت إنه بتاعك؟»، قال له «معايا العلبة الخاصة بالتليفون وكذلك فاتورة الشراء»، فأعطاه عادل موعداً على مقهى بجوار المنزل فى منطقة عين شمس الغربية، وبمجرد وصول الشاب الذى يدَّعى أنه صاحب التليفون إلى المقهى وتعرُّفه على عادل وجد قوة من ضباط وأفراد قسم المطرية يلقون القبض عليه ويأخذونه إلى قسم الشرطة.
شقيقته: وكيل النيابة بلغنا إنه مات مقتول ومينفعش ندفنه إلا لما يحققوا ولازم حقه يرجع
وأضافت شقيقته: «بالعرض على النيابة العامة قرَّرت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، ثم جددت حبسه 15 يوماً»، وتابعت: «وفى أثناء زيارتنا له فى القسم كان يطلب عدم الحضور مرة أخرى بسبب أخذ المتهمين الزيارة منه ومتعلقاته الشخصية، بالإضافة إلى وجود أمناء الشرطة بجوارنا حتى لا يستطيع التحدث معنا عمَّا يتعرض له من تعذيب بواسطة الضباط والأمناء والمتهَمين».
والدته: «ابنى بييجى لى فى المنام ويقولى «قومى خدى حقى»
وأوضحت نبيلة أنه «يوم الخميس 24 أكتوبر وبالتحديد فى الساعة الواحدة ظهراً ذهبت شقيقته الصغرى لزيارته فى القسم، ولكن الأمن رفض دخولها بزعم أنه نائم، وفى الساعة 12 مساءً تلقينا اتصالاً من القسم يخبروننا فيه بأنه مات ونُقل إلى مشرحة مستشفى المطرية العام، وبالانتقال إلى المستشفى لرؤيته رفضوا دخولنا، وفى الصباح ذهبنا إلى النيابة العامة للحصول على تصريح دفن، ولكن وكيل النيابة قال إنه مات مقتولاً، ولا بد من إجراء تحقيق فى الواقعة قبل التصريح بدفنه، واستدعت النيابة العامة والدتى التى تبلغ من العمر 76 سنة، وعُرض 3 متهمين عليها للتعرُّف على من قد يكون القاتل، أو إن كان عادل قد شكا إليها أحدهم، ودُفن عادل، ومن وقتها لم يُرسَل إلينا شىء بشأن الواقعة، أو حبس المتسبب فى قتله». وأكدت نبيلة أنها تتَّهم ضباط قسم شرطة المطرية بقتله، سواء بأيديهم أو بتحريض المتهمين داخل الحجز على قتله، لأنه أمانة لديهم.
وقالت نوال عيسى، 76 سنة، والدة المجنى عليه، إنها منذ مقتل ابنها وهو يأتى لها فى المنام ويجذبها من ملابسها، ويقول لها: «قومى خدى حقى»، وهو ما جعلها رغم كبر السن لا تبخل بأى مجهود فى النزول من المنزل والذهاب إلى النيابة، وأضافت الحاجة نوال أن نجلها لم يدخل قسم الشرطة طوال حياته ولا مرة منذ ولادته، وهذه هى المرة الأولى والأخيرة التى دخل فيها القسم فى قضية ملفقة بسرقة هاتف محمول، على حد قولها، وخرج منه محمولاً إلى مشرحة زينهم، وتابعت الأم أن القسم مسئول عن مقتل ابنها سواء بأيديهم أو بأيدى المتهمين الذين كانوا معه فى الحجز، حيث إن عادل يعتبر أمانة لدى القسم ولا بد أن يحافظوا على الأمانة حتى يقول القضاء كلمته فى تلك القضية، إما بالبراءة والخروج من القسم أو الإدانة والذهاب إلى السجن، وأوضحت الحاجة نوال أن اعتداء المتهمين عليه حسب زعم ضباط القسم غير صحيح، لأن الإصابات التى وجدت على جثته تبين أنه تعرض للتعذيب لفترات طويلة، لأننا شاهدنا الجثة وقمنا بتصويرها، ووجدنا إصابات قديمة، وإذا كانت نتيجة اعتداء المتهمين عليه كان قد أبلغ شقيقته أثناء زيارتها له كل يوم، أو حتى أبلغ ضباط القسم بما يحدث له.
وقال مصدر بالطب الشرعى، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن المشرحة استقبلت جثمان المجنى عليه عادل عبدالسميع صيام، فى العقد الثالث من العمر، وبإجراء الصفة التشريحية تَبيَّن وجود إصابات ظاهرية نتيجة إطفاء سجائر بجثمان المجنى عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى