حلب ـ الأناضول ـ استهدفت المقاتلات الروسية، منذ بدء عملياتها الجوية في سوريا في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي، قوات المعارضة والمدنيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة هذه القوات، أكثر من استهدافها مواقع تنظيم “داعش”.
وبحسب تصريح وزارة الدفاع الروسية في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، فإنّ مقاتلاتها قامت بألف و631 طلعة جوية، منذ بدء غاراتها في سوريا، وتمّ خلالها قصف ألفين و84 هدفاً.
وفي تصريح آخر صدر من وزارة الدفاع الروسية في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أكّدت الوزارة أنّ مقاتلاتها قصفت خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة 190 نقطة تابعة لتنظيم داعش.
وبعكس التصريحات الروسية، فإنّ المقاتلات الروسية كثّفت غاراتها خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على محافظات إدلب وحماه وحمص وشمال محافظة حلب، فيما تركّزت الغارات الروسية خلال النصف الثاني من تشرين الأول ومطلع تشرين الثاني/ نوفمبر، على المناطق الواقعة جنوبي إدلب وجنوب وشمالي حلب، بالإضافة إلى منطقة جبل التركمان (بايربوجاق) في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية، الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة المعتدلة.
وقُتل عشرات المدنيين في منطقة معرة النعمان، الواقعة جنوبي محافظة إدلب، جراء القصف الروسي الكثيف، كما تعرضت منطقة كفر حمرا (شمال حلب) وبلدة الحاضر(جنوب حلب) إلى غارات روسية متكررة، طيلة الشهر الجاري.
وتشهد منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية، اشتباكات عنيفة بين الفصائل التركمانية وقوات النظام السوري، المدعومة بغطاء جوي روسي، حيث تقوم روسيا بإدارة المعركة في هذه المنطقة، وتنفذ قصفاً صاروخياً على الجبل، من سفنها المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط.
وبدأت الاشتباكات في جبل التركمان في قرية غمام (جنوبي الجبل)، التي استهدفتها قوات النظام السوري، وتستمر في محاور نبع المر، وفرنلق، وبرج الزاهية الاستراتيجي، حيث تقوم المقاتلات الروسية بشن غارات عنيفة على تلك المحاور.
النظام لم يتمكّن من تحقيق أهدافه:
على الرغم من إجبار قوات المعارضة السورية إلى التراجع للخطوط الدفاعية، عبر القصف الروسي المكثّف على مناطقهم، إلّا أنّ المعارضة تمكّنت من الحفاظ على مكاسبها بنسبة كبيرة.
ولم تتمكن قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي كثيف، من السيطرة سوى على 3 قرى وبلدة واحدة في محافظة حماة، و3 بلدات جنوب محافظة حلب، فيما استطاعت قوات المعارضة، فرض سيطرتها على 3 بلدات في ريف حماة، خلال الشهر نفسه، بالإضافة إلى إحكام المعارضة قبضتها على منطقة مورك الاستراتيجية، التي تُعدّ عقدة مواصلات بين محافظات حلب وحماة ودمشق.
وفيما يخصّ الاشتباكات في ريف اللاذقية، فقد سيطرت قوات النظام، على قرى، غمام، وبيت زويك، ونبع المر، إلّا أنّ قمة برج الزاهية الاستراتيجية، ما تزال تشهد تبادلاً في السيطرة بين المعارضة والنظام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى