تحية لمن لم ينتظر أوامر المرشد أسماء البلتاجي في "يوم الملحمة": تحية لمن لم ينتظر أوامر المرشد طباعة 3 ربيع أبو شحات الخميس, 20 نوفمبر 2014 12:46 "من ميدان التحرير.. تحية لمن لم ينتظر أوامر المرشد".. بقيت الكلمات وماتت صاحبتها، بقي شارع "نور العيون"، وضاعت الرؤية.. ثلاث سنوات على عصيان "عصفور الكناريا" ووالدها الثائر المختفي خلف الأسوار، لتعليمات "الإرشاد" بعدم النزول للاحتجاج في يوم ملحمة محمد محمود. بوجهها الطفولي، أضحت أسماء محمد البلتاجي بنت الـ 17ربيعا "أيقونة" لأكثر المشاهد دموية في تاريخ مصر المعاصر، لمشهدين توقف عندهما التاريخ ليرسم خطوط مأساة على وجه الوطن، خطوطاً لن تداويها كريمات التجميل وشد التجاعيد، أولها حين انجرف طوفان الغضب في 19 من نوفمبر من عام 2011 لمطالبة "مجلس طنطاوي" بالرحيل وتسليم السلطة للمدنيين، وثانيها حين جن جنون السلطة لتفض ميداني الاعتصام في رابعة والنهضة في يوم الأربعاء الأسود 14 أغسطس من العام الماضي. في ميدان التحرير.. في يوم الملحمة، كانت أسماء والبلتاجي وقيادات وشباب من الإخوان على عكس ما قيل "باعونا في محمد محمود"، تارة في مقدمة الصفوف، وتارة أخرى تجلس حيث ترافقها صديقتها حبيبة على أرصفة الميدان، تشدان من أزر الثوار المشاركين في الأحداث، بطش وضرب وقنابل غاز وخرطوش ومطاطي، وقناص يشجعه جندي مجهول: "الله ينور يا باشا جت في عينه". سلسلة من المذابح تشهدها مصر في عامي 2011 و2012، تكتب حينها أسماء جملة شهيرة لنجيب سرور: "لا حق لحي إن ضاعت في الأرض حقوق الأموات"، كانت هذه هي رسالتها التي تركتها للأحياء. تقول عنها والدتها سناء عبد الجواد: "أسماء واحدة من بنات مصر الطيبات، زهرتي الوحيدة، ليست طفلة كانت تسبق عمرها بكثير، لها كتابات في الأدب والسياسة والاقتصاد والاجتماع، تقرأ لكل الناس، وتحضر ندوات ومؤتمرات، حتى أنها كانت تقرأ لأسماء غير مشهورة وتختلف عنها فكرا وتفكيرا". كانت لأسماء ـ والكلام لوالدتها ـ مقولة دائمة: "الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أولى الناس بها". الناشطة السياسية، غادة محمد نجيب، تقول عن أسماء، وأحداث محمد محمود: "الإخوان باعونا في محمد محمود بس أسماء ما باعتناش في محمد محمود، إنما احنا اللي بعناها في رابعة، إحنا كنا ضد مطالب رابعة السياسية، لكن لم ننتفض لإغاثتهم وتركناهم يدهسون تحت دبابات السيسى، ووصل الأمر أن هناك من برر قتلهم أو شمت وفرح في دمائهم". "مش عارفه في كام واحد زي أسماء كان معانا في محمد محمود ودلوقتي هو شهيد أو معتقل لكل الأطراف ورحمة أسماء ورحمة الشهداء على الأقل وقفوا هجومكم المتبادل على بعض وفكروا في المصلحة العامة وفكروا ازاي العرب اتصالحوا مع العدو الصهيوني واحنا أبناء الوطن الواحد مش عارفين نعمل ده، وحد صفك كتفي في كتفك قوتنا في وحدتنا، محمد محمود ورابعة اخوات"، تضيف غادة. أسماء هي تلك التي قالت يوما على صفحتها الشخصية إنها تبرأ كإسلامية، من مواقف الكثير من الحركات الإسلامية، وقت كانت الجماعة مسيطرة على الأحداث، هي ذاتها الشاكية لبارئها من "مجلس العسكر" في أحداث ماسبيرو، الثائرة في محمد محمود، والمرابطة في اعتصام رابعة العدوية.
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى