لندن- “القدس العربي”: ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز″ أن دولة الإمارات العربية المتحدة أرسلت سرا مئات من المرتزقة الكولومبيين للقتال في اليمن للمشاركة في الحرب، وهو من شأنه تصعيد الصراع بالوكالة بين الولايات المتحدة وإيران.
وهذه هي طلائع أول القوات الأجنبية التي دربتها سرا الإمارات العربية المتحدة بقاعدة عسكرية في مدينة زايد العسكرية وعلى مدى الخمسة أعوام الماضية.
ويقول أشخاص مطلعين أو لهم علاقة بالبرنامج إن هذا المشروع تديره شركة مقاولات أمنية خاصة لها علاقة بإريك برينس مدير شركة بلاكوووتر وورلد وايد إلا أن الأشخاص الذين يعملون في المشروع قالوا إن دوره انتهى قبل سنوات وانتقلت مسؤولية الإشراف عليه للجيش الإماراتي.
وبالإضافة للكولومبيين تضم الوحدة المكونة من 450 عسكريا والتي وصلت لليمن مرتزقة من جنسسيات مختلفة من أمريكا اللاتينية، من ضمنها من السلفادر وبنما وتشيلي.
ويضفي وجودهم جوا جديدا على الفوضى اليي تعيشها اليمن حيث تتقاتل قوات من الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين وأبناء القبائل وشبكات جهادية تابعة لتنظيم القاعدة.
وكانت السعودية بداية هذا العام بدأت حملة عسكرية لقيت دعما من الولايات المتحدة وتشارك فيها دول خليجية وعربية في محاولة لإخراج المتمردين الحوثيين من العاصمة اليمنية صنعاء والتي سيطروا عليها في إيلول (سبتمبر) 2014.
وتقول الصحيفة أن اعتماد الإمارات على مرتزقة من أمريكا اللاتينية يقدم صورة عن الإستراتيجيات العسكرية الحازمة التي تبنتها دول الخليج في السنوات الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بالنزاعات التي شهدتها المنطقة العربية. فقد شاركت السعودية والإمارات وقطر في نزاعات في محاولة منها لوقف موجة الفوضى التي نتجت عن الربيع العربي منذ نهاية عام 2010.
وشاركت هذه الدول في صراعات، سواء كانت اليمن، ليبيا أو سوريا بجيوشها التي لم تعتد على خوض حروب طويلة فيما لم تظهر شعوبها اهتماما بالخدمة العسكرية.
ونقلت الصحيفة عن شين ماكفيت، الزميل الباحث في المعهد الاطلنطي ومؤلف كتاب “المرتزقة الجدد” قوله “يعتبر المرتزقة خيارا جذابا للدول الغنية التي ترغب بشن حروب وفي الوقت نفسه لا يظهر مواطنوها اهتماما بالقتال”. وأضاف قائلا إن “الصناعة العسكرية الخاصة أصبحت دولية الآن”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “شرعنت” الصناعة من خلال اعتمادها على المتعهدين الأمنيين في العراق وأفغانستان وطوال عقد من الزمان. وقال إن “المرتزقة من أمريكا اللاتينية هم علامة عما سيأتي بعد”.
وتم اختيار المرتزقة الكولومبيين الذين أرسلوا لليمن من بين 1.800 جندي من أمريكا اللاتينية يتلقون تدريبا في القاعدة الإماراتية. فقد تم إيقاظهم من النوم في منتصف الليل الشهر الماضي وقيل لهم إنهم سيسافرون إلى اليمن. وقبل ذلك تم منح كل واحد منهم رقما ورتبة عسكرية في الجيش الإماراتي. أما بقية المرتزقة في القاعدة فيواصلون التدريب على قاذفات القنابل واستخدام العربات المصفحة التي تستخدمها القوات الإماراتية في الوقت الحالي في اليمن.
وجاء اعتماد المسؤولين الإماراتيين على الكولومبيين لاعتقادهم أنهم مقاتلون أشداء ومجربون في مجال حرب العصابات وقضوا وقتا في غابات كولومبيا وهم يقاتلون منظمة “القوات الثورية الكولومبية المسلحة” أو “فارك”.
ولا تعرف ما هي مهمة الكولومبيين بالضبط في اليمن. وقال أحد المشاركين في البرنامج إنهم لن يشاركوا في المعارك إلا بعد أسابيع. وسينضمون لمئات الجنود السعوديين والسودانيين الذين أرسلوا إلى هناك ضمن قوات التحالف.
وأشار تقرير للأمم المتحدة أن هناك 400 جندي إرتيري تم إرفاقهم مع الجنود الإماراتيين في اليمن. ويعتبر إن ثبتت صحته خرقا لقانون صادر عن الأمم المتحدة يحدد نشاطات القوات العسكرية الإرتيرية.
وتشارك الولايات المتحدة في الحملة التي تقودها السعودية في اليمن حيث تقدم الدعم اللوجيستي للطائرات وتزودها بالوقود. وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) فريقا عسكريا ليقدم معلومات أمنية تستخدم في الغارات على أهداف الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ووافقت إدارة أوباما في السنوات الماضية على صفقات أسلحة متقدمة ونوعية تقدر بالمليارات تقدمت كل من السعودية والإمارات بطلب لشرائها. وتم استخدام بعض الأسلحة في اليمن.
ووافقت الإدارة هذا الشهر على صفقة بـ 1.29 مليار دولار لشراء آلاف القنابل من أجل ملء مخازنها بعد استخدام الترسانة في حرب اليمن مع أن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن الصفقة لن تسلم إلا بعد عدة أشهر وليست مرتبطة بالنزاع في اليمن.
وتشيرالصحيفة إلى أن دخول إيران الحرب إلى جانب الحوثيين أدى لتحويل النزاع لطائفي مع أن القوات الإماراتية في جنوب اليمن تقوم بعمليات ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. ومنذ وصولهم في آب (أغسطس) إلى جنوب اليمن قتل عشرات من أفراد القوات الإماراتية الخاصة. وفي هجوم واحد قتل 45 جنديا إماراتيا في إيلول (سبتمبر) إضافة لعدد من الجنود البحرينيين.
وتقول الصحيفة إن وجود المرتزقة من أمريكا اللاتينية يعتبر وبحسب وثائق ومسؤولين أمريكيين وأشخاص يعرفون بطبيعة عمل هذه القوات للقيام بمهام خاصة ومحلية مثل حماية خطوط النفط وحراسة المنشآت الحساسة وربما لمواجهة أحداث الشغب في المعسكرات التي يقيم فيها العمال الأجانب في الإمارات.
وفي تلخيص تم تقديمه عام 2011 للمسؤولين المشاركين في المشروع فقد تم الحديث عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقراصنة الصوماليين وحوادث الشغب المحلية باعتبارها تهديدات كبيرة على أمن الإمارات واستقرارها.
وقيل للمرتزقة أنه قد يطلب منهم في يوم تنفيذ مهام خارجية، ولكن المهام الوحيدة التي قاموا بتنفيذها حتى إرسالهم لليمن كانت حماية ناقلات النفط التجارية. ولكن هذه المهام تعتبر نادرة.
ويعيش الجنود كما يقولون حياة رتيبة في القاعدة العسكرية في الصحراء التي تقع في مدينة زايد العسكرية. وكان برنامجهم اليومي يبدأ في الساعة الخامسة صباحا ويقومون بتدريبات رياضية وعسكرية وتشمل على إطلاق النار والتحكم بالشغب.
وهناك عدد من الغربيين بمن فيهم أمريكيون يعملون كمدربين للمرتزقة من أمريكا اللاتينية.
وعندما تشتد حرارة الشمس نهاية الفترة الصباحية يتحرك الجنود إلى القاعات المكيفة بالهواء لتلقي دروسا في العسكرية.
ويعيشون حياة متقشفة نوعا ما في المعسكر حيث يغسلون ملابسهم ويعلقونها من الشبابيك حتى تنشف تحت حرارة الشمس. وهناك قاعة لأجهزة الكمبيوتر يقوم الجنود باستخدامها لفتح بريدهم الألكتروني وكذا صفحاتهم على الفيسبوك ولكن لا يسمح لهم بوضع صور على وسائل التواصل الإجتماعي أما عن وجبات الطعام فعادية. وكما يقول أحد الجنود “نفس الطعام في كل يوم”، وقال أحدهم أنهم قد يتناولون “دجاجا كل يوم”.
وأنفق الإماراتيون عدة ملايين من الدولارات على تأهيل المعسكر من ناحية الأسلحة والعربات المصفحة والمناظير الليلية ونظام الإتصالات لكن لا يزور القادة الإماراتيون المعسكر إلا نادرا وعندما يفعلون يقدم الجنود عرضا عسكريا مثل الهبوط من المروحيات وسياقة العربات المصفحة.
ورغم كل هذا يبقى الجنود في المعسكر بسبب الأجور المغرية التي يحصلون عليها والتي تتراوح ما بين 2.000 – 3.000 دولار في الشهر وهو مبلغ كبير مقارنة مع مبلغ 400 دولار يحصلون عليه إن عملوا في كولومبيا. وبالنسبة للجنود الذين أرسلوا لليمن فيتلقى الواحد منهم 1.000 دولار اسبوعيا، وذلك حسب أحد الأشخاص الذين عملوا في المشروع.
وتم تدريب مئات من القوات الكولومبية منذ بداية المشروع عام 2010 وهو عدد كبير لدرجة حاولت الحكومة الكولومبية عقد اتفاق مع الحكومة الإماراتية لوقف تدفق القوات نحو الخليج. والتقى ممثلون عن الحكومتين لكن لم يتم التوصل لاتفاق.
وتقوم الشركة الكولومبية “غلوبال إنتربرايز″ والتي يديرها رئيس سابق للقوات الخاصة واسمه أوسكار غارسيا باتي. ويعمل باتي قائدا للوحدة الكولومبية في الإمارات وهو جزء من القوة التي نشرت في اليمن.
ويقول الخبراء في كولومبيا أن الوعد بتحقيق أموال في الإمارات وإرسالها لعائلاتهم في كولومبيا يجعل من الصعوبة وقف الموجة. وبحسب جامي رويز، رئيس جمعية الضباط المتقاعدين من القوات المسلحة “هذه العروض الكبيرة والرواتب الجيدة والتأمين لفتت انتباه أحسن جنودنا”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى