عبد الرحيم راضي، طالب في السنة الرابعة بكلية الصيدلة من مدينة دار السلام بمحافظة سوهاج جنوب مصر، ذاع صيته في مصر خلال الأيام الماضية وتهافتت عليه الفضائيات المصرية ونظم الأزهر الشريف حفلة لتكريمه بعد إعلانه فوزه بمسابقة القرآن العالمية في ماليزيا.. إلا أنه تبين لاحقاً أنه لم يحصل على الجائزة، بل لم يسافر إلى ماليزيا من الأساس.
الطالب زعم في أحاديثه لوسائل الإعلام المصرية أنه فاز بلقب "أفضل قارئ" كما فاز بلقب "أفضل مبتهل للابتهالات الدينية". ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي "هشتاغ" يحمل اسم "عبد الرحيم راضي" مطالبين بتكريمه ومنتقدين تجاهل الأزهر له.
المفاجأة أتت بعد أن استجاب محافظ سوهاج لضغوط مواقع التواصل وكرّم الطالب، كما كرمه محمود الشريف، وكيل البرلمان المصري والمنتمي لنفس محافظة، مؤكدا أن الدولة تشجع "الوجوه الشابة التي لها إسهامات دعوية ودينية مشرفة ومعتدلة".
الأزهر كاد يقع في الفخ وأعلن عن تنظيم حفلة بالفعل لتكريم الطالب أمس الأحد، تقديرا لحفظه كتاب الله وتمثيله المشرف لمصر في هذا المحفل الدولي. ولاحقاً تم إلغاء الحفل، رسمياً بسبب وفاة الدكتور محمد المختار المهدي، رئيس الجمعية الشرعية.. لكن الحقيقة أن الأزهر علم بالخدعة وهرب من الفخ.
هذا وقد قررت جامعة الأزهر إحالة الطالب عبد الرحيم راضي إلى مجلس تأديب للتحقيق معه في هذه الادعاءات ومنحه فرصة لتقديم ما يثبتها.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن "المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المصرية تناقلت خلال الأيام الماضية بكثافة خبرا أسعد جميع المصريين يفيد بفوز أحد طلاب الأزهر بالمركز الأول على مستوى العالم في مسابقة عقدت لقراء القرآن الكريم، وتسابقت البرامج لاستضافته، وكان من البديهي اهتمام الأزهر بطالبه وتحري الأمر لتكريمه، فحضر الطالب إلى مشيخة الأزهر أمس وكان من الضروري معرفة تفاصيل عن الجائزة والجهة المانحة والتأكد من ترتيب الطالب".
وأضاف وكيل الأزهر أن "الجامعة لم تبلَّغ عن سفر الطالب أو غيره من طلابها للمشاركة. وقام بعض المختصين بمناقشة الطالب وسؤاله عن التفاصيل، فتبين أنه لا يحمل وثائق تثبت فوزه بالمركز الذي أعلن عنه. وبمناقشته لم يستطع إعطاء بيانات أو إجابات مقنعة تؤكد فوزه، فتم الاتصال بسفير مصر في ماليزيا السفير صلاح الوسيمي".
وأشار وكيل الأزهر إلى أنه اتصل بنفسه بالسفير المصري فأفاد بعدم إجراء المسابقة في الفترة التي يدعيها الطالب، كما تم سؤال سفير ماليزيا في القاهرة فأفاد أن المسابقة تعقد في شهر شعبان من كل عام وليست هناك مسابقات خلال هذه الفترة المعلن عنها، ولا علم للسفارة بمشاركة الطالب في أي مسابقة في ماليزيا.
كما تم الاتصال بنائب رئيس جامعة الأزهر لفرع أسيوط لبحث حالة الطالب لبيان حصوله على موافقة للسفر في الفترة الأخيرة من عدمه والتأكد من حصوله على جائزة ونوعها والجهة المانحة من عدمه لاتخاذ اللازم.
بدوره، نفى عبدالفتاح الطاروطي، المحكم الدولي لمسابقة القرآن بماليزيا، حصول الطالب على المركز الأول عالمياً بمسابقة ماليزيا العالمية، معتبراً أن "ذلك كذب وافتراء".
وأشار إلى أنه راجع الشؤون الدينية في السفارة الماليزية، فتبين أن الطالب لم يحصل على تأشيرة للسفر ولم يسافر بالتالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى