آخر المواضيع

آخر الأخبار

24‏/09‏/2016

ديفيد هيرست: من سيخلف السيسي؟.. وهؤلاء هم البدلاء


ديفيد هيرست: من سيخلف السيسي؟.. وهؤلاء هم البدلاء
هافينغتون بوست عربي  |  ترجمة

هل يرث الفريق محمود حجازي رئيس أركان الجيش المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد أن بدد الأخير فرصه في الحكم؟.
ليس هذا التساؤل الوحيد الذي طرحه الكاتب الشهير ديفيد هيرست في تدوينة له بموقع هافينغتون بوست عربي ستشهد فيه بتعبيرات القرآن الكريم لوصف وضع السيسي ، قائلا "عندما توفي نبي الله الملك سليمان لم يفطن أحد إلى موته بداية الأمر لأنه توفي مستنداً على عصاه و ما دل على موته إلا النمل الذي قرض هذه العصا".

هيرست يرى أن السؤال ليس هل يتمكن السيسي من المضي قدما ، بل السؤال هو من سيخلفه؟ بعد أن بدد عشرات المليارات الدولارات من مساعدات الخليج، وتبخرت وعوده المتكررة للمصريين.
ويستعرض الكاتب خلفاء السيسي المحتملين والذين لايستبعد من بينهم صهره رئيس الأركان محمود حجازي ، زاعما أنه رغم أنه أشد الحلفاء موثوقية فإنه قد يفعل بالسيسي مثلما فعل بمرسي ، قائلا "الغدر سلاح ذو حدين"، حسب تعبيره.


نص المقال

السؤال ليس هل يتمكن السيسي من المضي وسط مستنقع الشكوك المحيطة به، بل السؤال هو من سيخلفه؟
"تريدون أن تكونوا أمة ذات شأن؟ هل ستتحملون إن جعلتكم تمشون على أقدامكم أو إن أيقظتكم في كل يوم الساعة الـ5 فجراً؟ هل ستتحملون تقشف الطعام والتكييف؟ يظن البعض أنني رجل طيب، لكن السيسي عذاب ومعاناة."
هكذا كان الحوار المسرب الذي أجراه صحفي مع المشير قبل أن يغدو رئيساً بفترة وجيزة. لعله لم يكن يدري حينها أن كلماته هذه ستتحقق في علم الغيب مستقبلاً، لأن حكم السيسي بالفعل غدا عذاباً ومعاناة لمصر.

مضى السيسي يترنح بين وعوده التي يدلي بها مثل "خشخيشة" لامعة فوق رأس بلده التي تصدقه وتخشاه. أول تلك الوعود كان المليارات التي ستحصل عليها مصر من دول الخليج التي دعمت انقلابه العسكري، وقد تباهى السيسي أمام مساعديه أن نقودهم كانت كثيرة مثل "أكوام الرز"؛ رأيٌ وتشبيهٌ يبدو قديماً من حقبة غابرة بعد انهيار أسعار النفط وحرب اليمن. أنفق باذخاً حوالي 50 ملياراً من أموالهم النقدية "الكاش" وقروضهم وضمانات النفط.

ثم كان ثاني الوعود اجتماع متبرعين دوليين في شرم الشيخ، والذي لم يأت سوى بمزيد من الوعود لكن دون أدنى تغيير.
ثالث الوعود كان مشاريع بنائية ضخمة مثل إنشاء عاصمة جديدة بتكلفة 45 مليار دولار أو فتح قناة سويس جديدة.
وفي عام 2015 وعد المسؤولون الرسميون بأن مشروع توسعة القناة الذي بلغت تكلفته 8 مليارات دولار سوف يأتي بأرباح مضاعفة 3 مرات خلال سنوات. لكن الواقع أن عدد السفن العابرة للقناة لم يرتفع سوى بمعدل 0.0033% وفقاً لأحد الإحصائيات.
أما رابع الوعود فكان خطة التنازل عن جزيرتين للسعودية أملاً في تجديد الدعم المالي السعودي؛ خطةٌ تسببت بغضب ونقمة شعبية، ومازالت عالقة في البرلمان والمحاكم، وهو ما أغضب الرياض وأثار حفيظتها.


زلازل القاهرة

والآن يأتي من يخبرنا أن الفرج قد جاء على شكل قرض من صندوق النقد الدولي قيمته 12 مليار دولار. بالنسبة لسوق عملة مصر فإن هذه خطة إنعاش حياة لا مجرد قرض.
ففي يوليو/تموز 2016 انخفض الاحتياطي الأجنبي إلى أقل مستوى في 16 شهراً وفق تقرير لبلومبيرغ، ولم يزد حجم الاحتياطي عن 3 أشهر من الواردات فقط. ولكن ما من شيء يسمى قرضاً مجانياً من صندوق النقد الدولي، ففي المقابل سيطالب الصندوق بخفض قيمة الجنيه المصري والرفع التدريجي للدعم الحكومي عن أسعار السلع وفرض ضريبة القيمة المضافة؛ كلها إصلاحات نسمع جعجعتها ولا نرى طحنها.

لم يرفع السيسي سوى مرتبات الجيش والشرطة والقضاة. في الوقت الحالي يمثل إنفاق الدولة على الرواتب العامة والأجور والدعم الحكومي وديون الخدمة حوالي 80% من الميزانية، ما لا يترك مجالاً رحباً أمام التقشف وخفض الإنفاق. الخيار الوحيد هو مص دم المزيد من أولئك الذين لا يقوون على الدفع.

هناك تبعات حقيقية لأزمة الدولار المصرية –والتي هي نقص في العملة الصعبة لدفع ثمن الواردات – مثل النقص الشديد في حليب الأطفال و التوقف المفاجئ عن استيراد القمح الروسي الذي تم بذريعة تغيير قوانين ونظم الاستيراد ومنه فطر الإرغوت.
قناة بلومبيرغ الاقتصادية وصحيفة The Economist كلتاهما حذرت من أن وقت السيسي قد انتهى، وحملته مباشرة على كتفيه مسؤولية تدهور مصر اقتصادياً واجتماعياً.

فقد كتبت صحيفة ذي إكونوميست "في الوقت الحالي انحسر الكلام عن ثورة جديدة أو حتى عن انقلاب جديد للتخلص من السيسي.
فمن بعد ما أُخِذت الشرطة السرية على حين غرة عام 2011 ، باتت أكثر حذراً وشدة في اشتمام دخان المعارضين وسحقهم.
لكن الضغوطات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية داخل مصر تتزايد بلا هوادة، فالسيسي غير قادر على تأمين استقرار دائم، ونظام مصر السياسي بحاجة لإعادة فتحه. لعل خير بداية تكون إعلان السيسي أنه لن يترشح ثانية لانتخابات 2018."

عبارة ذي إيكونوميست الأخيرة هذه أحدثت زلازل في القاهرة لأنها تناغمت مع تصاعد الانتقادات المحلية التي يوجهها عدة محررين صحفيين دعموا انقلاب 2013. عماد الدين حسين محرر صحيفة الشروق، وقد تحدى الزعم القائل أن الاقتصاد يمر بضائقة "عنق الزجاجة" من جراء تهاوي عائدات السياحة والاستثمار الأجنبي؛ فقال أن مصر تمر عبر "نفق طويل" وتساءل عن مدى سطوع النور الذي سينتظر مصر عند نهاية ذاك النفق المظلم.

آراء وأحكام كهذه تعد إشارات تحذيرية للسيسي، وهناك المزيد. ففي التحضيرات لعيد الأضحى قيل أن السوق امتلأ بلحم الحمير المباع على أنه لحم بقر أو غنم.

أية أياد أجنبية؟

كان رد السيسي على أتباعه المخلصين غير الأوفياء نارياً حيث أنحى باللائمة على أيد أجنبية؛ فقالت صحيفة الأهرام الرسمية أن ثمة قوة أجنبية تتآمر ضد مصر بهدف زعزعة استقرار الرأي العام وزرع الشكوك في الحكومة الحالية، وذكرت الأهرام أنها تحدثت إلى "مصادر مطلعة" والتي هي لفظة تعني عموماً الاستخبارات العسكرية.

وفي أغسطس/آب 2016 ، اتهمت الأهرام قناتي البي بي سي والسي إن إن بالتآمر على مصر وقطاع سياحتها، والآن يبدو أن الأيدي والأصابع الأجنبية باتت تعيث وتعشش في بلومبيرغ وذي إيكونوميست. ولكن يد من هذه وأصابع من؟ من القوة الأجنبية التي تذر الرماد في العيون وتروج للأكاذيب عن مصر عبر صحيفة ذي إيكونوميست؟

لعله رجب طيب أردوغان الذي اتهمته ذي إيكونوميست بأنه سلطان جديد؟ أم لعلها الولايات المتحدة التي قدمت 6.5 مليار دولار دعماً عسكرياً للقاهرة بين عامي 2011 و 2015؟ أم لعلها بريطانيا التي تعد وحدها أكبر مستثمر أجنبي في مصر؟ أم تراها فرنسا التي لتوها قدمت لمصر ناقلة طائرات من طراز ميسترال هي الثانية من نوعها؟ أم هل يكون فلاديمير بوتين الذي حاول السيسي جاهداً مغازلته؟

الحقيقة أن السيسي غارق في الفشل رغم كل الدعم العسكري والمالي المتدفق من الخليج والغرب، فالثقة بقيادته متهالكة متهاوية، وأما أسلحته المتبقية فليست سوى إذكاء نار الخوف من الأجانب ومن المؤامرات على البلاد.
السؤال إذاً ليس هل يتمكن السيسي من المضي وسط مستنقع الشكوك المحيطة به، فمعظم الناس يعرفون الجواب. لكن السؤال الحقيقي هو كم من الوقت متبقٍ له؟


بدائل السيسي

قبل عام كان رد الملك السعودي سلمان على هذا السؤال في معرض محادثته مع إردوغان : جدوا لي بديلاً. اليوم توضحت البدائل. أكثر المرشحين حظوظاً في استبدال السيسي ليسوا ديموقراطيين ولا قادة معارضة، بل هم رجال من الجيش، ومسؤولون كبارمن قلب المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ وبضعة عجائز هرمين أكل عليهم الدهر وشرب في لعبة القوة وسوقها المصرية. هؤلاء هم الذين قد يقودون انتقالاً سياسياً لا يقدر عليه السيسي.

قائمة المرشحين من دون ترتيب معين تضم سامي عنان الرئيس السابق لأركان الجيش المصري، وهو نائب طنطاوي المعروف بالثعلب.

علاقاته بالسعوديين والأميركان متميزة، ولا يكن عنان حباً كبيراً لانتخاب رؤساء مصر انتخابات حرة، بل في الواقع أنه كان من أحد أعضاء المجلس العسكري الأعلى الذين أرادوا شن الانقلاب على محمد مرسي في وقت أبكر مما تم. لكنه الآن قد يقود فترة انتقال سياسي.

المرشح الإماراتي هو أحمد شفيق الذي رشح نفسه أمام مرسي في سباق الرئاسة وخسر، لكنه ما زال محتفظاً ببطانة أتباع وسط الأٌقلية الحاكمة في مصر، وقد يمنحونه صوتهم.

كذلك هناك أسماء أقرب إلى الداخل المصري، منها وزير الدفاع الصامت الذي لا يخسر منصبه أبداً، صدقي صبحي الذي لا يفتأ اسمه يثار ويطرح مثلما يطرح كذلك اسم اللواء محمود حجازي الذي تزوج ابنه من ابنة السيسي.

عين حجازي رئيساً لأركان القوات المصرية المسلحة ونائب رئيس المجلس العسكري الأعلى بصفته حليفاً موالياً للسيسي وتحت حمايته بعدما استقال السيسي من الجيش ليترشح لرئاسة البلاد.

لكن حتى أشد الحلفاء موثوقية هذه الأيام قد يمد عينيه ليبصر قائداً غير قائده الحالي، تماماً مثلما فعل السيسي حينما كان وزير دفاع اختاره مرسي بيده. والغدر سلاح ذو حدين.

أما من الأسماء التي تعيش في المنفى، فكثيراً ما يطرح اسم أيمن نور العضو البارز في تيار المعارضة الليبرالية ومؤسس حزب الغد، والاسم الآخر هو محمد محسوب من حزب الوسط وأستاذ القانون الذي يعيش في فرنسا. كلاهما على صلة بمبادرات تهدف إلى تنشيط المعارضة السياسية في مصر.

لكن يغيب عن قائمة المرشحين البدلاء هذه أي اسم ذو صلة أو علاقة ممثلاً للإخوان المسلمين، والسبب مرده إلى أن الإخوان أنفسهم ضعفوا ووهنوا بعدما حظر حزبهم وتعرض أفراده للسجن في بلادهم فيما تفرق جمعهم خارج البلاد نظراً لتضارب الآراء في أين تكمن الخطوة التالية.

إن غياب الإخوان عن المشهد السياسي سواء في الداخل أو الخارج يقدم فرصة للمعارضة الليبرالية المصرية كي تجتمع لأنه لن ينظر إلى الليبراليين على أنهم مقدمة لعودة الإخوان.

في كل الأحوال السيسي رجل ميت يسير على ساقين، حسب التعبير الإنكليزي، وهو تعبير مأخوذ من الرجل الذي يسير على رجليه صوب المشنقة.

لكن القرآن الكريم فيه تعبير أجمل. فعندما توفي نبي الله الملك سليمان لم يفطن أحد إلى موته بداية الأمر لأنه توفي واقفاً مستنداً على عصاه أو منسأته الخشبية، وما دلهم على موته إلا النمل يقرض منسأته الخشبية.

هذا هو وضع السيسي الآن، وإن النملَ ليتكاثر.


هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East Eye الأميركي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى