آخر المواضيع

آخر الأخبار

14‏/10‏/2016

الدكتور مصطفى النجار :لا تقولوا طبقة وسطى!

الدكتور مصطفى النجار

الإثنين 10-10-2016 11
 
المصرى اليوم
0
سيدى الفاضل قرأت مقالا لك بجريدة «المصرى اليوم» بعنوان (أنقذوا الطبقة الوسطى من الانهيار) لا أعرف لماذا شعرت أننى يجب أن أرسل لك حكايتى حتى تتوقف أنت وغيرك من الكُتاب والمثقفين عن ترديد عبارة الطبقة الوسطى التى انتهت بالفعل فى مصر ولكنكم ما زلتم تكابرون، أنا مهندس بإحدى شركات الأسمنت وزوجتى محامية بهيئة حكومية، ولدينا أربعة أبناء اثنان منهم بالجامعة واثنان بالمرحلة الثانوية، هذا العام قمت بنقل أبنائى لمدارس حكومية لأننى عجزت عن دفع مصاريف المدرسة الخاصة التى ألحقتهم بها، أما البنت والولد الأكبر وهم طلاب جامعيون أحب أن أخبرك أنهما يعملان بجوار الدراسة حتى يستطيعا تلبية احتياجاتهما المادية بعد عجزى أنا ووالدتهم عن التكفل بها، ابنتى طالبة الألسن تعمل كاشير فى سوبر ماركت وابنى طالب الحقوق يعمل كأوفيس بوى فى شركة مقاولات، لا أخفيك سرا أننى أعود من شركتى ثم أنزل فى المساء لأعمل على سيارة صديق مشترك فى تطبيق أوبر حتى أحسن دخلى فى ظل الارتفاع الجنونى للأسعار وضعف القيمة الشرائية للجنيه، أذهب للسوبر ماركت أشترى بعض الأجبان واللبن ومسحوق للغسيل فأدفع ما لايقل عن 500 جنيه، تذهب زوجتى لسوق الخضار لتشترى بعض الخضروات والفاكهة فتعود لى وقد أنفقت 200 جنيه على الأقل، نحن لا نعيش حياة مترفة لدرجة أننا نظمنا أن نأكل اللحوم أو الدواجن مرة واحدة أسبوعيا، لا نبخل على أبنائنا بشىء لكن إذا مرض أحدهم فهذا يعنى فاتورة علاج من مئات الجنيهات تؤثر بالسلب على ميزانيتنا.

 

هل تعرف ما هو الشعور الذى يقتلنى؟ إنه الشعور بالذل الذى يجعلنى أفكر قبل إنفاق أى قرش، منذ عامين لم أشترِ ملابس جديدة لنفسى، لست طفلا ولكننى أحيانا أشتاق لشراء شىء لى سواء كان ملابس أو حتى حلوى معينة أحبها، لكننى أتوقف وأقول لا، فلأحرم نفسى منها فقد يحتاج الأولاد لهذه الجنيهات، ألغينا فقرة المصيف والترفيه من حياتنا، نحاول بشتى الطرق أن نكمل تربية أبنائنا وتعليمهم دون أن نمد أيدينا لأحد، لكننى اليوم أشعر أننا لن نستطيع استكمال المسيرة فقد بدأت الاقتراض وأنت تعرف أن الدين يجر وراءه ديونا كثيرة، لقد نصحت أبنائى أن يقدموا فى القرعة العشوائية للهجرة لأمريكا، هل تعرف مدى حزنى وأنا أب يطلب من أبنائه الهجرة والابتعاد عنه حتى يعيشوا حياة أفضل مما نعيشها الآن!

زوجتى تتسابق اليوم مع السيدة الطيبة التى كانت تساعدها فى تنظيف المنزل منذ سنوات فى الوصول لعروض تخفيض على المواد الغذائية، كنت قبل ذلك أخرج صدقات لبعض المحتاجين تقربا لله ليبارك لى فى أولادى وصحتى، اليوم لا أستطيع أن أفعل ذلك.

شعور الاختناق والقهر والعجز لدىّ يتزايد حتى بدأت أطلب من الله فى صلواتى أن يجعل أيامى الباقية فى الدنيا قليلة، لم أعد أثق فى أى وعود ولا أنتظر تغيرا إيجابيا، تآكلت الطبقة الوسطى وانهارت، مابقيناش أفندية، اخترعوا اسما جديدا يصف حالنا، سمونا (الطبقة الكئيبة) أو (الطبقة التى كانت) أو (الطبقة البائسة)، يا سيدى ليس لها من دون الله كاشفة.

alnagaropinion@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

موضوعات عشوائية

-

 


ADDS'(9)

ADDS'(3)

-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى