الإثنين 29-08-2016
المصرى اليوم
عزيزى المواطن: سواء كنت تعبان فى عيشتك أو مستريح، إذا كان بيت حضرتك من قزاز فمفيش داعى تحدف السيسى بالطوب، ماشى يا ننوس عين مصر!
وعايز أقول لحضرتك: السيسى اللى مش عاجبك دلوقتى كنت بتبوس رجليه عشان يبقى رئيسك! وعايز أقولك كمان إن السيسى هو أحسن حاجة فيك، ياريت بعد ما تطفح وتشرب شايك وتضربلك نفسين جوزة، تقعد مع نفسك يا حيلتها، وتحط راسك بين رجليك وشوف إنت بقى تعيش من غير شرف ولا كرامة، ولا تعيش من غير كهربا ولحمة وجوزة، تعيش وتموت راجل ولا تقضيها.. شعب يخاف ما يختشيش!!.
لم تكن وصلة الردح القمىء هذه فى منطقة عشوائية ولا وكر مخدرات وإنما كانت على شاشة إحدى الفضائيات حيث اندمج هذا الشخص فى سب المصريين ومعايرتهم والحديث إليهم بهذه اللغة المنحطة تعقيبا على موضوع شكوى الناس من غلاء الأسعار، حين شاهدت هذا الفيديو المنشور على مواقع التواصل الاجتماعى حسبته مفبركا لصعوبة ما به من محتوى منحط، لكن كانت الكارثة أننى لاحظت أن هذه نغمة متكررة ويبدو أنها موجهة ومخطط لها مع ترك كل شخص يعبر عنها بطريقته،
حيث قال مسؤول برلمانى فى حوار صحفى صادم (ارتفاع الأسعار ثمن رخيص للاستقرار الذى نعيشه)، وتوازى مع ذلك نشر فيديو بعنوان (تيجوا نغير مصر ونشوف بلد تانية)، محتوى الفيديو يمارس نفس البذاءة الفكرية والاستنطاع الذى شاهدناه فى الفضائية إياها ويبدأ بعرض صور لمدينة مدمرة عبارة عن أنقاض وركام يتبعها نص مكتوب (هنا الأسعار مش غالية عشان مفيش ناس تشترى ولا بضايع تتباع، هنا مفيش زيادة فى فواتير الكهربا لأنه خلاص مفيش غير الظلام، هنا مفيش حد بيشتم فى البلد لأن خلاص مفيش بلد، إيه رأيكو؟ نبدل معاهم؟ خلينا نحس بنعم ربنا علينا).
لا أدرى ما هى الجهة التى تقف وراء هذا التوجه، ولا أدرى كيف تصمت السلطة على هذا القبح الإعلامى الذى يسىء إليها ويبغض الناس فيها وهى تترك هذه الوجوه على الشاشات تشتم الشعب المصرى وتحط من قدره وتخاطبه بهذه الغطرسة البلهاء؟
بدلا من أن يخجل هؤلاء من تطبيلهم الذى قاد البلاد للبؤس إذا بهم يتبجحون ويسبون الشعب ويستحقرونه لمجرد أن الناس تشتكى من نير الغلاء وتدهور الاقتصاد وصعوبة المعيشة، يفرض هؤلاء الأغبياء منطقا عجيبا يقولون فيه للمصريين (إما أن تختاروا الموت العاجل مثل هذه البلاد وإما أن تختاروا الموت البطىء بالجوع والفقر والمعاناة وإياكم والشكوى) وكأن المصريين لا حق لهم فى خيار ثالث يتمثل فى حياة كريمة مثل كل شعوب الأرض.
هؤلاء لا يسكنون أوجاع الناس ولا يخيفونهم بل يزرعون بداخل الناس غضبا وسخطا لا حدود له، شكوى الناس ليست شتما ولا خيانة ولا رغبة فى هدم الدولة إنما بحث عن حياة أفضل يستحقونها، على هذه الوجوه البائسة أن تحترم الشعب المصرى وأن تخرس خجلا وخيبة، وإن كانت هناك تهمة تستحق العقاب فهم متهمون بشتم الشعب المصرى وإهانته، فمن يعاقبهم؟.
alnagaropinion@gmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى