خلت ميادين مصر أمس من أي محتجين أو حتى محتفلين بالذكرى السادسة لثورة 25 كانون الثاني (يناير) من عام 2011 التي أطاحت حكم الرئيس السابق حسني مبارك. واتسمت حركة السير في شوارع العاصمة بسيولة نادرة بحكم «العطلة الرسمية».
ورسّخ خواء الميادين أمس انهيار قدرة معارضي الحُكم الحالي، خصوصاً جماعة «الإخوان المسلمين»، على الحشد أو حتى الخروج بتظاهرات في مناطق نائية تُرهق قوات الأمن. وبدا أن جماعة «الإخوان» استوعبت بعد أكثر من 3 سنوات من إزاحتها عن الحُكم تلك الحقيقة، فقالت في بيان: «ورغم ما جرى في السنوات الأخيرة، إلا أن الثورة لم تمت فهي موجودة في داخل كل مصري وطني حر»، من دون أن تدعو إلى تظاهر أو جمع في الميادين بعدما فشلت في القيام بذلك على مدى السنوات الماضية.
وعلى رغم الاستنفار الأمني المعتاد لقوات الأمن في ذكرى «ثورة يناير» التي تتزامن أيضاً مع «عيد الشرطة»، إلا أن مهمة الضباط والجنود الذين استرخوا في سياراتهم، بدت أشبه بـ «نزهة» في شوارع خالية، ينعمون بطقس ربيعي في ذروة موسم الشتاء.
وتراصت سيارات الأمن في ميدان التحرير، مهد الثورة، الذي شهد سيولة مرورية لافتة، ووقف ضباط يرتدون بزات رسمية مسلحين بعتاد كامل، وقد غاب عنهم استنفار وتأهب سنوات مضت كان الميدان فيها على مرمى حجر من متظاهرين محتفلين أو محتجين غاضبين. وبدا أن إغلاق قوات الأمن محطة مترو أنفاق السادات في ميدان التحرير أمس لم يكن له داع، فالإجراء اعتادته السلطات تجنباً لوصول أي حشود إلى الميدان، لكن تلك الحشود المفترضة لم تلح أصلاً في أي أفق.
وبدل استنفار الشرطة بأسلحتها وذخيرتها وتأهب الضباط والجنود بحشد الصفوف والإحماء استعداداً للكر والفر، استمال الشرطيون المارة بالورود وقطع الحلوى والشوكولاته والهدايا التذكارية من أعلام وأقلام ودبابيس للزينة «بروش» طُبع عليها شعار «الشرطة في خدمة الشعب»، لكن تلك الهدايا لم تكن لمناسبة الثورة وإنما احتفاء بالذكرى الـ65 لعيد الشرطة، وهي المناسبة التي اختارها المحتجون لإطلاق شرارة الثورة، التي اندلعت ربما من دون قصد.
ولم تدوّ في ميدان التحرير أمس صافرات سيارات الأمن المركزي التي تُلاحق بقنابل الغاز المسيل للــــــدموع المحتجين، لا تنافسها إلا صافرات سيارات الإسعــــاف، وحــــلت محلها صافرات السيارات الخاصة تحية لقوات الشرطة المتراصة في الميدان، أو أصـــوات أغانٍ وطنية تصدح من مذياع السيارات المارة فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى