18 مايو 2017
•منذ اليوم الثالث لحرب الأيام الستة اتضح حجم الانتصار، لكن في الوقت نفسه اتضح أنه نشأت مشكلة ستواجهها إسرائيل هي السيطرة على السكان العرب في يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. بعد انتهاء المعارك في 15 حزيران/يونيو 1967، عقدت جلسة للمجلس الوزاري المصغّر – بقي مضمونها سرياً بل صُنّف بأنه “سري جداً”، وتخبط خلالها رئيس الحكومة والوزراء بشأن ما الذي يجب فعله.
•دولة واحدة أم دولتان؟ هل من الممكن منح الحكم الذاتي، أم أن هذا سيلحق الضرر بأمن مدينة تل أبيب؟ هذه الأسئلة واقتراحات الحل التي قدمها اليمين واليسار تبدو لنا اليوم معاصرة أكثر من أي وقت آخر، وهي ما زالت حالياً مطروحة. إن نصوص النقاشات في المجلس الوزاري المصغر وجلسات الحكومة في فترة الحرب والتي بقيت سرية لمدة 50 عاماً، جرى الكشف عنها الآن للمرة الأولى. ويمكن للجمهور الاطلاع عليها على موقع أرشيف الدولة.
•في تلك الجلسة تقرر بالإجماع توحيد القدس، وأعلن رئيس الحكومة ليفي أشكول أن الأرض المحررة ستخضع لحكم عسكري. وطرحت خلال الجلسة الأسئلة التي تتعلق بسكان يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والمثلث. وكان من بين الاقتراحات إعلان المثلث منطقة حكم ذاتي، لكن مناحم بيغن الذي كان وزيراً في حكومة الوحدة الوطنية حينها عارض ذلك.
•وعن الاقتراحات المختلفة قال رئيس الحكومة أشكول: “بغض النظر عن شكل الضفة الغربية، لا يمكن منح المواطنة الإسرائيلية لسكانها، ولا يمكن بأي وجه من الوجوه إعطاءهم حق الانتخاب في الكنيست. خفنا من زيادة 1.2 مليون عربي (بينما كان عدد سكان إسرائيل حينذاك 3 ملايين، ش.ت)… ثلاثة اقتراحات طرحت: منحهم حق إقامة للبحث خلال 7 سنوات في مسألة هويتهم؛ إقامة حكم عسكري من دون تحديد أمكنة للسكان وتقديم الخدمات المطلوبة لهم؛ ثالثاً: إعطاء حق إقامة لسكان المثلث من خلال منحهم حكماً ذاتياً، وضم بقية السكان إلى دولة إسرائيل”.
•وأوضح بيغن أن “أرض إسرائيل الغربية كلها لنا. لماذا نخاف قول ذلك؟ ففي النهاية نحن الذين تعرضنا للهجوم. أين رأيتم شعباً ينتصر وتُسفك دماؤه يتنازل؟ ما هي الجيوش التي سيرسلونها كي تخنقنا؟ لماذا الفزع وإعطاء الحسين جزءاً من أرض إسرائيل الغربية؟ يجب ألا نستدعي ضغطاً علينا، كما يجب ألا نتخلى عن أي شبر من أرض إسرائيل لحكم أجنبي… إن جميع الاقتراحات التي تتحدث عن دولة فلسطينية ستجر علينا كارثة بطريقة أو بأخرى”.
•وتابع: “لن نتخلى عن القدس! مدينة أجدادنا لنا. وكذلك بيت لحم وقبر راحيل. يقال إننا مستعدون للتفكير في التخلي عن المثلث. لكن من هذا الجبل أطلقوا القذائف على تل أبيب، ويمكن تدمير نتانيا وبتر أرض إسرائيل إلى قسمين. من العبث الموافقة على ذلك أو التلميح إليه… أقترح التفكير باتفاق من النوع التالي: عدم إعطائهم حق إقامة فقط، ونعطيهم جميعاً حق المواطنة. وبذلك تكون لديهم جميع الحقوق”. وتابع: “يجب ألا نخاف من حقيقة أنه لن تكون لنا أغلبية يهودية، وأن نعمل على ألا يتحولوا إلى أغلبية، وأن نزيد الهجرة، وأن نجلب مهاجرين من روسيا، ونشجع الإنجاب”.
(*) نقلا عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى