واشنطن – شاهر زكريا |
يبدو أن مسلسل فضائح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدأ ولن ينتهي، فغداة فضيحة تسريبه معلومات على درجة عالية من السرّية خلال، اجتماعه بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، التي كشفت عنها صحيفة واشنطن بوست، فجّرت صحيفة نيويورك تايمز، أمس، قنبلة مدوية أخرى، ربما تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير، وتنهي بذلك على حياة ترامب السياسية.
الصحيفة كشفت أن اللقاء الذي جمع ما بين ترامب و«مدير مكتب التحقيقات الفدرالي» (إف بي آي) جيمس كومي في 14 فبراير الماضي، في البيت الأبيض، شهد طلب ترامب من كومي غلق التحقيق في عملية التدخّل الروسي في الانتخابات الأميركية. بل وذهب إلى أبعد من ذلك، حيث طالبه باعتقال الصحافيين الذين يسرّبون المعلومات وينشرونها.
ووفقا لـ«نيويورك تايمز»، كان نائب الرئيس مايك بنس ووزير العدل جيف سيشنز حاضرين في الاجتماع، الذي دار بين ترامب وكومي، ثم طلب الرئيس منهما ترك الغرفة، وانفرد بكومي، ثم طلب منه غلق التحقيق واعتقال الصحافيين الذين يسرّبون المعلومات.
وكان كومي وثّق ذلك اللقاء، من خلال مذكّرة أعدّها بعد الاجتماع مباشرة، وحصلت عليها «نيويورك تايمز» من قبل أحد مساعدي كومي، الذي قال إن كومي أصيب بالفزع من طلب ترامب، لذا كتب مذكرته، وتحدث عنها مع مسؤولين كبار في مكتب التحقيقات، مضيفا أن ما حدث هو شيء خطير، والذكريات قد تتلاشى، لذلك أراد كومي أن يستذكر ذلك الطلب ولا ينساه، فكتبه في مذكرة، رغم أنه غير معتاد على كتابة مذكرات، إلا أنه هذه المرة كان السبب شيئا كبيرا وفادحا. وأكد المساعد أن كومي لم يفعل ذلك من قبل مع الرئيس السابق باراك أوباما، لأنه لم يجتمع معه كثيرا.
وذكرت الصحيفة أنه اذا وصلت المذكرة إلى الكونغرس وأثبت ما ذكرته، فإن رئاسة ترامب على المحك، لذا على البيت الأبيض أن يثبت عكس ما جاء في المذكرة، وأن كل ما هو موجود فيها غير صحيح.
لكن البيت الأبيض لم يعط أي معلومة حول حقيقة طلب ترامب من كومي اعتقال الصحافيين، غير أنه أصدر بيانا أنكر فيه كل ما جاء في مذكرة كومي، مبينا أنها لم تقدم صورة صادقة أو دقيقة عن اجتماعه بترامب، مؤكدة أن الرئيس لم يطلب قط منه أو من أي شخص آخر وضع حد للتحقيق، ومن ضمن ذلك تحقيق حول مايكل فلين.
في السياق ذاته، طلب رئيس لجنة الإصلاح والرقابة في الكونغرس، جيسن شافتس، من نائب مدير مكتب التحقيقات، أندرو مكابي، أن يسلّم المذكرة إلى لجنته المعنية بإصلاح ومراقبة الأداء الحكومي.
وأفادت آتشلي سترونغ، الناطقة باسم رئيس مجلس النواب بول راين، بأنه يجب أن تكون لدى لجنة الإصلاح والمراقبة كل الحقائق، ومن بينها مذكرة كومي.
من جهته، قال رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، إن على كومي الإدلاء بشهادته أمام اللجنة في مجلس الشيوخ، حول اجتماعه بترامب وحول فلين، مضيفا أنه سينظر في إيجاد مدع عام خاص كي ينظر الأمر.
يذكر أن كومي استدعي كي يدلي بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ حول استقالته، لكنه رفض الدعوة.
وسارع الديمقراطيون إلى اعتبار طلب ترامب من كومي، بأنه عرقلة لسير العدالة واعتداء على سيادة القانون. حيث قالت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي، إن ترامب أساء استخدام السلطة التنفيذية، مضيفة أن فحوى مذكرة كومي هو عرقلة سير العدالة، التي قد تؤدي وفق القانون الأميركي إلى إقالة الرئيس.
وهناك خوف لدى الجمهوريين على مقاعدهم في الكونغرس، بغرفتيه (الشيوخ والنواب) كون الانتخابات النصفية قريبة، وسط هذا التخبط والسلوك غير المتزن من قبل الرئيس، فشرعوا يطالبون بوجود مدع عام خاص كي يحقّق في التدخّل الروسي. وهو أمر يرفضه ترامب.
وقال زعيم الغالبية السيناتور الجمهوري ميتش مكونل: «علينا أن نكون بعيدين عن الدراما، كي نركّز على أجندتنا التي تعني التحرر من القوانين التي تقوّض خلق فرص عمل جديدة وإصلاح ضريبي وإلغاء واستبدال قانون أوباما للرعاية الصحية».
وأكد مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن تسريب ترامب معلومات سرية للروس، قد يضر كذلك بما يسمى «العيون الخمس» التي تعني الدول الخمس الناطقة بالانكليزية التي لها تحالف استخباراتي وتنسيق مشترك مع أميركا، وهي «بريطانيا، أميركا، كندا، أستراليا، ونيوزلندا».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى