دبي - فراج إسماعيل
قالت ناشطة مصرية تعمل مديرة لفرع منظمة إسلامية أمريكية بالقاهرة في لقاء مع النحم السينمائي الشهير حسين فهمي إنها لم تتزوج لأنها "مختونة" وتخشى تأثير ذلك في قدرتها على إسعاد زوجها.
وأضافت داليا زيادة التي لم تتجاوز الـ27 ربيعاً، وتشغل منذ عامين منصب مدير مكتب شمال إفريقيا لمنظمة الكونغرس الإسلامي الأمريكي: "تمنيت في حديث مع أمي أن تكون لي بنت من غير زواج حتى لا أعرضها للختان"، المنتشر في المجتمع المصري بكثرة.
واعتبرت زيادة هذا الكلام مزحة منها. وأوضحت لـ"العربية.نت" أن هذه الجملة التي قالتها لحسين فهمي في برنامجه بقناة "الحياة" الفضائية أمس السبت 11-4-2009 لا تخرج عن إطار المزاح بطبيعة الحال، "فكيف يكون لي بنت من غير أن أتزوج، إلا إذا كان المقصود هو أن أتبناها".
وحول ما يمكن أن تسببه تصريحاتها تلك من سوء فهم في مجتمع محافظ تعيش فيه، علقت داليا زيادة لـ"العربية.نت": "هناك أسباب عديدة وراء ترددي في الزواج، منها أن الرجال يحمّلون دائماً الخطأ للمرأة، فهي المسؤولة وحدها عن أي خلل في المجتمع مثل ظاهرة الزواج العرفي".
ورداً على سؤال حول تفسير قولها إنها خائفة من ألا تسعد زوجها في العلاقة الخاصة بسبب ختانها، قالت: "لا أحب أن أكرر كلامي، فقد قلت ما قلته في وقته وانتهى الأمر".
ثم استطردت "قصدت الألم النفسي الناتج عن الختان، وهو الذي يثير الخوف من خطوات معينة، وقد قلت في بداية البرنامج إن الموضوع مزعج نفسياً وليس جسدياً".
لستُ مضربة للأبد
وحين سألتها عن أن مخاوفها ليس لها وجود في حياة أكثر من 95% من المصريات تزوجن وصرن زوجات وأمهات بصورة عادية جداً، أجابت زيادة "لم يكن هناك من يتحدث بجرأة عن تأثير الختان".
وزادت "ليس معنى هذا أنني مضربة عن الزواج للأبد. أنا مترددة مؤقتاً إلى أن أقابل الرجل الذي سيفهمني ويستوعب نشاطي ويتفهمه ويفكر في تنميته".
وأضافت: "لقد شاهدت أزواجاً سعداء أعرفهم معرفة شخصية انتهوا إلى الطلاق، لأن الرجل كان يغير من نجاح زوجته في عملها. لا أريد أن أكون في موقفهم".
وأشارت زيادة إلى أن خوفها ينصب على الفشل الزوجي نتيجة للذكورية المستشرية في العالم الإسلامي، "فقد أخضع لرقابة الزوج في تحديد المقبول والمحظور مما أتكلم فيه".
وحول نصيحة حسين فهمي لها بأنها يجب أن تجرب الزواج أولاً، قالت: "لا يوجد أحد يقبل على تجربة الزواج متخيلاً نهايته. لابد من التفكير بعقل من البداية في ما إذا كانت التجربة قابلة للنجاح أم هي لمجرد الزواج فقط".
وقالت إن فهمي ربط بين الخوف من الفشل وبين تأثير الختان في العلاقة الحميمة. أنا لم أقصد هذه العلاقة، فالله أعلم بها، ولكني قصدت جزئياً الألم النفسي، فبعد أن تعرضت للختان في طفولتي أخشى من أسلم نفسي مرة ثانية لشخص آخر يصير وصياً على حياتي، والفكرة هنا أن الحياة الزوجية يجب أن تكون مشاركة بين الرجل والمرأة.
حملة طويلة ضد "الختان"
وأضافت أنها خاضت حملة طويلة ضد الختان، ونجحت في إقناع الكثيرين ممن يحيطون بها وتعرفهم معرفة شخصية. الناس بدأت تتفهم خطورة العملية على بناتهن ومستقبلهن، خصوصاً مع تجريمها وحظر مزاولتها طبياً، وفتاوى علماء الدين المانعة لها خصوصاً مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة.
داليا زيادة قالت لـ"العربية.نت": "تلقيت رسائل كثيرة اليوم وأمس بعد لقائي مع النجم حسين فهمي، إحداها من فتاة تقول: أنا لم أمرّ بتلك التجربة المؤذية، لكنني أحترم فيك أنها زادتك قوة ولم تضعفك".
وعن الاتهامات ضدها بالعمالة لأمريكا التي وجهت لها في بداية توليها لمكتب منظمة الكونغرس الإسلامي الأمريكي، أوضحت أنها انتهت تماماً، كل الأصوات حالياً مؤيدة لها وبينهم المدونون، خصوصاً بعد نجاحاتها في تحسين صورة المرأة المسلمة في الغرب والولايات المتحدة، والتي عبر عنها أمريكيون استمعوا لمحاضرتها في جامعة هارفارد في العام الماضي.
وقالت إنهم سيعقدون مؤتمراً في الشهر القادم بالمغرب عن التحاور بين الأديان والثقافات يحضره مدونون مصريون.
وكانت منظمة الكونغرس الاسلامي الأمريكي ويوجد فرعها الرئيس في واشنطن دي سي بالولايات المتحدة، افتتحت في سبتمبر/أيلول 2007 فرعا لشمال إفريقيا في القاهرة، واختارت الناشطة الحقوقية والشاعرة الشابة داليا زيادة مديرة له، ما أثار حينها حملة انتقادات ضدها واتهامها بالعمالة.
لكن زيادة ردت على هذه الاتهامات حينها بأن المنظمة غير حكومية وغير دينية، تأسست في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر على كل من واشنطن ونيويورك، لتصحيح الصورة السلبية عن المسلمين لدى الأمريكيين والغرب، وتركز على قضايا المرأة وحرية الرأي والتعبير ونشر ثقافة حقوق الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى