أثارت تصريحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لمجلة "أتلانتيك" الأمريكية ردود فعل غاضبة فيما يتعلق باعترافه بحق الإسرائيليين في العيش علي "أرضهم الخاصة".
وتقول القدس العربي اللندنية: "لم يكتف الأمير بالتطويب المجاني لأرض فلسطين لصالح الاستيطان الإسرائيلي المتوسع ولكنه تابع تقديم خطاب اعتذاريّ طويل".
وترى الصحيفة إن ولي العهد السعودي بتصريحاته "يتنازل مجانا للأمريكيين والإسرائيليين، ويتقبل تبريراتهم، لكنه يستقوي على أبناء شعبه ويرفض الديمقراطية والحرية ويمتدح الاستبداد".
ويرى عبدالباري عطوان في رأي اليوم اللندنية أن ما قاله بن سلمان يعد "المَرّة الأولى التي يَصدُر فيها مِثل هذا الاعتراف بالحُقوق التاريخيّة لليهود، فقد تَحدّث قادة عَرب مُعتَدلون في السَّابِق عن وجود إسرائيل كأمْر واقِع، ولكن لم يَحدُث مُطلقا أن اخترق أي مِنهم هذا 'الخَط الأحمر'".
ويذهب عطوان إلى أن ولي العهد السعودي "يُخطِّط لتَحالُف مُستقبليّ مع إسرائيل في إطار 'مِحور اعتدال' عربيّ يَتصدّى لإيران وبِدَعمّ من الولايات المتحدة الأمريكيّة، والاعتماد عليها كشَريك اقتصادي مُستقبليّ، وتَعزيز المَصالِح المُشترَكِة معها، ولكن في إطار سلام عادِل، ودون أن يَتطرّق مُطلَقا إلى مُبادَرة السَّلام العَربيّة التي هِي في الأساس طَبعة سُعوديّة، وشُروطِها".
يقول طلال سلمان في القدس الفلسطينية إن "العديد من الدول العربية قد صالح اسرائيل، مضطرا او بالرغبة، واعترف بكيانها القائم على حساب فلسطين وشعبها، مما فتح الباب أمام العديد من الدول الصديقة للاعتراف بكيان العدو الاسرائيلي، طالما لا اعتراض عربي جدي عليه".
لكن كتابا سعوديين دافعوا عن تصريحات بن سلمان، وانتقدوا من وصفهوهم بالمزايدين علي مواقف المملكة، التي - في رأيهم - تعد أكبر داعم للقضية الفلسطينية.
ويقول فهد الشقيران في مقاله بالشرق الأوسط اللندنية: "الجلبة والضجيج من قِبل بعض المناضلين لا قيمة لهما، فهم يعلمون أن أكثر من خذل الفلسطينيين هم المناضلون أنفسهم، والمنتمون إلى محاور الممانعة والمقاومة، بينما السعودية أكبر داعم لقضية الشعب الفلسطيني على مستوى العالم، وعلى مر تاريخ القضية حتى الآن.
كما ينتقد حمود أبوطالب، في عكاظ السعودية، من يصفهم بـ "المرتزقة الذين تاجروا بأوطانهم، وباعوا ذممهم، وتآمروا مع كل من لهم مصلحة شخصية لديه".
يضيف: "سيبادر كثير من المزايدين بقضايا المنطقة ومشاكلها للهجوم علي المملكة وكَيْل الاتهامات لها، ووصمها بالأوصاف التي تنطبق عليهم لا المملكة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى