عبدالرحيم ضرار:
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن صلة وثيقة بين الإغتيال الوحشي الذي تعرض له الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده باسطنبول اكتوبر الماضي وبين صراع السلطة والثروة داخل العائلة الحاكمة السعودية، وقالت الصحفية إن وراء القتل الوحشي لخاشقجي يكمن صراع السلطة داخل عائلة آل سعود الذي ساعد في تغذية جنون العظمة والتهور لدى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ما ادى في نهاية المطاف إلى مقتل خاشقجي وتقطيع جثته.
بداية العداوة
وقالت الصحيفة الأمريكية إن المشاهد الأولى للعداوة داخل عائلة آل سعود قد بدأت تظهر في يناير 2015 داخل جناح خاص بمستشفى كبار الشخصيات في العاصمة الرياض عندما كان الملك عبدالله بن عبدالعزيز على فراش الموت، ووفقا لشهادة سعودي كان متواجدا في المستشفى في ذلك الوقت فإن أبناء الملك عبد الله وحاشيته تأخروا بعض الوقت في إبلاغ ولي العهد "الملك سلمان" بأن الملك عبدالله قد توفى، ربما حدث ذلك للتخطيط من أجل إحكام جناح أسرة الملك عبدالله للسيطرة على ثنائية الثروة والسلطة.
ومضت واشنطن بوست إلى القول إن أحداث ووقائع سلسلة أفلام "Game of Thrones" الخيالية تتطابق مع المخططات الوحشية التي كان تعد داخل أسرة آل سعود خلال السنوات الأخيرة، وأمتدت تداعيات هذه المخططات إلى الولايات المتحدة الأمريكية والصين وسويسرا ودول أخرى، حيث كان فرعي العائلة الحاكمة السعودية "أسرة الملك عبدالله واسرة الملك سلمان" القويان يتنافسان على العرش الملكي، ومع إزدياد التوترات داخل الأسرة تجرأت الدائرة المقربة من محمد بن سلمان "الأبن المدلل للملك سلمان" على تنفيذ محاولة إختطاف أحد أفراد أسرة الملك عبدالله في العاصمة الصينية بكين في اغسطس 2016 ، بعملية وصفتها واشنطن بوست بالقاسية وتبدو وكأنها مشهد من فيلم تجسس .
عدوانية بن سلمان
وأصبح محمد بن سلمان أكثر قلقاً وعداونية تجاه الأمراء الأقوياء في العائلة الحاكمة والذين يعتبرهم أعداءا له، ومع بداية ربيع 2017 بدأ فريق من عملاء الإستخبارات السعودية المقربين من بن سلمان في تنفيذ عمليات إختطاف ضد المعارضين السعوديين داخل وخارج المملكة وذلك وفقا لمصادر مكونة من خبراء أمريكيين وسعوديين، وعقب تنفيذ العمليات تم إحتجاز المختطفين في سجون سرية، واستخدمت السلطات السعودية أساليب إستجواب قاسية حيث تم تعذيبهم للحصول على معلومات منهم، كما أجبروا على التوقيع على تعهدات بعدم الكشف عما تعرضوا له داخل المعتقلات، وهددوا في حال حدث ذلك فإنهم سيدفعون ثمنا باهظاً، على حسب تعبير واشنطن بوست.
وقالت الصحفية الأمريكية إن هذه الدراما الواقعية قد تم وصفها خلال مقابلات أجريت مع مصادر من خبراء ومسوؤلين أمريكيين وسعوديين وأوربيين بارزين في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها وتم ذلك في الأسابيع التي تلت قتل خاشقجي، وكانت هذه المصادر لديها معرفة مباشرة بالأحداث داخل عائلة آل سعود غير أنهم طالبوا بعدم الكشف عن هوياتهم لإحتواء ذلك لأمور دولية حساسة، وقامت الواشنطن بوست بالتحقق من المعلومات التي تحصلت عليها مع مصادرها الخاصة بالولايات المتحدة للتأكد من دقة هذه المعلومات التي في النهاية تفسر جليا موجة الغضب والإنتهاكات التي نتج عنها إغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من اكتوبر الماضي.
نشاط خاشقجي يستفز بن سلمان
وخلاصة الأمر، تقول الواشنطن بوست، إن الخبراء الأمريكيين والسعوديين الذين أطلعوا على التقارير الإستخباراتية أن قتل خاشقجي تم بواسطة فريق أمني أرسله الديوان الملكي في الرياض وهو جزء من فريق "الإستجابة السريعة" الذي تم تكوينه قبل 18 شهرا، وكانت النشاطات الصحفية لخاشقجي أثارت إستفزاز محمد بن سلمان كما أن علاقته بدولتي قطر وتركيا قد أساءت إلى ولي العهد بشكل متزايد ، ما جعله يصدر أمرا بإعادته إلى المملكة وكان ذلك في يوليو 2018، وهذا الأمر لم تفهمه الإستخبارات الأمريكية إلا بعد ثلاثة أشهر ، بعد اختفاء خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول
كوشنر.. ترتيب المؤامرة
وكانت الولايات المتحدة تراقب هذه الحرب الوحشية داخل الديوان الملكي عن كثب، حيث أصبح جاريد كشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره ، قريبا جدا من ولي العهد السعودي ومستشارا له ايضا، حيث زار كوشنر بن سلمان في اواخر شهر اكتوبر 2017 في رحلة سرية خاصة لم تكشف أي تفاصيل عنها، ولكن من المرجح أن تكون قد تضمنت نقاشا حول ترتيب خطط تآمرية متعلقة بالعائلة المالكة السعودية، حيث أنه وبعد اسبوع من زيارة كوشنر في الرابع من نوفمبر 2017 نفذ محمد بن سلمان ما يشبه الإنقلاب الداخلي عندما شن حملة إعتقالات واسعة شملت 200 معتقل من بينهم أمراء ورجال الأعمال وتم احتجازهم في فندق الريتز كارلتون بالرياض، وتم إعداد خطط الإعتقالات بعناية فائقة من قبل عدد من أقرب المقربين من ولي العهد السعودي.
تركي بن عبدالله .. ألد الأعداء
وقالت الواشنطن بوست أن الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز الأبن الطموح للملك الراحل، يتصدر قائمة اعداء محمد بن سلمان الذين اعتقلهم في الريتز، وكان الأمير تركي قد اجرى اتصالات في وقت سابق مع مصادر أمريكية وصينية عبر لهم فيها عن مخاوفه من توجهات محمد بن سلمان والقرارات العشوائية التي اتخذها منذ توليه ولاية العهد، ولا يزال الأمير تركي في المعتقل بينما توفى كبير مساعديه العسكريين اللواء على القحطاني العام الماضي داخل المعتقل "الريتز".
صراع العرش
بدأت الدسائس في القصر الملكي في مطلع يناير 2015 عندما شخصت التقارير الطبية حالة الملك عبدالله بسرطان الرئة وتدهور وضعه الصحي وتم نقله بطائرة هيلوكوبتر من منتجعه البري في روضة خريم إلى جناح الشخصيات الرفيعة في مستشفى الحرس الوطني السعودي بالرياض، محاطاً بأبناءه ومساعديه، وبعد دخول الملك عبدالله في غيبوبة حاول الديوان الملكي إبقاء أمر إصابته بالسرطان ووفاته سرا ريثما يتم الإعداد لخطة خلافته، حيث كان من المحتمل أن يصبح الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني ملكا على السعودية.
الملك سلمان يصفع خالد التويجري
وعندما جاء الأمير سلمان "ولي العهد وقتذاك" الى زيارة اخيه في المستشفى يوم 23 يناير وسأل: أين أخي؟ أخبره خالد التويجري رئيس الديوان الملكي وخازن أسرار أسرة الملك عبدالله، أن الملك قد توفى، وهذا ما اكده مصدر سعودي طلب عدم ذكر اسمه كان حاضرا لهذا المشهد في المستشفى، وحينها غضب الأمير سلمان "ولي العهد حينذاك والملك حاليا" ووجه صفعة قوية لخالد التويجري سمع صداها على إمتداد الممر الذي يقع فيه جناح الملك المتوفي، وفي نوفمبر من عام 2017 تم اعتقال التويجري في الريتز وهو الان تحت الإقامة الجبرية، وقد قام بدفع جزء كبير من الأموال التي تحصل عليها بطرق غير مشروعة في عهد الملك عبدالله، على حد وصف المصادر السعودية لصحيفة واشنطن بوست.
التويجري .. دمر أسرة الملك عبدالله
وقال طارق عبيد وهو مسؤول تنفيذي في مجال الأعمال بالمملكة العربية السعودية وكان مستشارا لأسرة الملك عبدالله، إن أسلوب خالد التويجري كان مدمرا لأبناء الملك عبدالله، حيث أن أفراد العائلة المالكة كانوا يتجسسون على بعضهم البعض في الوقت الذي كان فيه الصراع على الخلافة يلوح في الأفق.
احد أبناء الملك عبدالله كشف عن عمليات تنصت على هواتف العديد من الأمراء الكبار، علاوة على أن جناح أسرة الملك عبدالله قام بشرا جهاز صيني الصنع يمكنه الكشف عن أرقام الهواتف في نطاق 100 ياردة دون الوصول إلى الهواتف مباشرة، وكانت اجهزة التنصت مخبأة في منافض السجائر وغيرها من الأدوات المتناثرة داخل وحول القصور الملكية في الرياض، وذلك من أجل إلتقاط أي حوارات تنطوى على المؤامرات السياسية والقيل والقال.
دليم .. تعزيز القبضة وتأليب بن سلمان على الأمراء
وكان سعود القحطاني "دليم" المتعطش للمال، وهو محام سابق وعضو سابق في القوات الجوية وله علاقات وثيقة بالقراصنة ووسائل التواصل الاجتماعي، هو من ساعد الملك سلمان وابنه ولي العهد على إحكام قبضتهم على السلطة في المملكة، وكانت أسرة الملك سلمان تشك في ولاء القحطاني لأنه كان أحد مساعدي خالد التويجري في الديوان الملك قبل عشرة أعوام ، وقد تم إعتقال القحطاني في الأيام الأولى من تولى الملك سلمان للعرش حيث تم إستجوابه وتعرض للضرب بحسب مصدر يعمل بالقصر الملكي، ولكن سرعان ما اثبت القحطاني ولائه لمحمد بن سلمان.
وبصفته مديراً لمركز الدراسات والشؤون الإعلامية بالديوان الملكي، أثار القحطاني شكوك محمد بن سلمان حول منافسيه المحتملين والمخططين للإنقلاب عليه، كما حشد القحطاني الأسلحة السيبرانية لإستخدامها في تلميع صورة ولي العهد محمد بن سلمان، وفي يونيو 2015 تواصل القحطاني مع مجموعة إيطالية وهمية تعرف بإسم فريق القراصنة "Hacking Team" وذلك للحصول على أدوات سايبرانية سرية، وفي 29 يونيو 2015 ارسل القحطاني لفريق القرصنة الإيطالي رسالة قال فيها:" إن الديوان الملكي السعودي "مكتب الملك سلمان" يود أن يدخل معكم في تعاون مثمر يمكن ان يتطور إلى شراكة إستراتيجية طويلة".. وخلصت التحقيقات الأمريكية والسعودية إلى أن القحطاني بصفته قائد العمليات المتعلقة بالمعلومات، قد ساعد في التخطيط لجريمة اغتيال خاشقجي.
سياسة الأسرة الحاكمة
بدات أسرة الملك سلمان في وضع سياسة صارمة داخل العائلة الحاكمة منذ الأسبوع الأول من توليه السلطة في المملكة، ففي أواخر يناير 2015 صدرت مراسيم ملكية أطاحت بأبناء الملك عبدالله من مناصبهم بإمارتي الرياض ومكة، وخلفت هذه الخطوة جروحا لدى عائلة الملك الراحل لن تلتئم.
وتم تنصيب محمد بن سلمان "ابن الـ29 سنة فقط" وزيرا للدفاع فيما تم تعيين الأمير محمد بن نايف أبن الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السابق القوي والرجل المفضل لدى وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية نائبا لولي عهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز وهو رئيس سابق للاستخبارات السعودية، وبسط الملك سلمان وابنه محمد سيطرتهما على العرش في ابريل 2015 عندما تم إعفاء الأمير مقرن من ولاية العهد ليحل محله محمد بن نايف "تمت مكافأة الأمير مقرن بهدية وداع أعطاها له الملك سلمان وهو يخت فخم يبلغ طوله 208 قدما هذا بالإضافة إلى إمتيازات اخرى منحة له وفقا لمصدر سعودي مطلع" وعليه أصبح محمد بن سلمان نائبا لرئيس مجلس الوزراء، ليدخل بذلك رسميا على خط الخلافة.
بن سلمان .. الميكافيلي المتهور
وعلى الرغم من أنه لم يبلغ الثلاثين بعد، في ذلك الوقت، إلا أن محمد بن سلمان كان أمير ميكافيلي "الغاية تبرر الوسيلة" وشجعه محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، حيث قام الشيخ طحنون مستشار الأمن الوطني وقائد الاستخبارات الإماراتية بزيارات متكررة لمحمد بن سلمان في يخته في السنة الأولى من توليه ولاية العهد.
وكانت سمعة محمد بن سلمان في الرياض أنه شخص متهور، حيث أنه في صغره قام بتهديد مسؤول في الأراضي عندما رفض نقل ملكية أرض كان يريدها الامير الصغير، فقام بن سلمان بإرسال "رصاصة" للمسؤول إرهابا له.
ومنذ توليه ولاية العهد أعلن بن سلمان رغبته في إحداث أصلاحات لتحديث وتحسين صورة المملكة، ولكنه كان مصابا بجنوب الإرتياب إزاء خصومه مثل أبناء الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف وصولا إلى الصحفي جمال خاشقجي الذي لم يخضع له وشكل تهديدا لطموحه.
إشارتين لتهور بن سلمان
وفي سبتمبر 2015 رشحت علامتين تحذيريتين على السطح كانتا من المفترض أن تلفتا أنتباه المراقبين إلى أن محمد بن سلمان إما ان يقفز بالمملكة الى القمة أو يقودها إلى الهاوية..
في سبتمبر 2015 قام السفير جوزيف ويستفال، المبعوث الأمريكي في الرياض، بالسفر إلى جده حيث كان يخطط لمقابلة الأمير محمد بن نايف، وبدلا من ذلك وفي المطار تم إعادة توجيه طائرته وإرساله لمقابلة محمد بن سلمان ولم يتم التعرف على من دبر هذه العملية حتى الان، وفي نفس الشهر التقى مسؤول استخبارات سعودي قديم يدعى سعد الجابري بمدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية آنذاك جون برينان في واشنطن خلال زيارة خاصة، والجابري هو المستشار المقرب من محمد بن نايف لم يخبر بن سلمان بالرحلة وعندما عاد الى المملكة تم طرده ويعيش الآن في المنفى.
وكان افراد من اسرة الملك عبدالله يراقبون حين أدركوا أن محمد بن سلمان قد أحكم قبضته على السلطة التي كانت ذات يوما ملكا لهم، وبالرغم من أن برينان وأعضاء أخرين في إدارة الرئيس أوباما كانوا غير مرتاحين لمحمد بن سلمان، وأستأجر بعض أبناء الملك عبدالله شركة أستشارات أستراتيجية رائدة في واشنطن لجمع معلومات حول الديناميكية الجديدة في العلاقات الأمريكية السعودية.
الأمير تركي بن عبدالله .. وطارق عبيد
وعلى مدى أيام في مايو 2016 عقد الأمير تركي بن عبدالله ومستشاره المقرب رجل الأعمال السعودي طارق عبيد سلسلة لقاءات وأجتماعات بمسؤولين سابقين بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وزارة الخارجية الأمريكية وذلك في جناح بفندق فورسيزونز في جورجتاون، وقد رافقهم خلال هذه الإجتماعات اللواء علي القحطاني، المستشار العسكري والحارس الشخصي للأمير تركي وأبناء الملك الراحل عبد الله، "وعلي القحطاني هوالرجل الذي سيقضى عليه في نهاية المطاف بفندق ريتز كارلتون بالرياض"، وتقول الواشنطن بوست أنها التقت بهذه المجموعة في فروسيزونز في جورجتاون عندما كانت تعمل على إعداد سيرة ذاتية لمحمد بن سلمان، وذكرت أن الأمير تركي كان حذرا في تعليقاته عن بن سلمان وأعرب عن قلقه إزاء حاجة المملكة إلى مزيد من التوازن في سياساتها، غير أنه لم يقترح أي تغييرات في النظام الحاكم، وكل هذه الإجتماعات التي شهدتها جورجتاون اعتبرها محمد بن سلمان مؤامرة سرية.
ووصف طارق عبيد في مقابلة اجريت معه في مايو 2016 في واشنطن إن أجتماعات الأمير تركي كانت جولة للحصول على تقييم إستراتيجي حول وجهات نظر الولايات المتحدة الأمريكية حول السعودية ومكانتها وذلك من خلال أراء الخبراء والمطلعين من مسؤولي الدفاع والأمن القوميين في الولايات المتحدة."
وبعد شهر من ذلك " في يونيو 2016 " جاء محمد بن سلمان إلى واشنطن للاجتماع بالرئيس باراك أوباما ومسؤولين آخرين، وحتى ذلك الحين، كانت الإدارة الأمريكية محايدة بشكل مدروس في ظل تصاعد التوتر داخل العائلة المالكة السعودية وصلت إلى ولي العهد ونائبه وعلى مايبدى بلغت حد التصادم، ولكن أوباما أعجب بالرسالة والطاقة التي يحملها محمد بن سلمان وبأجندته الإصلاحية، وبعد تلك الزيارة أصبحت الولايات المتحدة تميل إلى الأمير الشاب.
تشابك العلاقات بين عائلة الملك عبدالله وبن سلمان
احتفظت عائلة الملك عبد الله ببعض الروابط والعلاقات الخارجية المهمة، خاصة في آسيا، وفي عام 2016 أصبحت تلك العلاقات متشابكة بشكل متزايد مع جدول أعمال محمد بن سلمان.
وفي يوليو 2016 سافر طارق عبيد الى شنغهاي للتحضير لمشاركة الأمير تركي بن عبدالله في منتدى مالي عالمي سيعقد في الصين في سبتمبر أي قبل أيام قليلة من اجتماع مجموعة العشرين "G20" الذي سيعقد في هانغزو، وكان الأمير تركي يخطط لحضور اجتماع IFF التي كانت تلمح إلى وجود تنافس داخل السعودية، عبيد وصل إلى الجناح في فندق بيننسولا وفي الغرفة المجاورة له تواجد اللواء علي القحطاني.
الإثارة .. والقلق ..
ثم بدأت الأمور تتخذ منحىً مثيرا للقلق، وهذه السلسلة من الأحداث وصفتها للواشنطن بوست عدة مصادر سعودية وسويسرية وأمريكية.
كان عبيد هو مبعوث الأمير تركي لمشروع تجاري مهم وكان تركي قد وافق على إستثمار ما لايقل عن 10 ملايين دولار في صندوق تنمية يطلق عليه مؤسسة تمويل طريق الحرير "the Silk Road Finance Corp" الذي يترأسه الرئيس التنفيذي لشركة "MIT-educated" يدعى شان لي وذلك بحسب الموقع الإلكتروني للمؤسسة. وكان طريق الحرير هو مبادرة من الصيني تشن يوان وهو زعيم بارز جدا كان قد ترأس بنك التنمية الصيني في الفترة من 1998 - 2013 ، وورد أن والده كان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي الصيني.
عندما سافر عبيد إلى بكين في أوائل أغسطس 2016 للتفاوض على شروط الأمير تركي للاستثمار، كان ينتظره لقاء رفيع في فندق "Park Hyatt hotel " الفخم، حيث أنه تمت دعوته من قبل جون ثورنتون، رئيس شركة "Silk Road Finance" ، للاجتماع وتناول العشاء معه بوجود"شان لي"، كما دعا ثورنتون مايكل كلاين، وهو مصرفي استثماري في نيويورك، كان يشاع في ذلك الوقت بأنه مستشارا رئيسيا لـ محمد بن سلمان في خطته الجمع ما يصل إلى 100 مليار دولار من خلال طرح عام أولي لجزء من أسهم أرامكو السعودية تساهم في تعزيز الاقتصاد السعودي الذي يواجه خللا في الميزانية العامة بسبب أنخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية "لم يشارك كلاين في تمثيل جانب المملكة في صفقة طرح أرامكو، وتم تسليم العمل إلى مصرفيين آخرين" .. وخلال تلك الليلة التقى كلاين بعبيد لفترة قصيرة ثم غادر، وفقا للمتحدث بأسمه ووفقا لتورنتون.
تحذير من طرح أرامكو للإكتتاب العام
خلال الإجتماع الذي شهده فندق "Park Hyatt hotel " مع مؤسسة طريق الحرير حذر عبيد من طرح أرامكو السعودية للإكتتاب العام عبر فرض معايير الإفصاح الغربية، محذرا من أن هذه الخطوة يكمن أن يكون لها تأثير كبير على الأمن القومي السعودي من خلال إضعاف قبضة العائلة المالكة السعودية على السلطة حيث أن أرامكو كانت لفترة طويلة من الركائز الرئيسية لحكم المملكة، وبدلا من طرح أسهم أرامكو قال عبيد إن الصينيين يجب أن يجمعوا أموالاً من خلال العمل مع السعوديين على صفقة مقايضة لتداول بعض المخزون الضخم من سندات الخزانة الأمريكية مقابل النفط السعودي.
مستشار عائلة الملك عبدالله ينتقد خطة بن سلمان
من خلال انتقاد خطة محمد بن سلمان لخصخصة أرامكو أمام المجموعة الاستثمارية الصينية، كان عبيد ، في الواقع ، يحث الصينيين على دعم النظام السعودي التقليدي الذي يمثله الملك عبد الله والملوك السابقين الذين حافظوا على الاستقرار والأمن.
وقال كلاين من خلال المتحدث بإسمه أنه خلال محادثته القصيرة مع عبيد ، لم يناقش قط صفقة المقايضة مع النفط أو خصخصة شركة أرامكو السعودية، بينما يذكر ثورنتون، في مقابلة هاتفية معه، أن عبيد كان قد قدم مقترح مقايضة النفط لكنه لا يذكر من كان حاضرا وقتذاك لأنني لم اتعامل معها ولو لثانية على أنها فكرة جادة. ووفقاً لأحد المسؤولين التنفيذيين في طريق الحرير الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإن الأمير تركي وعبيد لم يصبحا مستثمرين فعليين في هذا المشروع.
وإنتقاد المستشار المالي لأبناء الملك عبدالله لخطة الخصخصة التي وضعها بن سلمان قد يصل الى الديوان الملكي وبعد اسبوع أو نحو ذلك بدأ عبيد في تلقي سيل من المكالمات من أرقام سعودية لم يتعرف عليها ولم يرد عليها وفي نهاية المطاف ، وبحسب مصدر مطلع ، تلقى عبيد مكالمة من خالد حميدان ، رئيس المخابرات العامة السعودية حيث وقال له إن الديوان الملكي يريدك أن تعود إلى المملكة فورا، فأجاب عبيد أنه بحاجة إلى التأكد من ذلك أولاً من رئيسه الأمير تركي.
وبحسب المصدر المطلع ، اتصل الأمير تركي بحميدان وسأله عما إذا كان الملك سلمان قد أمر شخصياً بعودة عبيد، ويقال أن الأمير تركي قال لرئيس المخابرات السعودية "إذا كان الملك هو الذي طلب ذلك ، سأطير شخصيا مع طارق إلى الوطن الآن"، الا أن حميدان قد قال له إن الطلب جاء من الديوان الملكي، وقيل إن الأمير تركي نصح عبيد بالبقاء في الصين.
مؤامرة لإعتقال طارق عبيد
وفي 21 أغسطس ، دعا "شان لي" طارق عبيد للحضور إلى بكين للتباحث في مكتبه بـ " شركة طريق الحرير للتمويل" التي تقع في "Yintai Center" وسط المدينة ، حسبما ذكر مصدر. وكان الموقع عصريا وفاخرا مع الفرع الجديد لمبنى فندق " Park Hyatt hotel" الجديد. وقال لى ان عبيد بعد حضوره للصين قد يجتمع مع تشن يوان عراب مشروع طريق الحرير.
بعد ظهر يوم 25 أغسطس ، طار عبيد من شنغهاي إلى بكين على متن طائرة خاصة. عندما هبطت الطائرة ، نقل عبيد بالتاكسي إلى جزء بعيد في المطار وكانت هناك طائرة في أنتظاره تحمل علامة "HZ-ATR". وقد صنفت الرمز "HZ" على أنه رمز لطائرة سعودية. وقد تم وصف ما حدث بعد ذلك من قبل مصادر سعودية وسويسرية رفيعة تم إطلاعها على القضية.
وعندما غادر عبيد الطائرة أوقفه أكثر من 40 رجل أمن صيني يرتدون ملابس مدنية، يقال إن قائدهم يتحدث بالعربية ، قد قال لعبيد: "نحن من أمن الدولة. هل ستتعاون؟.. استسلم عبيد وتم تغطية رأسه وإدخاله في حقيبة ضيقة لدرجة أنه لم يتمكن من الرؤية أو الحركة بدون مساعدة ومن ثم نقل إلى منشأة للتحقيق في مكان ما في بكين حيث تم تقييد يديه بكرسي.
وأكد مصدر في المخابرات الصينية أن عبيد كان ممولا للإرهاب حيث كان يخطط لتنفيذ مؤامرة بواسطة متشددين باكستانيين لعرقلة اجتماعات مجموعة العشرين المقرر إنعقادها بعد شهر من ذلك التاريخ، بحسب ما ذكره مصدر مطلع على القضية. وكانت الاصوات تتعالى "أين يختبئ الإرهابيين؟ "أين يختبئ رجال الميليشيات الباكستانية؟" وكان عبيد يحتج ويقول ليس لديه أي فكرة عما تتحدثون عنه، وربما كان عبيد الرجل الخطأ، وقد تعرض لمرحلة أستجواب طويلة مؤلمة وقاسية.
لحسن الحظ ، كان الفنيون التابعون للأمن الصيني يقومون بفحص جهاز iPad و الهاتف المحمول الخاص بطارق عبيد ويتحققون من المعلومات التي قد تدينه، ولكن وبسرعة خلص الصينيون إلى أنه قد تم بالفعل ارتكاب خطأ فقد أعطاهم المسؤولون السعوديون معلومات كاذبة عن عبيد لإلقاء القبض عليه كإرهابي وتسليمه إليهم.
غضب الصينيين
وبحسب مصدر مطلع ، قال أحد كبار ضباط أمن الدولة بوزارة الخارجية الصينية لعبيد: "انظر ، لقد كان هناك خطأ. شخص ما في بلدك اتصل بنا قبل خمس دقائق من وصولك إلى بكين وقال إنك إرهابي وتمول تنفيذ ضربات خلال انعقاد قمة مجموعة العشرين ". وأوضح المسئول الصيني لعبيد بالقول:" أنت عالق في لعبة قوة بين أميرين من بلادك"، ورتب ضباط المخابرات الصينية الغاضبين بسبب خداعهم من السعودية رتبوا لعبيد السفر بسرعة إلى شنغهاي وحمايته لبقية مدة إقامته في الصين.
في هذه الأثناء ، كان السعوديون ، الذين كانوا يأملون في خطف عبيد في بكين ، غاضبين من إفلاته من قبضتهم. وقاموا بارسال عملاء للبحث عنه في فنادق في بكين. وفي شنغهاي ، تلقى عبيد اتصالاً من الجنرال يوسف بن علي الإدريسي ، نائب رئيس المخابرات السعودية ، وطلب منه العودة إلى بكين واللحاق بالطائرة السعودية التي تم إرسالها لاصطحابه ، بحسب مصدر مطلع.
وطلب عبيد مرة أخرى مشاورة رئيسه الأمير تركي وبحسب مصدر مطلع ، قال تركي للإدريسي: "إذا أراد الملك ذلك ، فسيتم ذلك" وسأله من طلب ذلك فقدم الإدريسي إجابة غامضة حول من أمر بعودة عبيد من الصين. وبقي عبيد في شنغهاي تحت حراسة مشددة من الأمن الصيني لمدة أسبوع آخر.
ولأن عبيد كان يحمل جواز سفر سويسري ، تلقى الحماية من القنصلية السويسرية في شنغهاي.
وصل الأمير تركي إلى الصين في 30 أغسطس وتحدث في اجتماع IFF في الأول من سبتمبر. والتقط صورا مع الرئيس شي جين بينغ. ووصل محمد بن سلمان إلى قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في هانغزو في 4 و 5 سبتمبر. وبحلول ذلك الوقت ، كان عبيد على متن طائرة إيرباص تركية خاصة متوجهة إلى سويسرا، وتابع الصينيون الطائرة للتأكد من وصول عبيد بأمان الى جنيف. وبمجرد الوصول إلى هناك ، تلقى عبيد على الفورالعلاج في عيادة متخصصة بسبب الإصابات التي لحقت به في الصين ، بحسب مصدر سويسري.
فشل محرج
وتحدث محمد بن سلمان في اجتماع مجموعة العشرين حول خطته الإصلاحية ورؤيته للسعودية 2030، ولكن في السر كان غاضبا عندما علم عن الفشل المحرج للإدريسي في ترحيل عبيد الى السعودية. وعندما عاد للمملكة أجرى بن سلمان تحقيقا في الحادثة وتمت إقالة الادريسي وقد استبدل لاحقا بالجنرال احمد عسيري الذي بدوره هو ومسؤولين اخرين تم عزلهم من مناصبهم على خلفية تورطهم في جريمة اغتيال جمال خاشقجي في اسطنبول، وعقب ذلك ارسل السعوديون وفدا خاصا الى الصين للاعتذار عن سوء سلوك الإستخبارات السعودية في قضية عبيد.
وكشف مسؤول سعودي مقرب من بن سلمان أستياء المملكة مما حدث بالصين، حيث قال المسؤول في تصريح خاص لمواطن سعودي: لقد كانو محرجين بسبب الخطأ الذي إرتكبه الإدريسي ، السعودية كانت محرجة من هذا السلوك.. لقد أدركوا أن "الإدريسي" اخطأ وانه كان ينبغي عليه الا يفعل ذلك ".
بن سلمان لم يتعلم الدرس
لكن من الواضح أن بن سلمان ومعاونيه في الديوان الملكي لم يتعلموا الدرس، والشكوك حول الأعداء المحتملين والرغبة في السيطرة المطلقة قد تعمقت لديهم ومع بداية ربيع 2017 بدأ السعوديون برنامجاً سرياً لإختطاف المعارضين المنشقين واعتقالهم في مواقع سرية ، وفقا لخبراء أمريكيين وسعوديين مطلعين. اشتمل البرنامج على "فرقة النمور" الخاصة التي تعمل بالتنسيق مع مركز الدراسات والشؤون الإعلامية في الديوان الملكي برئاسة سعود القحطاني وساعد تركى آل الشيخ وهو مستشار آخر لمحمد بن سلمان في الإشراف على مواقع الإستجواب، وذلك وفقا لما أكده خبراء أمريكيون وسعوديون.
واكتسب محمد بن سلمان قوة دافعة بفضل الإنقلاب الداخلي الذي قام به في العام الماضي، وبدأ يخشى أن تكون حياته مهددة بالخطر وفي في يونيو 2017 تم خلع الأمير محمد بن نايف من منصب ولي العهد وحل محله محمد بن سلمان، وفي شهر نوفمبر وبعد أسبوع من زيارة كوشنر ، اعتقل محمد بن سلمان أعداءه الأمراء ، بدءاً من الأمير تركي بن عبد الله ، وأعتقلهم جميعا في فندق ريتز كارلتون بالرياض.
وكان من بين المعتقلين بعض كبار الأمراء وأثرياء المملكة. وبعد أن استأنف فندق ريتز كارلتون تقديم خدماته الفندقية ، تم نقل المعتقلين الجدد إلى مواقع سرية.
اعتُقل العديد من نشطاء حقوق المرأة السعودية في مايو 2018 ، أي قبل شهر واحد فقط من إلغاء محمد بن سلمان الحظر المفروض على قيادة المرأة في السعودية للسيارة . ويقول نقاد إن محمد بن سلمان لم يكن يرغب في أن تحصل الناشطات السعوديات على الفضل في خطواته الإصلاحية، وكان احدى الناشطات في حالة صدمة بسبب المعاملة القاسية التي تعرضت لها في المعتقل للدرجة التي جعلتها تحاول الإنتحار وفقاً لأحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان ، وبحسب ما ورد فإن محاولة الإنتحار كانت عن طريق قطع أوردة المعصم بشفرة حلاقة.
بقى طارق عبيد في سويسرا وهو يخضع للتحقيق هناك وفي الولايات المتحدة للإشتباه في دفع مبالغ مالية بطريقة غير مشروعة من صندوق الثروة السيادية الماليزي المعروف بـ"1MDB" إلى شركة تدعى "PetroSaudi International" أسسها كل من الأمير تركي بن عبدالله وطارق عبيد، لم يتم توجيه أي تهمة لعبيد.
جنون العظمة
الأمر المزعج في قصة التنافس داخل العائلة المالكة السعودية هو أنها ساعدت في إثارة جنون العظمة لمحمد بن سلمان الأمر الذي أدى إلى قتل خاشقجي.
والسؤال هو: لماذ لم يوقف أحد هذه السلسلة من الأخطاء المميتة؟ أن عملية إختطاف طارق عبيد الفاشلة في الصين تشبه بشكل مخيف جريمة مقتل خاشقجي في اسطنبول، ففي كلتا الحالتين أراد السعوديون اسكات منتقديهم الجامحون، فعندما فشلت المحاولات الأولى عبر الاتصالات بدأوا في تنفيذ عملية سرية غير قانونية وفي كل مرة كانت العملية بإشراف نائب رئيس المخابرات ، وجميعهم من العناصر المقربة لولي العهد السعودي. وفي كل مرة يثبت نائب رئيس المخابرات بأنه "الرجل الغبي". لم تظهر أدلة قوية في كلتا الحالتين توثق دور بن سلمان.
دليم .. العقل المدبر
ويبدو أن كلتا العمليتين تم التخطيط لهما من قبل خلية خاصة داخل الديوان الملكي ، حيث كان سعود القحطاني "دليم" مشرفا رئيسيا عليهما ، وليس الإستخبارات السعودية. ولعل أكبر إختلاف بين القضيتين هو أن طارق عبيد حيا يرزق في إحدى ضواحي جنيف بينما قتل خاشقجي وقطعت أوصاله ولا يزال مكان جثته مجهولا.
وفي التحقيق في جريمة خاشقجي أوقف المدعي العام السعودي 18 سعودياً في القضية ، من بينهم ماهر عبدالعزيز مترب وهو ضابط مخابرات سابق وحارس شخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وهو المتهم بأنه قائد الفريق الذي نفذ جريمة الإغتيال، وقد تم إعفاء كل من سعود القحطاني واحمد عسيري من مناصبهم ، وكان القحطاني من بين 17 سعودياً اصدرت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات ضدهم بسبب دورهم المزعوم في اغتيال خاشقجي . وجاء في بيان وزارة الخزانة أن القحطاني "كان جزءًا من عملية تخطيط وتنفيذ عملية القتل" وأن "ماهر متعب" هو المنسق والمنفذ.
كل سعودي مراقب للأحداث بالمملكة تحدثت معه يعتقد بأن محمد بن سلمان من المرجح أن يبقى في السلطة على الرغم من الغضب العالمي الذي خلفته جريمة إغتيال خاشقجي، وأكثر شيء يمكن أن يدين ولي العهد السعودي هي الرسائل المتبادلة بينه وبين دليم في اليومين قبل وبعد قتل خاشقجي، وما لم يتم التوصل إلى فحوى هذه الرسائل قد يكون من المستحيل إثبات الصلة بين ولي العهد السعودي وإغتيال خاشقجي.
جنون العظمة
وجنون العظمة "البارنويا" التي يعاني منها محمد بن سلمان مدعاة لتذكر بغداد أيام كانت تحت حكم صدام حسين، إن تداعيات جريمة خاشقجي قد ألقت بظلالها على العالم لتمنح السعودية والولايات المتحدة فرصة أخيرة لتجنب الإنزلاق نحو مستنقع الإستبداد الذي وقع فيه صدام.
ويحكم آل سعود في بعض الأحيان بأيادي دموية، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الإستراتيجي للسعودية الإلتزام بتهدئة الخلافات العائلية في الممكلة قبل أن تلحق هذه الخلافات ضررا أكبر بالسعودية والعالم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى