كتب | وسيم عفيفي
جلس عبدالحميد باشا سليمان على مقعد مدير هيئة السكة الحديد بالقاهرة عام 1924 م، ليكون أول مصريٍ يتولى رئاسة سكك حديد مصر بعد 70 عامًا من الإدارة الإنجليزية، وكانت أول مشكلة على مكتبه هي خسائر السكة الحديد والتي من أسبابها عدم دفع التذاكر.
لتفادي أزمة عدم دفع التذاكر قرر عبدالحميد باشا سليمان أمرين، أولهما الاعتماد على العمالة المصرية في كافة أقلام السكة الحديد والعمل في القطارات وفتح باب التوظيف للمصريين في مهنة الكمسري، أما ثانيهما فهو تغيير بعض القوانين المنظمة للدفع التي وضعها الإنجليز، لكن بندًا واحدًا لم يغيره وهو بند «الأورنيك».
أورنيك كمسارية سكك حديد مصر
في القرن الحادي والعشرين صارت كلمة «أورنيك» حكرًا على المصطلحات العسكرية إذ أنها تشير إلى عقاب المقصر في خدمته وإعطاءه ورقة «أورنيك ذنب»؛ لكن في القرن العشرين كانت كلمة «أورنيك» خاصة بأوراق كمسارية سكك حديد مصر لمواجهة أزمة عدم دفع التذاكر، وتعني «تصريح».
كان دفتر أورنيك نمرة 5 جنبًا إلى جنب مع تذاكر كمسارية سكك حديد مصر وهو عبارة عن ورقة لمن ليس معه حق التذكرة أو من تحايل وركب من بداية الخط ودفع أجرة نصف الخط، وعليها يعطي الكمسري تصريحًا لصاحب الحالة أن يستقل القطار ويسجل في الأورنيك ما عليه، ويتم تسديده فور نزوله أو إبلاغ الجهة التابع لها لتحصيلها من مرتبه إن كان موظفًا أو إلزام المسئول المحلي لمقر سكنه بدفع الأجرة عند أول الشهر مع إيجار المسكن والماء.
وتطور استخدام أورنيك نمرة 5 في تعدد حالات عدم الدفع لمن ليس معه أجر تذكرة كاملة من البائعين الجائلين أو الفقراء، حيث كان كمسارية سكك حديد مصر يستعملون حافظة «بدل تحصيل»، وهي مذكرة يتم فيها تسجيل المبلغ المدفوع والمبلغ المستحق على الراكب ويقوم الفرملجي «رئيس القطار» والكمساري بالتوقيع عليها مع الراكب ويتم تحصيل بقية المبلغ المستحق بنفس آلية دفتر أورنيك نمرة 5.
ولضمان تحصيل أجرة عربة القطار كاملة، كانت سكة حديد مصر تعطي للكمسري في حال استطاعته دفع أجرة التذكرة للراكب متعسر الدفع بعد أن يوقع الكمسري على ورقة «جريان خصم باليومية»، والتي تفيد بأن الكمساري خصم في يوم كذا من جيبه الخاص مالاً للتذكرة على أن تعوضه به الهيئة يوم تحصيل مرتبه الشهري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى