عندما أدلى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بتصريحاته خلال حديثه مع موقع اللجنة اليهودية الأمريكية في يونيو 2021، عبّر فيها عن أسفه لتردد الدول الغربية في تصنيف حركة "حماس" كمنظمة إرهابية، أثار ذلك ردود فعل متباينة، خاصة من "حماس" نفسها وبعض الأوساط العربية.
"حماس" استنكرت التصريحات بشدة، حيث اعتبرتها الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، "تحريضاً" يتنافى مع قيم العروبة ويناقض المفاهيم القومية. وأشار إلى أن هذه التصريحات تتسق مع الرواية الإسرائيلية وتصطدم مع توجهات الجمهور العربي الداعم للمقاومة الفلسطينية. كما رأت الحركة أن هذا الموقف يعكس انحيازاً للإمارات ضد القضية الفلسطينية، خاصة في سياق العلاقات المتنامية بين الإمارات وإسرائيل بعد توقيع اتفاق التطبيع في 2020.
من جانب آخر، جاءت تصريحات عبد الله بن زايد في إطار رؤية إماراتية أوسع تعارض الجماعات الإسلامية السياسية مثل "حماس" و"الإخوان المسلمين" و"حزب الله"، معتبراً أن تردد الغرب في تصنيف هذه الجماعات بشكل واضح كمنظمات إرهابية يعكس تناقضاً. وقد أشار إلى أن بعض الدول تصنف الجناح العسكري فقط (مثل كتائب القسام) كإرهابي دون الجناح السياسي، وهو ما وصفه بـ"المضحك"، لأن الحركة نفسها لا تعترف بهذا الفصل.
في الأوساط العربية، أثارت التصريحات جدلاً واسعاً. بعض المنتقدين رأوا أنها تعكس تحولاً في السياسة الإماراتية نحو مواقف أكثر تقارباً مع إسرائيل والغرب على حساب القضية الفلسطينية، بينما اعتبرها آخرون موقفاً متسقاً مع استراتيجية الإمارات في مواجهة ما تراه تهديدات إقليمية من جماعات متطرفة. التصريحات تلقّت تغطية إعلامية كبيرة، مع تعليقات على منصات مثل "إكس" تتراوح بين الدعم والرفض، مما يعكس الانقسام حول هذا الموقف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى