إجراءات وقرارات ترحيل.. ماذا يحدث مع اليمنيين في السعودية؟
رغم التكتم الرسمي، إلا أن عدم تجديد عقود يمنيين يعملون في السعودية والطلب منهم للمغادرة بات على كل شفة ولسان. حالة من الذهول وعدم التصديق تسيطر على المشمولين وذويهم. فما سرّ هذه الإجراءات ضد اليمنيين في السعودية؟
الإجراءات السعودية شملت أكاديميين وأطباء يمنيين في مناطق جازان، عسير، نجران، الباحة.
بعد أن قضى أغلب سنوات عمره في السعودية، لا يفكر اليمني الخمسيني عبدالسلام أحمد، سوى بالوجهة المتاحة التي عليه أن يغادر إليها مجبراً مع أفراد عائلته المكونة من أكثر من 20 شخصا. يجب على أحمد أن يرتب كل شيء خلال شهور قليلة، وهي المهلة الممنوحة لليمنيين المقيميين في جنوب السعودية للرحيل، حسب تعليمات وقرارات سعودية شفهية قد تشكل الرصاصة الأخيرة التي من شأنها أن تنقل البلد الغارق إلى مرحلة عميقة من الكارثة الإنسانية.
يقول أحمد لـDW عربية إنه عمل لسنوات غير قليلة في أحد القطاعات شبه الحكومية، وهو حاصل على الدكتوراة من إحدى الجامعات السعودية، وفيها يقيم مع عائلته، وأصبح له فيها أحفاد ولدوا في البلد نفسه، في حين لم يعد يربطه باليمن سوى بعض أقربائه الذين يعيلهم ببعض المعونات ومنزل أسرته القديم.
بيد أنّ عليه أن يغادر مناطق جنوب السعودية، وفقاً لتعليمات سرية أبلغتها السلطات المحلية السعودية لكل "الكفلاء" وجهات العمل، بإنهاء عقود العاملين والمتقاعدين من الجنسية اليمنية، دون إبداء أسباب.
والعودة إلى اليمن، بالنسبة لأسرة أحمد، خيار غير مطروح، بسبب الوضع الصعب الذي تعيشه البلاد، بما في ذلك الظروف الأمنية والسياسية، إذ أنه وبسبب موقفه المعارض لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، يرى في العودة مخاطرة أمنية. وخلال الايام الماضية، شرع بالبحث والتقصي عن متطلبات الحصول على "فيزا" لدول أجنبية أخرى، وفقاً للتكاليف والمتطلبات الممكنة بالنسبة إليه.
في الجانب اليمني، فإن أسرة الطبيب خالد علي (اسم مستعار)، والذي خسر وظيفته مؤخراً في أحد المراكز الطبية السعودية، تعيش أياماً صعبة على وقع الخوف من المستقبل الذي ينتظر عائلها الوحيد، إذ أن وظيفته كانت مصدر الأمان المعيشي الوحيد لإخوته وإخواته الذين يعيشون مع والدته بمنطقة ريفية جنوبي غرب البلاد. ولا يقتصر الأمر على أسرته، بل إن الغالبية من الأسر في المنطقة التي ينحدر منها، هاجر غالبية رجالها للعمل في السعودية، وهم مهددون بنفس المصير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى