كتب - مصراوي:
قبل سنوات لم تتجاوز الخمس، قال الدكتور نعيم الصباغ رئيس مجلس إدارة سلسلة صيدليات 19011، في تصريحات متلفزة: "وجهة نظري أن الشاب اللي يعدي 35 سنة ولسه فقير يستاهل يبقى فقير". بينما قبل أيام قليلة أصدرت المحكمة الاقتصادية حكمها بإفلاس الشركة المالكة لهذه السلسلة، التي وصلت قيمة مديونياتها إلى 7 مليارات جنيه أغلبها من البنوك. وما بين هذا وذاك تشكلت تفاصيل الحكاية الأشهر في سوق الدواء المصرية بكم من الشائعات والاتهامات واحتجاجات وشكاوى العاملين بها على تأخر رواتب التي لاحقتها من التأسيس إلى الخسارة.
19011.. التأسيس والاحتكار والحُلم
ففي العام 2019، وخلال استضافته مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" المذاع على قناة "mbc مصر" الفضائية، ردًا على شائعات حول المالك الأصلي للسلسلة، حكى الدكتور نعيم الصباغ كيف تأسست صيدليات 19011، والتي انطلقت في أكتوبر 2017، فيما استحوذت على 100 فرع خلال سنتين فقط. وهو أمر انتقدته شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، ووصفته بـ "الاستحواذ والاحتكار".
حينها، تحدث "ا لصباغ" عن "الحرب" التي تتعرض لها "19011"، ودفع بأن السلسلة قائمة على الطريقة التسويقية الحديثة، ويصل عدد العاملين فيها لحوالي 250 صيدلي. وأضاف: "هذه السلسلة تجربة مصرية صعب تكرارها.. احنا عملنا فقط خطوة واحدة، وما يزال أمامنا 4 خطوات أخرى". وتساءل: "هل المصريين هيكونوا مبسوطين لو جت شركة أجنبية حصلت على فروع الصيدليات في مصر؟".
بدأت "19011" بـ 7 صيادلة مؤسسين، وقد عبر "نعيم" باعتباره رئيسًا للسلسلة عن سياستهم في إدارتها، بالقول: "احنا مبنكسبش ومش عايزين نكسب ولا هنكسب كمان 3 سنين قدام.. التسويق فكرة وليست فلوس".
وفي حديثه لبرنامج "الحكاية" وقتها، أضاف: "احنا عاملين خطة خلال خمس سنين إننا نوصل لـ 150 فرعًا وندخل بعدها في التصنيع.. الشارع كله هيسمع أننا هنمتلك مصنعًا للأدوية على أحدث طراز ومش أقل من 100 دواء ولدينا نية للتصدير لإفريقيا وأوروبا".
19011.. شائعة الملكية والاسم
هذه البداية المثيرة للجدل والتي لاقت انتقادات داخل مجتمع الصيادلة نفسه، لم تخلو كذلك من الشائعات التي أجبرت مؤسسي السلسلة على الحديث الإعلامي لنفيها وإثبات عدم صحتها.
وقد نفى الدكتور محمود حمدي عبد الفتاح، العضو المنتدب لسلسلة "19011"، في حديثه للإعلامي عمرو أديب عن ملكية القوات المسلحة للسلسلة، وأشار إلى المستندات التي تثبت صحة ذلك، وإلى تعامل السلسلة مع عشرات الشركات التي كانت تطلع على السجل التجاري الخاص بالصيدليات، مؤكدًا رغبتهم في نفي كل الشائعات، الأمر الذي وصل حد سحب التوقيعات من محمود حمدي عبدالفتاح على أوراق السلسلة الرسمية.
وكان مما أثار الشائعات سبب تسمية صيدليات 19011 بهذا الاسم، الأمر الذي أوضحه "الصباغ" قائلًا: "كان بسبب رقم HOTLINE جالنا بالصدفة من المصرية للاتصالات.. في الأول قالوا إن دي مجموعة زملكاوية لأنه تاريخ إنشاء نادي الزمالك وحبينا نثبت العكس روحنا فعملنا (إيفنت) في النادي الأهلي والزمالك. لحد ما طلعت إشاعات إن 19 - 11 تاريخ ميلاد الرئيس وابنه محمود هو اللي بيمضي على الشيكات، ومن وقتها الدكتور محمود ترك الإمضاءات والعقود واحنا كان هدفنا نخرج من هذه القصة غير الحقيقية".
19011.. السلسة التي تحولت للفقر قبل الـ 35
في تصريحاته حينها، قال الدكتور نعيم الصباغ: "أنا وجهة نظري أن الشاب اللي يعدي 35 سنة ولسه فقير يستاهل يبقى فقير". إلا أن سلسلته نفسها لم تكمل عامها الخامس قبل أن تصدر المحكمة الاقتصادية حكمًا بإفلاسها وتعيين قاضي تفليسة. يقول الدكتور حاتم البدوي، سكرتير شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية، معلقًا: "إن شركة ألفا المالكة لسلسلة صيدليات 19011 عليها مديونية بـ7 مليارات جنيه أغلبها من البنوك".
ويضيف "البدوي"، في تصريحات لمصراوي، أن الديون المستحقة على سلسلة صيدليات 19011 ستُحدث كارثة، خاصة على شركات التوزيع. فشركة توزيع مثل المتحدة أو ابن سيناء لها مديونيات تتجاوز المليار جنيه، وبإعلان إفلاس سلسلة صيدليات 19011 هذه الشركات لن تحصل على أموالها كاملة، بل جزء بسيط من تلك المديونية.
ويتابع سكرتير الشعبة: "احنا كشعبة عامة حذرنا الناس وقولنا اللي بيحصل في سوق الدواء من سلسلة صيدليات 19011 غير مقبول من استحواذ واحتكار ودفع أرقام مبالغ فيها جدًا في الإيجارات والكل لبس في الحيط دلوقتي". وقد أشار إلى أن الصيدليات كلها إيجار وليست إملاك، وهي حاليا مغلقة، وصاحب الصيدلية الأصلي لا يستطيع دخول الصيدلية ولا الحصول على الإيجارات المتأخرة، وبالتالي سيلجأ إلى المحكمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى