أدانت محكمة فدرالية أمريكية الثلاثاء موظفا سابقا في تويتر بالتجسس لصالح مسؤولين سعوديين قالت إنهم سعوا لكشف بيانات سرية لحسابات مستخدمين من منتقدي السعودية. فيما أوضح المدعي العام أن "المتهم باع موقعه إلى شخص يعمل ضمن الدوائر المقربة من ولي العهد" السعودي الأمير محمد بن سلمان.
"عميل غير شرعي لحكومة أجنبية" هكذا وصفت محكمة فدرالية أمريكية الثلاثاء أحمد أبو عمو الموظف السابق في تويتر. وأدانته بالتجسس لصالح مسؤولين سعوديين حاولوا معرفة بيانات سرية خاصة بحسابات مستخدمين ينتقدون المملكة السعودية.
واعتبرت المحكمة الأمريكية أحمد أبو عمو مذنبا بتهم عدة من بينها غسل الأموال والاحتيال كما قالت إنه عميل غير شرعي لحكومة أجنبية بحسب نسخة من الحكم.
وأضاف ممثلو الادعاء أن أحمد أبو عمو باع معلومات تخص أحد مستخدمي تويتر مقابل أموال وساعة باهظة الثمن منذ نحو سبع سنوات. غير أن فريق الدفاع عن المتهم أكد أنه لم يفعل شيئا أكثر من مجرد قبول هدايا من سعوديين لإدارته أعمالهم.
و قال المدعي العام الأمريكي كولين سامبسون في ملاحظات أخيرة لهيئة المحلفين إن "الأدلة تظهر أنه مقابل ثمن والاعتقاد بأن لا أحد يراقب، باع المتهم موقعه إلى شخص يعمل ضمن الدوائر المقربة من ولي العهد" السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ومن جهتها ردت محامية الدفاع أنجيلا شوانغ وقالت إنه على الرغم من وجود مؤامرة بالتأكيد، قبل نحو سبع سنوات على ما يبدو، للحصول على معلومات عن معارضين سعوديين على منصة تويتر، أخفق المدعون في إثبات أن أبو عمو كان جزءا منها.
وكان أبو عمو استقال من تويتر عام 2015 وانتقل للعمل في المجموعة العملاقة للتجارة الإلكترونية أمازون في سياتل، حيث يعيش كما ورد في وثائق المحكمة.
وتوصلت هيئة المحلفين في المحكمة إلى إدانة أبو عمو بـ 6 من أصل 11 تهمة بعد مداولات دامت ثلاثة أيام.
وقالت محامية الدفاع شوانغ معترفة بأن أبو عمو انتهك قواعد العمل في تويتر عبر امتناعه عن إبلاغ الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، أنه تلقى مئة ألف دولار نقدا وساعة تفوق قيمتها الأربعين ألف دولار من شخص مقرب من ولي العهد السعودي.
لكنها قللت من أهمية الهدية وأوضحت بأن الأمر لا يتعدى "مبلغا ضئيلا" في الثقافة السعودية المعروفة بالسخاء والهدايا الفخمة.
مبادلة الثقة بالمال؟
وتم إلقاء القبض على أبو عمو في سياتل في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بناء على سلسلة تهم من ضمنها القيام بدور عميل لحكومة أجنبية بشكل غير شرعي.
ووجه الادعاء العام تهما لأبو عمو وزميله الموظف في تويتر أيضا علي آل زبارة ناعتا إياهما بجُند لمصلحة مسؤولين سعوديين بين أواخر 2014 وأوائل العام التالي للحصول على معلومات خاصة تتعلق بالحسابات التي تنشر مواد تنتقد النظام.
وأضاف المدعون إن العاملين في تويتر كان يمكنهم آنذاك استخدام بيانات اعتمادهم لجمع عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهواتف وتواريخ الميلاد وغيرها من البيانات الخاصة لتحديد الأشخاص الذين يقفون وراء حسابات مجهولة.
وبقي أبو عمو طليقا الثلاثاء في انتظار النطق بالحكم، على الرغم من المخاوف التي أعرب عنها ممثلو الادعاء من أنه قد يحاول الفرار من البلاد.
أما آل زبارة وهو سعودي الجنسية وفي حالة فرار، تتهمه المحكمة بعدم التسجيل في الولايات المتحدة كوكيل لحكومة أجنبية كما ينص قانون الولايات المتحدة، وفق بيان لمكتب التحقيقات الفدرالي.
وفي السياق، ادعت محامية الدفاع شوانغ إن المدعين العامين يحاولون معاقبة أبو عمو على أفعال آل زبارة، وأضافت "هذا خطأ ارتكبوه. تركوا آل زبارة يفر من البلاد بينما كان تحت مراقبة مكتب التحقيقات الفدرالي".
فرانس24/أ ف ب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى