القصة الكاملة لاتهام رئيس البعثة الإسرائيلية بالتحرش بمغربيات

ديفيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب (مواقع التواصل الاجتماعي)

شكوى من امرأة وصلت تل أبيب قبل سنة.. القصة الكاملة لاتهام رئيس البعثة الإسرائيلية بالتحرش بمغربيات

عربي بوست  ,,  تم النشر: 2022/09/08 الساعة 13:16 بتوقيت غرينتش

قبل أيام تفجرت قضية الاستغلال الجنسي الممارس على نساء مغربيات من طرف ديفيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في المغرب، والذي وصل إلى المملكة بعد تطبيع هذه الأخيرة علاقاتها مع تل أبيب.

ديفيد غوفرين، "السفير" المثير للجدل منذ أول يوم وصل فيه للمغرب، والذي اختار فيه أن يتقرب من المجتمع بلقاءات مصورة في الصحافة المحلية يتحدث فيها باللهجة المغربية مرتدياً لباساً تقليدياً.

بداية القصة

بدأت القصة منذ سنة، حسب ما كشفت عنه قناة كان الإسرائيلية الرسمية، والذي قالت إن قضية الاستغلال الجنسي المتهم فيها ديفيد غوفرين وصلت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ سنة عن طريق إحدى السيدات المغربيات التي قدمت شكاية في الموضوع.

القناة قالت إن السيدة المغربية أرسلت في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شكوى إلى حسن كعبية، المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي، حول ارتكاب رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي سلوكيات غير مقبولة.

قناة كان الإسرائيلية الرسمية كشفت بناء على مصادرها أنه جاء في الشكوى "كان يتعين على إسرائيل أن تنتقي دبلوماسييها وسفراءها بعناية. من غير المنطقي أن ترسل إسرائيل مهووساً بالنساء إلى حد التحرش بهن، هذا أمر مهين ويجب أن يتوقف".

وأضافت السيدة المغربية التي لم تكشف عن هويتها: "سأكتفي بأن أخبرك أن لدى العاملات في الفندق الذي أقام فيه السفير لنحو 10 أشهر في العاصمة الرباط عشرات القصص تتعلق بهذا الأمر".

طلبت وزارة الخارجية الإسرائيلية من ديفيد غوفرين رئيس البعثة الإسرائيلية في المغرب، العودة الفورية إلى إسرائيل، وفتحت تحقيقاً معه لمعرفة تفاصيل الاتهامات التي وُجهت له بالاستغلال الجنسي في المغرب.

اختفاء هدية من القصر

مباشرة بعد وصول ديفيد غوفرين إلى تل أبيب لبدء التحقيق معه في قضية الاستغلال الجنسي، وصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة الرباط برئاسة نائب مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية للتحقيق في المزاعم ضد رئيس مكتب الاتصال. 

بالإضافة إلى قضية الاستغلال الجنسي، تُحقق وزارة الخارجية الاسرائيلية في قضية اختفاء هدية ثمينة أرسلها القصر الملكي المغربي إلى مكتب الاتصال بمناسبة احتفال إسرائيل بذكرى قيامها.

ولأن هفوات رئيس مكتب البعثة الدبلوماسية الاسرائيلية في المغرب كثُرت، فإن الإعلام الإسرائيلي قال إن وفد الخارجية الذي وصل للمغرب يُحقق أيضاً في حضور رجل أعمال إسرائيليين مقربين من جوفرين اجتماعات لمسؤولين إسرائيليين في الرباط دون أن تكون له أية صفة رسمية.

رجل أعمال هذا يُدعى سامي كوهين (يهودي مغربي)، قام بفعاليات استضافة رسمية لكبار المسؤولين الإسرائيليين في المغرب، من بينهم يائير لابيد رئيس الوزراء الإسرائيلي عندما كان وزيراً للخارجية، ووزير العدل جدعون ساعر، ووزيرة الداخلية أيلييت شاكيد.

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن سامي كوهين "رتب رجل الأعمال اجتماعات لكبار المسؤولين الإسرائيليين مع ممثلين رسميين مغربيين، رغم أنه لا يشغل أي منصب رسمي، لكنه صديق لديفيد غوفرين".

وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يائير لابيد كان على علم بما يقع في مكتب الاتصال في المغرب / أرشيف

وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يائير لابيد كان على علم بما يقع في مكتب الاتصال في المغرب / أرشيف

هفوات "السفير"

منذ وصوله للمغرب بعد تعيينه في يناير/كانون الثاني 2021 ممثلاً دبلوماسياً لإسرائيل في المغرب، بدأت هفوات ديفيد غوفرين تتكرر، فحتى الصحفيين المغاربة الذين تعاملوا معهم عند وصوله للمملكة انفضوا من حوله.

بدأت أخطاء ديفيد غوفرين، الذي شغل سابقاً سفير إسرائيل لدى مصر، عندما نشر تغريدة على حسابه في تويتر، قال فيها: "أتشرف أن أشارك متابعي وأصدقائي من جميع أنحاء العالم خبر تعييني كسفير رسمي لدولة إسرائيل بالمغرب".

هذا الإعلان كان الخطأ الدبلوماسي الأول لغوفرين الذي قلد نفسه صفة سفير، في الوقت الذي أعلن فيه المغرب أن علاقته الدبلوماسية مع إسرائيل هي استئناف لعلاقة كانت من قبل، وسيُفتح على إثرها مكتب اتصال فقط وليس سفارة.

إعلان المغرب هذا أعطى لديفيد غوفرين صفة المبعوث القائم بمكتب الاتصال في الرباط كما هو مُسطر في صفقة استئناف العلاقات التي وُقعت بين المغرب وإسرائيل وليس سفيراً، كما صرح.

توالت أخطاء ديفيد غوفرين، ووصلت به إلى حد مهاجمة رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، عندما استقبل وفداً من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

أيضاً هاجم غوفرين التهنئة التي أرسلها العثماني حينها بصفته أميناً عاماً لحزب العدالة والتنمية إلى حركة حماس على إثر اتفاق التهدئة الذي تلا التوتر الذي شهده قطاع غزة سنة 2021.

واتهم غوفرين في تغريدة على حسابه في تويتر حذفها بعد الجدل العثماني بدعم تنظيمات حماس والجهاد الإسلامي الإرهابية المدعومين من إيران، التي تزرع الدمار في الدول العربية وتُؤيد جبهة البوليساريو.

مواضيع مشابهة