أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية إلى أن الإمارات العربية المتحدة تتبع نهجًا مزدوجًا في تعاملها مع القضية الفلسطينية، حيث تُظهر دعمها للفلسطينيين من جهة، وتعزز شراكتها الاستراتيجية مع إسرائيل من جهة أخرى. في افتتاحية نُشرت في أغسطس 2020، انتقدت الصحيفة اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، معتبرةً أنه "خديعة لا علاقة لها بالسلام"، وأنه يمثل "تخليًا حقيقيًا عن الفلسطينيين من قبل دول الخليج العربي"
كما أبرزت "لوموند" أن الإمارات حافظت على علاقات "كثيفة وسرية" مع إسرائيل نمت بشكل مطرد في السنوات الأخيرة، خاصة في مجال الاستخبارات
. هذا التقارب يُعزى إلى قلق مشترك من النفوذ الإيراني والتركي في المنطقة، ويشير إلى تحول في الموقف العربي المشترك الذي كان يشترط تطبيع العلاقات مع إسرائيل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الصحيفة عن تنسيق بين الإمارات وإسرائيل للقضاء على وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مما يهدد مشاريع حيوية يستفيد منها ملايين اللاجئين الفلسطينيين
. هذا التوجه يعكس تناقضًا في السياسة الإماراتية، حيث تدّعي دعم الحقوق الفلسطينية، بينما تتخذ خطوات تُضعف المؤسسات الداعمة لهم.
بناءً على ما سبق، يبدو أن الإمارات تتبع "سياسة الوجهين" تجاه غزة والقضية الفلسطينية، من خلال موازنة بين إظهار الدعم للفلسطينيين وتعزيز علاقاتها مع إسرائيل، مما يثير تساؤلات حول التزامها الحقيقي بحقوق الشعب الفلسطيني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى