في 7 يونيو 1967، يوم احتلال إسرائيل لسيناء في حرب 1967، أدلى الفريق محمد فوزي، رئيس أركان حرب الجيش المصري في ذلك الوقت، بتصريحات عن خطة الانسحاب التي اقترحها المشير عبد الحكيم عامر. هذه الخطة كانت واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل في تاريخ العسكرية المصرية. فيما يلي تفصيل لما قاله الفريق فوزي في تلك اللحظة:
1. الخطة والتوجيهات:
الفريق محمد فوزي قال أن خطة الانسحاب التي تم وضعها في الأيام الأولى للحرب كانت تتضمن انسحاب القوات المصرية من الجبهة بأقل خسائر ممكنة. كانت الخطة تهدف إلى إعادة تنظيم القوات في أماكن أكثر أمانًا، ولكنها لم تكن تهدف إلى هزيمة إسرائيل بشكل حاسم في تلك اللحظة.
المشير عامر كان قد أمر بالانسحاب بعد الهجوم الإسرائيلي المباغت في 5 يونيو 1967، خاصة بعد فقدان السيطرة على التفوق الجوي بسبب ضربات سلاح الجو الإسرائيلي.
2. الظروف الصعبة على الأرض:
فوزي أشار إلى أن القيادة العسكرية كانت تواجه تحديات هائلة بسبب التفوق الإسرائيلي الجوي. إسرائيل قامت بتدمير الطائرات المصرية على الأرض في أول ساعات الهجوم، مما أدى إلى انهيار الدفاعات الجوية وفتح المجال أمام القوات البرية الإسرائيلية للتوغل في الأراضي المصرية.
كما أكد أن الاتصالات بين الوحدات العسكرية كانت مضطربة، مما أثر بشكل سلبي على إدارة العمليات العسكرية.
3. إجراءات الانسحاب:
الفريق فوزي تحدث عن أن قرار الانسحاب كان صعبًا للغاية، لكنه كان ضروريًا في ظل الانهيار السريع للجبهة. كانت القيادة العسكرية المصرية تأمل أن يتم هذا الانسحاب بطريقة منظمة، ولكن ذلك لم يحدث كما كان مخططًا له.
أضاف أن بعض الوحدات العسكرية تأخرت في تلقي الأوامر، مما أدى إلى مزيد من الفوضى. هذه الفوضى كانت أحد الأسباب التي ساهمت في خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
4. الانتقادات والتباين في الآراء:
فوزي أشار إلى أن هناك اختلافات في الرأي بين القادة العسكريين المصريين بشأن كيفية التعامل مع الوضع. بينما كان المشير عامر يعتقد أن الانسحاب هو الخيار الأمثل لتقليل الخسائر، كان هناك بعض القادة العسكريين الآخرين الذين اعتقدوا أن مقاومة الهجوم الإسرائيلي كانت ضرورية، حتى لو كانت الكلفة عالية.
أضاف الفريق فوزي أن الانسحاب كان في بعض الحالات غير منظم، مما جعل القوات المصرية تتعرض لخسائر أكبر، خاصة في سيناء.
5. الارتباك والشلل القيادي:
الفريق فوزي انتقد أيضًا ما أسماه "الشلل القيادي" الذي أصاب القيادة المصرية خلال أيام الحرب. هذا الشلل كان نتيجة لعدة عوامل، منها ضعف التنسيق بين القيادات المختلفة، والارتباك الذي صاحب التنقلات العسكرية بسبب انهيار خطوط الدفاع.
أشار إلى أن بعض الوحدات العسكرية لم تتمكن من تنفيذ الأوامر بسبب تدهور الوضع على الأرض، مما أدى إلى حدوث فوضى في بعض الجبهات.
6. التأثير على الروح المعنوية:
أحد النقاط التي تطرق إليها الفريق فوزي كانت تأثير الهزيمة على الروح المعنوية للقوات. ففي اللحظات الأولى من الحرب، كانت هناك حالة من الصدمة نتيجة السرعة التي تحركت بها القوات الإسرائيلية، وهذا أدى إلى حالة من التشوش في صفوف الجيش المصري.
7. النتيجة النهائية:
الفريق فوزي أكد في حديثه أن خطة الانسحاب لم تنجح كما كان متوقعًا. على الرغم من محاولات الحفاظ على القوة العسكرية، إلا أن القوات المصرية تعرضت لخسائر جسيمة، ولم تتمكن من إعادة تنظيم نفسها في الوقت المناسب.
أضاف أنه بعد الحرب، كان هناك العديد من الأسئلة حول كيفية اتخاذ القرارات، وكان هناك تباين في الآراء حول المسؤولية عن الهزيمة.
الخلاصة:
في تلك التصريحات، كان الفريق فوزي يعبر عن أسف شديد لما حدث، وأكد أن القيادة المصرية كانت تواجه ظروفًا قاسية للغاية في حرب كانت فيها إسرائيل تتفوق بشكل غير مسبوق على جميع الأصعدة. كما أشار إلى أن الخطة التي وضعها المشير عامر كانت تهدف إلى تقليل الخسائر، ولكنها لم تكن قادرة على منع الهزيمة الكبرى التي تكبدتها القوات المصرية.
كانت تصريحات فوزي بمثابة إشارة إلى حالة من الإحباط بين القيادات العسكرية المصرية في ذلك الوقت، حيث أشاروا إلى أن الحرب كانت قد انتهت قبل أن يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع الوضع المتدهور.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى