12/05/2020
15/09/2017
السعودية: ما وراء حملة الاعتقالات؟
واصلت السلطات السعودية، الأربعاء 13 سبتمبر/ أيلول، موجة اعتقالات بدأتها مطلع الأسبوع الجاري، وشملت علماء دين بارزين ومفكرين، فيما يبدو للبعض أنها حملة ضد أي معارضة محتملة للسلطة الحاكمة، وسط توقعات بنية الملك سلمان بن عبد العزيز التنازل عن الحكم لابنه الأمير محمد بن سلمان.
ونقلت وكالة الأنباء "الفرنسية" عن نشطاء وذوي معتقلين أن عدد الموقوفين لا يقل عن 20 فردا.
وتبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي أسماء بعض المعتقلين، ومنهم الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والداعية علي العمري، والكاتب الاقتصادي عصام الزامل. وأضاف النشطاء أن بعض المعتقلين لا ينتمون للتيار الإسلامي ولم يعرف عنهم معارضة النظام.
ولم تؤكد السلطات السعودية بشكل مباشر خبر الاعتقالات، لكن وكالة الأنباء السعودية ذكرت، الثلاثاء 12 سبتمبر/ أيلول، أن السلطات الأمنية كشفت "نشاطات استخبارية تخدم أطراف أجنبية" من طرف أفراد لم تسمهم.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية سعودية قولها إن الموقوفين متهمون بـ "أنشطة استخبارات والتواصل مع كيانات خارجية من بينها جماعة الإخوان المسلمين"، والتي تصنفها الرياض كمنظمة إرهابية.
وناشد حساب "كلنا أمن" التابع للجهات الأمنية السعودية، متابعيه على موقعي تويتر وفيسبوك من المواطنين السعوديين والمقيمين، الإبلاغ عن أي حساب على شبكات التواصل الاجتماعي ينشر "أفكارا إرهابية أو متطرفة".
وبالتزامن نشر حساب النيابة العامة السعودية على موقع تويتر تغريدة قال فيها إن "تعريض الوحدة الوطنية للخطر، أو تعطيل النظام الأساسي للحكم أو بعض مواده أو الإساءة إلى سمعة الدولة ومكانتها من الجرائم الإرهابية".
وتأتي تلك الإجراءات بالتوازي مع دعوات من سعوديين في الخارج لتنظيم حراك سعودي داخلي يوم الجمعة 15 سبتمبر/ أيلول، بغية حشد معارضة ضد سياسات الأسرة الحاكمة.
وذكر حساب "حراك 15 سبتمبر" على موقع تويتر في بيان أن الحراك يتناول "كل اهتمامات الفئات المختلفة من المجتمع من العاطلين إلى الفقراء إلى المحرومين من السكن إلى ذوي المعتقلين".
وأضاف البيان أن "هذا الحراك يمثل كل مواطن غيور على وطنه يرى سيادة الوطن في أحضان حكام الإمارات ومصر وكرامته تداس بأقدام ترامب".
وندد مفتي عام السعودية، الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بدعوة التظاهر قائلا إنها "دعوة كاذبة دجالة، إنما تقوم بها فئة حاقدة على الإسلام، يجب نبذ هذه الأشياء وحرمتها وقبحها، فهي لا خير فيها، ولا فيمن دعا إليها، فدعاتها دعاة فتنة ودعاة شر وفساد".
وتحظر قوانين المملكة تنظيم المظاهرات وإنشاء الأحزاب السياسية وكذلك النقابات، كما لا يسمح بانتقاد الأسرة المالكة عبر وسائل الإعلام.
ونقلت وكالة "رويترز" نفي مسؤولين سعوديين - لم تسمهم - صحة التقارير التي تفيد أن الملك سلمان بن عبد العزيز قد يتنازل قريبا عن العرش لولي عهد وابنه الأمير محمد بن سلمان، والذي يراه البعض المتحكم الفعلي في السياسيات الاقتصادية والسياسية الداخلية والخارجية للمملكة.
وتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد بعد تنحية ولي العهد ووزير الداخلية السابق الأمير محمد بن نايف، والذي تثار تساؤلات حول مصيره بعد نشر مصادر إعلامية، منها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقارير عن منعه من السفر ووضعه رهن الإقامة الجرية، وهو ما تنفيه السلطات السعودية الرسمية.
29/07/2017
بالتفاصيل : «هآرتس»: «الأقصى» كشف العلاقة بين «محمد بن سلمان» ومسؤولين إسرائيليين
قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن إعلان الديوان الملكي السعودي، عن نجاح جهوده في حل أزمة الأقصى، يكشف طبيعة الاتصالات بين المملكة و(إسرائيل).
ونقلت الصحيفة، عن مُحلل الشؤون العربيّة في «تسفي بارئيل»، قوله إن البيان الرسميّ الذي أكّد أنّ هذه الاتصالات أثمرت في حلّ المشكلة في المسجد الأقصى، يتحدّث عمليا عن الاتصالات التي أجراها وليّ العهد «محمد بن سلمان»، وليس والده، بحسب ما نقلت صحيفة «رأي اليوم».
وأوضح نقلا عن مصادر سياسيّة وُصفها بأنّها رفيعة المُستوى في (تل أبيب)، أنّه من غير المُستبعد بتاتًا أنّ يكون قسمًا من هذه الاتصالات قد جرت بين الديوان الملكيّ السعوديّ وديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ «بنيامين نتنياهو».
ولفت إلى أنّ ولي العهد السعوديّ، تربطه علاقات وطيدة مع صنّاع القرار في (تل أبيب)، على حدّ تعبيره.
اتصالات
وأمس الأول، أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا، قال فيه إن الملك «سلمان بن عبد العزيز»، أجرى خلال الأيام الماضية الاتصالات اللازمة بالعديد من زعماء دول العالم، لإلغاء القيود المفروضة على الدخول للمسجد الاقصى، تكللت بالنجاح، وبالشكل الذي يُسهم ـ إن شاء الله ـ في إعادة الاستقرار والطمأنينة للمصلين، والحفاظ على كرامتهم وأمنهم.
كما سارع «سعود القحطاني»، المستشار بالديوان الملكي السعودي، ولجانه الإلكترونية لاستغلال الحدث في تلميع صورة المملكة وتبييض وجه ملكها «سلمان»، بعد أن تردت هذه الصورة بسبب حصار قطر وتفريق شمل العائلات في شهر رمضان.
وشهدت الأيام الأخيرة، انطلاق دعوات غير مسبوقة للتطبيع مع (إسرائيل)، رغم أن التصريح بهذا الأمر علناً كان من قبيل «التابوهات» (المحرمات)، قبل وصول ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، إلى رأس السلطة في المملكة.
تهيئة إعلامية
واعتبر المراقبون أن تداول الإعلام السعودي لتدخل الملك «سلمان» لحل أزمة الأقصى، ربما يدل على أن مكانة السعودية لدى الاحتلال باتت أكبر من تلك التي كانت مخصصة للأردن، وفق اتفاقية وادي عربة التي نصت على الاعتراف بمكانة مميزة للأردن في الحرم القدسي، مشيرين إلى أن صوت المملكة العربية السعودية يخفت كثيرا تجاه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، في لحظة سياسية تشير معالمها إلى تسارع الخطوات من المملكة نحو التطبيع مع (إسرائيل).
وأوضحت تقارير أن المملكة تجر حاليا قاطرة التطبيع بشكل متسارع، كما أن الإمارات والبحرين ينسجان علاقات سرية مع (تل أبيب)، كما أشارت تسريبات عدة وصحف إسرائيلية.
ووفق كثير من المحللين، تأتي تلك الموجه الإعلامية السعودية تجاه (إسرائيل) ضمن خطة من ولي العهد «محمد بن سلمان»، لتهيئة الشارع السعودي لأي اتفاق محتمل مع (إسرائيل).
وعلى الرغم من أن علماء المملكة العربية السعودية منعوا من التغريد عن الأقصى استمرارا لتعهدهم بعدم التغريد تحت تهديدات الديوان الملكي على خلفية الأزمة الخليجية ثم تعيين «بن سلمان» وليا للعهد، غرد الدكتور «عائض القرني» -المقرب من «بن سلمان»- ضمن محاولة الترويج لتدخل العاهل السعودي لإعادة فتح الأقصى، قائلا: «الملك سلمان يفتح أبواب الأقصى اللهم أيده بالحق، وانصر به الملة، ووفقه لنصرة الإسلام والمسلمين».
ورأى مراقبون أن تغريدة «القرني» جاءت في سياق التدليل على وجود حملة منظمة لاستغلال الموضوع في تلميع صورة النظام السعودي.
كما أن نشر موقع «إيلاف» لتلك المعلومات عن مصادر وصفها بـ«المطلعة»، يعتبر جزءا من التمهيد الشعبي والإعلامي لما يسمى بـ«صفقة القرن» للتطبيع مع الاحتلال، والإقرار بشروطه.
تطبيع مرتقب
ويتزامن ذلك مع زخم متصاعد بشكل غير مسبوق في العلاقات السعودية الإسرائيلية منذ زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إلى المملكة مايو/ أيار الماضي، والتي بلغت ذروتها بدعوات صدرت عن وزراء إسرائيليين، قبل أيام، للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع (إسرائيل)، ودعوة رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» لزيارة السعودية، وإرسال ولي العهد «محمد بن سلمان» إلى (إسرائيل).
كما تزامن ذلك مع توقيع الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية، التي انتقلت بموجبها السيادة على جزيرتي «تيران وصنافير» إلى المملكة، وبالتالي أصبح مضيق «تيران» ممراً مائياً دولياً وليس مصرياً، كما انتقلت كافة الإجراءات والترتيبات الأمنية التي كانت تقع على عاتق الجانب المصري في اتفاقية «كامب ديفيد» إلى الجانب السعودي، ما يعني ضرورة وجود اتصالات وعلاقات سياسية رسمية بين (إسرائيل) والمملكة.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد نشرت قبل شهرين، أن دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بلورت اقتراحاً يقول إنها ستوافق على القيام بخطوات تطبيع للعلاقات مع (إسرائيل) حال قيام حكومة «بنيامين نتنياهو» بخطوات من قبلها إزاء الفلسطينيين، كتجميد البناء بشكل جزئي في المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على التجارة مع قطاع غزة.
ويعتمد التقرير على تفاصيل من الوثيقة التي تمت صياغتها بين ممثلي دول عربية عدة، ويشير إلى أن السعودية والإمارات اطلعتا الإدارة الأمريكية و(إسرائيل) على الاقتراح الذي يشمل خطوات مثل تأسيس خطوط اتصال مباشر بين (إسرائيل) وبعض الدول العربية، والسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق في أجواء دول الخليج، ورفع القيود المفروضة على التجارة مع (إسرائيل).
الجديد في الأمر، أيضاً، هو انخراط إعلاميين سعوديين، خلال الأيام القليلة الماضية، لعملية التطبيع مع (إسرائيل) بلا ثمن من زاوية أن السعودية ليس لديها أي خلاف ثنائي مع (إسرائيل) يمنعها من إقامة علاقات طبيعية، وأن الخلاف الأهم مع إيران، فضلا عن ظهور باحث سعودي علنا على شاشة التليفزيون الإسرائيلي، على الهواء مباشرة من المملكة.
كما أن الفترة الأخيرة، شهدت تقارباً اقتصاديا غير رسمي بين الرياض و(تل أبيب)؛ حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون سابقون (إسرائيل)، والتقطت عدسات الكاميرات مصافحات بين مسؤولين إسرائيليين وأمراء سعوديين؛ وهو أمر غير مسبوق.
كما يتشارك البلدان النظرة إلى إيران على أنها «تهديد استراتيجي» لهما، وكلاهما حليفان وثيقان للولايات المتحدة.
ودعمت (إسرائيل) الحصار الحالي الذي تفرضه السعودية والإمارات على قطر، كما دعت (تل أبيب) مرارا وتكرارا الدوحة إلى عدم استضافة الشخصيات الفلسطينية البارزة، وهو الأمر الذي باتت تشاركها فيها الرياض وأبوظبي.
ومنذ قيام ما يعرف بـ(دولة إسرائيل) عام 1948، رفضت السعودية الاعتراف بها، ودعمت حقوق الشعب الفلسطيني في السيادة على الأراضي التي تحتلها (إسرائيل) منذ عام 1967، ومع ذلك، فإن المملكة الخليجية لم تشارك في أي من الحروب العربية ضد (إسرائيل).
المصدر | الخليج الجديد + متابعات
28/07/2017
26/07/2017
ديفيد هيرست : قصة إدمان بن نايف مختلقة.. من سربها؟
كشف الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست أن قصة إدمان ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف على الأدوية المسكنة، مجرد حكاية سعودية لتدمير سمعته.
وكتب هيرست، في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست أي"، أن صحيفتا "ذي وال ستريت جورنال" و"ذي نيويورك تايمز" ووكالة "رويترز" التي نشرت تقارير تفيد بأن محمد بن زايد أطيح به من منصبه كولي للعهد في المملكة العربية السعودية بسبب إدمانه على العقاقير المسكنة للآلام، لم تشر إلى المصدر الحقيقي لهذه المعلومات.
وقال هيرست إن ما نقلته وكالة "رويترز" عن "مصدر مقرب من محمد بن نايف" بخصوص المحادثة التي يقال إنها جرت بين الملك ومحمد بن نايف، والتي يفترض بأن الملك قال فيها: "أريد منك أن تستقيل. فأنت لم تستمع إلى النصيحة بأن تتعالج من الإدمان، والتي باتت تؤثر بشكل خطير على القرارات"، غير صحيحة.
وأوضح أن المصدر الذي نقل المعلومات للوكالة غير مقرب من ابن نايف، بحسب ما بلغه من "مصدرين موثوقين"، ونقل عن المصدرين قولهما: "إن آخر شيء يمكن أن يخطر ببال صديق لابن نايف هو أن يبث مثل هذه الحكاية إلى وسائل الإعلام الأجنبية، لأنها تشير إلى رجل فقد القدرة على التمييز، وهي الخصلة التي كان ولي العهد السابق يفتخر بتميزه بها".
وكشف المصدران أن من سرب هذه المعلومات هو المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، الذي نظم لقاء مع الصحفيين بهذا الشأن لتشويه سمعة بن نايف وتقديمه كمدمن بائس على المخدرات.
ديفيد هيرست يكشف المعلومة الناقصة في قصة إدمان بن نايف
26 يوليو , 2017 - 8:10 ص
كانت هناك معلومةٌ واحدة ناقصة فيما نشرته وكالة رويترز، وصحيفتا "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز" الأميركيتان، من مزاعم تقول إن الأمير محمد بن نايف قد عُزِلَ عن منصبه كوليٍّ للعهد في المملكة العربية السعودية بسبب إدمانه للأدوية المُسكّنة للآلام.
هذه المعلومة التي لم تذكرها وسائل الإعلام هي: مصدر هذه الأقاويل المتعلقة بـ"إدمان بن نايف"، بحسب مقال للكاتب والصحفي البريطاني ديفيد هيرست.
وفي مقاله المنشور الثلاثاء، 25 يوليو/تموز 2017، على موقع ميدل إيست آي البريطاني، يحاول هيرست كشف النقاب عن هذه المعلومة الناقصة، أو تحديداً مصدر المزاعم التي تناقلتها وسائل الإعلام.
غير حقيقية..
وكالة رويترز، في قصتها، نقلت اقتباساً عمن وصفته بـ"مصدرٍ مُقرَّبٍ من محمد بن نايف" بشأن المحادثة المزعومة بين الملك سلمان وبن نايف، التي قال الملك خلالها للأمير المعزول "أريدك أن تتخلى عن منصبك، فأنت لم تستمع إلى النصائح المُوجَّهة لك لمعالجة إدمانك، الذي يؤثر على قراراتك على نحوٍ خطير".
"وقال مصدران موثوقان لي إن هذه القصة غير حقيقية"، يقول هيرست في مقاله، مستطرداً "وأضافا أن هذه آخر معلومة يمكن أن يدلي بها أي صديقٍ لبن نايف لوسائل الإعلام الأجنبية، إذ إنها تشير إلى عدم رجاحة حكم الأمير، بينما يُعد سداد الرأي سمةً يفتخر بن نايف بها دوماً".
ويضيف "أشار المصدران إلى سعود القحطاني على أنه مصدر القصة، التي تزعم أن بن نايف مدمن للأدوية وميؤوس من حالته. وقيل لي إن القحطاني هو من رتَّبَ لهذه البيانات الصحفية".
سعود القحطاني
بات القحطاني أكثر من عينٍ وأذنٍ للأمير محمد بن سلمان، ولي العهد الحالي، في الديوان الملكي. ومن ثم تولَّى القحطاني منصبه بعد استقالة بن سلمان من منصب رئيس الديوان الملكي ليصبح نائباً لولي العهد، وفق هيرست.
"ويتصل القحطاني هاتفياً بالصحفيين السعوديين ليخبرهم ألا يكتبوا مقالات أو ينشروا تغريدات. فقد أصبحت الأساليب الملتوية، التي كان يمارسها خالد التويجري، الرئيس السابق للديوان الملكي خلال حكم الملك عبد الله، تُمارس الآن بواسطة القحطاني"، يتابع الكاتب البريطاني.
وتُشكِّل هذه المعلومات فارقاً حقيقياً بشأن مدى مصداقية التقارير الصحفية في حد ذاتها، إذ لم تعد مجرد وصف لما يحدث خلف ستائر المشهد السياسي السعودي. بل تعد التقارير، عن غير قصدٍ، جزءاً من حملةٍ للقضاء تماماً على الضحية.
ولم يُعزل بن نايف فقط دون أي مراسم تكريم لإفساح الطريق أمام ابن الملك المريض، ولم يُسلَب فقط من حراسه، ومستشاريه، وهواتفه المحمولة حتى أُجبر على تقديم استقالته، وصُور وهو يدلي بقسم الولاء لابن عمه الأصغر منه، بل لقد تبع هذا الإذلال حملةٌ إعلامية للتشهير به كمدمنٍ لعقار المورفين.
ولسخرية القدر، كانت هذه نفس الحيل التي وظفها ديوان الملك عبد الله، لمحاولة منع الأمير سلمان، ولي العهد حينها، من وراثة العرش. حاول التويجري توظيف مرض الخرف الذي يعاني منه سلمان كوسيلةٍ لتمكين الأمير متعب من اعتلاء عرش المملكة. لكن المؤامرة لم تكتمل بسبب الموت المفاجئ للملك عبدالله، يشير هيرست، مردفاً "ويتبع ابن الملك سلمان في أسلوب عمله نفس النهج".
انقسام عائلة آل سعود
"لكن هذه الأساليب تسبَّبَت في إثارة ردود فعلٍ عنيفة داخل عائلة آل سعود. فقد قيل لي إن هناك غضباً داخل العائلة بسبب الطريقة التي لُطِّخَ بها اسم بن نايف".
وينقل هيرست عن أحد الأمراء قوله بازدراءٍ "إن هذه ليست السعودية التي يعرفها. وقارن النزاع المرير الراهن بين بن سلمان وبن نايف بالصراع الطويل على السلطة، الذي كان بين الأمير فيصل والملك سعود".
في مرحلةٍ ماضية، أمر الأمير فيصل الحرس الوطني بمحاصرة قصر الملك، لكنه لم يسمح مطلقاً لأيٍ من أفراد حاشيته بتشويه سمعة الملك، الذي نُفي في نهاية المطاف. وكانت كرامة وخصوصية العائلة المالكة محفوظةً طوال الأزمة. لكن الوضع الحالي لم يعد مثلما كان سابقاً، وربما لهذا يشعر السعوديون أن محمد بن سلمان يسير بهم نحو آفاقٍ مجهولةٍ.
وانطلقت حملةٌ على شبكات التواصل الاجتماعي في بلدٍ، يمكن خلالها أن تتسبَّب تغريدةٌ في سجنك لمدة خمس سنوات. ونشر ابن الملك فهد، عبد العزيز بن فهد، عدة تغريداتٍ تحت هاشتاغ "إلا الإساءة لمحمد بن نايف".
وقد برز شخصان كواجهةٍ عامة لمعارضة بن سلمان، أحدهما هو الأمير متعب بن عبد الله، الذي يحتفظ بمنصبه كوزير، فضلاً عن كونه رئيساً للحرس الوطني، وكانت هناك خططٌ تهدف إلى إزاحته من منصبه ولكنها أوقِفَت. والآخر هو الأمير أحمد بن عبد العزيز، شقيق الملك سلمان الأصغر.
وكان مقطعُ فيديو مُصوَّرٌ بهاتفٍ محمول، يُظهِر قاعةً لاستقبال التعزية بعد جنازة عبد الرحمن بن عبد العزيز، شقيق أحمد والملك سلمان الأكبر، قد انتشر كالنار في الهشيم. ويرجع السبب في ذلك إلى ظهور صورتين فقط في قاعة الاستقبال، إحداهما خاصة بالملك عبد العزيز، مؤسِّس الدولة السعودية، والأخرى خاصة بالملك الحالي، سلمان. جديرٌ بالذكر أنَّ الجدار الفارغ الموجود فوق المكان المُخصَّص للمُضيف يتسع لثلاث صور كبيرة، ولكنَّه لا يحمل سوى صورتين.
وهذه هي طريقة بعث رسالةٍ ضمنية في البلاد حالياً.
"عناصر أمريكية لإصلاح الجيش السعودي"
هناك مؤشراتٌ أخرى على وجود اضطرابات داخل العائلة المالكة -وفق هيرست- إذ لم يظهر الملك ولا ولي العهد في القمة الأخيرة، التي عقدتها مجموعة العشرين، والتي تُعَد المملكة العربية السعودية ضمن أعضائها. ما المشكلة التي كانت قويةً بما يكفي لدرجة أنَّها ألزمت بن سلمان منزله، ومنعته من الصعود إلى المنصة الدولية بصفته الأمير الذي ينتظر العرش. وكانت قمة مجموعة العشرين فرصةً ذهبيةً لتسليط الضوء على بن سلمان، ولكنَّ شيئاً ما منعه من الحضور.
ستكون القضية التالية هي إصلاح الجيش السعودي، وهناك أسبابٌ وجيهة لتدعيم جيش المملكة. ومع أنَّ المملكة ليس بها مراكز قوةٍ متناحرة، كما هو الحال في إيران، هناك مطالب بإنشاء هيكل دفاعي موحَّد يضم القوات البرية الثلاث الخاصة بالمملكة العربية السعودية. ويُذكر أنَّ الهدف الأصلي من تكوين الحرس الوطني كان توفير وظيفةٍ للمتطوعين الذين قاتلوا مع مؤسِّس الدولة.
ولكن بين أيدي بن سلمان، يمكن أن تسوء الأمور بسهولة، إذ ذكرت تقارير أنَّه لا يثق في الحرس الوطني، ولا في قوات وزارة الداخلية، التي لا تزال مواليةً للأمير المعزول بن نايف. ولذلك، فهو يُخطِّط لتوسيع الحرس الملكي مستعيناً بأفرادٍ سابقين في الجيش الأميركي لإعادة بناء هذه القوة.
وفي حالة بن سلمان، لم تعد القضية تتعلَّق بالسؤالِ عن الأمور التي يمكن أن تسوء حول الشاب المُترَف، بل بإمكانية أن يسير أيُّ شيءٍ على نحوٍ صحيحٍ في ظله. وهذه هي السمعة الطائشة التي اكتسبها بالفعل.
ومن الواضح أنَّ الحملة التي أطلقها ضد قطر كانت تهدف إلى إحداث انقلاب، إذ تفيد تقارير موثوقة بأنَّ بن سلمان استقبل أحد أفراد عائلة آل ثاني المالكة القطرية، قبل اختراق موقع الدوحة الإلكتروني الرسمي. وكان من المفترض أن تكون القنبلة الإعلامية التي أسقطها على قطر مسبوقةً بغزو، ولكن لسببٍ أو آخر، لم تتحرك الدبابات أبداً، ولم يحدث أي انقلاب.
ويتوقع هيرست أن بن سلمان حال جلوسه على العرش، فلن يحظى بالحماية التي يحظى بها والده الملك الحالي، وتمنحها له مكانته كشيخِ العائلة، فهذه بمثابة بوليصة تأمين لن يستفيد منها ابنه، الذي يكون وضعه في البلاد أقرب إلى رئيس وزراء يُقيَّم وفقاً لأدائه وليس لمكانته، وهذا يعني أنَّ بن سلمان سيُلام على أول شيءٍ يسوء في عهده.
24/07/2017
وثيقة سرية من بن نايف كشفه “الخدعة الإماراتية” و مؤكدا بان محمد بن زايد “يصب الزيت على النار ويصطاد في الماء العكر”
كشفت وثيقة سرية صدرت عن مكتب وزير الداخلية وولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف موجهة إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، يحذره فيها من سعي ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لخلق فتنة في المملكة مستغلا علاقته بالرئيس الامريكي دونالد ترامب.
22/07/2017
معهد واشنطن: محمد بن سلمان يمكن أن يصبح ملكا للسعودية خلال أيام
كشف تقرير لمعهد واشنطن تفاصيل الحراك الذي صعد بالأمير محمد بن سلمان لولاية العهد، وربما للملك خلال أيام، على حد قول معد التقرير.
وقال التقرير الذي أعده الخبير في الشئون الخليجية ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، بعنوان "سياسة القصر السعودي تأخذ مجراها بخطى حاسمة"، إن الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عامًا، والذي هو ملك بالفعل في كل شيء ولكن ليس في الاسم، يمكن أن يتولى العرش قريبًا، ربما في غضون أيام.
وتابع هندرسون، أن صحيفة "وول ستريت جورنال" ذكرت أنه تم تسجيل شريط فيديو في الأسابيع الأخيرة يقول فيه العاهل السعودي أن الوقت قد حان لكي يصبح محمد بن سلمان ملكًا.
وأضاف أنه يمكن استخدام مثل هذا الإعلان، وفقًا لـ"من هم على دراية بالبلاط الملكي"، عند وفاة الملك أو عند تنازله علنًا عن العرش.
وأشار إلى أنه نُقل عن مسئول في البلاط الملكي لم يُذكر اسمه قوله، "إن صحة الملك ممتازة..." ولكنه أضاف، "إن أي دولة تتخلى عن زعيمها في أيامه الأخيرة بسبب حالة صحية خطرة هي دولة لا تتمتع بالكرامة والاعتبار".
وكشف الخبير في الشئون الخليجية عن الخطوات المقبلة لولي العهد السعودي، قائلا: "على المدى القريب، فباستثناء التنازل عن العرش، يمكن أن يعيّن الملك نجله محمد بن سلمان رئيسًا للوزراء، وهو حاليًا نائب رئيس الوزراء، ومن المحتمل أيضًا أن تتم إقالة وزير الحرس الوطني متعب بن عبد الله، ربما من خلال استيعاب الحرس الوطني في الجيش السعودي الرئيسي، الذي هو حاليًا تحت إمرة محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضًا منصب وزير الدفاع، وستكون كلتاهما خطوتين مهمتين حيث تتحدى هذه الأخيرة استقلالية الحرس الوطني، الذي يحمي بشكل استثنائي الأسرة المالكة من انقلاب عسكري ولكن يعمل أيضًا كنظام للرعاية الاجتماعية للقبائل الريفية السعودية".
وختم التقرير قائلا: "ما هو واضح استمرار الصعود البالغ السرعة لمحمد بن سلمان، الذي كان حتى الآن بلا رادع، وبينما يواجه ولي العهد السعودي تحديات الحرب في اليمن، والأزمة مع قطر، والمنافسة الإقليمية مع إيران، وخطته الاقتصادية الطموحة -الرؤية 2030- الرامية إلى تحويل اقتصاد المملكة، فإنه يكسر الجمود أيضًا حول الكيفية التي تنظّم فيها أسرة آل سعود إجراءات الخلافة، وفي هذا الصدد، يراقب الشعب السعودي وصناع القرار في جميع أنحاء العالم تقدمه باهتمام بالغ".
21/07/2017
مصدر قريب من العائلة بالسعودية لـ رويترز عزل محمد بن نايف لإدمانه المورفين والكوكايين
مصدر قريب من العائلة بالسعودية لـ رويترز عزل محمد بن نايف لإدمانه المورفين والكوكايين ادرجة أثرت على أدائه وبدت آثارها واضحة عليه
رويترز
قال مصدر قريب من العائلة الحاكم بالمملكة العربية السعودية، إن عزل الأمير محمد بن نايف، من ولاية العهد الشهر الماضي، يصب في "مصلحة الدولة العليا" نظرا لإدمانه المورفين والكوكايين، لدرجة أثرت على أدائه وبدت آثارها واضحة عليه.
وأكد المصدر في تصريح حصري لـ"رويترز"، معظم ما ورد في تقرير بثته هذا الأسبوع عن القرار المفاجئ بتنصيب الأمير محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي والبالغ من العمر 32 عاما، وليا للعهد، وأقر أن تنحية الأمير محمد بن نايف كانت بسبب إدمانه العقاقير المخدرة.
وقال المصدر، إن عزل محمد بن نايف كان بقرار من الملك وهيئة البيعة، التي تضم 34 عضوًا من كبار الأمراء والتي توافق على من هم في سلسلة الخلافة وتتابع أداءهم.
ورفض المصدر أن يكون الأمير محمد بن نايف، ضحية لانقلاب داخل القصر من تدبير الأمير محمد بن سلمان، ابن الملك الأثير، تمهيدا لأن يخلف والده الملك سلمان البالغ من العمر 81 عاما.
ونفى المصدر تماما بعض التقارير التي أشارت إلى استعداد الملك للتنازل عن العرش لابنه قريبا ربما في سبتمبر.
وقال إن الأمير محمد بن نايف عانى من تعاطي مواد مخدرة لأعوام منذ عهد العاهل الراحل الملك عبد الله، مشيرا إلى أن الملك عبد الله والملك سلمان نصحاه مرات عديدة بالعلاج.
وأضاف المصدر أن وزير الداخلية وولي العهد السابق، لم يدمن فقط المسكنات القوية مثل المورفين، التي يعود تعاطيه لها إلى أيام محاولة تنظيم القاعدة اغتياله عام 2009، التي تركت شظايا في جسده، بل أدمن أيضا الكوكايين.
وقال المصدر في تصريحاته لرويترز: "لنا تقديرنا الكبير للأمير ولي العهد ووزير الداخلية لكن توجد مصالح عليا بالدولة أكبر من مكانته الاجتماعية والوظيفية".
وتابع: "كان مدمنا للمسكنات منذ عهد الملك عبد الله، تحديدا المورفين، وكان الملك عبد الله يعاتبه على هذا بشدة، وكان هو يؤكد أن هذا بسبب عملية الاغتيال التي تعرض لها وأنه بحاجة لتخفيف الألم بسبب الشظايا التي في جسده. ووعد الملك عبد الله بأن يخضع للعلاج".
ولم يتسن لرويترز الاتصال بالأمير محمد بن نايف للتعليق، وذكرت مصادر قريبة منه أنه يمتنع عن التعليق وأنه ما زال في قصره في جدة منذ تنحيته في يونيو
وأقرت المصادر بأمر إدمانه العقاقير المخدرة لكنها قالت إن الأمر كان ذريعة لدفع الأمير محمد بن سلمان للعرش.
20/07/2017
رويترز: مسؤول سعودي ينفي تنحي بن نايف تحت الضغط
نفى مسؤول سعودي كبير يوم الأربعاء حدوث أي خطأ في الطريقة التي أعفي بها الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد لصالح الأمير محمد بن سلمان الابن الأثير للملك سلمان بن عبد العزيز.
وكانت رويترز نقلت في وقت سابق يوم الأربعاء عن مصادر قولها إن بن نايف أجبر على التنحي في "انقلاب قصر" قاده العاهل السعودي بسبب تأثير إدمان العقاقير المسكنة على قرارات بن نايف.
وقال المسؤول السعودي الكبير إن الرواية بأكملها "لا أساس لها وغير صحيحة فضلا عن كونها هراء".
وأضاف المسؤول في بيان تلقته رويترز "القصة الواردة هنا محض خيال ترقى إلى قصص أفلام هوليوود".
ولم يشر البيان إلى مزاعم استخدام بن نايف لعقاقير مثل المورفين للتغلب على الآلام التي عانى منها بعدما فجر مهاجم نفسه أمامه في قصره عام 2009.
وقال المسؤول السعودي إن محمد بن نايف أُعفي من منصبه لاعتبارات المصلحة الوطنية ولم يتعرض لأي "ضغط أو عدم احترام".
وأضاف المسؤول أن أسباب الإعفاء "سرية".
وأفادت مصادر مطلعة أن بن نايف رهن الإقامة الجبرية في منزله في أعقاب إعفائه من منصبه لكن المسؤول السعودي قال إنه استقبل ضيوفا من بينهم الملك وولي العهد الجديد.
وعلى الرغم من إشارة المصادر إلى أن الملك سلمان قد يتنحى لصالح ابنه الأمير محمد قال المسؤول إن العاهل السعودي "بصحة ممتازة".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)
19/07/2017
الملف الكامل محمد بن سلمان والانقلاب الابيض فى السعودية
نيويورك تايمز: ابن الملك خطط لإزاحة منافسة و أن ما جرى انقلاب عائلي
مع مرور الأيام تتضح خيوط الانقلاب الأبيض، الذي دبره سلمان بن عبد العزيز ونجله محمد على ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن نايف.
استدعاء محمد بن نايف على عجل من جدة إلى مكة
تمّ استدعاء محمد بن نايف على عجل إلى مكة المكرمة ليلة الانقلاب، من دون علمه مسبقا بسبب استدعائه حيث استقل الطائرة ليلة 20 من يونيو-حزيران، وعند لقائه الملك سلمان طالبه بتقديم استقالته حسب صحيفة نيويورك تايمز.
وحسب مصادر مطلعة فقد سعى الملك جاهدا إلى أن يقدم محمد بن نايف استقالته بدلا من اقالته، لكنه لم يفلح. وحاول الملك سلمان إقناع محمد بن نايف بالاستقالة بحجة ترك فرصة الحكم للجيل الشاب قائلا له: “أنا بدوري سألحق بك، سأقدم استقالتي وارتاح“، لكن هذا لم يغير من موقف محمد بن نايف.
وكانت مجموعة من الأمراء الكبار والمسؤولين الأمنيين مجتمعين في قصر الصفا بمكة، بعدما تمّ اخبارهم بأنّ الملك سلمان يريد مقابلتهم. وأكدت صحيفة نيويورك تايمز أنّ اختيار موعد الانقلاب في شهر رمضان لم يكن اعتباطيا، ففي الشهر الفضيل ينشغل السعوديون بشعائرهم الدينية، وخلال هذه الفترة يجتمع الكثير من أفراد العائلة المالكة في مكة قبل السفر في عطلة عيد الفطر.
نفس المصادر المطلعة أكدت رفض محمد بن نايف الاستقالة مشيرا إلى وجود “هيئة البيعة“، التي يمكنها البت في هذه المسألة، لكن الملك سلمان ردّ عليه بالقول “إنّ الهيئة مجتمعة في الداخل”.
تجريد محمد بن نايف من هواتفه المحمولة
وقبل حلولِ منتصف الليل، أُخبِرَ محمد بن نايف أنه سيلتقي بالملك، واقتيدَ إلى غرفةٍ أخرى حيث جرَّده مسؤولون بالديوان الملكي من هواتفه المحمولة، وضغطوا عليه من أجل التخلي عن منصبه كوليٍّ للعهد ووزير للداخلية، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومقربين من العائلة المالكة.
وبمجرد دخول محمد بن نايف الى هيئة البيعة، أيقن أنّ الأمر دبّر ليلا. وفوجئ بعد خروجه من الاجتماع بالكاميرات وبمحمد بن سلمان ينكب على يديه ورجليه لتقبيلهما في محاولة سعى من خلالها فريق الانقلاب الإيحاء أنّ محمد بن نايف زار محمد بن سلمان في قصره لمبايعته، لكن الامر كان غير ذلك.
العودة إلى جدة بالسيارة
عاد محمد بن نايف من حيث أتى ولكن دون طائرته، بل بسيارة وبعدد قليل من حراسه، بعد أن تمّ سحب العدد الأكبر منهم، ومنذ ذلك اليوم، وهو يخضع لإقامة جبرية شديدة في قصره، حسب مصادر مقربة.
وعلى ما يبدو فقد شهدت العلاقات داخل أسرة آل سعود توترا شديدا بعد الانقلاب الأبيض مع تردد أنباء عن أّنّ محمد بن سلمان يعيش حلة من القلق والخوف المتنامي، دفعه إلى تدشين حملة أمنية واسعة ضد الأصوات الرافضة لتعيينه وليا للعهد. وقد دفعت المخاوف من أيّ تمرد محتمل محمد بن سلمان ووالده إلى الاعتذار رسميا عن المشاركة في قمة العشرين التي احتضنتها ألمانيا.
وأشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أنّ ولي العهد الجديد بدأ حملة قمع وملاحقة للمعارضين له في الأسابيع القليلة الماضية، في محاولة منه لإسكات الناشطين ورجال الدين، بالإضافة إلى ولي العهد السابق.
ولي عهد جديد في ظروف استثنائية
الأنباء أكدت أنّ محمد بن نايف استسلم بحلول الفجر حيث أفاقت المملكة العربية السعودية على خبر تعيين ولي عهدٍ جديد يبلغ من العمر 31 عاماً؛ وهو ما لم تتعود عليه المملكة.
مؤشرات الانقلاب الأبيض بدأت تظهر منذ أن تمت ترقية محمد بن سلمان في الحادي والعشرين من يونيو-حزيران، فقد بدأت تتردد أنباء بانه يخطط لاستبعاد ابن عمه، وبدأ الأمر بكسب التأييد داخل العائلة المالكة، لتنفيذ التغيير بشكل سلس حيث تمّ إخبار بعض كبار الأمراء في العائلة الحاكمة أن محمد بن نايف “لم يكن مؤهلاً لأن يصبح ملكاً بسبب مشكلة مخدرات يعانيها“، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن شخص وصفته بالمقرب من العائلة المالكة.
قرار استبعاد محمد بن نايف وبعض زملائه الأقرب أدى إلى قلق مسؤولي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة، حسب الصحيفة الأميركية، والذين وجدوا جهات اتصالهم السعودية الأهم تتلاشى، خاصة وانهم ناضلوا من اجل بناء علاقات جديدة مع المسؤولين الذين تولوا زمام الأمور بعد التغيير.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أنّ “جَمْعُ كل هذه السلطة بيد شابٍ من العائلة المالكة؛ الأمير محمد بن سلمان، أثار حالةً من عدم الاستقرار بين العائلة التي طالما كانت تسترشد بإجماع الرأي واحترام الكبار”.
صحة محمد بن نايف تطرح التساؤلات
لسنواتٍ عبَّر أصدقاءٌ مُقرَّبون من محمد بن نايف عن قلقهم حيال صحته، مشيرين إلى أنه عانى منذ محاولة الاغتيال من آلامٍ دائمةٍ، وأنه أظهر علاماتٍ لاضطرابات ما بعد الصدمة. وقاده ذلك إلى تعاطي أدويةٍ مخدرة أثارت قلق أصدقائه من أن يكون قد أدمنها.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن بروس ريدل، الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية، ومدير مشروع الاستخبارات في معهد بروكينغ قوله “تشير الأدلة التي اطلعت عليها إلى أنه قد تعرَّضَ لإصاباتٍ أثناء محاولة الاغتيال أكثر مما تم التصريح به، وأنه انخرط في نظام مسكِّناتٍ يتسبب في إدمانٍ شديدٍ. أعتقد أن تلك المشكلة ازدادت سوءاً بمرور الوقت”.
وقال مسؤولٌ أميركي وفردٌ في العائلة المالكة السعودية إن محمد بن نايف عارَضَ الحصار المفروض على قطر، وهو موقفٌ ربما أسرع بقرار عزله.
وفي وقتٍ ما قبل الفجر، وافق محمد بن نايف على الاستقالة. والتُقِطَ فيما بعد مقطع الفيديو الذي يُظهِر محمد بن سلمان يُقبِّل يده. ثم عاد محمد بن نايف إلى قصره في مدينة جدة المُطِلَة على البحر الأحمر، وحُظِرَ عليه مغادرته.
الانقلاب طال شخصيات أخرى
الانقلاب السلس على بن نايف طال شخصيات أخرى مقربة منه، فوفقاً للصحيفة الأميركية فقد فُرِضَت الإقامة الجبرية أيضاً على الجنرال عبد العزيز الهويريني، رفيق محمد بن نايف الذي كان دوره حاسماً بشأن العلاقات الأمنية مع الولايات المتحدة، وفقاً لشهادة المسؤولين السابقين والحاليين بالولايات المتحدة.
ويقول مسؤولون أميركيون إنه بعد ذلك بأيام قَدَّمَ ضباطٌ بالاستخبارات تقريراً للبيت الأبيض ذكروا فيه مخاوفهم بشأن تنحية محمد بن نايف، واحتمالية إقصاء اللواء الهويريني، وإن مسؤولين أمنيين آخرين قد يعيقون مشاركة المعلومات الاستخباراتية، وفقاً لتقرير نيويورك تايمز، وهو ما كان نفاه بيان المملكة الذي أكد أن اللواء الهويريني لا يزال يضطلع بمهام منصبه، وأنه وكبار الضباط قد بايعوا محمد بن سلمان.
وتتحدث الصحيفة الأميركية عن مدى الدعم الذي يحظى به بن سلمان داخل العائلة المالكة، حيث ترى أنه لا يزال غير معروف، في وقت أفاد بعض المسؤولين الأميركيين والسعوديين قريبي الصلة بالأحداث أن هناك حالة من السخط داخل الأسرة الحاكمة، كما يشير مُحلِّلون إلى مؤشرات على هذا.
الليلة التي لم ينم فيها محمد بن نايف ورضخ في أخر الأمر وقبل التنازل لصالح محمد بن سلمان
صعود محمد بن سلمان كان سريعا لكن لم يكن سلسا
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها الصادر أمس 18 يوليو / تموز تفاصيل جديدة عن عملية انتقال الأمير محمد بن سلمان الى منصب ولاية العهد والإطاحة بمحمد بن نايف، إذ انتهت ليلة طويلة من الضغوط على محمد نايف دون أن يذوق فيها لحظة نوم بالتنازل عن منصبه ومبايعة الأمير الشاب وهي العملية التي لم تكن بالسهولة والسلاسة التي تتحدث عنها السعودية.
وفي تفاصيل الخبر أنه كما تجري العادة كل عام اجتمعت العائلة المالكة في الأيام الاخيرة من شهر رمضان الماضي وعلى رأسهم الملك وكبار الامراء في مكة التي شهدت نقل السلطة.
ففي 20 يونيو/حزيران الماضي اجتمع كبار مسؤولي الامن في المملكة والامراء في قصر الصفا في مكة بعد ان تم استدعاؤهم للقاء الملك سلمان حسبما تنقل الصحيفة عن مسؤولين امريكيين ومقربين من الاسرة الحاكمة. وفي منتصف الليل تم استدعاء محمد بن نايف للقاء الملك حيث تم اصطحابه الى غرفة خاصة بعد تجريده من اجهزة الهاتف التي يحملها وطلبوا منه التنازل عن منصبيه.
قبيل الفجر
رفض محمد بن نايف البالغ من العمر 57 عاما في البداية الطلب لكن مع مرور الساعات ونتيجة الاعياء والتعب الذي شعر به والناجم عن مرض السكري الذي يعاني منه رضخ في أخر الأمر وقبل التنازل لصالح محمد بن سلمان قبيل الفجر.
نيويورك تايمز: محمد بن سلمان طلب تصوير مبايعة محمد بن نايف له
وتقول الصحيفة إن محاولة الاغتيال التي تعرض لها محمد بن نايف عام 2009 قد تركت آثارا عميقة على صحته وان اصابته كانت اكبر مما تم الاعلان عنه حينها.
وتشير الصحيفة إلى أن مقربين من محمد بن نايف قد عبروا عن قلقهم على صحته منذ تعرضه لمحاولة الاغتيال حيث بدأت تنتابه نوبات ألم وتظهر عليه أحيانا آثار توتر وقلق مما اضطره إلى تناول أدوية لتخفيف الالام حتى بات شبه مدمن عليها حسبما تنقل الصحيفة عن مقربين منه.