شيخ الأزهرلرئيس جامعة القاهرة في مؤتمر تجديد الخطاب الديني: ابحثوا عن مشكلة أخرى غير “التراث” نحن غير قادرين على صنع “كاوتش سيارة” وشعرتُ بالخزي عندما رأيتُ ترامب ونتنياهو يقررون مصيرنا
القاهرة -“رأي اليوم “-محمود القيعي:
شهدت جلسة «دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي»، بمؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، مناوشة ساخنة بين الشيخ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وبين د. محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، في إطار الحديث عن تجديد وتطوير علوم الدين لما يواكب العصر الحديث.
في البداية تحدث د.الخشت فقال: “من الضروري تجديد علم أصول الدين بالعودة إلى المنابع الصافية من القرآن وما صح من السنة النبوية، التجديد يقتضي طرق التفكير وتغيير رؤية العالم، ويجب أن تقوم على رؤية عصرية للقرآن بوصفه كتابًا إلهيًا يصلح لكل العصور والأزمنة».
وتابع الخشت: «في القرآن الكريم هناك تعددية الصواب، فالقرآن به ما هو قطعي الدلالة وما هو ظني الدلالة، وظني الدلالة أكثر حتى تتعدد المعاني، لذا فالصواب ليس واحدًا، وهو ما أكده الرسول صلى الله عليه وسلم في قضية صلاة العصر في بني قريظة».
وتابع قائلا : «الواقع الحالي للعلوم الدينية ثابت مقام على النقل والاستنساخ مفيش تحليل نقدي أو علمي ولا أي استفادة من العلوم الإنسانية، بل استعادة للفنون القديمة، لأننا لم نستطع الدخول لعصر جديد، وهنا من الضروري تطوير علوم الدين وليس إحياء علوم الدين، لو عاد الشافعي لجاء بفقه جديد، وكذلك ابن حنبل لو عاد لجاء بفقه جديد».
وقال الخشت: «هناك اتهام بالتشدد لابن حنبل، وأنا هنا بتكلم قدام المشايخ، سنجد أن لابن حنبل ثلاثة آراء في المسألة الواحدة، من أين جاءنا بالرأي الواحد والصواب والحقيقة الواحدة ولو كنت بقول غلط يقولوا، أنا هنا راوي».
شيخ الأزهر يرد
لم تمر كلمة رئيس جامعة القاهرة مرور الكرام، وطلب التعليق عليها شيخ الأزهر، حيث قال: «البعض لا يعلم العلاقة مع الخشت فهي قديمة بجانب أن هناك مناوشات بيني وبينه، هو قال لو بقول غلط قولي، ولولا ذلك مكنتش أساهم بالتعليق، أو الملاحظة السريعة وأوعدك سأكون طيباً».
وتابع: «كنت أود أن كلمة ستلقى في مؤتمر عالمي دولي وفي موضوع دقيق عن التجديد، أن تكون هذه الكلمة معدة سابقًا ومدروسة، لا أن تأتي نتيجة تداعي الأفكار وتداعي الخواطر، حضرتك قلت كرئيس للجامعة إن التجديد هو مثل أن تُجدد منزل والدك تحبه دون أن تسكن فيه وتتركه لتسكن في بيت جديد».
وأضاف: «هذا ليس تجديدًا هذا إهمال وترك وإعلان الفُرقة لبيت الوالد، التجديد في بيت الوالد يكون في بيته، ولكن أعيده مرة أخرى بما يناسب أنماط البناء المعاصرة».
وأكمل: «رئيس الجامعة نادى بترك مذهب الأشاعرة، لأنهم بنوا، وتحدث عن أحاديث الأحاد، فأقول، الأشاعرة لا يقيمون عقيدتهم على أحاديث الأحاد، وأنا درست ذلك في المرحلة الثانوية في 60 و65 من القرن الماضي، وهم لا يمكن أن يقيموا مسألة واحدة في أصول العقائد إلا على الحديث المتواتر».
وأشار: «الكلام عن التراث كلام عجيب، خسارة ما يقال عن التراث هذا مزايدة على التراث، هذا التراث الذي نهون من شأنه اليوم ونهول في تهوينه، التراث خلق أمة كاملة وتعايش مع التاريخ، قل حضرتك قبل أن نتلقي بالحملة الفرنسية كيف كان يسير العالم الإسلامي كان يسير على قوانين التراث».
وتابع الطيب: «الدول الإسلامية والحضارة التي تغيرت، وجاءت قوة فوق قوة كان التراث هو من يحمله، تصوير التراث بأنه يورث الضعف ويورث التراجع هذا مزايدة عليه».
وأكمل: «ونحن نحفظ من الإمام أحمد بن حنبل ما يؤكد أن التجديد مقولة تراثية وليست مقولة حداثية، والحداثيون حين يصدعوننا بهذا الكلام هم يزايدون على التراث ويزايدون على قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه تقديس، وهذا ما تعلمناه من التراث لم نتعلمه من الحداثة».
وأكد: «أما قصة أن القرآن قطعي الدلالة وظني الدلالة ليست مقولتي ولا مقولتك، تلك مقولة التراثيين، وتعلمناها من التراث»، موضحًا: «درست العلوم الحديثة في المرحلة الثانوية، ودرسنا في أصول الدين البحث العلمي وعلم الاجتماع، أما تصويرنا أننا لسنا معنا سوى المصحف والتفسير هذا الأمر يحتاج إلى مراجعة».
وتابع شيخ الأزهر تعليقه بانتقاده طريقة الحياة في البلاد الإسلامية وتخليها عن الإسلام، وقال:
نفكر كما يفكر الأوروبيون، نقرر المواد كما يقررها الأوروبيون ، سياستنا أيضا تخضع للنمط الاوروبي الغربي، الإسلام عندنا يمكن في مسألة الزواج والطلاق والميراث كنت أتوقع أن يقول الناس: أين التراث مما نحن فيه؟
شخصيتنا انتهت حدثني عن شخصيتنا كعرب ومسلمين. لا شيء الآن
..
كنت في منتهى الخزي وأنا أشاهد ترامب واااا( قصد نتنياهو ) هو يقولون ويتحكمون ويحلوا لنا المشاكل لا يوجد أحد عربي ولا مسلم “.
وتابع شيخ الأزهر: “هذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه. حرب التراث والحداثة شيء مفروض لتفويت الفرص علينا “.
واختتم شيخ الأزهر تعليقه بقوله: “هناك مكينة خبيثة ملعونة حتى تدير نمط التفكير .
الحرب الحقيقية يا سيدي أن جامعاتنا منذ اكثر من قرن من الزمان ،فيها الهندسة والطب ،الزراعة ، الصيدلة، الطيران، كليات العلوم، ومراكز البحث العلمي، احنا حتى الآن مش قادرين نصنع كاوتش سيارة، لا أحدثك عن السيارات، لا أحدثك عن الأسلحة التي تباع لنا، ليقتل بعضنا بعضا. نحن يا سيدي الفاضل نشتري الموت بفلوسنا هذا هو ما يمليه عليّ ضميري في هذه الجلسة حتى ألقى الله وأنا قدمت بعض الشيء. وأنا والله ما بيني وبينك أكبر بكثير جدا مما ظننت أني أحاور،ولكن أرجوكم ابحثوا عن مشكلة غير التراث “.