31/12/2024
بي بي سي نيوز عربي : أبرز الأحداث التي هزت العالم في عام 2024
أبرز الأحداث التي هزت العالم في عام 2024
Author,أمير رواش Role,بي بي سي نيوز عربي - لندن 29 ديسمبر/ كانون الأول 2024
شهد عام 2024 أحداثا استثنائية هزت العالم، من بينها الإطاحة المفاجئة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد، والفوز التاريخي لدونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتطورات الحروب الدامية في غزة ولبنان والسودان.
وتنوعت الموضوعات التي أثارت تفاعلاً كبيراً من جانب قراء موقع بي بي سي نيوز عربي ومتابعي منصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة خلال الأشهر الماضية، إذ شملت قصصاً إنسانية مؤثرة وقضايا مهمة مرتبطة بصحتنا وبشؤون المرأة.
فقد صاحب مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، على سبيل المثال، جدلا واسعا، وهو ما جعلها من أبرز الشخصيات على محركات البحث عالميا. كما كانت المخاوف المرتبطة بموجات الحر الشديد في دول عدة من أهم الأخبار التي شغلت كثريين حول العالم.
ونستعرض في ما يلي أبرز هذه التطورات التي كانت محوراً لتفاعل الملايين من متابعينا، وصحبتها نقاشات ثرية عبر منصاتنا الرقمية. كما نسلط الضوء على القضايا التي ستظل مؤثرة خلال العام الجديد.
سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد
بعد اندلاع ما يُعرف بـ"انتفاضات الربيع العربي" في عام 2011، ظل الرئيس السوري بشار الأسد متشبثاً بالسلطة رغم الحراك المسلح المناهض لحكمه الذي تسبب في انقسام البلاد إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية وأخرى تديرها مجموعات مسلحة مختلفة.
وفي الأسابيع الأخيرة من العام 2024، بدأت فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً على مناطق سيطرة القوات التابعة للأسد، لتنتزع السيطرة على مدن استراتيجية، وصولاً إلى العاصمة دمشق التي فر منها الأسد ليلوذ بحليفته روسيا.
وأثارت هذه التطورات اهتماماً واسعا حول العالم بسبب الانهيار المفاجئ لحكم عائلة ظلت مسيطرة على مقاليد الأمور في سوريا على مدار عقود طويلة، وصعود قادة جدد يتزعمهم "أبو محمد الجولاني" الذي أضحى يُعرف باسمه الحقيقي، أحمد الشرع، وسط تركيز على مصير من تعرضوا للقمع خلال حقبة الأسد، ولاسيما في سجن صيدنايا.
أحد مسلحي المعارضة السورية يقف على صورة لبشار الأسدصدر الصورة،EPA
التعليق على الصورة،بشار الأسد فر إلى روسيا مع تقدم مسلحي المعارضة صوب العاصمة السورية دمشق
وكانت مقابلة بي بي سي مع أحمد الشرع في أواخر ديسمبر/كانون الأول من أبرز ما شاهده جمهورنا على موقع يوتيوب خلال عام 2024، إذ جذبت أكثر من 5 ملايين مشاهدة عبر هذه المنصة وحدها في غضون أيام قليلة.
فرغم الترحيب الواسع بإنهاء حقبة الأسد في سوريا، توجد شكوك كبيرة إزاء القادة الجدد. ولا تزال هيئة تحرير الشام التي يتزعمها الشرع على قوائم "الإرهاب" لدى الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
كما أثار ظهور علم شبيه بعلم حركة طالبان الأفغانية إلى جانب رئيس وزراء الحكومة الانتقالية محمد البشير تساؤلات كثيرة بشأن نهج مَن يستحوذون على السلطة حالياً. وعليه، ستكون أفعال الشرع ورفاقه خلال الأشهر القليلة المقبلة مؤشراً على مستقبل بلد يجمع مزيجا معقدا من المجموعات العرقية والطوائف الدينية.
مقتل حسن نصر الله ويحيى السنوار وإسماعيل هنية
مع بداية عام 2024، كانت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة تستحوذ على العناوين، ليتواصل التفاعل الكبير من جانب الملايين من متابعينا على مختلف المنصات على مدار الأشهر اللاحقة، مع استمرار ويلاتها وسقوط عشرات الآلاف من القتلى وتعذر التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين حتى الآن.
وفي يوليو/تموز الماضي، قُتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس خلال زيارته للعاصمة الإيرانية طهران. وفي وقت لاحق، قالت إسرائيل إنها كانت وراء قتل هنية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، قتل الجيش الإسرائيلي، في تبادل لإطلاق النار جنوبي قطاع غزة، يحيى السنوار، المتهم الرئيسي بالتخطيط لهجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي خلف هنية في قيادة الحركة.
وكان لانتشار الصور والمشاهد المرتبطة بقتل السنوار ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
ومع استمرار الاشتباكات بين جماعة حزب الله، والجيش الإسرائيلي عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، قبل أن تتحول المعارك إلى حرب فعلية في الشهور الأخيرة من العام.
وفاجأت إسرائيل الجماعة المدعومة من إيران بسلسلة من الهجمات التي أسفرت عن مقتل معظم قياداتها، وعلى رأسهم زعيمها حسن نصر الله الذي قتل في سبتمبر/أيلول الماضي.
ورغم التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر/تشرين الثاني، لا تزال الحرب دائرة في قطاع غزة. وحتى إذا تم التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، ستظل الأزمة الإنسانية في القطاع قائمة وسط غموض بشأن مستقبله بعد الحرب.
مخاوف من حرب بين إسرائيل وإيران
على وقع المعارك في غزة ولبنان، شهدنا تصعيدا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، ولاسيما بعد مقتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في هجوم على القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق في أبريل/نيسان ومقتل هنية في طهران بعد أشهر قليلة.
وبعدما استهدفت طهران الأراضي الإسرائيلية بمئات من الصواريخ والطائرات دون طيار في الأسابيع التالية لهجوم القنصلية، ثم مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول، تصاعدت المخاوف من اندلاع حرب مباشرة بين البلدين، لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن، على الأقل.
وجاء تقرير أعددناه عن هذه التطورات على رأس أكثر موضوعات موقع بي بي سي نيوز عربي قراءة خلال العام الماضي، إذ جرى تصفحه أكثر من 5 ملايين مرة.
وفي المرحلة الحالية، على الأقل، يبدو أن الجانبين اتجها إلى نوع من التهدئة في التصعيد، دون رغبة في الدخول في حرب مباشرة.
لكن إيران، التي فقدت رئيسها المحافظ إبراهيم رئيسي فجأة في حادث تحطم طائرته في مايو/أيار الماضي، خسرت أيضاً نظاماً حليفاً في سوريا بسقوط حكم بشار الأسد، وتلقت جماعة حزب الله اللبنانية الموالية لها ضربات موجعة قد لا تتعافى منها في أي وقت قريب.
دونالد ترامب رئيساً، مرة أخرى، بعد محاولتي اغتيال
كانت صورة دونالد ترامب والدماء على وجهه بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في يوليو/تموز الماضي من الصور الاستثنائية التي التقطتها عدسات المصورين في عام 2024.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، نجح ترامب في إلحاق الهزيمة بنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي نافسته في الانتخابات الرئاسية بعدما اضطر الرئيس الحالي جو بايدن إلى الانسحاب من السباق.
ومع أن ترامب، الذي نجا من محاولة اغتيال ثانية في سبتمبر/أيلول، كثيراً ما استحوذ على العناوين الرئيسية أثناء ولايته الأولى وبعد خروجه من البيت الأبيض إثر خسارته في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2020، فقد اتسم السباق الرئاسي الأخير بعناصر إثارة درامية جعلت الرئيس المنتخب على رأس عناصر البحث على موقع غوغل خلال عام 2024. كما كانت تطورات الانتخابات من أبرز ما تابعه الناس في شتى أنحاء العالم.
ومع عودة ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، ثمة حالة من الترقب لما سيفعله خلال ولايته الثانية، لاسيما على ضوء تصريحاته المثيرة للجدل، مثل تهديده بتنفيذ أكبر عملية ترحيل لمهاجرين غير مسجلين في تاريخ الولايات المتحدة وباستعادة السيطرة على قناة بنما وتحذيره من عواقب خطيرة قد يشهدها الشرق الأوسط إذا لم يُطلق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.
أزمة إنسانية كارثية مع استمرار الحرب في السودان
خلال عام 2024، استمرت معاناة السودانيين تحت وطأة الصراع الدامي الدائر بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".
وأجبرت المعارك التي ستدخل عامها الثالث في أبريل/نيسان المقبل، قرابة 11.5 مليون سوداني على ترك ديارهم بحثاً عن ملاذ آمن، من بينهم أكثر من 3 ملايين اضطروا للفرار إلى بلدان مجاورة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن النزاع أسفر عن نزوح حوالي 5 ملايين طفل، بالإضافة إلى الإعلان عن تسجيل مجاعة في مخيم في دارفور يؤوي مئات الآلاف من المهجرين.
ومع انشغال العالم بحرب غزة، وما صحبها من اشتعال للمعارك في لبنان، وما أعقب ذلك من تطورات في سوريا، يبدو أن الجمود يكتنف المحاولات الرامية إلى تسوية النزاع السوداني.
وتحذر هيئات دولية من التكلفة المروعة لهذه الحرب التي تؤججها إمدادات أسلحة من دول عدة لطرفي النزاع.
بي بي سي تستمع لشهادات مؤلمة من سكان الجنينة المنكوبة
"مستقبلنا انتهى": نساء فررن من الحرب في السودان يتحدثن لبي بي سي
"اغتصِبوني أنا، لا ابنتي!" نساء يحكين لبي بي سي عن العنف الجنسي في الحرب الأهلية في السودان
وفاة المئات في موسم الحج
في يونيو/حزيران، توفي المئات خلال موسم الحج بسبب درجات الحرارة المرتفعة، ما أثار تفاعلاً كبيراً في دول عربية وإسلامية.
وكانت النسبة الأكبر من الوفيات من الحجاج المصريين. وعلى إثر ذلك، ألغت السلطات المصرية تراخيص العديد من الشركات السياحية التي كانت تتولى تنظيم رحلات الحج.
،تُوفي المئات أثناء أداء مناسك الحج لهذا العام، معظمهم لأسباب مرتبطة بارتفاع درجة الحرارة
وفي غضون ذلك، أفاد خبراء بأن صيف عام 2024 كان الأكثر سخونة على الإطلاق في العالم، مع توقعات بأن تصبح موجات الحر أكثر تكراراً وأشد وطأة بسبب تبعات الاحتباس الحراري.
ولذا، كانت الأخبار عن موجات الحر الشديدة في مقدمة الموضوعات التي حظيت بالاهتمام في مختلف أنحاء العالم، بحسب موقع غوغل.
الملاكمة الجزائرية إيمان خليف وأولمبياد باريس
أصبحت الرياضية الجزائرية إيمان خليف من أبرز الشخصيات التي جذبت الاهتمام عالمياً خلال عام 2024، وظهرت بشكل لافت على محركات البحث مع فوزها بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية التي استضافتها باريس في يوليو/تموز وأغسطس/آب، وسط جدل بشأن أهليتها للمشاركة في منافسات السيدات.
ولم يقتصر الأمر على الحديث عن الجوانب الرياضية أو النقاشات العلمية بشأن كيفية تحديد جنس الرياضية، إذ أسهمت تعليقات من جانب سياسيين وشخصيات بارزة، مثل دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، في إثارة حملات ضد خليف.
في المقابل، انبرى فريق آخر في الدفاع عنها، كما شهدت مدن جزائرية احتفالات كبيرة بعد الإعلان عن فوزها بالميدالية الذهبية لوزن أقل من 66 كيلوغراماً للسيدات في أولمبياد باريس.
ورغم مرور أشهر على انتهاء الأولمبياد، لا يزال الجدل من حين لآخر بشأن قضية إيمان خليف.
واتخذت خليف إجراءات قانونية ضد أشخاص علقوا على مشاركتها في منافسات السيدات في أولمبياد باريس، بحسب اللجنة الأولمبية الدولية التي أعربت عن حزنها إزاء الإساءات التي تتعرض لها الملاكمة الجزائرية، التي تبلغ من العمر 25 عاما.
جدري القرودصدر الصورة،Reuters
التعليق على الصورة،تضررت أفريقيا بشدة من الانتشار السريع لجدري القرود في عام 2024
وفي يوليو/تموز، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ صحية عالمية بسبب الارتفاع في عدد الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الإصابة بالمرض.
ووزعت الملايين من جرعات اللقاح المضاد لجدري القرود إلى المناطق الأكثر تضررا في شرق ووسط أفريقيا للمساعدة على احتواء انتشار المرض.
أميرة ويلز
مَثّل إعلان كيت ميدلتون، قرينة ولي العهد البريطاني الأمير ويليام، إصابتها بالسرطان في مارس/آذار الماضي صدمة للكثيرين حول العالم، لاسيما أنه جاء بعد فترة قصيرة من إعلان الملك تشارلز الثالث عن إصابته بالسرطان.
وقد كانت أميرة ويلز من أبرز الشخصيات على محركات البحث في مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر الماضية، بحسب موقع غوغل.
وبعد الإعلان عن اكتمال العلاج الكيميائي لميدلتون في سبتمبر/أيلول، وصفت أميرة ويلز رحلتها مع السرطان بأنها "معقدة ومخيفة"، ثم بدأت العودة تدريجيا إلى المشاركة في الفعاليات العامة.
لبنان 2024.. ذكريات مثقلة بعدوان إسرائيلي واتفاق "هش" لوقف النار (تقرير)
- شهد لبنان في عام 2024 تحولا دراماتيكيا حيث طغت حرب "حزب الله" مع إسرائيل على مجمل القضايا الوطنية.
Stephanie Rady |
30.12.2024 - محدث : 30.12.2024
لبنان 2024.. ذكريات مثقلة بعدوان إسرائيلي واتفاق "هش" لوقف النار (تقرير)
Beyrut
بيروت / ستيفاني راضي / الأناضول
- شهد لبنان في عام 2024 تحولا دراماتيكيا حيث طغت حرب "حزب الله" مع إسرائيل على مجمل القضايا الوطنية.
- في مطلع العام اغتالت إسرائيل نائب رئيس مكتب حماس السياسي صالح العاروري، في استهداف شقة بالضاحية الجنوبية.
- في سبتمبر تحوّلت المواجهات في إطار جبهة إسناد غزة لحرب واسعة.
- وفي سبتمبر قُتل 26 شخصا وأصيب الآلاف جراء انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية في مناطق عدة.
-اغتالت إسرائيل قادة الصف الأول للحزب بينهم رئيس مجلسه التنفيذي هاشم صفي الدين، ونائبه نبيل قاووق، وآخرين.
-اغتالت إسرائيل حسن نصر الله بأكثر من 10 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ـ تشير التقديرات إلى أن الصراع أدى إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6 بالمئة على الأقل في 2024.
- نبيه بري حدد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس في 9 يناير 2025
شهد لبنان في عام 2024 تحولا دراماتيكيا في المشهد السياسي والأمني، حيث طغت حرب "حزب الله" مع إسرائيل على مجمل القضايا الوطنية.
الحرب التي بدأت كجبهة إسناد في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحولت لحرب واسعة داخل لبنان، أثقلت كاهل البلاد وأثرت على استقرارها السياسي والاقتصادي.
بدأ العام 2024، جالبا معه "جبهة إسناد" قرر "حزب الله" فتحها لمساندة غزة في 8 أكتوبر 2023، وفي النصف الأوّل من العام، كانت المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل محصور غالبيتها جنوب لبنان، لكن ما لبثت أن تحوّلت في الربع الأخير من العام لحرب واسعة داخل البلاد، محدثة دمارا هائلا وخسائر وإصابات بشرية بالآلاف.
**أول استهداف للضاحية الجنوبية
في مطلع يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت "حماس" عن اغتيال إسرائيل نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، في استهداف شقة كان يعقد فيها اجتماعا للحركة في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وكانت هذه المرة الأولى منذ عام 2006، التي تستهدف فيها إسرائيل منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت ذات النفوذ القوي لجماعة "حزب الله".
**تفجيرات البيجر
وفي 17 و18 سبتمبر/ أيلول الماضي، قُتل 26 شخصا وأصيب أكثر من 3 آلاف و250 آخرين جراء انفجار آلاف الأجهزة اللاسلكية من نوع "بيجر" و"أيكوم" في مناطق عدة بلبنان.
وبوقت لاحق من العام، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى بمسؤولية بلاده عن تفجير أجهزة الاستدعاء "البيجر" في لبنان.
**المواجهات تحولت لحرب
المواجهات التي بدأت بين "حزب الله" وإسرائيل تحت عنوان "جبهة الاسناد"، تحولت لحرب في 23 سبتمبر 2024 بعد بدء استهداف إسرائيل لمواقع في العمق اللبناني، زاعمة أنها منشآت لحزب الله، بينما وسّع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وخلال هذا التصعيد استمرت إسرائيل باغتيال قادة الصف الأول للحزب بينهم رئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين، ونائبه نبيل قاووق، والقياديين فؤاد شكر، وإبراهيم عقيل وغيرهم من قادرة المحاور، لكن الضربة الكبرى كانت باغتيال أمين عام جماعة "حزب الله" حسن نصر الله.
**اغتيال نصر الله
الحدث الأبرز لعام 2024 تمثّل باغتيال نصر الله بأكثر من 10 غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
ففي 27 سبتمبر 2024، شنت مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 35" غارات "عنيفة وغير مسبوقة" على هدف بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله"، ما أدى لمقتل نصر الله.
وتعتبر إسرائيل نصر الله الصيد الثمين بالنسبة لها، بسبب الدور الذي لعبه في قيادة "حزب الله"، والذي يُعتبر من ألدّ الأعداء العسكريين لها.
**اتفاق وقف النار
بعد حرب دامية استمرت لشهرين، دخل في 27 نوفمبر، وقف هش لإطلاق النار أنهى المواجهات والحرب بين إسرائيل و"حزب الله".
وبدعوى التصدي لما وصفها تهديدات من الحزب، ارتكبت إسرائيل أكثر من 300 خرق لوقف إطلاق النار في لبنان في الجنوب والبقاع.
ودفعت هذه الخروقات "حزب الله" إلى الرد، في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، للمرة الأولى منذ سريان الاتفاق، بقصف صاروخي استهدف موقع "رويسات العلم" العسكري في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة.
وفي 25 كانون الأول، شن الجيش الإسرائيلي أول غارة جوية على محافظة البقاع (شرق) في عمق لبنان ضمن خروقاته اليومية لوقف إطلاق النار.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها، وإنشاء لجنة للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
**خسائر الحرب
بالنسبة للخسائر البشرية، أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و63 قتيلا و16 ألفا و663 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر الماضي.
بينما كشف المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة في تقرير أن "القوات الإسرائيلية اعتمدت سياسة الأرض المحروقة، ما أدى إلى تدمير أكثر من 130 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وإحراق 1200 هكتار من الأحراش والغابات، متسببا في إبادة بيئية واسعة النطاق".
كما كشف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أنه "بحسب تقديرات البنك الدولي، فإن كلفة إعادة الإعمار تحتاج إلى ما لا يقل عن 5 مليارات دولار".
**الفراغ الرئاسي
على الصعيد السياسي، استمر الفراغ الرئاسي في لبنان، حيث فشل البرلمان اللبناني في انتخاب رئيس جديد منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022.
ورغم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري حدد جلسة جديدة لانتخاب الرئيس في 9 يناير 2025، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف مصير الانتخابات الرئاسية في لبنان.
**اقتصاد متهالك
بينما كان اللبنانيون يسعون للتأقلم مع الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ عام 2019، جاءت الحرب مع إسرائيل لتفاقم الوضع، حيث أسفرت عن خسائر اقتصادية كبيرة على مختلف الأصعدة، لا سيما في القطاع السياحي الذي يُعد من أهم مصادر الدخل في البلاد.
ووفق تقرير للبنك الدولي، وعلى صعيد النمو الاقتصادي، تشير التقديرات إلى أن الصراع أدى إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في لبنان بنسبة 6.6 بالمئة على الأقل في 2024، مما يفاقم الانكماش الاقتصادي الحاد المستمر على مدى خمس سنوات والذي تجاوز 34 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي.
بالمحصلة، كان العام 2024 مفصليا في لبنان، خصوصا لقدرات "حزب الله"، بينما ستبقى تبعاته مستمرة لعام 2025، وذلك بانتظار انتهاء مهلة الـ60 يوما لاتفاق وقف اطلاق النار مع غموض مصير تلك المرحلة وما بعدها، ووسط غموض أيضا في الملف الرئاسي