مشعل النفيعي
من أزمات سياسية ومواجهات عسكرية خلفت عشرات الآلاف من الضحايا، إلى ظواهر طبيعية وفيضانات كارثية، مروراً بالعديد من الفعاليات الرياضية والثقافية، شهد عام 2024، زخماً في الأحداث التي كانت فيها الصورة هي المؤشر الرئيسي على ما مر به العالم في هذا العام.
حروب وصراعات بدأت وأخرى استمرت في 2024، بينما يحمل العام الجديد 2025، آمالاً في إنهاء أزمات معقدة، وطموحات بتغييرات سياسية وأخرى اجتماعية وربما اقتصادية أيضاً في كافة مناطق العالم.
يناير
فبراير
مارس
أبريل
مايو
يونيو
يوليو
مهاجر يستريح على شاطئ لاس بوراس في جزيرة جران كناريا بإسبانيا - REUTERS
أغسطس
سبتمبر
أكتوبر
صورة جوية لراكبي دراجات يمرون قرب شاحنة تحتوي على بقايا حوت بعد العثور عليها بشاطئ بارا دا تيجوكا في ريو دي جانيرو بالبرازيل - REUTERS
نوفمبر
ديسمبر
الأكثر قراءة
"الانقراض السكاني".. أزمة ديموجرافية تحد من طموحات روسيا والصين في 2025
موسكو ترفع "مخصصات الأمومة" وبكين تطلق حملة للتشجيع على الزواج والإنجاب لمواجهة نقص عدد السكان
نُشر:
آخر تحديث:
تدخل روسيا والصين، العام الجديد 2025، بمشكلات ديموجرافية متصاعدة، قد تهدد مصالحهما الحيوية في المستقبل، فموسكو تشهد انخفاضاً سريعاً في عدد السكان، فيما بكين تتقدم نحو الشيخوخة، ما دفع البلدين إلى إجراءات طارئة لتفادي انهيار الهرم السكّاني على المدى البعيد.
بين عامي 1994 و2021 انخفض عدد سكان روسيا بنحو 6 ملايين نسمة (من 149 إلى 143 مليون نسمة). ووفق الأمم المتحدة، فإنه إذا اتبعت روسيا الاتجاه الديموجرافي الحالي، فسينخفض عدد سكانها إلى 120 مليون نسمة بحلول عام 2050.
وتشير سيناريوهات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان روسيا في عام 2100 سيتراوح بين 74 مليوناً و112 مليون نسمة مقارنة بالعدد الحالي الذي يبلغ 146 مليون نسمة، إذ سينخفض عدد سكان روسيا بنسبة تتراوح بين 25% و50%.
وبعد أن بلغ عدد سكان الصين ذروته عند أكثر من 1.42 مليار نسمة في عام 2021، تشير التوقعات الحالية إلى أن عدد سكان الصين سينكمش بأكثر من 100 مليون نسمة بحلول عام 2050.
وارتفع عدد سكان الصين من 546 مليون نسمة في عام 1950 إلى 1.43 مليار نسمة في عام 2020. وقد أدت سياسة "الطفل الواحد" والتي اعتمدتها بكين في الفترة من عام 1979 إلى عام 2015 إلى انخفاض الخصوبة، واختلال نسبة الذكور إلى الإناث، ووصول أزمة نقص عدد السكان إلى ذروتها، بينما حلت الهند الآن محل الصين باعتبارها الدولة الأكثر سكاناً.
وتتوقع الأمم المتحدة أن ينخفض عدد سكان الصين إلى 1.26 مليار نسمة في عام 2050، ثم إلى 767 مليون نسمة بحلول عام 2100. ويمثل هذا الرقم انخفاضاً بنحو 53 مليون نسمة و134 مليون نسمة على التوالي، مقارنة بتوقعات الأمم المتحدة السابقة.
وأدى تباطؤ الاقتصاد وتقلص المزايا الحكومية وسياسة "الطفل الواحد"، التي استمرت لعقود من الزمن، إلى خلق أزمة ديموجرافية متفاقمة في الصين في عهد الرئيس شي جين بينج.
وعلى مدى العقد المقبل، من المقرر أن يحال حوالي 300 مليون صيني، تتراوح أعمارهم حالياً بين 50 و60 عاماً، إلى التقاعد، وهذه هي أكبر فئة عمرية في البلاد، وتعادل تقريباً حجم سكان الولايات المتحدة، ما يضع بكين في مواجهة مشكلة نقص العمالة، التي تهدد مصالحها الحيوية.
فما هي خطط روسيا والصين لتفادي الانهيار الديموجرافي السريع على أعتاب 2025؟ وهل موسكو وبكين قادرتان على تجاوز الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد، بفعل الانكماش السكاني؟
انقراض سكاني
يواجه الاتحاد الروسي أزمة ديموجرافية حادة، حيث تعاني البلاد من انخفاض معدلات الولادة وارتفاع معدلات الوفيات، ما يؤدي إلى تقلص عدد السكان بشكل ملحوظ، وهو أمر أكدته هيئة الإحصاءات الروسية الرسمية في البلاد "روستات"، مشيرة إلى هبوط معدل المواليد في البلاد إلى أدنى مستوى تاريخي، كما أوضحت أنه خلال الأشهر الثماني الأولى من 2024، ولد 850 ألف طفل فقط، وهو أقل بنحو 20 ألف طفل مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
وسجلت روسيا أدنى معدل ولادة لها في السنوات الخمس والعشرين الماضية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2024، وفق البيانات الرسمية المنشورة في سبتمبر الماضي 2024. كما انخفض عدد المواليد في روسيا لأول مرة في يونيو إلى أقل من 100 ألف.
وخلال النصف الأول من عام 2024، وُلد 599 ألفاً و600 طفل في روسيا، أقل بنحو 16 ألف طفل عن نفس الفترة من العام السابق.
المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، ديميتري بيسكوف، في يوليو الماضي، وصف تلك المعدلات بأنها "كارثية لمستقبل الأمة".
ومع تواصل تفاقم هذه الأزمة، التي يعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أحد أهم التحديات والقضايا بالنسبة لبلده وعدة دول أخرى، يشدد بوتين على أن "حماية الأسرة أمر مهم ورئيسي لحل المشكلات الديموجرافية للأجيال القادمة".
وكشف بوتين عن انخفاض معدل المواليد في البلاد (عدد الأطفال لكل امرأة) إلى 1.41%، وهي نسبة "منخفضة للغاية"، مضيفاً أن معدل الخصوبة المطلوب للاتحاد الروسي هو 2.1%، وفي الاتحاد السوفيتي وصل هذا الرقم إلى 2%، أما في روسيا المعاصرة فيسجل منذ عدة سنوات نسبة (- 1.7%)، وأضاف بوتين في هذا السياق: "لقد انخفض عدد النساء في سن الإنجاب بنسبة 30%".
ووفقاً للرئيس الروسي، فإنه من بين جميع الأقاليم والمناطق الروسية، يمكن استثناء جمهوريتي الشيشان وتوفا، إذ لا تعانيان من مشكلات ديموجرافية، وعلى العكس من ذلك، فهناك 35 منطقة روسية تعاني بشكل حاد من هذه الأزمة.
بوتين شدد على ضرورة تهيئة الظروف لتغيير الوضع الديموجرافي في وقت مبكر من العام المقبل 2025، مشيراً إلى أهمية دعم الأسرة ومعدل المواليد.
من جانبه، وصف رئيس مجلس الإشراف في معهد الديموجرافيا والهجرة والتنمية الإقليمية، يوري كروبنوف، الأزمة في البلاد بـ"الصعبة"، لافتاً إلى مؤشرات على ما وصفه بـ"الانقراض السكاني".
وأضاف في تصريحات لـ"الشرق": "للأسف لم يكن هناك أي تطورات إيجابية في الأزمة الديموجرافية وهو ما تظهره نتائج العام الجاري"، لافتاً إلى زيادة في معدل الوفيات في مقابل المواليد بأكثر من نصف مليون شخص، و"هذا مؤشر على معدل الانقراض السكاني"، على حد وصفه.
وأوضح كروبنوف، أنه يجب أن يزيد معدل المواليد ليصل إلى طفلين ونصف لكل امرأة، للتغلب على تلك الأزمة، مضيفاً: "حتى الحكومة بدأت تستخدم في وصفها للأزمة كلمة الانقراض.. واليوم نحن في قاع فجوة ديموجرافية أخرى، والحديث يجري عن النساء في أعمار 20 إلى 30 عاماً فعددهم أقل بـ40% مما كان عليه الوضع منذ 10 سنوات".
ماذا عن الصين؟
تواجه الصين حالياً مشكلات ديموجرافية تشبه إلى حد كبير تلك التي تواجهها أغلب الدول المتقدمة.
فوفق البيانات التي نشرها المكتب الوطني للإحصاء في الصين في 17 يناير الماضي 2024، بلغ عدد سكان البلاد في نهاية عام 2023، 1.409 مليار نسمة، أي أقل بمقدار 2.08 مليون نسمة عن العام السابق. ويمثل هذا العام الثاني على التوالي من الانخفاض الديموجرافي، مع انخفاض أكبر من عام 2022، عندما كان 0.85 مليون، وفق مركز الدراسات الشرقية، ومقره وارسو.
في الوقت نفسه، سجلت الفئة العمرية العاملة ما بين 16 إلى 59 عاماً، والتي يصل عددها إلى 864.8 مليون شخص، انخفاضاً أكبر (بأكثر من 10 ملايين)، وانخفضت حصتها في إجمالي عدد السكان إلى 61.3%.
ويبدو من الواضح أن عدد سكان الصين سيستمر في الانخفاض على الأقل حتى نهاية القرن الحالي، وستتسارع هذه العملية كل عام.
في عام 2022، قدمت إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة توقعات جديدة بشأن التغيرات الديموجرافية في الصين. ووفقاً لها، سينخفض عدد سكان الصين إلى أقل من 770 مليوناً بحلول عام 2100. وقد تم تعديل التقديرات لأن معدل الخصوبة لدى النساء انخفض إلى أقل من 1.2 (في عام 2022، كان 1.18)، مما وضع الصين بين البلدان ذات أدنى معدل ولادة في العالم.
في المقابل، تشير التوقعات القائمة على افتراض أن عدد سكان الصين الحالي أقل من 1.3 مليار نسمة، إلى أن هذا العدد سينخفض إلى أقل من 650 مليوناً بحلول نهاية القرن.
وما يزيد من تفاقم التحديات الديموجرافية التي تواجه الصين هو الشيخوخة السكانية السريعة، إذ تشير التوقعات إلى أن يشكل من هم في سن الستين وما فوق، 40% من السكان، وهو الاتجاه الذي قد يؤثر سلباً على الإنتاجية الاقتصادية.
ووفقاً لتقرير صادر في يناير الماضي عن وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابعة لمجموعة "الإيكونوميست"، فإنه من المتوقع أن تصل نسبة الإعالة في الصين إلى 53% بحلول عام 2035، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 46% مقارنة بالعام 2021.
خطة الصين
أطلقت الصين حملة وطنية لإقناع الأشخاص غير المتزوجين بالمواعدة والزواج وإنجاب الأطفال. وتقوم الحكومات المحلية بالاتصال بالنساء المتزوجات للسؤال عن خططهن لإنجاب الأطفال، كما توزع النقود على الآباء لتشجيعهم على إنجاب أكثر من طفل واحد.
وتختار العديد من النساء عدم الإنجاب، بسبب ارتفاع تكاليف رعاية الأطفال، وعدم الرغبة في الزواج أو تعليق حياتهن المهنية في مجتمع لا يزال يرى أنهن من يتعين عليهن بشكل رئيسي تقديم الرعاية، وحيث لا يزال التمييز بين الجنسين منتشراً.
كما انخرطت الجامعات الصينية، هي الأخرى في الحملة، عبر تقديم ما يسمى بـ"دورات الحب" للطلاب غير المتزوجين، التي تركز على فوائد الزواج وإنجاب الأطفال.
وقال الخبير الاقتصادي، رين زي بينج، في مقابلة مع وسائل إعلام محلية، الشهر الماضي: "يواجه سكان الصين ثلاثة اتجاهات رئيسية: الشيخوخة، وانخفاض معدلات المواليد، وانخفاض معدلات الزواج. هناك عدد أقل من الأطفال وعدد أكبر من كبار السن".
وشدد بينج، على أن "سرعة وحجم الشيخوخة في الصين غير مسبوق".
إعانات وتخفيضات ضريبة
وتعهدت بكين بتقديم إعانات وتخفيضات ضريبية أكبر للآباء لتقليل تكلفة تربية الأطفال.
وقال مجلس الدولة الصيني، (مجلس الوزراء)، في أكتوبر الماضي، إنه يخطط لبناء "مجتمع يشجع على الولادة"، كجزء من استراتيجية أوسع لمعالجة الاقتصاد المتعثر.
في غضون ذلك، تلقت النساء المتزوجات في العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من العمر في جميع أنحاء البلاد، مكالمات من مسؤولين محليين يسألون عن خططهن لتكوين أسرة، وفقاً لأشخاص تحدثوا مع "فاينانشال تايمز" ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
في بعض الحالات، طلب المتصلون من النساء حضور فحوصات ما قبل الولادة. كما عرضوا إعانات للنساء اللاتي لديهن أكثر من طفل واحد.
وقالت امرأة صينية، إن المسؤولين عرضوا على النساء المحليات إعانة قدرها 100 ألف يوان صيني (14 ألف دولار) لإنجاب طفل ثان.
وفي الأشهر الأخيرة، روجت صحيفة الشعب اليومية المملوكة للدولة، وصحيفة "لايف تايمز"، إلى أن "الولادة مفيدة لصحة الأم، ويمكن أن تساعد حتى في منع السرطان وعلاج بعض الأمراض".
وفي ديسمبر الجاري، دعت مطبوعة حكومية صادرة عن لجنة الصحة الوطنية، الجامعات، إلى إطلاق "دورات تعليمية عن الزواج والحب" لتشجيع الطلاب على الارتباط.
وكتبت اللجنة في مطبوعاتها: "الجامعات مكان مهم لطلاب الجامعات للوقوع في الحب"، مستشهدة بمسح أفاد بأن 57% من الطلاب قالوا إنهم لا يريدون الدخول في علاقة بسبب أعباء العمل الثقيلة.
خطة روسيا
لمواجهة هذه الأزمة الحساسة تتخذ السلطات الروسية سلسلة من الإجراءات لتحفيز الأسر الروسية على الإنجاب.
مخصصات الأمومة
اعتباراً من الأول من فبراير الماضي 2024، زادت السلطات الروسية قيمة مخصصات الأمومة للطفل الأول بمقدار 43 ألفاً و400 روبل (ما يعادل 435 دولاراً) ليصل إلى 639 ألفاً و400 روبل (نحو 6400 دولار)، وللطفل الثاني بمقدار 57 ألفاً و400 روبل (ما يعادل قرابة 575 دولاراً) ليصل إلى 883 ألف روبل (ما يعادل 8840 دولاراً).
ومن الممكن استخدام "مخصصات الأمومة" بطرق عدة أبرزها، تحسين الظروف المعيشية، وتعليم الأطفال، والدفعة الشهرية للطفل حتى سن 3 سنوات للعائلات ذات الدخل المنخفض، وكدفعة للرهن العقاري التفضيلي الخاص بالأسر.
وبهدف دعم العائلات والتشجيع على الإنجاب في البلاد، تقدم الحكومة الروسية منذ عام 2007 ما يسمى بـ"مخصصات الأمومة"، والتي تعتبر نوعاً من الدعم المالي من جانب السلطات لكل أسرة يولد فيها أو يتم تبني طفل ثان أو أكثر.
ومنذ يناير 2020، تقدم المخصصات للمولود الأول، واعتباراً من يناير 2024، تُقدم المخصصات فقط لأولئك الذين يحملون الجنسية الروسية وقت ولادة الطفل، وفقط إذا كان الطفل مواطناً في الاتحاد الروسي بالولادة، وينطبق هذا الإجراء من دعم الدولة أيضاً على الأطفال المتبنين، إضافة إلى إعانات شهرية تصرف للأطفال حتى بلوغهم سن 18 عاماً، خاصة للأسر ذات الدخل المنخفض.
الدعم السكني
يقدم برنامج الرهن العقاري العائلي، معدل فائدة قدره 6% سنوياً، ويمكن دفع الدفعة الأولى باستخدام "مخصصات الأمومة"، كما تقدم بعض المناطق الروسية أراض مجانية للأسر التي لديها ثلاثة أطفال أو أكثر.
وظهر برنامج الرهن العقاري العائلي في عام 2018، ومعدل الرهن العقاري العائلي أقل من سعر السوق، ويتم إصدار قرض تفضيلي بنسبة 6% سنوياً، ويجب أن تكون الدفعة الأولى 20% على الأقل من تكلفة السكن.
ويمكن تقديم طلب للحصول على هذا الرهن العقاري من قبل الأسر التي تعيش في بلدات صغيرة يصل عدد سكانها إلى 50 ألف شخص ولديها طفلين قاصرين، والأسر التي لديها طفلان تعيش في مناطق ذات أحجام بناء منخفضة، وما إلى ذلك، وبناء على تعليمات بوتين، تم تمديد هذا البرنامج حتى 31 ديسمبر 2030.
منع الترويج لـ"عدم الإنجاب الطوعي"
في عام 2023 رأى السياسيون الروس، أن محاربة الإجهاض كان العنصر الرئيسي في زيادة معدلات المواليد، أما في العام الجاري 2024، فقد تقرر توجيه ضربة لـ "أيديولوجية عدم الإنجاب الطوعي"، إذ وقع الرئيس الروسي مؤخراً مرسوماً بقانون يحظر "الدعاية" التي تثني الروس عن إنجاب الأطفال.
والحد الأقصى للغرامة على انتهاك هذا الحظر للمواطنين سيكون 400 ألف روبل (ما يعادل 4 آلاف دولار)، وللمسؤولين 800 ألف روبل (ما يعادل 8 آلاف دولار)، والكيانات القانونية 5 ملايين روبل (ما يعادل 50 ألف دولار)، وسيواجه الأجانب الطرد من روسيا بسبب ترويجهم لمثل هذه الأمور.
ويحظر القانون المواد التي تبث عبر الإنترنت، وفي وسائل الإعلام، وفي الإعلانات، وتصور نمط الحياة بلا أطفال على أنه جذَّاب، وسيخضع المؤلفون لغرامات.
مبادرات حكومية
"الديموجرافيا" هو مشروع وطني روسي يهدف إلى تحسين رفاهية الأسر من خلال تدابير الدعم المالي، وزيادة متوسط العمر الصحي المتوقع وفترة طول العمر النشط للمواطنين كبار السن، وزيادة نسبة المواطنين الذين يمارسون الرياضة بانتظام.
إضافة إلى تحسين الخدمات الصحية، بما في ذلك إقبال الحكومة الروسية على زيادة الإنفاق على الخدمات الصحية للأمهات والأطفال، على وجه الخصوص الرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها، إلى جانب دعم برامج الإنجاب المساعدة كالتلقيح الصناعي بشكل مجاني للأسر التي تعاني من مشاكل في الإنجاب.
تعليمات رئاسية
أوعز الرئيس الروسي بوتين، إلى الحكومة بالحفاظ على معدل الرهن العقاري العائلي عند نسبة 6 %، وتوسيع نطاق الرهن العقاري ليشمل الإسكان الثانوي في الأحياء "حيث لا يتم بناء أي مبان جديدة عملياً"، وكذلك زيادة المبلغ المعفي من الضرائب والتأمين لرأس مال الشركة الذي تدفعه الشركات لموظفيها إلى مليون روبل (ما يعادل 10000 دولار).
كذلك أمر بإزالة القيود المفروضة على الحقوق التقاعدية للآباء الذين لديهم العديد من الأطفال، فضلاً عن قرارات بشأن حساب معاملات التقاعد لفترات رعاية كل طفل، والأهم تحفيز الأسرة على إنجاب ثلاثة أو أربعة أطفال أو أكثر، إلى جانب التوجيه بالعمل على حل لمشكلة توفر السفر الجوي للعائلات الكبيرة، بحلول 14 يناير 2025.
أسباب محتملة وحلول مقترحة
بحسب بيانات هيئة الإحصاءات الروسية، فقد بلغ عدد سكان روسيا في يناير 2024، 146.2 مليون نسمة، ووفقاً للسيناريو الأساسي للهيئة، فإنه بحلول عام 2046 سيعيش في البلاد 138.8 مليون شخص، ويتوقع الجانب المتفائل من التوقعات زيادة في عدد السكان بمقدار 4.59 مليون نسمة، ليصل إلى 150.87 مليون نسمة؛ في حين يرى الجانب المتشائم، انخفاضاً في عدد السكان بمقدار 15.4 مليون نسمة، ليصل إلى 130.6 مليون نسمة، بحلول عام 2046.
تقارير غربية تحدثت كثيراً عن أن أحد أسباب الأزمة الديموجرافية في البلاد، سببها الحرب الأوكرانية، إلا أن الخبراء الروس ينفون هكذا تصريحات، مشيرين إلى أن هذه الأزمة ظهرت قبل سنوات كثيرة من الحرب.
وفي هذا السياق يقول كروبنوف، إن قتلى "العملية العسكرية الخاصة" ليسوا السبب الرئيسي في الأزمة الديموجرافية.
يرى بعض المراقبين أن تقلبات الاقتصاد الروسي والقيود الغربية، تجعل الأسر الروسية أكثر حذراً في إنجاب عدد كبير من الأطفال، وآخرون يعتبرون أن التحديات الاقتصادية ليست السبب الرئيسي، بل هناك حاجة لتغيير الفكر العام.
وفي هذا السياق قال كروبنوف لـ"الشرق": "الوضع بشأن الأزمة الديموجرافية معقد جداً، ولا يتحدد بالمعايير الاقتصادية، وللأسف معدل الإنجاب ينخفض حول العالم" مشيراً إلى انخفاض مماثل للإنجاب في دول متقدمة عديدة.
كما لفت إلى أن الأزمة في كوريا الجنوبية "أسوأ من روسيا على سبيل المثال، فالوضع مرتبط بالاكتفاء المالي، والسباق المعيشي الذي يدخله المواطنون في رغباتهم كيف يعيش الآخر، وماذا يلبس وأين يعيش، وهناك خلل في المجال الفكري".
وفي الوقت نفسه، اعتبر رئيس مجلس الإشراف في معهد الديموجرافيا والهجرة والتنمية الإقليمية في روسيا، أن من أبرز العوامل الرئيسية للتشجيع على الإنجاب هو تغيير سياسة الإسكان في البلاد، أي الانتقال من العيش في مبان عالية إلى مبان منخفضة الطوابق.
وأردف: "قبل كل شيء، للتشجيع على الإنجاب هناك ضرورة لتغيير سياسة الإسكان، نقل العائلات إلى مبان غير عالية، وإعادة النظر في المعاشات الشهرية وهنا الأمر متعلق أكثر بالعائلات التي لديها 3 أو 4 أطفال، وهو غير متوفر حالياً، بالإضافة إعادة النظر في الأفكار بخصوص الإنجاب".
أزمة عالمية
وتوقعت الأمم المتحدة في يوليو الماضي، أن يبلغ عدد سكان العالم ذروته في ثمانينيات القرن الجاري، إذ سينمو على مدى الستين عاماً المقبلة من 8.2 مليار نسمة في عام 2024، إلى نحو 10.3 مليار، ثم يعود إلى نحو 10.2 مليار بحلول نهاية القرن 2100.
لكن التقرير أشار في الوقت نفسه، إلى أن المشهد الديموجرافي تطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة، إذ أصبح حالياً معدل المواليد في بعض البلدان أقل مما كان متوقعاً في السابق، كما يشهد العالم أيضاً انخفاضات أسرع قليلاً في بعض المناطق ذات الخصوبة العالية.
وسلطت دراسة نشرتها مجلة "ذا لانسيت"، الضوء على اتجاه مثير للقلق بشكل خاص لدول مثل كوريا الجنوبية وصربيا، حيث يقل معدل الخصوبة عن 1.1 طفل لكل امرأة، مما يعرضها لتحديات ترتبط بانكماش القوى العاملة.
ومن المتوقع أن تسجل كوريا الجنوبية وأوكرانيا، وصربيا، ومقدونيا الشمالية، والبوسنة والهرسك، أدنى معدلات الخصوبة في عام 2100، حيث يقل معدل الخصوبة في كل منها عن مولود واحد لكل أنثى، بحسب "ذا لانسيت".
قصص قد تهمك
الأكثر قراءة
العالم يودع عاماً صعباً ويستقبل 2025 بكثير من التحديات
نُشر:
آخر تحديث:
بدأت دول العالم استقبال العام الجديد 2025 بكثير من التحديات، بعدما ودعت عام 2024 المليء بالاضطرابات، على غرار استمرار حرب إسرائيل على غزة ولبنان، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.
وكانت دول جنوب المحيط الهادئ أول من استقبل العام الجديد، حيث انطلق عام 2025 في نيوزيلندا قبل 18 ساعة من بدايته في نيويورك بالولايات المتحدة.
وأصبحت مدينة أوكلاند بنيوزيلندا أول مدينة رئيسية ترحب بعام 2025، حيث احتفل الآلاف بالعد التنازلي للعام الجديد والهتاف وسط الألعاب النارية التي أطلقت من أطول مبنى في نيوزيلندا، "برج سكاي"، وعرض ضوئي مذهل في وسط المدينة.
كما توافد الآلاف إلى وسط المدينة لمشاهدة الألعاب النارية وعرض ضوئي يكرم قبائل أوكلاند الأصلية.
وانطلقت الاحتفالات في مدينة سيدني الأسترالية، المُلقّبة بـ"العاصمة العالمية لرأس السنة"، إذ تجمّع الآلاف على امتداد شاطئ الميناء الشهير للمشاركة في الاحتفالات.
الأكثر قراءة
عودة اللاجئين السوريين من الأردن.. حكايات وقرارات غير محسومة
التقديرات الحكومية: 1.3 مليون سوري يقيمون في المدن الأردنية
نُشر:
آخر تحديث:
في مدينة المفرق الأردنية بدأت عائلة إبراهيم الموصلي جمع أمتعتها استعداداً لرحلة العودة إلى وطنهم سوريا بعد 12 عاماً من اللجوء، وذلك في أعقاب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
وسيكون الأحد يوماً استثنائياً لمحمد، الابن الأوسط للعائلة والبالغ من العمر 23 عاماً، وباقي أفراد الأسرة وهم يتجهون إلى درعا، إلى أرضهم وذكرياتهم وأقاربهم الذين طال فراقهم.
وتحكي العائلة قصة لجوئها المؤلمة، فبعد اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011، اضطرت للفرار من درعا في 2013 وأقامت شهرين في مخيم الزعتري، وهو مخيم للاجئين السوريين الذين فروا إلى الأردن بعد اشتعال الحرب، قبل أن تنتقل إلى منزل متواضع في المفرق.
ويقول محمد، الذي وصل للأردن وعمره 11 عاماً، إنه رغم تعثره في الثانوية العامة وعدم إكمال دراسته بالجامعة بسبب الظروف المادية، ظل حلمه بمواصلة تعليمه يرافقه، واليوم يرى في العودة فرصة جديدة لتحقيق ذلك.
ويوضح أن عائلته لم تستثمر في الأردن، فقد كان الأمل دائماً هو العودة إلى درعا، حيث تنتظرهم أراض وذكريات، إلا أن والده وإخوته عملوا في مهن حرة.
الشوق يغلب المخاوف
ورغم قلقهم من الأوضاع السياسية في سوريا، إلا أن الشوق للجدة الطاعنة في السن تغلب على كل المخاوف.
فيقول محمد: "نريد أن نزور جدتنا.. فقد اشتقنا لها.. لم نرها منذ أكثر من 10 سنوات".
وبقلوب مفعمة بالتفاؤل، يتشبثون بأمل أن يحمل المستقبل أياماً أفضل، حتى لو تطلب ذلك وقتاً أطول.
وتشير تقديرات الحكومة الأردنية إلى أن عدد اللاجئين السوريين في الأردن نحو 1.3 مليون.
ومع ذلك، تشير إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى وجود حوالي 655 ألفاً و283 لاجئاً مسجلين رسمياً.
ويعيش نحو 20% منهم في مخيمات مثل الزعتري والأزرق، بينما يعيش الباقون في مختلف المحافظات الأردنية.
من جانبه، يقول مهندس كهرباء سوري، طلب عدم نشر اسمه، إنه بعد أن أسس عملاً خاصاً في الأردن ويعيش مع زوجته وطفليه في العاصمة عمان؛ لا يفكر بالعودة لسوريا في الوقت الراهن.
ويضيف المهندس، الذي لجأ للأردن في 2011، أنه إذا أراد العودة فستكون مجرد زيارة لرؤية عائلته وأقربائه في مدينة حماة مسقط رأسه.
ولا يتوقع أن تستقر الأوضاع في سوريا قريباً، ورأى أن هناك حاجة لوقت كي تتضح الصورة فيها. وقال إنه سوف يكتفي بمتابعة الأخبار من الأردن والاطمئنان على الأهل أولاً بأول.
ويعترف المهندس السوري بأنه لا يريد أن يخسر عمله الذي أسسه في الأردن، خاصة أن المردود المادي جيد مقارنة بالأوضاع الاقتصادية في سوريا.
كرم الأردنيين
ويقول: "للأمانة فرق صرف العملة مهم جداً، وأنا لدي عائلة أفكر بها وبمستقبل أطفالي لذلك لا أريد أن أتخذ قرارا مستعجلاً وأندم عليه".
ويضيف أنه طوال فترة لجوئه بالأردن لم يشعر لحظة بأنه غريب، لأن الأردنيين كانوا كرماء واستقبلوا السوريين بكل حب واحترام.
أما فاطمة الحجي محمد، وهي طالبة سورية تدرس الصيدلة في جامعة الزيتونة الأردنية، فتقول إن والدها قدم للأردن قبل الثورة بثلاث سنوات للعمل، لكنه لم يستطع العودة بعد اندلاع الحرب.
وتذكر فاطمة (20 عاماً)، والتي تعيش مع شقيقاتها الثلاث ووالديها في العاصمة عمان، أن والدها كان "قلقاً علينا من العودة للوطن في ظل الحرب لذلك بقينا بالأردن".
وتبين فاطمة أن عائلتها ناقشت مسألة العودة بعد سقوط الأسد، وأنهم لم يصلوا لقرار نهائي وينتظرون حتى تستقر الأوضاع.
وتضيف: "يعمل والدي بقطاع الملابس منذ زمن، لأنه ورث هذا العمل من أهله، ومستقر به في الأردن، لكن فكرة الرجوع إلى سوريا تحتاج دراسة جيدة، خصوصاً إنني وأختي الكبيرة ندرس بالجامعة، وأخوتي الصغار لا يزالون في المرحلتين الثانوية والإعدادية".
وتبين فاطمة أنه رغم أن كلفة الدراسة في مدينتهم حلب أقل بكثير من كلفة الدراسة بالأردن، لكن فكرة العودة لا تزال بعيدة.
الأردن لا يجبر السوريين على العودة
أما الطالب السوري سهيل عدل، الذي يعيش في منزل خاله الذي عاد للعمل في الأردن منذ نحو عامين مع زوجته الألمانية، فيقول إن عائلته لا تفكر بالعودة إلى سوريا بالوقت الراهن.
ويوضح سهيل (20 عاماً) أن جزءا كبيراً من أهله "سافروا إلى ألمانيا منذ 12 سنة، وبنوا هناك حياة جديدة ومستقرين ومرتاحين. لذلك لا تراودهم فكرة الرجوع حالياً إلى سوريا".
ويضيف: "الأوضاع غير مستقرة بسوريا حتى الآن، لذا نحن بحاجة لوقت كي نتخذ القرار، لكن بالتأكيد سنزورها كلما أتيحت لنا الفرصة".
وذكر أن له خالات يعشن في حلب مع أزواجهن وأبنائهن وبالإمكان زيارتهن الآن دون خوف.
من جانبه، قال مدير مديرية الجنسية وشؤون الأجانب، باسم الدهامشة، لإحدى القنوات الأردنية الرسمية إن مجموع السوريين الذين غادروا الأردن منذ بداية ديسمبر وحتى الآن بلغ 22 ألفاً و215 شخصاً، منهم 3106 لاجئين.
وأوضح أن العديد من المغادرين كانوا قادمين عن طريق دول أخرى ووصلوا الأردن "ترانزيت".
وأشار الدهامشة إلى أن الأردن يسمح للاجئين السوريين بالمغادرة باستخدام تذاكر مرور دولية صادرة عن السفارة السورية، مؤكداً أن الأردن لا يجبر أحداً على العودة.
قصص قد تهمك
الأكثر قراءة
غزة.. البرد يودي بحياة رضيع وتوأمه يكافح للبقاء حياً
نُشر:
آخر تحديث:
استيقظ يحيى البطران مبكراً، ليجد زوجته نورا تحاول إيقاظ ابنيهما التوأم حديثي الولادة "جمعة، وعلي" اللذين كانا نائمين معاً في الخيمة التي يعيشون فيها داخل مخيم بوسط قطاع غزة.
وأدى البرد والأمطار الغزيرة، التي هطلت على القطاع خلال الأيام الماضية، إلى جعل حياتهم بائسة لكن ما سمعه البطران كان أكثر بؤساً.
وقال إن زوجته كانت "تقول لي ساعة أحاول أصحي في جمعة، جمعة مش راضي يصحى.. قمت أخبط في الولد.. مجمد لونه أبيض صار زي التلج".
وأوضح الأطباء أن "جمعة" وعمره شهر، توفي نتيجة انخفاض درجة حرارة الجسم، وهو واحد من ستة فلسطينيين توفوا نتيجة البرد في غزة خلال الأيام القليلة الماضية، أما "علي" ففي العناية الفائقة وحالته حرجة.
وأدى الطقس في ثاني شتاء يمر على غزة خلال الحرب إلى زيادة معاناة مئات الآلاف من النازحين، ولم تحقق الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أي نتيجة.
وتعكس وفاة "جمعة" مدى صعوبة الوضع الذي تواجهه الأسر المعرضة للخطر، وتقول السلطات الإسرائيلية إنها سمحت لآلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والمياه والمعدات الطبية ومستلزمات الإيواء بالدخول إلى غزة، فيما تقول وكالات الإغاثة الدولية إن القوات الإسرائيلية تعوق تسليم المساعدات، مما يزيد من الأزمة الإنسانية هناك سوءاً.
وفر البطران مع عائلته من منزلهم في بلدة بيت لاهيا بشمال القطاع في بداية الحرب إلى مخيم المغازي على أرض مفتوحة في وسط غزة أعلنتها السلطات الإسرائيلية منطقة إنسانية. وبعدما أصبح المخيم غير آمن، انتقلوا إلى آخر في مدينة دير البلح القريبة.
وقالت نورا البطران والدة جمعة: "كوني كبيرة ممكن أتحمل لكن إيش (ما) ذنب الصغير؟ لا بيقدر يتحمل الجوع، ولا بيقدر يتحمل السقعة، ولا بيقدر يتحمل الضياع إللي هو فيه، يعني إيش ذنبه يا ناس؟ بناشد وبنطالب إللي بده يساعدنا يساعدنا من جميع النواحي، تخلص الحرب".
خيام ممزقة
في المخيم تطايرت عشرات الخيام، التي تمزق الكثير منها بالفعل بعد أشهر من الاستخدام أو غمرته المياه وسط الرياح القوية والأمطار، مما جعل الأسر تكابد لإصلاح الأضرار وترقيع الجوانب البلاستيكية البالية ووضع حواجز من الرمال لصد المياه.
وقالت صابرين أبو شنب، وهي أم لثلاثة أطفال غمرت المياه خيمتها، إن المياه بللت الفراش والبطاطين والوسائد، حتى الملابس الداخلية للأطفال.
وتعاني صابرين من الربو إلا أنها لم تشعر بأي تحسن مع تناول الأدوية بسبب برودة الطقس، ونقص البطاطين، وعدم وجود ملابس ثقيلة.
إنه جانب آخر من الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الذين يعانون من الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة بلا هوادة ضد المتبقين من حركة "حماس"، ومع نظام مساعدات غير منتظم.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن الحملة الإسرائيلية على "حماس" أسفرت عن سقوط أكثر من 45500 فلسطيني، وحولت القطاع إلى أرض من الأنقاض والمباني المدمرة.
واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحو "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن سقوط 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، إن المساعدات ليست كافية على الإطلاق، وإن وقف إطلاق النار ضرورة ملحة وسط خطر المجاعة المحدق.
وفي وقت سابق من هذا الشهر أشار مسؤولون من إسرائيل و"حماس" إلى وجود آمال في أن تؤدي المحادثات بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة إلى اتفاق لوقف القتال وإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة، مما قد يفتح الطريق أمام اتفاق وقف إطلاق نار كامل.
لكن التفاؤل إزاء التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام تلاشى، ولا يزال من غير الواضح مدى قرب الجانبين من التوصل إلى اتفاق.
وحتى وسط معاناة النازحين تواصل القوات الإسرائيلية قتال "حماس" في المناطق المدمرة حول بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وهي مناطق صار من الصعب الآن وصول فرق الطوارئ إليها وسط القتال.
قصص قد تهمك
الأكثر قراءة
خبراء: وجود حاجز خرساني في نهاية مدرج مطار كوريا الجنوبية "عمل شبه إجرامي"
الخبراء: لولا اصطدام الطائرة بالحاجز لنجا عدد كبير من الركاب
نُشر:
آخر تحديث:
حمّل خبراء في مجال الطيران سلطات المطار في كوريا الجنوبية مسؤولية حادث انفجار الطائرة الذي وقع، الأحد، نتيجة اصطدامها بجدار جرساني على مدرج مطار موان الدولي، ما أسفر عن سقوط 179 شخصاً.
وقال خبير السلامة الجوية البارز ديفيد ليرماونت لشبكة SkyNews، إن الاصطدام بالجدار الذي يدعم نظام التوجيه في نهاية المدرج كان "اللحظة الحاسمة" للكارثة. وأضاف "ليس هناك مبرر (لوجوده هناك) فحسب، بل أعتقد أنه من الإجرامي وجوده هناك".
وأمر تشوي سانج-موك القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية الاثنين، بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات بالكامل في البلاد للوقوف على معايير السلامة وذلك بمجرد الانتهاء من عملية انتشال جثث ضحايا طائرة تابعة لشركة جيجو إير، فيما قالت وزارة النقل إنها منفتحة على بحث دور الحاجز الذي اصطدمت به الطائرة في نهاية المدرج.
وأفاد شهود عيان أنهم رأوا أعداداً كبيرة من الطيور حول المدرج قبل وقت قصير من وقوع الحادث، وحذر برج المراقبة الطيار من احتمال اصطدام الطيور به. وبعد دقيقة واحدة أرسلت الطائرة إشارة استغاثة.
وعندما هبطت الطائرة في محاولتها الثانية في الساعة 9.03 صباحاً، لم يتم نشر عجلات الهبوط.
فرصة النجاة
ويعتقد ليرماونت أن ركاب الطائرة كانت لديهم فرصة جيدة للبقاء على قيد الحياة بمجرد أن تمكن الطيار من إنزال الطائرة على الأرض على الرغم من السرعة العالية.
وقال "لقد هبط بها (الطيار) بشكل جيد في ظل هذه الظروف، فهم يسيرون بسرعة كبيرة لكن الطائرة لا تزال سليمة وهي تنزلق على الأرض".
وعندما وصلت إلى نهاية المطار واصطدمت بالحائط، دمرت الطائرة على الفور تقريباً. وقال "لا ينبغي أن يكون هذا النوع من الهياكل موجوداً هناك.. هذا أمر فظيع بشكل لا يصدق".
وافتتح مطار موان الدولي في عام 2007، وأصبح مركزاً إقليمياً مزدحماً في جنوب البلاد. وتديره شركة مطارات كوريا المملوكة للدولة.
وتُظهر خرائط الأقمار الاصطناعية أن الهيكل الخرساني كان قائماً في الطرف الجنوبي من المدرج، بالقرب من السياج المحيط، لسنوات عديدة. وهو يحمل نظام الهبوط الآلي الذي يساعد الطيارين على الهبوط في الليل أو عندما تكون الرؤية ضعيفة.
وفي معظم المطارات، يتم وضع هذه الأنظمة على هياكل قابلة للطي. وأضاف ليرماونت "لم أر من قبل شيئاً كهذا في أي مكان.. أن أواجه جسماً صلباً على بعد حوالي 200 متر أو أقل من (منطقة) التجاوز (للمدرج)".
وقال ليرماونت إنه لو لم تصطدم الطائرة بالجدار لكانت قد اصطدمت بسياج محيطي، ثم مرت فوق طريق، وربما توقفت في حقل مجاور.
وأكد ليرماونت أنه: "كانت هناك مساحة كافية للطائرة لإبطاء سرعتها، والتوقف"، وفي هذه الحالة فإن الجميع كانوا سينجون حسب اعتقاد خبير الطيران، مضيفاً "ربما تعرض الطيارون لبعض الأضرار أثناء عبورهم السياج الأمني أو شيء من هذا القبيل. لكنني أشك حتى في أنهم ربما نجوا".
وقالت خبيرة طيران أخرى تدعى سالي جيثين، إنها تشاطر المخاوف بشأن موقع الجدار لكنها لا توافق على أن الجميع كان لينجو.
وقالت جيثين إنه "يبدو أن الطيار كان يحافظ على سرعته، لذا حتى لو كان هناك مساحة أكبر في نهاية المدرج، فقد يكون من الممكن أن ينتهي الأمر بكارثة".
وقال نائب وزير النقل في البلاد جو جونج وان، إن طول المدرج الذي يبلغ 2800 متر لم يكن عاملاً مساهماً في الحادث، وأكد أن الجدران في نهايات المطارات تم بناؤها وفقاً للمعايير الصناعية.
لكن الوزارة قالت إنها منفتحة على احتمالات أن الحاجز الذي اصطدمت به الطائرة كان سبباً في الاصطدام المميت، وأضافت الوزارة أنه لم يكن هناك وقت كاف للتحضير لاستعدادت على الأرض قبل الهبوط الاضطراري.
وذكرت أنه لا يبدو أن الطيار كان لديه الوقت الكافي لحرق المزيد من الوقود لتقليل وزن الطائرة قبل الهبوط إلى الوزن الملائم.
وأضافت أنها تدرس فحص كافة الطائرات من طراز الطائرة المنكوبة بوينج 800-737 في ضوء الحادث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى