11/02/2023
25/01/2020
أسرار وكواليس التنحي: مبارك من القصر إلى شرم الشيخ
رغم مرور 10 أعوام على تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك عن السلطة، فى 11 فبراير (شباط) 2011، إثر احتجاجات عارمة مناهضه لحكمه شهدتها الميادين والشوارع المصرية، ما زال التضارب يحيط بكواليس اللحظات الأخيرة للرئيس فى القصر.
11/02/2019
الملف الكامل : ردود الفعل العالمية و العربية ازاء تنحى مبارك
ردود الفعل ازاء تنحى مبارك باراك أوباما -=- أن ما يحدث فى مصر هو لحظة تاريخية ان مبارك بتنحيه عن الرئاسة استجاب الى تعطش الشعب المصرى للتغيير
جو بايدن -=- أن رحيل مبارك يجب أن يؤدى الى مسار متفاوض عليه تجاه الديمقراطية وأن الإنتقال يجب ان يكون تغيرا لا رجعة فيه
نيكولا ساركوزي -=- ارحب بقرار الرئيس مبارك أدعو الى مواصلة الاصلاح الذى يقود مصر الى مجتمع يتمتع بالحرية ، والتعددية
سيرجي لافروف نأمل أن تساعد التطورات الأخيرة في استعادة الاستقرار والعمل الطبيعي لكافة هياكل السلطة ونأمل أن تبدي الحكومة والمعارضة أيضا الرغبة في استقرار الوضع
انغيلا ميركل أنه يوم سعادةعظيمة نحن نشهد تغييرا تاريخيا اتمنى للمصريين مجتمعا بدون فساد ولا رقابة ولا اعتقال ولا تعذيب
ديفيد كاميرون يجب أن يكون هناك حكم ديمقراطي ومدني كجزء من هذا التغيير المهم من أجل مصر حرة وديمقراطية
موراي مكولي ان الحكومة النيوزيلندية تأمل فى ان يتعامل الجيش بضبط النفس ويظهر احترامه لرغبات الشعب المصري
وعربيا
اكدت دولة الامارات العربية دعمها لمصر وثقتها في قدرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على إدارة شئون البلاد.
وقالت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان " إن الامارات تؤكد أيضا حرصها الدائم على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في اطار دعم الامارات المتواصل لمصر وشعبها الكريم في جميع المجالات."
وابدت الحكومة السودانية ترحيبها بتنحى مبارك وأكدت احترامها لخيار وإرادة الشعب المصري وتحقيق تطلعاته المشروعة في الكرامة و الحرية والاستقرار والسلام.
وقالت وزارة الخارجية السودانية فى بيان لها " يعلن السودان ترحيبه واحترامه لخيار وإرادة الشعب المصري وتحقيق تطلعاته المشروعة في الكرامة والحرية والاستقرار والسلام", مضيفا أن السودان يؤكد أن انتقال السلطة السلمي إلي المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعبر عن إرادة وطنية خالصة نرجو أن تفضي إلي تحقيق التطلعات المشروعة للشعب المصري .
واعتبرت قطر فى بيان صدر عن الديوان الاميرى أن نقل السلطة في مصر إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يشكل خطوة "إيجابية هامة" على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري , معربة عن تطلعها لاستعادة مصر دورها القيادي في العالم العربي والإسلامي ودعم ومناصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وأكدت فى الوقت نفسه حرصها على علاقات متميزة مع مصر والعمل على تنميتها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما .
وفى الاردن , قالت وزارة الخارجية الاردنية في بيان لها ان الحكومة الاردنية تعبرعن ثقتها بقدرة المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية بالنهوض بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقه في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، بادارة شؤون مصر باقتدار نحو المرحلة الجديدة وبما يكفل استمرار مصر الشقيقة في اداء دورها المركزي الهام و البناء في محيطها العربي وعلى الساحة الدولية، وبما يحفظ لها الامن والامان والاستقرار والازدهار .
وأضاف البيان أن "الحكومة الاردنية تعبر عن مساندتها الكاملة لمصر التي تربطنا بها علاقات تاريخية مميزة واعمق اواصر الاخوة واوثق روابط التعاون المثمر في مختلف المجالات والذي نتطلع لاستمراره".
وقد انطلقت احتفالات في العاصمة عمان ومحافظات أردنية مختلفة عقب تنحي الرئيس المصري حسني مبارك . و توجهت فعاليات شعبية ونقابية وحزبية إلى مقر السفارة المصرية في عمان للاحتفال بهذه المناسبة .
واعربت تونس عن إرتياحها لإعلان مبارك التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية وإنتقال صلاحيات السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
وقالت وزارة الخارجية ان حكومة التونسية تلقت "ببالغ الإرتياح إعلان الرئيس مبارك التخلي عن منصب رئاسة الجمهورية وإنتقال صلاحيات السلطة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية, معربة عن " إكبارها لنضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه من شباب مصر".
كما حيت حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي ثورة الشعب المصري التي أدت إلى تنحي الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس في بيان صحفي ، إن " تنحي مبارك هو إعلان بداية انتصار الثورة المصرية التي نؤكد في حركة حماس وقوفنا إلى جانبها ودعمنا لمطالبها".
وقالت الجهاد "مصر ولشعبها إنجاز هذه الخطوة الكبيرة على طريق الثورة"، مشيدة بشبابها وأبنائها. وقالت الحركة الإسلامية في بيان صحفي لها، " إن ما حققته ثورة الأحرار في مصر دليل على أنه ما من قوة تستطيع قهر إرادة الشعوب".
وهنأ "حزب الله" اللبناني في بيان اصدره الشعب المصري ل"النصر التاريخي المجيد الذي حققته ثورته الرائدة". واعرب عن شعوره "بالفخر والإعتزاز بإنجازات ثورة مصر" مؤكدا أن "إرادة الشعب وعزمه وثباته هي مفتاح القدرة على صنع المعجزات والإنتصارات لقضيته وأمته". (شينخو)
13/07/2016
29/04/2016
13/02/2012
بعد عام على ثورة مصر.. هل طنطاوي هو مبارك؟
القاهرة، مصر(CNN)-- رغم مرور عام على ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، بعدما أمضى قرابة 30 عاماً في الحكم، فإن قطاع عريض من المصريين ما زالوا يشعرون بعدم وجود أي تغيير، كما يشككون في جدية "العسكر"، الذين يقودون البلاد منذ 60 عاماً،، في تسليم السلطة إلى إدارة مدنية.
بل إن العديد ممن شاركوا في الثورة، التي أسقطت سلميا واحداً من "أعتى" أنظمة الحكم في الدول العربية في 18 يوماً فقط، يصفون المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي تسلم السلطة بعد إعلان تنحية مبارك، في 11 فبراير/ شباط الماضي، بـ"الكاذب"، إذ قالوا لموقع CNN بالعربية، إن المجلس العسكري "لم يتخذ إجراءات حقيقة في القصاص لشهداء الثورة."
كما أشار "الثوار" إلى تعهدات سابقة للمجلس العسكري بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية خلال ستة أشهر، فضلاً عن استمرار حبس المدنيين والنشطاء السياسيين، تقديمهم للمحاكمة أمام القضاء العسكري، إضافة إلى تورطه فيما وصفوه بـ"أعمال عنف" ضد المتظاهرين، فيما يعرف بأحداث "مجلس الوزراء"، و"محمد محمود"، و"ماسبيرو"، وكذلك أحداث "التحرير."
وفي الذكرى الأولى للثورة، اكتست الميادين الرئيسية بمختلف محافظات مصر، بالأعلام المصرية، حيث رفع المتظاهرون مطالب واحدة تتلخص في تسليم السلطة للمدنيين. كما شهدت التظاهرات هتافات جميعها تنصب ضد المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس العسكري "الحاكم"، كما شبهت الأخير بمبارك، الذي اختاره لتولى شؤون البلاد.
كما رفع بعض المتظاهرين لافتة ضخمة تحمل صور الرئيس السابق، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، بالإضافة إلى طنطاوي، وقد التف حبل المشنقة حول رقابهم، وكتب تحتها عبارة "حكم الشعب"، في خطوة ربما تعكس رغبة عدد من متظاهري التحرير بتقديم رئيس المجلس العسكري، إلى المحاكمة هو الآخر، إلى جانب مبارك والعادلي.
كما يمكن النظر إلى الصورة باعتبارها تعكس حالة "الغضب" التي تنتاب العديد من أهالي ضحايا الثورة تجاه المشير، الذي أنكر في شهادته أمام محكمة جنايات القاهرة، التي يمثل أمامها مبارك ونجليه، إضافة إلى العادلي و6 من كبار مساعديه، بتهمة "قتل الثوار"، أن يكون الرئيس السابق قد أصدر أي أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين.
وعبر شادي إبراهيم، أحد شباب الثورة، عما يشعر به العديد من الشبان غيره، بقوله، إنه لم يشعر بأي تغيير سوى خلع مبارك، وتقديم عدد من رجال نظامه إلى المحاكمة، وقال: "مازال المجلس العسكري يتعنت في محاسبة الفاسدين، ولم يقتص لدم الشهداء حتى الآن"، بحسب قوله.
وتابع في تصريحاته لـCNN بالعربية قائلاً، إن "طنطاوي زي مبارك.. مفيش فرق بينهم.. ووجود المجلس في السلطة يثبت عدم سقوط النظام، فهو من اختارهم لتولي شؤون البلاد، والدليل على ذلك أن المخلوع لم يدخل السجن، ويجلس في جناح رئاسي بالمركز الطبي العالمي."
أما أسامة علي، مهندس كمبيوتر، فقد أكد على عدم وجود دليل على تغيير النظام، لافتاً إلى "أن رجال مبارك مازالوا في السلطة، ويقفون ضد إرادة الشعب والثوار.. لم يتحركوا للقصاص للشهداء.. فضلاً عن عدم جمع المستندات والأدلة الكافية لإدانة المتهمين بقتل المتظاهرين."
وطالب المهندس الشاب المجلس العسكري بتسليم السلطة قبل إعداد الدستور، خاصةً وأنه سبق وأن أكد أنه سيترك السلطة بعد ستة أشهر منذ توليه شؤون البلاد، ولم يتحقق ذلك، كما كشف عن نواياه بالحصول على "وضع خاص" في الدستور، مما يثير الشكوك حول نيته التخلي عن السلطة.
وقالت ميرفت عبد اللطيف، موظفة على المعاش، إنها لم تشعر بالتغيير، واعتبرت أن المجلس العسكري لا يتعامل فقط بنفس منطق نظام مبارك، بل "أسوأ منه"، بحسب قولها، مشيرةً إلى "استمرار محاكمة الناشطين أمام القضاء العسكري، وتوريط عناصر من الجيش في أحداث مجلس الوزراء وماسبيرو والتحرير، وعدم الاقتصاص للشهداء، وازدياد الفقر، وتفاقم الأزمات الاقتصادية، مثل أزمة البنزين والبوتاغاز."
من جانبها، اتهمت عليا أبو شنب، المجلس العسكري بـ"الغش، والكذب، والتعامل بأسلوب ساذج مع المواطنين منذ توليه السلطة."
وقالت الناشطة في حملة "البرادعي رئيساً"، إن "ثوار التحرير هم من أعطوا السلطة للمجلس، ويجب أن يتركها فوراً."
وطالبت "بضرورة عقد الانتخابات الرئاسية قبل وضع الدستور للبلاد"، وتابعت أنها لا تثق بإعداد دستور في ظل ما وصفته بـ"سلطة كاذبة."
إلا أن بعض الخبراء اختلفوا مع آراء المواطنين فيما يتعلق بنقل السلطة قبل إعداد الدستور، لاسيما وأن وضعها بيد رئيس مجلس الشعب، سيثير القلق حول الجمع بين السلطة التنفيذية والتشريعية معاً.
وقال المحلل الاقتصادي محسن عادل، إن "الشرعية الثورية أصبح لها من يمثلها في البرلمان، ومن الأفضل للبلاد نقل السلطة بشكل سلمي، مع وجود مجلس شعب منتخب."
وذكر عادل أنه "آن الأوان لبناء مؤسسات الدولة، وإعادة صياغة المطالب الثورية، وفقاً لإستراتيجية محددة."
وأشار عادل إلى أن الاقتصاد ليس بمعزل عن الأحداث السياسية حالياً، لافتاً إلى أن ما يثار عن عدم الثقة بنقل السلطة، هو أمر مؤقت، حيث لوحظ عودة النشاط الاستثماري في العديد من المجالات، وهي مؤشرات تؤكد جدية نقل السلطة، وإن كان يحتاج إلى صياغة منظومة اقتصادية، وإعادة بناء الدولة بما يضمن مكتسبات الثورة.
من جانبه، قال الباحث في مركز الأخبار للدراسات، محمود عطية، إن "مطالب الثوار شرعية وقانونية، ولكنها تحتاج وقتاً للتغيير، حيث تختلف المطالب الثورية عن الشعبية"، على حد تعبيره.
وأشار عطية إلى أن المطالب الثورية تتلخص في "تغيير جذري"، بينما الأمور بطبيعتها تحتاج للوقت.
12/02/2012
مبارك يبكي فى ذكرى التنحى.. والأطباء يصبرونه «بالمهدئات»
ما بين سريره فى المركز الطبى العالمى، وسريره فى قفص المحاكمة، حيث يحاكم على فساد سياسى ومالى، استقبل الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ذكرى تنحيه الأولى.
مبارك، قضى ليلته، مساء أول من أمس، مع حلول الذكرى الأولى لتنحيه عن الحكم، يبكى، وبدا منهكا ومهموما، بينما لم يملّ من أن يسرد لزوجته سوزان ثابت، كل الأحداث التى مرت عليه منذ انطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير ويوم سقوطه ونظامه فى 11 فبراير 2011، وحتى الآن، وحاول الأطباء المعالجون تصبيره، بمنحه عددا من المهدئات، حتى يستقر ويهدأ نفسيا.
فى الذكرى الأولى لخلعه، تمدد الرئيس المخلوع حسنى مبارك، أمس، فى القفص، يستمع إلى دفاع رئيس جهاز أمن الدولة السابق حسن عبد الرحمن، يحاول تبرئة موكله، ويلقى بالتهم على باقى المتهمين.
المستشار أحمد رفعت، طالب النيابة العامة بتفنيد الدفوع التى أبداها محامو المتهمين على مدار الجلسات الماضية، موجها كلامه، فى نهاية جلسة الأمس، إلى النيابة «حتى الآن يوجد 35 دفعا فى هذه الجزئية والمطلوب أن تقوموا بتفنيد هذه الدفوع سواء شكليا أو موضوعيا على أن تكون ردودكم جميعها مكتوبة وليس شفاهة، وأن يكون الرد لدفوع كل متهم على حِدة».
أحد أعضاء هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدنى، المحامى السيد حامد، هتف فى مبارك، فى ذكرى تنحيه، مع دخول المتهمين إلى القفص، فى جلسة أمس، بصوت عال ومسموع «اليوم 11 فبراير، عيد لكل المصريين، كتبناه بالدم، ولن نركع بعد اليوم، 11 فبراير مصر تحررت من الطاغية»، وهو الأمر الذى تجاوب معه المدعون بالحق المدنى بالتصفيق الحاد، غير أن علاء مبارك، رد عليه بضحكة ساخرة.
المحامى، خالد عبد الباسط، مثل سابقيه، اتهم النيابة بالتقصير، حيث دفع بتقصير النيابة العامة فى التحقيقات لعدم تشابك وتماسك الأدلة الجنائية، متهما إياها بأنها لم تراع الدقة، واجتزأت من التقرير الذى قدمه حسن عبد الرحمن فى 18 يناير 2011، أى قبل الأحداث، حين قامت بتفريغه، مضيفا أن «الإدارة السياسية لو استمعت إلى التقارير التى كان يقدمها موكله، لما سقط شهيد واحد».
دفاع عبد الرحمن نفى ما نسبته النيابة إلى المتهم من أنه أهمل فى جمع المعلومات الصحيحة عن حجم المظاهرات، مضيفا أن التقرير الذى قدمه فى 18 يناير 2011 قدم فيه إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية للبلاد حيث طالب بتعيين نائب لرئيس الجمهورية والقضاء على التوريث وحل المشكلات المزمنة بالمجتمع مثل البطالة والإسكان والأسعار والأجور والمرتبات، مضيفا أنه لولا ثورة 25 يناير لتم عزل موكله، من منصبه لكتابة هذا التقرير، مضيفا أن عبد الرحمن وضع خارطة طريق لإصلاح البلاد لكن الإرادة السياسية رفضت الأخذ بها
الدستور
مبارك من كرسي الرئاسة إلى سرير المحاكمة
ي مثل هذا اليوم 11 شباط 2011، أعلن نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان عن قرار تنحي الرئيس مبارك عن إدارة البلاد، وإسناد المهمة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شؤون البلاد، واستقبل المتظاهرون في التحرير وقتها هذا الخبر بالزغاريد والتصفيق والهتاف الحاد، فيما استقبله مؤيدو الرئيس السابق بالبكاء والحزن والصمت الشديد.
ربما يعتبر العام 2011 العام الأكثر ظلامًا وكآبة بالنسبة إلى مبارك وعائلته، إذ تحولت حياتهم إلى بؤس وهلاك، وتغيرت بزاوية 180 درجة، بعدما كانوا في القصور، أصبحوا في السجون وعبرة أمام العالم أجمع، لكن لم ينتقل مبارك إلى هذه المرحلة في ليلة وضحاها، لكن استقر به الأمر قليلا في مدينة شرم الشيخ، الذي فر هاربا إليها هو وعائلته، وتكاثرت الأقاويل حوله، وزادت الضغوط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمساءلته قانونيًا، وكيف يتمتع هو وعائلته بالتجول والعيش بحرية في قصورهم في شرم الشيخ، بعدما قتل وعذب وأفسد الحياة السياسية في مصر، وخاصة خلال السنوات العشر الأخيرة من حكمه.
ومن وجهة نظره الشخصية لم يتحمل مبارك كثرة الأقاويل التي ذكرت أن ثروته هو وعائلته تزيد عن 70 مليار دولار، وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في مقال لها في شهر آذار/مارس 2011 أن ثروة مبارك "بلغت أكثر من 70 مليار دولار، وجميعها خارج مصر"، فقد أصدر مبارك، بالتحديد في 10 نيسان/أبريل من العام نفسه، أول تسجيل صوتي له منذ الإطاحة به وقال فيه "قررت الكشف عن سرية حساباته البنكية خارج مصر وعن الأصول العقارية التي أمتلكها في الخارج سواء بشكل مباشر أو غير مباشر لدفع الاتهامات التي تستهدف النيل مني ومن أسرتي، كما أكد قائلا "أحتفظ بكل حقوقي القانونية تجاه كل من تعمد النيل مني ومن سمعتي وسمعة أسرتي".
وفي الكلمة التي بثتها قناة العربية الفضائية وقتها أعرب مبارك عن ألمه مما أسماها "حملات ظالمة تستهدف الإساءة إلى سمعتي والطعن في نزاهتي ومواقفي وتاريخي العسكري والسياسي الذي اجتهدت خلاله من أجل مصر وأبنائها"، مؤكدًا على أنه لن يلتزم الصمت "في مواجهة تواصل حملات الزيف والافتراء والتشهير واستمرار محاولات النيل من سمعتي ونزاهتي".
فور نشر هذا التسجيل الصوتي أمر النائب العام المصري، عبد المجيد محمود، بالتحقيق مع الرئيس السابق، وكأنه فتح النار على نفسه بهذه المعلومات التي أدلى بها، والتأكد من صحة حديثه حول ثروته، ولم يمر سوى شهر أو ربما أقل، حتى أمر النائب العام بإحالة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه إلى محكمة الجنايات وبداية التحقيق معهم في 25 أيار/مايو من العام الماضي، إلى أن يتم تحديد جلسة المحاكمة معه، ووقع هذا الخبر كالصاعقة على كثير من المصريين، حيث لم يتخيل أحد يومًا ما أن يتم محاكمة الرئيس مبارك، الذي استمر في الحكم قرابة الـ 30 عامًا، ولم يفكر أحد أن يتطور الأمر إلى هذا الحد.
وقد حددت محكمة الجنايات أول جلسة لمحاكمة القرن، كما أطلقوا عليها، يوم 2 أب/أغسطس من العام نفسه، وقرر بث القضية على التلفزيون المصري، حسبما طالبت القوى السياسية والشعب المصري، وبالفعل ظهر مبارك على سريره مستلقيًا أمام العالم، ودخل القفص الحديدي والذي أعد له خصيصًا في أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، وظهر إلى جانبه نجلاه ووزير داخليته حبيب العادلي وكبار معاونيه، وبدأت محاكمته في قضايا قتل المتظاهرين وإهدار المال العام.
ومنذ يوم 2 أب /أغسطس مازالت القضية مستمرة حتى الآن، وشهدت العديد من الاعتراضات والسخرية من قبل القوى السياسية وبعض المصريين، الذين اعتبروها مسرحية هزلية، ولم تقدم أي جدوى، وتسير بشكل بطئ للغاية، فضلا عن التصريحات التي أدلى بها محامي مبارك، فريد الديب، وأكد فيها أن مبارك "ما زال رئيسًا للبلاد، ولا يجب أن يحاكم إلا أمام القضاء السعكري، وأنه لم يأمر بإطلاق النار على المتظاهرين"، وغيرها من التصريحات التي اعتبرها الكثير "لاذعة".
وأصبح العام 2011 عام التحول في مجرى حياة مبارك، وتحول من قائد عسكري له مركزه الخاص، ومن صاحب أول ضربة جوية، ضد المحتل الإسرائيلي في حرب تشرين الثاني/أكتوبر 1973، إلى "متهم" داخل القفص يواجه أبشع التهم وهي قتل المتظاهرين وإفساد الحياة السياسية وإهدار المال العام.
وبعد مرور العام على تنحيه، مازال مبارك شاردًا بين المركز الطبي حيث يرقد هناك تحت حراسة مشددة، وبين أكاديمية الشرطة في التجمع الخامس، مقر محاكمته، ويظهر بين يوم وآخر في المشهد ذاته، مستلقيًا على سريره، ينزل من الطائرة العسكرية إلى القفص، ليعود إلى محبسه مجددًا، وكأن المصريين تعودوا على ذاك المشهد وكأنه افتتاحية كل يوم من أيام محاكمته.
العرب اون لاين
11/02/2012
800 صورة توضح فرحة تنحى المخلوع .. فى ذكرى التنحى
الصحف الفرنسية ترصد مرور عام على بداية الثورة المصرية وإسقاط مبارك
أبرزت الصحف الفرنسية الصادرة، اليوم السبت، نبأ الذكرى الأولى لسقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وقدمت تحليلات للوضع الذي شهدته مصر على مدار العام.
وتحت عنوان "مصر تشهد اليوم الذكرى الأولى لسقوط مبارك"، كتبت صحيفة "لوموند" أنه في مثل هذا اليوم من العام الماضى سطرت صفحة جديدة في تاريخ مصر بعد 18 يومًا من المظاهرات والمليونيات ضد مبارك، حيث وضعت الرسالة التي تلاها نائب الرئيس السابق عمر سليمان، التي أعلن فيها تنحي مبارك نهاية لعصر الرئيس السابق.
وأوضحت الصحيفة إلى أن هذا اليوم (الحادي عشر من فبراير 2011) شهد انتصار الشعب على "الطاغية" لتصبح "ثورة ميدان التحرير" رمزًا لمقاومة الشعوب ضد الديكتاتورية في العالم أجمع.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد عام على سقوط النظام يحتج البعض، اليوم، مرة أخرى عن طريق إعلان بعض الأحزاب للإضراب العام في البلاد للمطالبة بتسليم السلطة بشكل سريع للمدنيين.
كما أبرزت الصحيفة البيان الصادر الليلة الماضية عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي أكد من خلاله أن مصر لن تخضع للتهديدات، ولن ترضخ للضغوط، ولن تقبل إملاءات.
من جهتها أشارت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسيّة إلى تدهور الوضع الاقتصادي في مصر بعد عام على سقوط النظام وانتصار الثورة، مستشهدة بقرار وكالة "ستاندرد آند بورز" أمس تخفيض التصنيف الائتماني لمصر.
بدورها قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية: إن الشعب المصري والقوى السياسية انقسموا على الدعوة للعصيان المدني، فمنهم المؤيد ومنهم الرافض للدعوة، مشيرة إلى رفض جماعة الإخوان المسلمين - التي تسيطر على الأكثرية البرلمانية - لهذه الدعوة.
وفي السياق كان عنوان "ميدان التحرير لا يزال ساحة للاحتجاج بعد عام من سقوط مبارك" هو العنوان الذي بدأت به قناة (فرانس 24) الإخبارية الفرنسية تقريرها اليوم عن مصر، والذي ركز على أن ميدان التحرير بالقاهرة لا يزال مسرحًا للمظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات بعد مرور عام على سقوط نظام حسني مبارك، ولا يزال الميدان يستقطب مئات الناشطين والمحتجين وإن اختلفت شعاراتهم ومطالبهم".
الشروق
مبارك فى ذگرى السقوط .. رئيس أسقطه العناد وحلم التوريث
مبارك فى ذگرى السقوط .. رئيس أسقطه العناد وحلم التوريث
مقربون: مبارك ضاق بمن حوله بعد أن شعر أنه أصبح فاهم كل حاجة ومش عايز حد يشرح له
قبل عام من اليوم أقر حسنى مبارك أن حكمه الذى بدأ مع اغتيال الجماعة الاسلامية لأنور السادات فى 6 أكتوبر 1981 قد أتى إلى نهاية كان يأمل كما يظن البعض انها ليست أليمة، حيث ظن أنه سيكون محل تقدير لتنحيه عن منصبه وأنه لن يحاكم، أو كما يقول البعض انها ليست نهائية لأن جمال مبارك، الابن الأصغر للرئيس الذى كان يضع عينيه وربما اطراف يديه على كرسى الحكم كان يقول له إن «الناس هتندم على اللى حصل وكل حاجة هترجع كويسة».
لكن بعد عام من تنحى مبارك، ورغم تداعٍ أمنى واقتصادى ورغم اتهامات من هنا وهناك توجه لثورة 25 يناير بأنها كانت «نكسة على مصر»، ما زال التيار الغالب فى الشارع السياسى المصرى مصرًا على أن يحاكم مبارك محاكمة عادلة ليس فقط عن التهم المنسوبة إليه اتصالا بفساد إدارى وقتل للمتظاهرين خلال الثمانية عشر يوما للثورة بل عن مجمل حكم دام 30 عاما يصر كثيرون أن مصر فقدت فيه الكثير والكثير من مقومات وضعها الإقليمى وصفائها المجمتعى وإمكانات رخائها الاقتصادى حتى وإن كسبت شيئا من الاحتياطى النقدى وبعض مشاريع البنية التحتية على أهمية هذا وذاك.
يقول معاونون ووزراء سابقون إن لحظة التنحى عن حكم مصر تحت ضغط المظاهرات الشعبية العارمة التى تفجرت فى كل أنحاء الوطن وتبعها دعوات من عواصم كان مبارك يظنها الحليف الذى يرتكن إليه بأن «يرحل» عن الحكم لم تكن حتمية الحدوث بهذا الشكل قبل ستة أعوام من اندلاع الثورة عندما بدأ المفكر الوطنى عبدالوهاب المسيرى والمناضل البورسعيدى جورج اسحاق دعوة كفاية.
يقول أحدهم إنه عندما ذهب اسحاق امام إحدى كنائس القاهرة وهتف منفردا «يا أم النور يا أم النور حسنى مبارك امتى يغور»، فى تضرع سياسى لا تتفق مفرداته مع محبة اتى به يسوع المسيح ودعا إليها للسيدة مريم العذراء أن تشفع لمصر بنهاية لحكم مبارك وعندما علم زكريا عزمى، مدير ديوان رئيس الجمهورية لمعظم سنوات حكم مبارك والرجل المتنفذ فى النظام السابق، تلفظ بألفاظ نابية بحق إسحاق ورأى أن ما جرى لم يكن فيه ما يستحق لفت نظر الرئيس إليه حتى وإن مثل سابقة لافتة بالفعل أن يجاهر احدهم بصراحة مباشرة لا لبس فيها أن مبارك يجب أن يرحل.
القصص التى تروى ممن عملوا مع مبارك، بما فى ذلك بعض من وزرائه السابقين، عن نهر عزمى لهم عندما كان يحاول أحدهم أن يطلع الرئيس على تفاصيل «تضايق الرجل» لا تنتهى، خاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة لحكمه.
تفاصيل مشابهة يرويها بعض ممن كان لهم مكان فى حكم مبارك عن صفوت الشريف المستشار الأقرب لمبارك ووزير إعلامه لما يقارب طول فترة حكمه والأمين العام للحزب الوطنى الديمقراطى الذى ترأسه مبارك وهو كيان غير فاعل قبل ظهور جمال مبارك فى وسط المشهد السياسى فى 2002 ليعطى الحزب الحاكم قبلة بدت كأنها قبلة الحياة لهذا الكيان الواسع والمدعوم بالنفوذ المالى لرجال أعمال والأمنى لوزارة الداخلية ولكنها فى النهاية كانت، حسبما يصر كثيرون، قبلة الموت لنظام مبارك نفسه الذى تداعى تحت وطأة مشروع التوريث.
ويتفق ماجد عبدالفتاح الذى عمل مديرا لمكتب المعلومات فى مؤسسة رئاسة الجمهورية فى الفترة من 1999 وحتى 2005 ومحمد العرابى الذى عمل مديرا لمكتب وزير الخارجية فى مطلع العقد الاول من الالفية الثالثة قبل أن يكون سفيرا لمصر فى برلين التى اكثر مبارك من التردد عليه لعمليات جراحية واستشارات طبية منذ 2004 وحتى نهاية حكمه أن نصائح عزمى والشريف وآراءهما كانت لها دور رئيسى فى صيرورة الأمور وأن مبارك كان يثق فيهما.
ويقول العرابى إن «طول المدة التى حكم فيها مبارك كانت سببا رئيسيا فى الطريقة التى انتهى بها حكمه، خاصة وأنه نظر لمقعد الرئاسة على أنه وظيفة لمدى الحياة» وتزامن ذلك مع «طول بقاء نفس المستشارين حوله» وفى الوقت الذى كان تقدم مبارك فى العمر وظروفه الصحية يحولان دون قدرته على التطلع بدقة لتفاصيل بادية، خاصة فيما يتعلق بالاوضاع الداخلية، كان بقاء ذات المستشارين لفترة طويلة وتنفذهم لديه مدعاة لمزيد من «الركود» والابتعاد عن اتخاذ «مبادرات شجاعة» وأصبحت الفكرة المسيطرة هى تفادى الهزات.
ويقول معاونون عملوا مع الشريف أن الرجل كان يستخدم آلة الإعلام ليغذى لدى مبارك افكاره عن نفسه بأنه الرجل الذى جنب مصر الهزات وبأنه الرجل الذى تسلم البلد وهى فى حالة مزرية داخلية فحقق لها نهضة تنموية كبيرة وهو ما كان يتسبب انه عندما كان يلفت أحدهم نظر الرئيس إلى مشكلة كبيرة كان يطلب تقريرا مفصلا عنها.. لكنه كان يضيف «يعنى ما كنتش البلد عدلة قوى لما مسكت».
وفى حين يرى بعض من عملوا وثيقا مع مبارك وحتى الأيام الأخيرة أن تنفذ عزمى والشريف أصبح حاسما بل يكاد يكون وحيدا بعد قول جمال مبارك والسيدة سوزان مبارك، حسبما يقدرون يرى العرابى أن المشكلة كانت فى رغبة الدائرة المباشرة من المعاونين «بالانفراد بالرجل وإثناء أى من يحاول اختراق هذه الدائرة»، أما جمال مبارك والسيدة الأولى السابقة، فهما حسبما يروى، لم يكن لهما دور، فيما رآه وسمع به، فى سياق رسمى مباشر لأن مبارك «كان شخصيا مسيطرا على الاسرة».
ويتفق كثيرون أن طريقة مبارك فى الحكم خلال السنوات العشرة الاخيرة كانت تميل للاعتماد على تراكم الذاكرة المعلوماتية وهو ما أدى به إلى تقليص المساحة والوقت المقرر لقراءة التقارير والاعتماد على هذه الذاكرة التى يقول عبدالفتاح انها كانت جيدة جدا حتى عام 2005 وكانت ثرية بالفعل بالنظر إلى أنها تراكمية منذ توليه منصب نائب رئيس الجمهورية فى 1975. لكن الاعتماد على هذا الذاكرة، فى رأى البعض، أدى إلى امرين كارثيين، خاصة فيما يتعلق بالشأن الداخلى، أولهما هو تبنى تصورات مسبقة «لأنه أصبح فاهم انه عارف كل حاجة وأنه مش عايز حد يشرح له حاجة» وهذا فى ذاته بحسب العرابى جعل الكثيرين حتى من المخلصين والمقدرين له يحجمون عن تقديم النصح فى أحوال كان النصح يبدو فيها واجبا والأمر الثانى انه جعل مبارك نفسه يتصرف كمن يحتاج سكرتارية موثوقة فقط وهو ما فتح الباب أمام الدور الذى لعبه جمال مبارك والذى كان له مكتب مواز لمكتب مبارك فى سكرتارية الرئاسة، كان العديد من الوزراء فى السنوات الأخيرة يتسابقون على أن يحصلوا على حظوة التخاطب معه فأصبح «مؤثرا بصورة غير مباشرة وربما لا يراها مبارك نفسه على القرارات ودى كانت مساحة للعب أذت الرجل تماما»، حسب قول احد العارفين.
مبارك نفسه لم يكن خائنا لمصالح الوطن أبدا، كما يصر كل من تحدثوا مع «الشروق» سواء بالتقدير أو الغضب عن حكم مبارك، ولكنه فقد الرؤية لمحدودية الصلاحيات المفترضة لرئيس الجمهورية وتصور أنه المخلص لمصر فغابت عن عينه حقائق كانت بادية لكثيرين من تداعى الأحوال المجتمعية وفقدان الثقة فى منظومة الرئاسة بل وفى النظام بكامله وانفضاح أغراض الإعلام للقاصى والدانى وتسرطن دور الأمن فى كل اجهزة الدولة لدرجة تقول معها وزيرة سابقة أن رجال الأمن فى عهد مبارك كانوا يسعون لتجنيد خادمتها ومصفف شعرها للحصول على معلومات خاصة حول اسرتها. «كان شيئا فظيعا وبغيضا ووضيعا أن يصبح الأمن على هذه الصورة المزرية»، تقول.
ويعترف عبدالفتاح أن مبارك كان عليه أن يهتم أكثر بأن يشرح للناس بعض القرارات «مثل قرار بيع الغاز لإسرائيل الذى اتخذه مبارك لأن قطر كانت تعرض على إسرائيل بيع الغاز بسعر أقل ولأن مبارك أراد أن تكون إسرائيل معتمدة على مصر فى شىء يخص أمنها القومى وهو موضوع الطاقة»، دون أن ينفى عبدالفتاح أن التفاصيل الإجرائية ربما كانت تحتاج لمزيد من النظر.
ويقول العرابى إن مبارك كانت لديه فرص كثيرة واقتراحات جيدة كان يمكن على أساسها أن يتخذ قرارات تتوافق مع مطالب الرأى العام سواء فيما يتعلق بالملفات الداخلية أو الخارجية ولكنه لم يقم بذلك لأنه كان يظن فعلا أن التحركات الكبيرة لم تكن فى صالح الوطن ولأنه كان يظن أنه يعرف كل ما فى صالح الوطن، وهى الصفة التى يقول بعض من تحدثوا ل«الشروق» أنها لم تكن حاضرة على الإطلاق فى توصيف مبارك لنفسه عندما بدأ فى تولى الحكم ولكنها زحفت على نفسه بصورة تصاعدية حتى أنه كان يظن أن كل من يختلف معه يسعى للإطاحة به أو التقليل من أهمية ما يقوم به فكان يبادر بعزله ويفتح الباب للتشهير به وإيذاء صورته.
وبحسب قول أحد من عملوا مع حبيب العادلى آخر وزراء داخلية مبارك ولمدة 17 عاما فإن هذه الصفة على وجه التحديد هى الأمر الذى استغله العادلى لممارسة قمع وحشى، نبه البعض مبارك إلى حدوثه فلم يهتم لأن العادلى كان يقول له إن ذلك لمصلحة الاستقرار ولاغلاق الباب أمام التدخلات الخارجية. مبارك شخصية جادة ودءوبة على العمل ولكنها تفتقر للخيال وتخشى السقوط وتتذكر دوما أسباب نكسة 1967 ومقتل السادات، وانتهى به الأمر إلى حال أسوأ بكثير من جمال عبدالناصر فى 1967 الذى هزم عسكريا فطالبه شعبه بالبقاء، وحال السادات فى 1981 الذى انتصر عسكريا فقتله بعض جنوده، حسبما يقول ضابط متقاعد عرف مبارك. مبارك كان ضابط يسمع وينفذ وكان دائما عنده تصور أنه لازم يمشى فى خط ثابت، هكذا يقول الضابط المتقاعد، والدنيا فى مصر كانت بتتغير وهو مصر انه يمشى فى نفس الخط مهما كانت النتائج، هكذا يقول معاونوه، فكانت النتيجة أن سقط مبارك.
الشروق
في ذكرى رحيل المخلوع.. 5 «لقطات» تشهد سقوط مبارك من القمة إلى الهاوية
في ذكرى لرحيل أول فرعون مصري في العهد الحديث ترصد "الدستور الأصلي" 5 لقطات تشهد على سقوط الطاغية من أعلى عرش مصر بعد أن ظل قابعا فوقه 30 عاما حتى وصوله إلى مجرد مواطن يقف خلف أسوار زنزانة بعد ثورة شعب اسقطته في غياهب السجون فى 18 يوم فقط.
تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية ،باستفتاء شعبي بعد ترشيح مجلس الشعب له عندما كان صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب في ذلك الوقت الرئيس المؤقت لمصر بعد اغتيال السادات وتقلد الحكم في مصر رئيسًا للجمهورية وقائدًا أعلى للقوات المسلحة المصرية ورئيسًا للحزب الوطني الديمقراطي في 6 أكتوبر 1981 .
حسب تصنيف مجلة باردي الأمريكية يعتبر حسني مبارك الديكتاتور رقم 20 الأسوء على مستوى العالم لعام 2009 بينما حل في المركز السابع عشر في عام 2008 لنفس القائمة بالرغم من أنة حاول التقرب الى الشعب المصري خاصة طبقة الفلاحين والعمال خاصة فى بداية حكمة لمصر وفي نظر البعض تعتبر تلك العشر سنوات الاولى من حكمة من أفضل السنوات التى عاشتها مصر بالمقارنة بالسنوات التالية لحكمة
حسب تصنيف فورين بوليسي الأمريكية يحتل الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك المركز الخامس عشر في قائمتها بـ (أسوء السيئين) لعام 2010 حيث تعتبره فورين بوليسي "حاكم مطلق مستبد يعاني داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر في منصبه، ومبارك يشك حتى في ظله وهو يحكم البلاد منذ 30 عاما بقانون الطوارئ لاخماد أى نشاط للمعارضة
وبالرغم من انة كان يمتلك كافة خيوط الاعلام والمؤسسات والاحزاب كانت لة قدرة فائقة من خلال مساعية على أخماد اى تصور لسياستة السيئة في إدارة البلاد ..كام حقا ممسكا بزمام الأمور، فقد ظل ظل قانون الطواري مطبقا منذ توليتة الى أخر يوما بحكمة.
وفي عصره تزايد عدد الفقراء حيث أشار تقرير نشر في فبراير 2008 أن "11 مليون مواطن يعيشون في 961 منطقة عشوائية"، وتفاقمت الأزمة الاقتصادية على إثر بعض السياسات الاقتصادية ،ويتحكم 2% من المصريين في 40% من جملة الدخل القومي وقد أتخذت الأزمة الاقتصادية في عهده منعطفاً خطيرا بعد عام1998 ، إذ زاد معدلات التضخم بصورة ضخمة في هذا العام وتضاعفت الأسعار بسبب قرار اتخذه رئيس الوزراء وقتها عاطف عبيد بتحرير سعر الدولار ...وانطلقت في الأعوام من 2005 و2011 بشكل خاص مظاهرات، كانت حاشدة عام 2011 بالخصوص مطالبة بتنحي مبارك وإسقاط نظامه.
في 25 يناير 2011 بدأت موجة من التظاهرات بلغت أوجها في يوم الثلاثاء 1 فبراير حيث قُدّر عدد المشاركين فيها بثمانية ملايين شخص في أنحاء مصر، وواجه النظام المصري هذه التظاهرات بعنف أدى إلى مصرع المئات، خاصّة في مدينة السويس، تطورت التظاهرات إلى أن تم سحب قوات الشرطة والأمن المركزي من الشوارع المصرية، في اليوم الرابع (الجمعة28/يناير) تم إنزال قوات الجيش إلى داخل المدن وأعلنت قيادة الجيش أنها لن تتعرض للمتظاهرين، ألقى مبارك خطبتين خلال الأحداث، أعلن في الأولى عن مجموعة من القرارات وصفها بإصلاحات، وقال في الثانية أنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية جديدة في الانتخابات التالية، مؤكدا على أنه لن يتنحى، بدأت بعدها مباشرة مظاهرات تهتف بشعارات مؤيدة لمبارك وإشتبكت مع المعتصمين المطالبين بإسقاط حكم مبارك في عدّة مناطق أهمها ميدان التحرير في وسط القاهرة في غياب لتدخل الجيش.
في 10 فبراير 2011 تم تفويض نائبه عمر سليمان في بيان ألقاه للشعب لكنة لم يلق أي استحسان وعلى إثره اشتدت التظاهرات ونزل الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيله، وبعد مماطلة لثمانية عشر يوماً تنحى الرئيس في يوم 11 فبراير 2011، وسلم الحكم للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية. تدفق الملايين حينها إلى شوارع القاهرة وبقية المدن العربية احتفالاً برحيله، خاصةً في ميدان التحرير.
وطالب الشعب برفع أسم مبارك من كافة المنشاءت العامة والمدارس والجامعات نظرا لما سببة من قتل وفساد عاشت بها مصر من سنوات كثيرة ظل فيها مستعبدا الشعب المصري حتى أن أسمة لم يسلم من أى منشأة عامة ... فأعترض الكثير على بقاءة حتى أسما بين منشاءت مصرية وهو قاتل لثوار مصر الشرفاء..وبالفعل كان مترو الأنفاق من أولى الاماكن التى رفع أسم مبارك من عليها مرورا بكافة المنشاءت الأخرى .
محاكمة القرن كما أسماها كافة الصحب المصرية والعربية والعالمية حيث تقدم الرئيس المخلوع للمحاكمة القضائية بقرار من النائب العام المصري بحبس الرئيس السابق حسني مبارك خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق معه في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ واصدار أوامر بقتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير....بدأ محاكمة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك علنيا وبحضوره على سرير طبي متحرك مع نجليه جمال مبارك وعلاء مبارك وكذا وزير داخليته حبيب العادلي وآخرون، وقد وجهت إليه تهم بالقتل العمد والفساد، وقد أنكر جميع التهم الموجهه إليه وكذلك نجلاه.
الدستور
أسرار الفيلا الغامضة التى "أبكت" سوزان يوم التنحي
كشف الإعلامى عبد اللطيف المناوى -رئيس قطاع الاخبار بالتلفزيون السابق – مؤخرا عن الكواليس التى دارت فى قصر الرئاسة يوم 11 فبراير يوم التنحى، عبر صفحات كتابه ''الأيام الأخيرة لنظام مبارك 18 يوم''.
وقال المناوى: '' فى منتصف يوم 11 فبراير ، عندما كان الشعب منهمكا فى صلاة الجمعة ، استقل الرئيس طائرة هليوكوبتر من القصر الرئاسى الى مطار النزهة ، ومن هناك استقل طائرة رئاسية الى مقر اقامته فى شرم الشيخ''.
وأوضح المناوى إن الرئيس كان يعتقد انه لم يرتكب أى خطأ ، وانه فقط يريد العيش فى هذا البلد، وانه اختار شرم الشيخ ليكون المكان الذى سيقضى فيه ما تبقى من حياته.
ونقل عبر صفحات كتابه ''الأيام الأخيرة لنظام مبارك 18 يوم'' قلق المجلس العسكرى من بقاء الرئيس السابق مبارك داخل البلاد؛ حيث انه قد يتسبب فى حدوث بعض المشاكل.
ورصد رئيس قطاع الأخبار السابق، تفاصيل الحوار الذى دار بين مبارك والمشير حسين طنطاوى فور وصوله الى شرم الشيخ حيث قال خلالها '' حسين (يقصد المشير حسين طنطاوي) قررت ان افوض المسئولية الكاملة لك والجيش .. انت صاحب السلطة الان''.
وقال '' بعد ساعة تقريبا وصل اللواء اسماعيل عتمان المتحدث باسم الجيش الى مكتبى معه شريط كاميرا رقمية مسجل عليه قرار تنحى مبارك والذى القاه نائبة عمرو سليمان قائلا '' سانتظر هنا بالشريط حتى تصلنى اوامر باذاعته، مازالوا فى انتظار مغادرة جمال وعلاء واسرتيهما''.
واوضح '' انتظرنا ولم يستغرق الوقت طويلا حتى تلقى نبا وصول جمال وعلاء الى المطار وانهم فى انتظار والداتهما سوزان مبارك ، ويبدوا ان العائلة قد ركبت الطائرة حتى بدات حركة المراوح ثم فجاءة توقفوا وخرجت سوزان مهرولة الى المجمع الرئاسى حيث توجد الفيلا ''.
وأضاف '' سوزان كانت لاتزال فى الفيلا والتى كانت ضمن المجمع الرئاسى التى كان الغموض يكتنفها ، فلم يكن باستطاعة اى شخص دخولها، سوى عائلة مبارك واصدقائهم المقربين فقط''.
وتابع المناوى '' رفضت سوزان مغادرة الفيلا لاكثر من ثلاث ساعات فقد انهارت من اثر الحزن الشديد على فقدانها للحياة الى اعتادت عليهاوهو ما فاق قدرتها على التحمل اذ تم العثور عليها منهارة على الارض تبكى وتعجز على السيطرة على نفسها او الوقوف على قدميها''.
وقال '' قام الحراس بمساعدتها على الوقوف، وقد بللت دموعها اكتافهم وهى تلتقط مقتنياتها القريبة الى قلبها وكانت تردد مرارا وتكرارا بدون توقف :''.. كان لديهم سبب..''.
وعندما تمالكت اعصابها خاطبت الحرس قائلة '' هل تعتقدون انهم قادرون على الوصول الى هنا'' من فضلكم لا تسمحوا لهم بالوصول الى هنا ، لو سمحتم لا تسمحو لهم بتدميرها .. لو سمحتم احموها''.
بعد ثلاث ساعات تمكن الحرس من التعامل معاها وتهدئتها ، حيث مسحت دموعها وتوجهت الى الباب بعد ان القت نظرة اخيرة على الفيلا وركبت السيارة متوجهة الى المطار لتلحق بجمال وعلاء والسفر الى شرم الشيخ حيث يوجد الرئيس السابق مبارك''.
البشاير
الساعات الأخيرة لتنحى "مبارك"..
ننشر أخبار الساعات الأخيرة لتنحى "مبارك".. "اليوم السابع" انفرد بنشر خبر مغادرة "المخلوع" السلطة قبل ساعات من بثه عبر التليفزيون وتدخل نجله لتعديله.. و"سليمان" ينهى الموقف بنقل السلطة لـ"العسكرى"
تعيد "اليوم السابع" نشر عدد من الأخبار التى ارتبطت بالساعات الأخيرة للرئيس المخلوع حسنى مبارك قبل أن ينقل صلاحياته للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.وكان "اليوم السابع" انفرد بنشر الخبر الخاص بتنحى الرئيس السابق وبالتحديد يوم الخميس 10 فبراير 2011، قبل ساعات من نقل مبارك صلاحياته للمجلس العسكرى، حيث كانت مصادر مطلعة بالتليفزيون المصرى كشفت لـ"اليوم السابع" أن مبارك بدأ فى تسجيل خطابه الخاص برحيله نهائياً عن منصب رئيس الجمهورية، قبل أن يتدخل جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع، ويقوم بتعديل الشريط الخاص بالتنحى.
وعقب نشر "اليوم السابع"، لخبر مغادرة مبارك للسلطة، خرج الفريق أحمد شفيق، رئيس مجلس الوزراء، فى تلك الأثناء، قائلاً:"إن كل شىء فى يد الرئيس حسنى مبارك ولم يتم اتخاذ أى قرار حتى الآن"، موضحاً فى يوم 10 فبراير قبل ساعات من رحيل مبارك نهائياً عن السلطة، أن كل ما يدرس فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة يخطر به القائد الأعلى للقوات المسلحة.
مرت ساعتان، على خطاب مبارك الأخير الذى أعقبه فى اليوم التالى خطاب عمر سليمان، حتى كشف مسئول أمريكى رفيع المستوى، أن حسنى مبارك وافق على تسليم سلطاته لنائبه عمر سليمان، وأبلغ ليون بانيتا مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، وفقا لـ"CNN" الكونجرس الأمريكى بأن هناك احتمالا كبيرا وقويا بأن يتنحى مبارك اليوم، الخميس، وذلك قبل التظاهرة الضخمة التى دعت إليها مختلف القوى غدا، الجمعة، وأسمتها بـ"مظاهرة التصعيد".
واستمرت ردود الأفعال يوم الخميس 10 فبراير 2011، على خطاب مبارك الهزيل فى تلك الأثناء، حيث توقع عدد من الخبراء الدستوريين تشكيل مجلس رئاسى عسكرى فى حالة تنحى الرئيس مبارك، وتوقع خبراء فى القانون الدستورى عدة سيناريوهات محتملة فى حالة تسليم الجيش الأمور حال تنحى رئيس الجمهورية.
وأشار الخبراء إلى أن هناك احتمالات بعودة الأحكام العرفية العسكرية أو تشكيل مجلس رئاسى عسكرى.
وحول السيناريوهات التى كانت متوقعة، قالت فوزية عبد الستار، رئيسة اللجنة التشريعية بمجلس الشعب سابقا، بأن تنحى، يعتبر مثل الاستقالة، وينص الدستور بأن يتولى رئيس مجلس الشعب، أو رئيس المحكمة الدستورية العليا، أو يشكل الجيش مجلساً رئاسيا، أو يعين من يشاء.
فيما أكد الدكتور حسن أبو طالب، الخبير الاستراتيجى بمركز دراسات الأهرام "أن السيناريو الأقرب الآن بعد الإعلان عن الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة هو أن يتنحى، ويسلم السلطة للجيش عبر مجلس عسكرى انتقالى لإدارة شئون البلاد، وفى هذه الحالة سيفرض الجيش الأحكام العرفية العسكرية والتى تعد الأخطر وتقتضى هذه الأحكام إلغاء الدستور الحالى وحل مجلسى الشعب والشورى، وأن تظل البلاد تحت الحكم العسكرى لفترة انتقالية تجرى فيها انتخابات مجلسى الشعب والشورى والعمل على إصدار دستور جديد، مشددا على أنه ليس فقط مجرد حظر التجوال أو نزول الجيش دون فاعلية كما هو الآن.
أما السيناريو الثانى، وفقا لـ"أبو طالب" فهو تفويض نائبه عمر سليمان لكل صلاحيات الرئاسة وإعلان قرار جمهورى بتعديلات دستورية فى مواد انتخاب رئيس الجمهورية تسمح بالانتخاب الحر المباشر بعيداً عن قيود المادة 76 وتعديل المادة 77 بتحديد مدة الرئاسة.
وأشار أبو طالب إلى أنه "وفقاً للبيان الأول للمجلس الأعلى للقوات المسلحة فإن السيناريو الأول هو الأقرب للتنفيذ من خلال ما أكده البيان"، وبذلك "يعتبر فى كل الأحوال أوفى بوعوده للشعب ومن ثم يسلم السلطة لنائبه أو للجيش".
فى تلك الأثناء، توافد الآلاف على ميدان التحرير بعد الإعلان أن، مبارك سيلقى كلمة اليوم، الخميس، من مقر الرئاسة، وتمنى المتظاهرون أن يعلن مبارك خلال هذا البيان عن تنحيه عن منصبه، وسيطرت حالة من الترقب على المتواجدين بالميدان وشوارعه الجانبية انتظارا لخطاب مبارك وما سيسفر عنه، كما يسود الحذر بين المتواجدين، وفى السياق نفسه أدى توافد الآلاف على الميدان إلى اصطفافهم على هيئة طوابير طويلة فى كل مداخل ميدان التحرير.
وأعلن مبارك تفويض اللواء عمر سليمان بكافة سلطات واختصاصات رئيس الجمهورية وفق الدستور، مؤكداً تعديل 5 مواد فى الدستور هى المواد 77 و88 و93 و179 و189 وإلغاء المادة 179، رافضاً التدخل الأجنبى فى شئون البلاد، معتذرا للضحايا وشهداء ثورة الغضب، ومحاسبة المسئولين عن العنف الذى وقع فيها.
كما قال الرئيس مبارك خلال خطابه والذى ألقاه مساء اليوم إننى على اقتناع تام بصدق نوايا الشباب المتظاهرين فى ميدان التحرير، لافتا إلى إلغاء قانون الطوارئ مع عودة الهدوء إلى البلاد، مؤكدا عدم الترشح لفترة ولاية سادسة لرئاسة الجمهورية.
واستقبل المتظاهرون بميدان التحرير والشوارع المؤدية له خطاب مبارك برفض قاطع وهتافات احتجاجية، وطالبوه بالتنحى فورا، واعتبروا أن الخطاب لم يكن مرضياً لهم على الإطلاق، ووصفوه بأنه أقل من مستوى طموحاتهم، وهتف الآلاف "على القصر رايحين شهداء بالملايين"، فى إشارة إلى أن المظاهرات المقررة غداً الجمعة قد تمتد إلى قصر الرئيس بمنطقة مصر الجديدة رغم الإجراءات الأمنية المشددة هناك.
فى الوقت نفسه خرجت مسيرة غاضبة من نقابة الصحفيين بشارع عبد الخالق ثروت فى اتجاه ميدان التحرير للتعبير عن رفض خطاب الرئيس، والتأكيد على عدة مطالب أساسية، أولها تنحى الرئيس الآن.
فيما استقبل المتظاهرون بالإسكندرية خطاب مبارك بالغضب، وهتفوا مطالبين برحيله فورا، وتعالت الأصوات نحو تدخل الجيش لوضع حل نهائى وشكل المرحلة الانتقالية القادمة.
وأعرب المتظاهرون بالإسكندرية عن رفضهم للنائب عمر سليمان، خاصة بعد تصريحاته الأخيرة بأن الشعب المصرى غير مستعد للديمقراطية، بالرغم من أنه نفى تلك التصريحات، مؤكداً أن تصريحاته قد فسرت على النحو الخاطئ.
وبعدها، أصدرت منظمة "هيومن رايتس فرست" الأمريكية بياناً عقب خطاب مبارك، الذى أعلن فيه الرئيس نقل مهامه كرئيس للبلاد إلى عمر سليمان، ذكرت فيه: "بيان الرئيس حسنى مبارك مساء اليوم لم يخدم التحول الديمقراطى فى مصر لكنه سيزيد الأزمة".
وقالت المنظمة فى بيانها قبل ساعات من خطاب عمر سليمان، "إن هذا الإعلان يزيد من احتمال حدوث مواجهة مفتوحة بين المتظاهرين والقوات العسكرية، وهى حالة من شأنها أن تمثل سيناريو الحالة الأسوأ فى الشوارع فى مصر"، مطالبة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأن تستخدم كل ما لديها صلاحيات الإقناع لتشجيع قادة مصر وخاصة فى "المؤسسة العسكرية" للاستجابة لمطالب الشعب المصرى مع تشكيل سلطة انتقالية شاملة.
وتوالت ردود الأفعال فى اليوم الأخير لمبارك فى السلطة، حيث رفضت القوى السياسية الخطاب الذى ألقاه الرئيس مبارك مساء يوم الخميس، الذى سبق جمعة التنحى، والذى فوض من خلاله اللواء عمر سليمان بما يفوضه له الدستور بإسناد مهام رئيس الجمهورية له، معتبرين أن مطالب الثوار هى رحيل الرئيس مبارك، وأن هذا الخطاب سيصعد الوضع الراهن فى مصر إلى الأسوأ ولن يحل الأزمة، مطالبين المؤسسة العسكرية بسرعة التدخل لحقن الدماء، وأكدت قيادات بحزبى الوفد والتجمع، أن خطاب مبارك لم يأت بجديد، وحذرت من ردود فعل سليبة التى يثيرها الخطاب فى الشارع المصرى.
وخرج الرئيس الأمريكى أوباما مساء أمس الخميس 10 فبراير 2011، ليعلن أن عملية نقل الصلاحيات التى أعلن عنها الرئيس حسنى مبارك "ليس كافيا"، ودعا أوباما، القاهرة، لرسم طريق واضح "لا لبس فيه" نحو الديمقراطية، مطالباً الحكومة بعدم اللجوء إلى "القمع والوحشية" ضد المتظاهرين.
ثم أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة بيانه الثانى، أكد فيه ضمانة تنفيذ الإجراءات التى قدمها الرئيس مبارك فى خطابه مساء الخميس 10 فبراير 2011، كان نصه: "نظراً للتطورات المتلاحقة للأحداث الجارية والتى يتحدد فيها مصير البلاد وما تقرر أمس من تفويض الرئيس مبارك لنائبه السيد عمر سليمان من اختصاصات، وإيماناً من مسئوليتنا، تضمن القوات المسلحة تنفيذ التالى"، إنهاء حالة الطوارئ فور انتهاء الظروف الحالية، والفصل فى الطعون الانتخابية وما يلى بشأنها من إجراءات، إجراء الانتخابات التشريعية، والالتزام بالتعديلات التشريعية اللازمة وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وفق التعديلات الدستورية.
بعدها، توجه آلاف المتظاهرين نحو التحرير والقصر الجمهورى للمطالبة برحيل مبارك بعد صلاة الجمعة، واختفت مظاهرات التأييد من الميادين وظهر "أبو تريكة" لأول مرة فى ميدان التحرير وأئمة المساجد يطالبون بالحفاظ على مصر، ليخرج اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية، ليؤكد فى بيان يوم الجمعة 11 فبراير 2011، أن الرئيس مبارك قرر تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتفويض المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد.
وعقب خطاب عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية الذى كُتبت فيه بداية النهاية لمبارك كرئيس لمصر يوم 11 فبراير 2011، حيث أعلن سليمان تخلى الرئيس مبارك عن منصبه كرئيس للبلاد، بعد أقل من 24 ساعة فقط من تفويضه للقيام بمهامه كرئيس مفوض، خر العديد من المتظاهرين المرابطين بميدان التحرير ساجدين لله، بعدما استطاعوا خلع رئيس جثم على قلوبهم أكثر من 30 عاماً، كانت سنوات عجافا على المواطنين المصريين.
10/02/2012
أسباب انهيار نظام مبارك في 11 فبراير
سقوط النظام يوم 11 فبراير من العام الماضي بعد ثورة استمرت 18 يوما بعد فترة حكم دامت أكثر من 30 عاما أمر يثير العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام عن عوامل السقوط السريعة وانهيار النظام الذي حكم البلاد بالحديد والنار ل30 عاما.
سقط الفرعون وأعوانه الذين زينوا له الفجور والظلم، سقطت «شلة» جمال مبارك وأمه الذين خططوا لعملية التوريث وكأن مصر عزبة من عزب الهانم أو بقرة يرغبون في مواصلة حلبها واستنزافها.
سقط الزعيم الملهم الذي تنتهي إليه مقاليد الأمور، سقط الطاغية وحاشيته الذين ظلوا يحكمون الناس طيلة 30 عاما بإرادتهم هم ويحاكمونهم بهواهم، سقطوا من تخيلوا أنهم لا يخضعون للمساءلة أو المحاسبة وظنوا أن الشعب موجود لمرضاتهم.
الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أوضح أن النظام كان آيلا للسقوط منذ زمن طويل وأن سقوطه يوم11 فبراير من العام الماضي جاء متأخرا.
وأضاف السعيد أن غياب الحرية والديمقراطية وافتقاد العدل الاجتماعي وشعور المصريين بالظلم وعدم قدرة النظام علي حل المشكلات كان السبب في ثورة الشعب ضدنظامه الذي عجز عن تلبية مطالبه.
وحذر السعيد من ثورة أخري إذا استمر الوضع علي ما هو عليه، مشيرا الي أن الشعب لم يشعر بأن شيئا قد تغير وأن الثورة لم تحقق له مطالبه التي ثار من أجلها، وتساءل السعيد: إذا كان الشعب قد أطاح بالنظام السابق لعدم تحقيق العدالة الاجتماعية فما المانع أن يثور مرة أخري لتحقيق مطالبه خاصة مع شعوره أن ثورته لم تصل الي الكثير من قطاعات الدولة وأن أهدافه لم تتحقق.
اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ونائب مدير أمن الدولة الأسبق أرجع استمرار النظام السابق في الحكم لمدة 30 عاما الي السياسة القمعية التي كان يتبعها النظام السابق ضد أي حركة وطنية.
وأشار علام الي أن القبضة الحديدية استطاعت أن تتصدي لأي محاولات للخروج علي النظام طيلة 30 عاما.
وأشار علام الي أن سرعة انهيار النظاموسقوطه ثمة من ثمات الأنظمة الديكتاتورية التي سرعان ما تنهار اذاتعرضت لأزمة كبيرة مثلما حدث يوم 25 يناير من العام الماضي. وأوضح علام أن حاجز الخوف الذي سيطر علي الشعب طيلة 30 عاما انهار بفضل شباب 25 يناير الذين كسروا هذا الحاجز النفسي ولم يبالوا بأي محاولة أو قهرهم وتصدوا بصدورهم وضحوا بأرواحهم في مواجهة أذهلت الأجهزة التي كانت قد اعتادت علي أساليب معينة لتخويف الناس، لكنهم فوجئوا بشباب واع عازم علي قهر الصعاب مصمم علي استكمال مسيرته فانهار النظام.
وأرجع علام أن مجموعة المتسلقين الذين التفوا حول الرئيس أفسدوا الحياة السياسية وأن السياسات كانت تقوم علي التسكين وخدمة أهدافهم والعمل لمصلحتهم وليس لمصلحة الشعب.
وأشار الي أن السياسة الاقتصادية كان هدفها حلولا وقتية لتسكين المشاكل دون مراعاة للمستقبل، كما أن غياب المشروعات الإنتاجية التي تستوعب الأيدي العاملة لحل مشكلة البطالة، وعدم وجود خدمات سياحية ترقي بالعمل السياحي لزيادة الدخل القومي وحل مشكلة البطالة فكل هذه الأسباب قد تراكمت خلال فترة الحكم التي استمرت ل30 عاما وأصبحت تفوق قدرة الشعب علي تحملها واستمرارهذه السياسات الأمرالذي أدي الي ثورة الشعب وانهيار النظام.
المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق الذي وصف مبارك بالغباء وقال: مبارك عديم الرؤية وفي بداية حكمه مشي علي «التراك» الذي رسمه أنور السادات وبعدها فقد البوصلة، وأرجع الكفراوي الي أن سيطرة العائلة علي مبارك والفكر الجديد وجيل المستقبل أضاع مبارك وأضاع البلد بأكملها.
وعن عوامل الانهيار أرجعها الكفراوي الي انها جاءت بسبب العبث بكثير من الملفات أهمها خمسة ملفات وهي ملف تجارة السلاح والتجارة في ديون مصر القديمة والحديثة، تجارة الغاز والبترول، ملف الخصخصة وأخيرا ملف الأراضي وتوزيعها علي الحاشية والسماسرة والمقربين والعملاء.
وقال الكفراوي: مبارك وحاشيته تركوا البلد وتفرغوا لمكاسبهم وثرائهم علي حساب الشعب فمنهم من تفرغ لتجارة السلاح ومنهم من تخصص في التجارة في ديون مصر أمثال جمال مبارك ومنهم من اتجه الي بيع ثروات مصر كالغاز والبترول وبيع الشركات بأبخس الأثمان، وأخري تخصصت في نهب أراضي الدولة.
وتساءل الكفراوي: هل هذه المجموعة جديرة بأن تحكم شعب مصر الذي أهملته وأهانته هذه الشلة طيلة 30 عاما، كل هذه الأسباب كانت سببا في انهيار هذا النظام حسبما أشار وزير الإسكان الأسبق الذي أضاف أن الشعب قد ثار وأعلن رفضه لكل هذه السياسات ولاستمرار هذه الشلة في إدارة أمور البلاد.
كما أن انتخابات مجلس عز في 2010 وما حدث فيه من تزوير وتزييف لإرادة الأمة وما قاله الرئيس حينما أخبروه أن هناك مجموعة ممن أطاحوا بهم في الانتخابات قد شكلوا فيما بينهم برلمانا موازيا فقال: «خليهم يتسلوا» فكان الفجر بعينه وعدم الاهتمام بهذا الشعب والتغاضي عن حالة الغليان التي يعيشها فكانت الثورة وانهيار النظام.
ممدوح الولي نقيب الصحفيين أوضح أن استكانة الشعب المصري طيلة 30 عاما جعلت النظام يتمرد، ورغم أن الفقر والبطالة وتردي الأوضاع تؤدي الي الثورة والانتفاضة ضد هذه الأوضاع إلا أن السياسة القمعية للنظام السابق أسكتت الشعب وقهرته طيلة هذه المدة. وأن القوة القاهرة والباطشة وامتهان كرامة الشعب خاصة في الأقاليم البعيدة عن القاهرة وعن الأضواء حيث الظلم والاستبداد والقهر والتخويف جعلت الشعب في حالة صمت وتقبل لمثل هذه الأوضاع.
كماأرجع الولي صمت المجتمع الولي علي النظام السابق رغم جرائمه وتجاوزاته الي مصلحة المجتمع الدولي في استمرار هذا النظام لمايحقق لها من مكاسب خاصة علي النواحي الاقتصادية والزمنية.
وأوضح الولي أن النظام السابق كان يساهم في تحسين اقتصاديات هذه الدول عن طريق تصدير الغاز بأبخس الأسعار وزيادة حجم الواردات من هذه الدول سواء للمنتجات الزراعية أو الصناعية وعن سقوط النظام أشار نقيب الصحفيين الي أن التوحد وغياب المطالب الفردية كان سببا رئيسيا في سقوط النظام، فتوحد مطالب الشعب ورفع الشعار أن الجميع ايد واحدة وخروج أكثر من 15 مليونا من أبناء مصر في القاهرة والمحافظات كان شيئا مذهلا للنظام الذي أعلن استسلامه أمام إرادة الشعب.
وأكد الولي أن الهالة الإعلامية التي تجمعت حول النظام السابق كانت سببا في صنع جبروته وأن الناظر للأمور بدقة يجد أن النظام كان قد فقد السيطرة علي بيته وأسرته وحزبه وفقد سلطاته وغابت قدرته علي إدارة مثل هذه الأمور فكيف له أن يدير دولة بحجم مصر؟!
كسر عامل الخوف لدي الشعب خاصة الشباب شجع علي المواجهة وعجل من سقوط النظام.
إنهاك الأجهزة الشرطية بعد مواصلتها العمل دون استراحة طيلة أيام الثورة الثمانية عشر كانت سببا في انهيار النظام، وأشار الولي الي أن ما تم تسريبه من معلومات وما ذكره عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار فيما كتب عن إقالة المشير طنطاوي وأن النظام السابق قد قرر ذلك كان سببا في انهيار النظام ومحاصرته.
الدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أشارت الي أن التراكمات الماضية تكون عادة سببا في الثورات وهذا ما حدث في فرنسا وفي كل ثورات العالم، فإن تراكم الظلم والفساد والرشوة والمحسوبية تكون السبب في الثورات، وأوضحت أن كل هذه الأمور يتم تخزينها في العقول والضمائر، وتكون في انتظار اللحظة التي تنفجر فيها، وتخرج من الكتمان الي العلن.
وأضافت أن ما يميز الشعب المصري هو الصبر فالزوجة تتحمل زوجها والمعاملة الخشنة من أجل أبنائها والشعب يتحمل من أجل بلده ولكن إذا زادت الأمور علي الحد الذي يفوق قدرة الشعب علي التحمل وقتها يكون الانفجار والإعلان عن رغبته في الرفض.
الوفد
بعد عام من التنحي.. هل سقط النظام فعلاً؟
دعاء البادى
الموقف محتدم.. لا أحد يعرف تحديداً ما الذى تحمله الساعات المقبلة، مئات الالاف بميدان التحرير والآلاف يحاصرون مبنى الإذاعة والتليفزيون ومسيرات تستهدف قصر العروبة.
وقف تتحاشى عيناه عدسة الكاميرا وخلفه رجل أصبح فيما بعد مسار حوار المصريين أكثر من الخبر الذى حمله فى خطاب مقتضب، كثيرون لم يصدقوا ما أعلنه عمر سليمان نائب الرئيس.. الكل فى حالة ذهول هل حقاً فعلتها «القلة المندسة» - كما أطلق النظام على الثوار - وأسقطت مبارك.
الذهول ينحصر لتبدأ الاحتفالات والتطلعات لمستقبل أفضل يؤمنه المجلس العسكرى كما قرر لنفسه وارتضى المصريون بذلك.
الجميع ينتظرون ما حلموا به طوال ثلاثين عاماً من القهر وثمانية عشر يوماً من الأمل، لكنهم مع الوقت اكتشفوا أنهم فى انتظار اللاشىء.
بعد عام من اعلان تنحى الرئيس حسنى مبارك فى 11 فبراير، اكتشف شباب الثورة أن «هتاف الشعب يريد اسقاط النظام» تحتاجه حناجرهم لترديده مرة أخرى، حتى تحقق مطالبهم التى نادوا بها بميدان التحرير.
فما بين الإعلام الذى تحول من نفاق مبارك إلى تلميع المجلس العسكرى وتشويه ممنهج للثوار، واستمرار القيادة الفاسدة فى مواقعها، ثم محاولات مستميتة لإلصاق تهمة التمويل الأجنبى واشاعة الفوضى بشباب تصدروا شاشات الفضائيات باعتبارهم مشعلي الثورة، إلى جانب محاكمات لرموز النظام السابق وصفها كثير من المحللين والسياسيين بالهزلية، والانفلات الأمنى غير المبرر، بالاضافة إلى ارجاع المسئولين الحكوميين الهبوط الاقتصادى إلى الاعتصامات الضاغطة لتحقيق مطالب الثورة، كل ذلك جعل «الأغلبية الصامتة» تبدأ فى تخوين شباب الثورة لينتشر الدعاء الأبرز «الله يخرب بيت الثورة».
أحداث بلون الدم
خلال اثني عشر شهراً وقعت أحداث تؤكد نظرية أن النظام لم يسقط وأن أصابعه لا تزال تعبث بأرواح المصريين.
فاستمراراً للمنهج المألوف فى اشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وقعت أحداث فاقمت حدة الاحتقان الطائفى، وأولها كان فى 4 مارس وعرفت بأحداث كنيسة الشهيدين؛ بسبب علاقة عاطفية بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة بقرية صول بحلوان، مما دعا أهل الفتاة لقتل والدها وأحد أقاربه، وأثناء تشييع جنازة القتيلين توجهت عائلة الضحيتين إلى الكنيسة وقاموا بتحطيمها وإشعال النيران فيها.
الواقعة الثانية عرفت باسم أحداث أبو قرقاص فاندلعت اشتباكات طائفية بالمنيا فى شهر أبريل بمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا وأسفرت عن مقتل 3 مسلمين وإصابة العشرات من الجانبين.
وفى 14 مايو وقعت اشتباكات بين عدد من المسيحيين المعتصمين أمام مبنى ماسبيرو احتجاجا على العنف الطائفى وللمطالبة بإقرار قانون دور العبادة الموحد، وبين بلطجية، مما أسفر عن مصرع شخصين وإصابة العشرات من الأقباط.
ويأتى الحادث الأشهر بامبابة وهو ما عرف بأحداث كنيستى «مارمينا» و«السيدة العذراء» فى 7 يونيو، التى وقعت بعد انتشار شائعة احتجاز سيدة مسيحية داخل الكنيسة عقابا لها على إشهار إسلامها، وتصاعدت الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين إلى حرق كنيسة «السيدة العذراء»، و مصرع 12 شخصا من الجانبين.
وبعد أربعة أشهر من الهدوء الطائفى اندلعت فى 30 سبتمبر أعمال عنف بين مسلمين وأقباط بقرية الماريناب بمحافظة أسوان، بعد محاولة عدد من المسلمين هدم مبني قديم، كان المسيحيون قد شرعوا في تحويله إلى كنيسة.
وتعد أحداث ماسبيرو 9 أكتوبر هى الأبشع على الاطلاق فى مسار الحوادث الطائفية منذ اندلاع الثورة، وترجع وقائعها لاعلان مئات الاقباط تنظيم مسيرة احتجاجية على أحداث الماريناب تنتهى عند مبنى الاذاعة والتليفزيون «ماسبيرو» لكن فوجئ المتظاهرون بحسب روايتهم بهجوم من قوات الجيش المسئولة عن تأمين المبنى، إلا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن فى مؤتمر صحفى براءته من قتل أكثر من عشرين قبطيا وهو العدد الى أسفرت عنه الاشتباكات، مؤكدا وجود طرف ثالث فى موقع الحدث وهو ما قام بالاعتداء.
المرحلة الانتقامية
حوادث الدم بميدان التحرير عديدة منذ تنحى مبارك ، فكان فض اعتصام 9 مارس والكشف على عذرية 16 فتاة من قبل رجال الجيش، أول احتكاك عنيف للقوات المسلحة مع المتظاهرين، واستخدم الجنود الهراوات والعصا الكهربية ودارت مواجهات كر وفر بين المعتصمين المطالبين بالتطهير والجيش الراغب فى الاستقرار.
وفى 8 أبريل شارك عدد من ضباط القوات المسلحة فى جمعة التطهير وأعلنوا اعتصامهم بميدان التحرير، فما كان من الجيش سوى الهجوم على الميدان واعتقال الضباط بعد قتل شخصين ونقلت وسائل اعلامية أن عدد القتلى الحقيقى 7 أشخاص.
ثم أحداث البالون فى 28 يونيه، التى أسفرت عن إصابة العديد من أهالى الشهداء ومصابى الثورة، الذين ذهبوا لمسرح البالون بمنطقة العجوزة لحضور حفل تكريم وفوجئوا بهجوم بلطجية على المكان، ولم يتوقف الأمر عند ذلك حيث تضامن عدد من شباب الثورة مع المعتدى عليهم واندلعت اشتباكات بينهم وقوات الأمن المركزى بميدان التحرير.
ولقى شاب مصرعه خلال اشتباكات بين متظاهرين كانوا فى مسيرة متوجهة إلى وزارة الدفاع للتنديد بالحكم العسكرى، فيما عرف باحداث العباسية 23 يوليو.
وبعد أسبوع واحد من اشتباكات العباسية، قامت قوات من الجيش فى أول اغسطس «أول أيام شهر رمضان»، بالنزول ميدان التحرير لفض اعتصام أهالى الشهداء المطالبين بالقصاص لأبنائهم من رموز النظام السابق.
وفى 9 سبتمبر حاصر الآلاف المتظاهرين مبنى السفارة الاسرائيلية بالجيزة احتجاجاً على مقتل خمسة جنود مصريين على الحدود مع إسرائيل، وحطموا الجدار الذى بنته القوات المسلحة لحماية السفارة، ثم اقتحم عدد منهم مقر السفارة ولكن تطورت الأحداث لتشمل اشتباكات أمام مديرية أمن الجيزة وأسفرت عن مصرع 3 أشخاص واصابة 1049 مواطنا.
وفى صباح 19 نوفمبر هاجمت قوة من الشرطة العسكرية اعتصام أهالى الشهداء ومصابى الثورة، بميدان التحرير، مما أدى إلى تضامن الآلاف من شباب الثورة ونزولهم الميدان لتبدأ مواجهات ما عرف بأحداث شارع محمد محمود التى أسفرت عن مقتل 46 شخصاً واصابة المئات.
وبعد اعتصام دام لأكثر من أسبوعين أمام مبنى رئاسة الوزراء احتجاجا على تعيين الدكتور كمال الجنزورى رئيساً للوزراء، قامت قوات الجيش بفض الاعتصام بالقوة مما أسفر عن مقتل 17 شخصا واصابة المئات إلى جانب حرق المجمع العلمى الواقع بالقرب من مجلس الوزراء بشار قصر العينى.
وقبل يوم من ذكرى موقعة الجمل يوم «1» فبراير، سافر جمهور الألتراس الأهلاوى لتشجيع فريقه خلال مباراته مع النادى المصرى ببورسعيد، لتحاك ضده أبشع مؤامرة وتقع مذبحة أمام أعين رجال الأمن دون تحرك منهم لإنقاذ أكثر من 74 شهيدا ومئات المصابين.
الملفت أن جميع الأحداث السابقة لم تنته التحقيقات فيها لاتهام طرف بعينه لمحاكمته، فشكلت لجان لتقصى الحقائق وظل مصطلح الطرف الثالث هو المسيطر على مسرح الدم.
النظام سياسات وليس أفراداً
تقول الدكتور كريمة الحفناوى عضو الجمعية الوطنية للتغيير والقيادية بحركة كفاية: إن الثورة فى مفهومها العام تعنى التطهير والتغيير الشامل لنظام الدولة بجميع مؤسساته التشريعية والتنفيذية، مؤكدة أن النظام لا يمكن اختصاره فى شخصيات بعينها لكنه عبارة عن سياسات فاسدة ممنهجة.
وتبرهن عدم سقوط النظام رغم مرور عام كامل على الثورة، باستمرار نفس السياسات المباركية وأضافت: «المجلس العسكرى يعد امتدادا للنظام السابق لممارسته أساليب المخلوع فى التعامل مع ارادة الشعب»، لافتة إلى أن أكبر دليل على عدم اسقاط نظام مبارك هو الفشل فى اقامة محاكمات ثورية لرجال المخلوع بتهمة الخيانة العظمى وقتل الثوار.
وتؤكد استمرار الثورة لحين رحيل المجلس العسكرى وتحمل مجلس الشعب بصفته المؤسسة المنتخبة ذات الشرعية، مسئولية تشكيل حكومة ائتلافية تدير شئون البلاد خلال فترة وضع الدستور وانتخاب رئيس للجمهورية.
وأشارت إلى الدخول فى عصيان مدنى واعتصام مفتوح بميدان التحرير فى الذكرى الأولى لتنحى مبارك، مشددة على سلمية الموجة الثانية من الثورة.
ويرى الدكتور محمد الجوادى الباحث والمؤرخ السياسى، أن نظام مبارك قبل اندلاع الثورة لم يصدق احتمالية تكرار الثورة التونسية فى مصر، مدللا بسقوطه فى أيام قليلة رغم توغل فساده وقهره فى المجتمع.
ويؤكد اسقاط الثورة لروح النظام السابق فيما ظلت روحه تعبث على مدار عام بعد انتفاضة المصريين، موضحاً فشل محاولات الفتك بالثورة عبر اعادة انتاج المرحلة المباركية.
ويصف الجوادى إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية بالبطيئة، «العسكر يقودون سيارة الثورة بالفتيس الأول لذا فالتحول الديمقراطى يحدث ببطء» حسب قوله.
حكاية نظام استمر 30 سنة وسقط في 30 ثانية
30 ثانية هي عمر مدة إلقاء اللواء عمر سليمان نائب الرئيس السابق بيان تنحي مبارك عن حكم مصر ومن ثم انتهاء عصر بدأ في 14 أكتوبر عام 1981 وانتهي 11 فبراير 2011 تولي خلالها «مبارك» السلطة
بعد اغتيال الرئيس أنور السادات بصفته نائب الرئيس بعد ترشيح مجلس الشعب له برئاسة الدكتور صوفي أبو طالب رئيس المجلس في ذلك الوقت.
بدأت مصر عصراً جديداً مع ذلك التاريخ وعلق الشعب المصري آماله وطموحاته بتولي مبارك المنصب خاصة بعد الأجواء التي سبقت ذلك التاريخ ودوره في سلاح الطيران والضربة الجوية وحرب اكتوبر عام 1973 وتحقيق النصر لمصر علي إسرائيل وعودة قطعة غالية إلي حضن الوطن في سيناء وطابا.
وبعيداً عن حالة الضباب التي جاءت بحسني مبارك نائباً للرئيس السادات لكونه لم يكن متوقعاً في ظل ترشيح أسماء أخري للمنصب فإن دور مبارك في الضربة الجوية يحتاج إلي وضوح من البداية وهو أنه من غير المنطق ومالا يقبله عقل أن تختزل حرب أكتوبر في السلاح الجوي فقط وإغفال الأسلحة الأخري ،كذلك الحروب في البر والبحر وفترة الاستنزاف وهو ما حاول إعلام الرئيس المخلوع خداع الناس به علي مدار عقود.
وإذا افترضنا خطأ اختزال نصر أكتوبر في السلاح الجوي فلا يمكن أن نختزل السلاح الجوي بأكمله في ضربة جوية ،وإذا افترضنا خطأ مرة ثانية اختزال السلاح الجوي في الضربة الجوية فمن الغباء أن نختزلها في شخص حسني مبارك.
وحتي نخرج من هذه المعضلة الصعبة وافترضنا صحة كل ما سبق وبراعة الطيار حسني مبارك في ذلك، فعلينا أن نتذكر أن مبارك لم يكن صاحب قرار في هذه الحرب التي خطط لها السادات ومجموعة من القادة العظام مثل الفريق سعد الدين الشاذلي وغيره وإنما كان مبارك ينفذ التعليمات التي لو لم ينفذها لكان العقاب في انتظاره.
من هنا كانت بداية الأزمة في أن نعطي وطناً بأكمله مكافأة لشخص لمجرد أنه نفذ تعليمات وأدي دوره علي أكمل وجه دون أن نشكك في مهارته الحربية.
وبمجرد تولي مبارك للسلطة ترأس الحزب الوطني خلفاً للرئيس السادات لتبدأ مصر فترة من 1981 وحتي 2011 كانت كفيلة لهذا الوطن بالعبور إلي بر الأمان ووضع مصر علي مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات بدلاً من تأخرها وضياع 30 سنة من عمرها.
وشهد عصر مبارك 8 حكومات تم تشكيلها بدأت بحكومة فؤاد محيي الدين « 3 يناير 1982 - 5 يونيو 1984» وحكومة كمال حسن علي «5 يونيو 1984- 4 سبتمبر 1985» ثم حكومة علي لطفي «5 سبتمبر 1985- 9 نوفمبر 1986» وحكومة عاطف صدقي «11 نوفمبر 1986 - 2 يناير 1996» وكمال الجنزوري «4 يناير 1996 - 6 أكتوبر 1999».
وجاءت بعدها الحكومات الأسوأ في عصر مبارك بدأت بحكومة عاطف عبيد «10 أكتوبر 1999 - 9 يوليو 2004» ثم حكومة أحمد نظيف «يوليو 2004 - 29 يناير 2011» وانتهاء بحكومة أحمد شفيق «29 يناير 2011 - 3 مارس 2011» وهي آخر وأقصر مدة حكومة في عهده قبل تنحيه عن رئاسة الجمهورية في 11 فبراير 2011.
30 عاماً و8 حكومات لم يستطع من خلالهم الرئيس المخلوع أن يوفر حياة كريمة للمصريين فشل عبرها في تحقيق العدالة الاجتماعية وإرساء مبادئ العدل والمساواة والشفافية بل أصبح المواطن المصري يشعر بالغربة داخل وطنه بعد أن اغتصبت حقوقه وضاعت مقدرات وخيرات مصر بين اللصوص في الداخل وأعداء الوطن في الخارج.
انهيار التعليم.. وإهدار الثروات خاصة المعدنية والبترولية.. غياب المساواة..انتشار الفساد والرشوة والمحسوبية.. احتكار السلطة والثروة.. تزوير الانتخابات بوليسية الدولة.. قانون الطوارئ.. كلها ملفات لم يتحقق فيها أي تقدم طوال عصر الرئيس المخلوع.
كرس الرئيس المخلوع وحزبه الوطني جهوده لخدم رجال الأعمال الذين نصبهم واحدا تلو الآخر في الحقائب الوزارية وزرع بذور التوريث في غالبية مؤسسات الدولة فأصبح ابن المستشار وكيلاً للنيابة وابن اللواء ضابطاً في الشرطة وابن عميد الكلية معيداً في الجامعة وابن الموظف موظفاً تحت بند أبناء العاملين حتي يكون ابن الرئيس رئيساً دون مناقشة لكنه الحلم الذي تحول إلي كابوس أفزع حياة الأسرة الحاكمة وانتقل بها من قصر الرئاسة إلي زنازين طرة.
ازدادت نسبة البطالة في عهد حكومات الحزب الوطني ونظامه البائد وازداد معها معدلات العنوسة والقفز بمعدلات الجرائم إلي أرقام خيالية لا تقل عن أعداد سكان المقابر وأطفال الشوارع في الوقت الذي دافع فيه النظام عن الخونة وكان حارساً لرجال الأعمال الفاسدين الذين دمروا صحة المصريين وأغرقوا شبابهم في أمواج البحر لتكون جثثهم طعاماً شهياً للأسماك في قاع المحيطات.
وشعر المصريون خلال عهد مبارك ونظامه بأنهم غرباء علي أرض الوطن وتأكدوا أن النظام لم ولن يحترم إرادتهم سواء كان ذلك داخل الصندوق الانتخابي أو خارجه وحرم أبناء مصر من خيراتها في الوقت الذي يصدر فيه النظام الثروات للكيان الصهيوني بأسعار بخسة حتي يضمن البقاء والدعم والتأييد لملف التوريث علي حساب جثة الوطن.
ونظر نظام مبارك لمصر علي أنهم مجرد 40 شخصاً تجمعهم لجنة السياسات بمقر الحزب الوطني أو داخل البهو الفرعوني بمجلس الشعب لتفصيل القوانين علي مقاسه من خلال ترزيته ناسياً متناسياً أن هناك شعبا له إرادة قد يتحمل الصعاب ويصبر عليها ولكن طول صبره يتمدد فينفجر بقدر فترة الصمت وظلمها.
بدأ الشعب المصري ثورته مع قطار الربيع العربي وخرجت المظاهرات في 25 يناير 2011 تطالب بإسقاط النظام وإعلان الاعتصام داخل ميدان التحرير وجميع ميادين مصر حتي أجبر الرئيس المخلوع علي التنحي بعد 18 يوماً فقط من اشتعال مظاهرات الغضب.
وأثبت الشعب المصري خلال ال 18 يوماً أنه قادر علي فرض إرادته في أي وقت ومهما كانت الظروف ومهما بلغ السلطان جبروته ولعل هذه المدة القصيرة التي أسقط فيها الشعب نظاماً ظل في السلطة 30 عاماً أكدت للجميع أن مصر لم يكن بها نظام يحكم لأن النظام في حد ذاته مهما بلغ ضعفه من الصعب إسقاطه في 18 يوما ولكن ما حدث أوصل الرسالة التي أراد الشعب إرسالها للعالم وهي أن مصر كانت تحكمها عصابة وليس نظاما.
كواليس ما جرى فى ماسبيرو ليلة إذاعة البيان
أمجد مصباح
ستبقى ذكرى ليلة الخميس 10 فبراير 2011 ويوم الجمعة 11 فبراير 2011 عالقة فى أذهان المصريين ربما لعشرات السنين وبهما العديد من الفصول الدرامية والسيناريوهات التى تبدو خيالية فى بعض الأحيان بدأ يوم الخميس 10 فبراير بإعلان العصيان حتى رحيل الرئيس حسنى مبارك.
ملايين المصريين فى جميع المحافظات يطالبون بتنحى مبارك بإصرار شديد، وكانت اللحظة الفارقة فى الخامسة مساء عقد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير طنطاوى وفى غياب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى إشارة واضحة لتخلى المجلس بالكامل عن مبارك، ورفع عبداللطيف المناوى، رئيس قطاع الأخبار، لواء المغامرة، وقرر إذاعة الخبر دون علم مبارك وأنس الفقى، وأصابهم هذا الخبر بالصدمة، خاصة أنه أذيع على القنوات الرسمية للدولة، وبمجرد عرض هذا الاجتماع على الشاشة تناثرت الأخبار حول قرب إعلان قرار التنحى.
وأعلن الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء، أنه من المنتظر إعلان الرئيس قرار التنحى الليلة ثم عاد أنس الفقى، ليؤكد أن مبارك لن يتنحى، فى تلك الليلة، عقد مبارك اجتماعاً مطولاً مع عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، وأحمد شفيق، رئيس الوزراء، لبحث كيفية الخروج من الأزمة، وقرر بالفعل إلقاء خطاب التنحى مساء الخميس، ولكن تدخل جمال مبارك وأنس الفقى لإقناع مبارك بمنح اختصاصاته لعمر سليمان ويبقى أيضاً بالسلطة واقتنع مبارك، وأذيع الخطاب منتجاً فى الثانية عشرة والربع بعد منتصف الليل ليشتعل الموقف تماماً، وفى مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون كان الجميع محاصراً بآلاف المتظاهرين، الذين منعوا العاملين من الخروج أو الدخول وكادت تحدث مجاعة لو لم يتنح الرئيس، لأن جميع المأكولات نفدت تماماً من المبنى ظهر الجمعة، وابتهل الجميع إلى الله أن يتنحى مبارك، وقضى مبارك ليلته بقصر الرئاسة لآخر مرة، وكان مقرراً فى ذلك اليوم (10 فبراير) أن يكون خطاب الرئيس متضمناً نقاط تركز على استجابته لبعض المطالب وأن يقول فى خطابه: «لقد كانت لدى الشجاعة أن أحارب فى 1967، وكانت لدى الشجاعة أن أحارب فى 1973، وكانت لدى الشجاعة أن أتولى مسئولية إدارة البلاد فى 1981، واليوم لدى الشجاعة أن أقول إن المصريين يستحقون نظاماً آخر مختلفاً لذلك سأعطى كل صلاحياتى لنائبى وسأكتفى بأن أراقب أول انتقال سلمى للسلطة.
إلا أن أنس الفقى، وزير الإعلام، أخذ هذه النقاط فى ظهر (10 فبراير) وأعد خطاباً انتهى منه فى منتصف الليل، وتضمن 34 صفحة قرأها الرئيس ما بين الورق وما بين الشاشة أمامه، فبدا مشتتاً وكان أسوأ خطاب لمبارك، وكان المجلس العسكرى فى حالة انعقاد دائم، واجتمع المشير مع عمر سليمان، وأبلغه بضرورة تنحى الرئيس الآن، وطلب منه محادثته هاتفياً، وظهر يوم الجمعة أجرى عمر سليمان اتصالاً بمبارك، ورد عليه مبارك عايزين إيه تانى أنا مش إديتك اختصاصات الرئيس، قال سليمان ياريس اتفق الجميع داخل المجلس الأعلى على أن تتنحى الآن، منعاً لانهيار البلد، واضطر مبارك للموافقة مرغماً، وقرأ عليه عمر سليمان بيان التنحى واتفق المجلس على أن يلقى سليمان البيان، بعد أن رفض مبارك أن يلقيه بنفسه، ولكن الرئيس السابق قال له: لا تذيعوا البيان إلا بعد سفر جمال وسوزان لشرم الشيخ بنصف ساعة، وبالفعل غادر مبارك القاهرة قبيل المغرب على متن طائرة هليكوبتر متجهاً إلى شرم الشيخ، من قاعدة ألماظة الجوية ولحقه بعدها زوجته وابناه جمال وعلاء وزوجاتهما على متن طائرة، بمطار ألماظة، واتصل أحد أعضاء المجلس بعبداللطيف المناوى الذى كان ملازماً داخل مكتبه بماسبيرو لإبلاغه بتجهيز الاستوديو لإذاعة البيان، وحمل اللواء إسماعيل عتمان الشريط بنفسه، وأخفاه داخل ملابسه وشق طريقه وسط المتظاهرين أمام ماسبيرو.
واستقبله المناوى بالطابق الأول وصعد به مباشرة إلى الاستوديو تمهيداً لإذاعة البيان، وأجهش بعض العاملين بالقطاع لمجرد سماع خبر التنحى، واستمر البيان بصوت عمر سليمان لمدة 37 ثانية فقط، ولكنها كلمات كانت فارقة فى تاريخ مصر، وكان نص البيان «فى ظل الظروف العصيبة التى تعيشها مصر قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله المستعان».
وبمجرد انتهاء البيان انطلقت الأفراح فى ربوع مصر، وتم الإفراج عن موظفى ماسبيرو والإعلاميين لنبدأ مرحلة إقصاء قيادات ماسبيرو واندلاع المظاهرات داخل المبنى تطالب بتطهير ماسبيرو من رموز الإعلام التى ساندت النظام السابق.
الوفد
الصحف : كانت أهم أبواق الترويج لتوريث جمال مبارك لحكم مصر
بين ليلة وضحاها غيرت الصحف القومية سياستها التحريرية وأصبحت أحد أهم قنوات الدفاع عن ثورة 25 يناير وثوارها، بعد أن أضاعت عمرها فى الدفاع عن الرئيس المخلوع وحاشيته ووزراء حكوماته،
وكانت أهم أبواق الترويج لتوريث جمال مبارك حكم مصر، مكثت طويلاً تهاجم الأحزاب المعارضة والجماعات الدينية، وكانت بمثابة كلب السلطة الذى يوجهه النظام السابق على منتقديه، قاطعت شخصيات تتمتع بشعبية كبيرة ورفضت نشر أى أخبار عنهم بناء على أوامر عليا، وأسرع رؤساء تحريرها فى إصدار الملاحق الصحفية للتوسع فى تمجيد آل القصر لأن مساحة الجرائد لم تعد تتسع لنفاقهم، وعلى الرغم من حالة الانتعاش الوطنية التى حلت بالصحف القومية بعد الثورة، إلا أن القائمين عليها لم يستمروا طويلاً فى وطنيتهم، وراحوا يصنعون إلاهاً جديداً، فبسقوط مبارك سارت تلك الصحف فى اتجاهين متوازيين، الأول: ذم مبارك ونشر فضائحه وأسرته وكل رجالاته، والثانى: مدح المجلس العسكرى، وتحويله إلى إله جديد، وكأن الصحف القومية والقائمين عليها لم يعد بإمكانهم العمل بدون سقف وبدون وصاية من القادة، وكأنهم لم تستوعبوا الدرس.
جريدة «الأهرام»
تصدرت جريدة «الأهرام» قائمة المدافعين عن الرئيس السابق ونظامه، ولم تذكر أى شىء عن الأحداث الواقعة فى ميدان التحرير والميادين العامة، وتحدت الثوار بنشر حوار مطول على صفحتيها «السادسة والسابعة» داخل العدد الصادر يوم 25 يناير 2011 مع حبيب العادلى، وزير داخلية مبارك.. أجراه رئيس تحريرها وقتها أسامة سرايا والصحفى أحمد موسى، تحدث خلاله العادلى ب«عجرفة» شديدة فشلت فى تجميل صورته عن تفجيرات كنيسة القديسين وقدرة ضباط الداخلية على ضبط المتهمين والمتورطين من العناصر الخارجية التى تريد زعزعة الأمن على حد وصفه.
ولم تكتف بذلك، حيث جاءت إشارة الحوار تحت مانشيت عريض قال «تنظيم إرهابى من 19 انتحارياً لتفجير دور العبادة، وحوار للرئيس السابق حسنى مبارك نقلته عن مجلة الشرطة قال فيه: «أمن مصر القومى قضية وطن وحماية السلام لا تتحقق إلا بقوات مسلحة قوية».
وعلى المنوال نفسه، تجاهلت الصحيفة القومية الأكبر نشر أى خبر عن المظاهرات أو الاحتجاجات التى ضربت البلاد فى عددها الصادر يوم 26 يناير، والأكثر من ذلك أنها كتبت المانشيت عن الإضرابات الواسعة الواقعة فى لبنان، ثم تحدثت عن الاهتمام الإعلامى الواسع بحوار وزير الداخلية.
لم تكتف بذلك، حيث استمرت فى الحديث فى باقى أعدادها الصادرة تباعاً عن تنسيق مبارك مع القيادات الأمنية والحكومية لوضع حلول فورية للمشاكل الجماهيرية، وكان أكثر ما كتب استفزازاً، مانشيت يوم الجمعة الموافق 28 يناير، والتى قالت فيه: «مبارك يتابع الأحداث ويتصل بمحافظ السويس للاطمئنان على المواطنين»، «الرئيس يطالب وضع البطالة والفقر والأسعار على رأس أولويات الحكومة»، واستمرت الصحيفة على هذا المنوال، وتارة تتحدث عن التغييرات الحكومية، وتارة أخرى تؤكد على الخطة المستقبلية للنهوض بالبلاد، مع الحديث باستحياء عن المظاهرات والاحتجاجات.
لم تتوقف سياستها التحريرية الموالية لمبارك ونظامه حتى يوم 11 فبراير، وقبل ساعات قليلة من تنحى المخلوع، حيث زادت من تحسينها لصورة المخلوع ونشرت فى صدر صفحتها الأولى «الرئيس يخاطب شباب التحرير» «دماء الشهداء والجرحى لن تضيع هدراً ومطالبكم عادلة ومشروعة» و«الرؤية التى طرحتها للخروج من الأزمة تؤدى إلى الاستقرار»، و«لم أخضع يوماً لضغوط أجنبية أو إملاءات خارجية»، ثم قامت بنشر صورة فى قلب صفحتها الأخيرة بالألوان لشرطى وهو يلوح بالتحية أحد قائدى السيارات الملاكى وكتب تحتها تعليق «المعاملة قبل الشعار».
وكانت المفاجأة الكبرى للجميع هو المانشيت الذى خرجت به الصحيفة يوم 12 فبراير، والذى كان إيذاناً ببدء تغيير «جلد الصحيفة» وسياستها كاملة، حيث جاء فيه «الشعب أسقط النظام» ووضع صورة كبيرة لاحتفالات الشباب بالتنحى فى ميدان التحرير، وعلى الفور بدأ فى مداعبة المجلس العسكرى والدفاع عنه حيث جاء فى العدد نفسه «القوات المسلحة تتعهد بإجراء الانتخابات البرلمانية فى حرية ونزاهة، وأخذت فى الدفاع عن الثوار والتمجيد فى ثورتهم المجيدة التى كتبت شهادات ميلاد مصر الجديدة، كما جاء فى تقريرها الصادر فى العدد نفسه على الصفحة الثالثة تحت عنوان «المصريون يحتفلون بسقوط النظام».
ومن مدح مبارك ونظامه وخططه التى لا تنتهى للقضاء على مشكلات المواطن المصرى إلى سياسة وطنية وحنكة المجلس العسكرى، وبدلاً من ذكر اسم مبارك فى مانشيتات الصحيفة، تم إحلال مصطلح المجلس العسكرى بدلاً منه واستكمال العناوين، ففى عددها الصادر يوم 13 فبراير، قالت: «الجيش يتعهد بسلطة مدنية وانتقال سلمى للسلطة والحفاظ على المعاهدات الدولية، ثم وضعت المانشيت الرئيسى «تنظيف مصر على صور للوزراء السابقين فى إشارة واضحة إلى قذارة وفشل وزراء مبارك فى إدارة البلاد، وكأن الصحيفة التى كانت تمتدحهم من ساعات ليست الأهرام ولكنها صحيفة أخرى سقطت بسقوط النظام.
جريدة «الجمهورية»
ومن «الأهرام» إلى «الجمهورية»، وعلى بعد أمتار قليلة فى شارع الصحافة لم تتغير السياسة التحريرية للجريدة، بل على العكس من ذلك، دافعت جريدة «الجمهورية» باستماتة شديدة عن نظام الرئيس السابق ورجالاته وأمانة سياسات الحزب الوطنى، وكل الحاملين لكارنيهات عضوية الحزب الوطنى، وهاجمت بكل ضراوة الحركات الثورية وصفتها فى أكثر من موقع بالمشبوهة، ومن ثم تحولت إلى بوق دعاية للوزراء فى حكومة نظيف، وحاولت بشتى الطرق التقليل من أعداد المتظاهرين وتجريم حقهم فى التظاهر.
وعلى نفس وتيرة سابقتها تجاهلت الجريدة ذكر أى شىء عن استعدادات القاهرة والمحافظات للمظاهرات، وأبرزت فى صدر صفحتها الأولى حوار الرئيس السابق نقلاً عن مجلة «الشرطة»، وتصريح لوزير التجارة والصناعة رشيد محمد رشيد، قال فيه: «الحكومة حريصة على زيادة دخول العاملين بالشركات وتوفير السلع بالمجمعات»، ثم تضمن العدد نفسه باقات تهنئة إعلانية من شركات وهيئات حكومية للمخلوع بعيد «الشرطة»، داعين له بطول العمر والاستمرار فى حكم مصر،
المانشيت الأسوأ بين الصحف المصرية كان من نصيب «الجمهورية» فى عددها الصادر يوم 26 يناير، حيث هاجمت فيه بشدة الثوار والثورة وأفردت صفحتها الأولى لعناوين قالت فيها «50 متظاهراً بالمنصورة و100 بدمياط و200 بالإسكندرية وبورسعيد والمنوفية هادئة»، «المتظاهرون عطلوا المرور وأثاروا الشغب فى ميدان التحرير»، و«عناصر المحظورة وسط 10 آلاف من المتجمهرين ألقوا الحجارة وأتلفوا المنشآت».
وأخذت فى الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين والحركات الثورية ووصفتهم بالمشبوهة فى عددها التالى، وفى عدد 30 يناير سردت شكاوى المواطنين من الأضرار الكثيرة التى وقعت على كاهلهم بسبب الثورة، أعلى صفحتها الأولى، وبمجرد إعلان تولى الفريق أحمد شفيق لرئاسة الوزراء أسرعت الصحيفة فى مغازلته وسردت له تقريراً تم نشره على صفحتها الرابعة فى العدد نفسه تحت عنوان «الجمهورية تكشف أهم ملامح الفريق أحمد شفيق»، «حقق نهضة غير مسبوقة فى الطيران المدنى»، «قاد طائرته وأنقذها من التدمير فى 67» نجح فى إسقاط طائرتين خلال حرب أكتوبر».
واستمرت الصحيفة فى دفاعها المستميت عن كل تغييرات مبارك، وحرمت الثوار من أية مساحة على صفحاتها، واستمرت فى وصف الإخوان المسلمين بالجماعة المحظورة، حتى عدد 11 فبراير الذى صدر بعنوان «مبارك يفوض سليمان باختصاصاته وفقاً للدستور»، «الرئيس: سيثبت المصريون أن أحداً لا يفرض عليهم قراراً أو رأياً».
وما هى إلا لحظات ودقائق حتى قرر مبارك التنحى عن رئاسة الجمهورية، وفى الوقت نفسه وبسرعة البرق استطاعت الصحيفة تغيير سياستها كاملة دون الإبقاء على شىء من ماضيها، حيث صدر المانشيت فى عددها يوم 12 فبراير، مغايراً تماماً لكل ما كتب على صفحتها من قبل، متهمة مبارك وأعوانه بخراب مصر وتضييع حق المواطنين وجاء فيه «سطعت شمس الحرية وأصحاب الملايين يتساقطون»، ولأول مرة قامت بنقل رسالة من شباب التحرير إلى الأمة جاء فيها «ثورتنا مستمرة حتى تحقيق المطالب كاملة».
لم تستمر الصحيفة فى الدفاع عن الثورة والثوار طويلاً، وما هى إلا ساعات قليلة وبدأت فى مداعبة المجلس العسكرى، حيث ذكرت فى تقرير لها نشر فى صفحتها الأولى فى عدد يوم 14 فبراير «الجيش ينفذ مطالب الثورة»، ثم قامت بكتابة مانشيت «رحيل البرلمان المزور»، التى كانت قد وصفته من قبل على لسان فتحى سرور بالشرعية.
جريدة «الأخبار»
جريدة «الأخبار» سلكت نفس طريق سابقتيها حيث تجاهلت نشر الاستعدادات الخاصة للثورة والإضراب العام فى البلاد، وقامت بنشر إشارة حوار مبارك فى قلب صفحتها الأولى فى عدد الثلاثاء الموافق 25 يناير، ولم يكتف القائمون عليها بذلك، حيث قامت بنشر تصريح جاء على لسان اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة يهدد فيه الداعين للتظاهر والمستجيبين له، عبر مانشيت جاء بعرض الصفحة الأولى قال فيه: «أنذرنا دعاة يوم الغضب بضرورة الحصول على تصاريح»، «القبض على كل من يخرج عن الشرعية ويخالف القانون».
وجاء مانشيت يوم 26 معبراً عن سياسة الجريدة التى تولت هى الأخرى دور المدافع عن نظام فاسد حكم البلاد بلا عقلانية، وكان كل همه تحقيق مصالح القائمين على حكمه «مظاهرات فى بعض المناطق، وهدوء فى معظم المحافظات»، «غالبية الأحزاب قاطعت.. وعناصر الإخوان اندسوا لتحويل المسيرات السلمية لإحداث الشغب»، ثم نقلت تصريحاً أشبه بالتهديد من صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطنى، استنكر فيه المظاهرات التى ضربت عرض البلاد، قال فيه: «الفرق كبير بين حرية التعبير والفوضى».
وفى اليوم التالى، انحازت الصحيفة للداخلية وضباطها بشكل مبالغ فيه حيث خرجت بمانشيت لا يملك للحقيقة بصلة قالت فيه: «استشهاد مجند وإصابة 103 من رجال الشرطة وحبس 64 من مثيرى الشغب، ولم تكتف بذلك بل قامت بنشر صورة كبيرة لبعض الثوار أثناء قيامهم بتكسير كشك مرور، واستكملت العدد بتصريح لرئيس الوزراء أحمد نظيف، قال فيه «الحكومة تضمن حرية التعبير.. والشرطة التزمت بضبط النفس».
بدأت الصحيفة فى التخلى عن دفاعها عن المخلوع وأعوانه، ولكنها كانت أكثر ذكاء من سابقتيها، حيث بدأت فى الاقتراب من الجيش والمجلس العسكرى بخطوات ثابتة مبكراً بمجرد انتقال السلطة إليه، وتجلى ذلك بوضوح فى إحلال تصريحات وبيانات العسكر مكان مبارك وقيادات الحزب الوطنى، وخرجت الصحيفة يوم 11 فبراير بمانشيت «الجيش ينحاز للشعب».
ثم بدأت فى نشر كواليس القصر الرئاسى، وتباهت بنشر تقرير وصفته بالانفراد فى عدد يوم التنحى عن تفاصيل مشادة عنيفة بين نجلى الرئيس مبارك «علاء لشقيقه جمال: أنت الذى وضعت والدك فى هذا الموقف.. أجبروه على التنحى بدلاً من تكريمه بسبب تصرفاتك».
وكانت الأخبار من أكثر الصحف التى تولت فضح سياسات النظام السابق وأعوانه ورجالاته بعد تنحى الرئيس السابق، ونشرت العديد من المستندات التى تدينهم وعمل العديد من التحقيقات الصحفية والانفرادات عن مظاهر الفساد، ولكنها لم تكف عن مغازلة العسكرى وحكوماته.
جريدة «روزاليوسف»
لم تدافع «روزاليوسف» عن الرئيس السابق ونظامه أثناء الثورة ووقوع المظاهرات فقط، بل إنها هاجمت بشتى الطرق الثورة والثوار، وحاول رئيس تحريرها عبدالله كمال تصوير الثوار على أنهم مجموعة من المأجورين التى تحاول تخريب مصر، مقابل تلقيهم أموالاً من الخارج، وتعمد توسيع مساحات التصريحات التى تسىء لهم ونشر الصور الدالة على ذلك وشأنها شأن جميع الصحف القومية نشرت حوار مبارك لمجلة «الشرطة»، وقبلها حواراً للعادلى، وزير داخليته، استنكرت بشدة المظاهرات وراحت عدساتها تتصيد الأخطاء لمتظاهرين، وكتب محرروها أحداث لم تقع، ووقائع ليس لها أساس من الصحة، وجاء مانشيتات الجريدة ابتداء من يوم 27 يناير واصفة للثوار بأبشع الأوصاف، واستمر ذلك حتى يوم 8 فبراير عندما نشرت تصريحاً نسبته للواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية، قال فيه. «الهدف هو إسقاط مصر» كتب الخبر عبدالله كمال، رئيس التحرير، وفى اليوم التالى قالت: «اجتماعات مهمة فى الرئآسة وترضية جديدة لميدان التحرير»، وفى اليوم التالى قالت: «اجتماعات مهمة فى الرئاسة وترضية جديدة لميدان التحرير، وفى يوم 12 فبراير بعد لحظات من تنحى المخلوع، ثبتت الجريدة على موقفها المدافع وصدرت بمانشيتات «قرار شعب» وعلى صفحة العدد نفسه كتب رئيس تحريرها مقالاً بالعنوان نفسه قارن فيه بين وضعين، الأول: بقاء الرئيس مبارك وتنفيذ وعوده التى قطعها على نفسه من عدم الترشح وتنفيذ أجندة الإصلاح، والثانى: ترك الرئيس لمنصبه، إلا أن الشعب اختار الثانى، ثم استكمل مقاله بوضع العديد من العراقيل أمام الثوار التى سوف تعوق قطار التنمية بعد رحيل الرئيس.
وفى العدد التالى حاولت الصحيفة البعد عن الأحداث الجارية وميدان التحرير وقامت بنشر العديد من التقارير كان أبرزها التقارير البعيدة عن الأحداث لم تسلك الصحيفة طريق سابقيها فى تغيير جلدها المهنى ولكنها استمرت تدافع عن رموز النظام السابق ولكن على استحياء.
الوفد
أشهر الإفيهات والنكت علي خطاب التنحي
رغم أن خطاب التنحي، الذي ألقاه اللواء عمر سليمان، كان محدداً، وخالي من أي لغط، وفوق كل هذا قصير ولم يتجاوز الدقيقة، إلا أن المصريين مارسوا عادتهم في خلق النكت وتركوا خطاب التنحي بكل تفاصيله وتوقفوا أمام الرجل الذي كان يقف وراء عمر سليمان
لحظة إلقاء خطاب التنحي كحارس خاص، حتي تحول الراجل في يوم وليلة الي أيقونة علي الفيس بوك، وملأت أخباره والتعليقات عليه مئات الصفحات، ووصل عدد أعضاء صفحته إلي أكثر من 100 ألف عضو في غضون ساعات كلهم إنهالوا عليه بالسخرية والاستهزاء وبدأت الافيهات عن هذا الرجل يتبادلها النشطاء في رسائل علي الموبايل منها: قناة الجزيرة. أبناء عن جلوس الرجل اللي واقف ورا عمر سليمان.
المتظاهرون في ميدان التحرير يهتفون «لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان»، أو الله - الوطن الراجل اللي ورا عمر سليمان، ومن التعليقات الشهيرة أيضا علي خطاب التنحي: أشهر ثلاث حاجات في مصر الآن ميدان التحرير، وائل غنيم، الراجل اللي خلف عمر سليمان.
لما عمر سليمان لقي ان الراجل اللي واقف وراه أشهر منه قرر تغيير اسمه الي الراجل اللي واقف قدام الرجل اللي ورا عمر سلميان.
كما دشن النشطاء عشرات الصفحات علي نفس وتيرة صفحة الراجل اللي واقف ورا عمر سليمان، منها صفحة «الراجل اللي واقف جنب عصام شرف، الراجل اللي واقف ورا الرجل اللي واقف ورا عمرو دياب، والراجل اللي واقف فوق العمود، والراجل اللي واقف ورا عم فتحي، فضلا عن عشرات الأغاني الساخرة التي تطلب معرفة هوية الشخص لم ينقطع سيل النكت، حتي خرج الرجل للناس وتعريفه بنفسه وهو مقدم أركان حرب حسين شريف قائد المجموعة 64 قتال من القوات الخاصة، مطالباً نشطاء الفيس بوك، بالتوقف عن السخرية واحترام خصوصيته هو وأسرته وهو ما دفع النشطاء إلي عمل صفحات تقدم اعتذارا له، منها صفحة «كلنا بنحب المقدم حسين شريف اللي واقف خلف عمر سلميان، والذي وصل أعضاءها إلي 15 ألف عضو، وغيرها صفحات كثيرة حملت في مضمونها اعتذارا صريحا لشخص المقدم حسين شريف ولم تقتصر إفيهات خطاب التنحي علي هذا الأمر بل ظهر علي موقع اليوتيوب عشرات مقاطع الفيديو لأطفال وشباب يتقمسون دور عمر سليمان وهو يلقي خطاب التنحي، وحققت تلك الفيديوهات حينها نسبة مشاهدة عالية، تجاوزت الملايين.
أما عن أشهر النكت التي خرجت بعد خطاب التنحي فكانت:
- «بيان رقم 4 للقوات المسلحة.. الرئيس مبارك لم يتنح ودي كانت اشتغالة ويهيب المجلس الأعلي بالمتظاهرين في التحرير التحلي بروح الدعابة قائلا لهم: «لو تحبوا نذيع هنذيع».
- الجيش مسك واحد ماشي في الشارع بعد حظر التجول وسألوه:
- أنت ليه انتهكت حظر التجول؟
- قال لهم: أصل أنا عندي تجول لا إرادي!
- نداء .. من ميدان التحرير إلي الإخوة الأشقاء العرب.. في حد مضايقكم تاني نخلعه قبل ما نترك الميدان.
- الرئيس مبارك قال إني خسارة في المصريين وتنحي وقرر انه يرشح نفسه لرئاسة تونس.. مما دفع ملايين التونسيين إلي المطالبة بعودة زين العابدين بن علي.
- عاجل ومؤكد: مبارك يسلم للجيش سلاطته ولم يسلم بابا غنوجه بعد.
- عاجل: سيتم انتقال السلطة بشكل سلمي وجدول زمني محدد الجدول هو الريس يحكم أحد وثلاثاء وخميس وعمر سلميان سبت واثنين وأربعاء، ويوم الجمعة مرة شفيق ومرة الجيش.. حسب اللي يصحي الأول.