مع العلم المصري الملفوف حول كتفه ، تسلق نجار مصري بعناية عمارة السفارة الإسرائيلية الـ 21 طابق في القاهرة في طريقه إلى أن يصبح بطلا فوريا للملايين في مختلف أنحاء العالم العربي .وارتفع صوت الحشد أسفله يصرخون في فجر يوم الأحد رافعين رقابهم لمراقبته ” استمر , استمر “ هكذا قدمت واشنطن بوست سبايدر مان المصري أحمد الشحات .

وأضافت عندما وصل إلى أعلى , انزل أحمد شحات العلم الإسرائيلي ، واستبدله بالعلم المصري. و هتف الآلاف من المتظاهرين و انفجرت الألعاب النارية. وهكذا ولد رجل العلم ” flagman” ، وهو الشخصية الذي لقت صدى لدى المصريين الغاضبين ، ليس فقط بسبب قتل إسرائيل لخمسة من رجال الشرطة المصرية يوم الخميس ، ولكن أيضا لمعاملة إسرائيل للفلسطينيين ودعم الحكومة المصرية لإسرائيل لعقود طويلة في ظل نظام حسني مبارك المخلوع .

انطلقت الألعاب النارية بعد ما انزل الشحات العلم الإسرائيلي ، في انفجار رمزي لعقود من الإحباط المكبوت . وفي غضون دقائق ، احتشد تويتر بكتابات الناس عن الشحات ، مما جعل الـ ”flagman” هي واحدة من العبارات الأكثر شعبية على موقع التدوين المصغر تويتر . ووردت الآلاف من الزيارات على موقع اليوتيوب لشريط الفيديو المسجل على الهواتف المحمولة مهزوز الصورة لتسلق الشاب المصري المبنى . كما تلقى رسام الكاريكاتير البرازيلي كارلوس لطوف أكثر من 1.5 مليون زيارة لموقعه على الانترنت بعد نشر رسمه الأخير : أحمد الشحات كرجل العنكبوت مرتديا ثوب بألوان العلم المصري .

وتكرر صدى الاهتمام والانتباه مثل الرجل الذي ألقى حذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي في العراق في عام 2008.

وقال الناشط والمصور ليليان وجدي أن “ما فعله كان مدهشا للغاية لأنه كان في غاية البساطة والعفوية” ، وأضاف ” بعد الثورة الشعب لا يعتقد أنه ينبغي أن يكون هناك تنازلات لنظام تمييز عنصري ، وما فعله كان اتخاذ إجراءات في إعادة تشكيل الموقف الرسمي “.

وقفت الشرطة العسكرية المصرية لمكافحة الشغب تراقب عمل الشحات الرمزي . كما ساعد أحدهم في رفع الشحات فوق سيارة ليلوح للجمهور بعد نزوله .

بحلول يوم الأحد ، ظل العلم المصري مرفوع فوق السفارة الإسرائيلية ، التي لم يكن لديها تعليق فوري حول الحادث. والمبعوث الإسرائيلي بعيدا في عطلة .

وقال الشحات بعد نزوله إلى أسفل , حيث كان يتحدث إلى قناة الجزيرة مباشر لمصر , ” الملايين من العرب يريدون أن سحب هذا العلم. عندما سحبته , تمزق بطريق الخطأ ، ولكن تم حرقه في الاسفل ” .

وقد احتشد الآلاف من المتظاهرين خارج السفارة منذ مقتل خمسة من رجال الشرطة المصرية برصاص الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من يوم الخميس في سيناء. ووقع الحادث بعد أن قالت إسرائيل أن نشطاء فلسطينيين عبروا الحدود من مصر لتنفيذ سلسلة من الكمائن القاتلة في جنوب إسرائيل .

وقال مسئول كبير لحماس ، التي تحكم في غزة ، يوم الأحد , أن نشطاء مسلحين في قطاع غزة وافقوا على وقف إطلاق النار مع إسرائيل في اتفاق توسطت فيه مصر .

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن بلاده تشعر بالأسف لمقتل رجال الشرطة المصرية. وقالت القاهرة أن هذا الاعتذار كان موضع ترحيب ، ولكن ليس كافي. يريد المتظاهرون طرد سفير إسرائيل في مصر، واستدعاء السفير المصري لدى إسرائيل. وهتف نشطاء خارج السفارة ” أن الطريق إلى القدس يمر عبر القاهرة” .

وقالت حركة شباب 6 أبريل ، وهى واحدة من المنظمين الرئيسيين للانتفاضة المصرية التي أدت إلى سقوط مبارك في فبراير الماضي ، في بيان إن أعمال الشحات كانت ”صفعة جديدة من قبل الشعب المصري لإسرائيل والولايات المتحدة ودبلوماسيتها الفاشلة ”.

وقال الشحات إن أنزال العلم إلى أسفل هو تعبير عن ”عدم احترام واشمئزاز” الشعب المصري من إسرائيل وأفعالها، ويبين أن الناس في مصر لا تنتظر الحكومة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وأضاف ” لم أكن خائفا وأنا ذاهب إلى أعلى. هذه رسالة إلى إسرائيل بأن نستطيع إرسال الملايين من الشهداء من أجل مصلحة بلدنا ”

الشحات لديه خبرة في التسلق. حيث صورته الكاميرات وهو واقف على قمة ضوء عمود ، والعلم المصري في يده ، أثناء احتجاج يوليو في ميدان التحرير وهي إحدى الصور المميزة للحدث .