03/06/2018
29/02/2016
28/01/2016
سعدية مفرح : أسماء وسندس وشيماء
يومها، كانت ثورة الياسمين في تونس ما زالت تلملم أطرافها في كيانها البعيد، ما بين الحقيقة والخيال، لتتكون على المتن المغربي للخريطة العربية. وكان المشرق يغلي في القاهرة التي بقيت ساكنة وساكتة، على الرغم من قهرها عقوداً طويلةً في همها وهمنا كلنا، حتى تفجرت أخيراً في ميدان التحرير، حقيقة لا تخطئها عين من عاشها فعلا في ميدان التحرير وحوله، وبين من راقبها وتابع تحولاتها على شاشات التلفزيونات في مصر وخارج مصر.
فكّرت، وأنا أستعد لكتابة هذا المقال بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة مصر، أن أعود، الآن، إلى أرشيفي الصحافي، وأقرأ ما كتبته في مقالٍ قبل أيام قليلة من حسمها بتلك اللحظة التي انكسر فيها الرئيس وراء الشاشة مخلوعاً بشكل نهائي، عمّا سمّيته طوفان الشعب، وهو يجتاح طغيان السلطة في أجمل الثورات العربية.. حتى الآن. كنت حريصةً، كما يبدو، على أن أختم جملتي الواصفي بكلمتي "حتى الآن"، بانتظار ما سيأتي أجمل وأجمل؛ "فالطغيان مستمر هنا وهناك، والثورات لا تموت، حتى وإن غابت عن الوعي قليلاً أو كثيرا. والثورة المصرية التي تصاعدت على مدى ثمانية عشر يوماً فقط قبل أن تنجح في تحقيق هدفها الأول شاهد على ذلك. فالطوفان البشري الذي انساب في خط متوازٍ مع خط النيل الخالد، وروّى وجدان مصر العطشى، أثبت أن مصر ليست هبة النيل وحسب، بل هي هبة المصريين أيضاً.
والمصريون، أولئك القوم الصابرون على ابتلاءات السياسة، على الرغم من ابتسامات الطبيعة، على مر الأزمان، المكافحون بفيض الإبداع، وسيول الضحك والفرح وأنهار الفنون والآداب والعلوم، الضاربون في كل فج عميق من الجمال والاحتمال، الفنانون، التاريخيون، الحضاريون، الشعراء والروائيون، العلماء، السياسيون، المناضلون، الحمّالون للأسية والأسى، الكادحون، الطيبون.. قرروا أخيراً أن يقولوا كلمتهم الحرة، وأن يتحدثوا بصوت عال، وأن يستثمروا مواهبهم كلها في استرداد حريتهم وشخصيتهم، وأن يقفوا حراساً على حافة نبع روحهم الجميلة.
نضال "فيسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" وغيرها من أدوات التكنولوجيا الحديثة ووسائلها التحم مع نضالات الشارع. ويوماً بعد يوم، رجالاً ونساء، شباباً وشيوخاً وأطفالاً، أقباطاً ومسلمين، في الداخل والخارج.. كلهم كلهم.. قرروا أن يتوحدوا قصداً، هم المتوحدون في طبيعتهم وفطرتهم القديمة، وأن يصدحوا بتلك الكلمة السحرية المكونة من حرفين فقط "لا".
صدحوا بها ليلاً ونهاراً، ورددها خلفهم من وراء الشاشات التلفزيونية والإلكترونية الكثيرون ممن تماهوا مع الثورة الشابة في كل بقاع الأرض، فأزهرت هذه الـ"لا" الكثير من "الورد اللي فتح في جناين مصر".
صار للثورة قلب اسمه ميدان التحرير، وتحول ذلك القلب إلى بؤرة للرفض النابض بالغضب والأمل والمغذي للصورة بدم الشباب في كل مكان مصري وعربي أيضاً.
حسناً.. هل هؤلاء هم المصريون حقاً الذين عنيتهم في مقالي مبهورة، ومعي العالم كله تقريبا بما أنجزوه في ثمانية عشر يوما؟
هل هذه هي نتائجها المرجوة، بعد أن طال المخاض بعد الأيام والشهور سنوات؟
هل هذا هو حصاد الصبر المصري المجنح بالأسية والأذى أخيراً؟
هل هذه هي سماحة النيل التي أسرت كثيرين ممن مروا على الهامش، وعبروا قبل أن تذيبهم الصحراء تحت سفح الأهرامات الخالدة؟
وأن أستعرض صور مصر للإجابة على أسئلتي في السنوات الخمس الأخيرة، أتوقف عند صور مدماة لثلاث فتيات مصريات، نماذج لكثيرين، هن؛ أسماء البلتاجي وسندس رضا وشيماء الصباغ اللواتي فتحن أعينهن في جنينة الثورة، قبل أن يغمضنها جثثا سقطن برصاص العسكر في شوارع الأسى التاريخي للمصريين الصابرين.. حتى الآن.
22/01/2016
بالصور ..امهات الشهداء ثورة 25 يناير لن ننسى
05/08/2015
اسماء البلتاجى .. وكم ابكتنى تلك الصور ؟
هذة الصورة ابكتني مش قادر افهم سر اسماء مش قادر استوعب حزني عليها مع اني مش عارفها لكن احساسي ان بنتي ماتت
08/03/2015
فى اليوم العالمى للمرأة : لا تنحنى يا ثورةَ الحُلْمِ السَّجِين ْ
لا تنحنى
يا ثورةَ الحُلْمِ السَّجِين ْ
لَنْ يَأْسِرُوا في الوَرْدِ
عِطْرَ الياسَمِين ْ
يا صَيْحَةَ الأَحْرَارِ
مِنْ زِنْزانَةٍ
زَلْـزَلْـتِ بالتَّكْبيـرِ
عَـرْشَ الظالميـن ْ
هٰذي الدُّمُوعْ
إِذْ تَنْتحِرْ في وَجْنَتَيكى
صَارِخاتٍ لا رُجُوعْ
من يغتصب في موطني
لا لن يراني في خضوع
شَرَفِي دُمُوعْ فَلا رُجُوعْ
أنتِ الوطنْ
يا حُرَّةً في أَسْرِها
مِثْــلَ الوَطَنْ
أنتِ الثَّمَنْ
حُرِّيَةُ الأوطانِ
غاليةُ الثمنْ
أنتِ الوطنْ
أنتِ الأمَلْ مَهْما اعْتَدُوا
كَيْ يَنْزِعُوا عَنْكِ الأَمَلْ
في المعتقلْ
من أجلكِ الميدانُ حُرّاً يشتعلْ
أنتِ الأملْ
في معتقلْ
شَرَفٌ لَنا
مِنْ تَحتِ نَعْلَيكِ التُّرابُ إذا دَنَا
شَرَفٌ لنا
ماذا جَنَــىٰ
دَمْعٌ أسيرٌ لَمْ يُطَهِّرْ عَارَنَــا
يا خِـزْيَنَــا ... يا عَارَنَـــا ...
هٰذا الخِمَارْ
لَمْ يَكْشِفُوا عَنْ وَجْهِكِ
بَلْ مَزَّقُوا ذُلاً و عَارْ
هٰذا الخِمَارْ
عَرَّىٰ هَواناً في بِلادٍ
ظَنَّت الشَّرَفَ
انتحارْ
فَأَيُّ عارْ
كَشَفَ الخِمار
12/02/2015
بعد تكرار اتهام الطرف الثالث.. ضحايا التظاهرات هم الجناة أو أحد رفاقهم
سياسيون: لم يكن هناك طرف ثالث.. النظام كان يقوم بدورين
لكل قتيل قاتل، فلا يوجد منتحر ينتظر مسيرة أو تظاهرة حتى يطلق الرصاص على نفسه لينتحر ، ولا يوجد فى تاريخ الثورات في العالم أن المتظاهرين يطلقون الرصاص على بعضهم بعض، لم تتواجد هذه القاعدة إلَّا في مصر، وخصوصًا عقب قيام ثورة يناير، فبعد وقوع عشرات الشهداء مع بداية الثورة كان المتهم معروفًا لكل مبصر أو كفيف وهي “الداخلية” التي كانت عصا النظام وكان لها دور بارز في قمع المتظاهرين وملاحقتهم أمنيًّا، وإن كان النظام طول الوقت يتحدث حول وجود طرف ثالث لم نجده حتى الآن.
مع تكرار مشاهد الدم وزيادة سقوط الشهداء وتكرار الأحداث الدامية بين الأمن والمتظاهرين، بدأ التوجه الإعلامي للقاتل يتغير في محاولة لتغيير الصورة المرسخة لدى الرأى العام عن القاتل، فقد بدأت “موضة” اتهام المقتول بالانتحار أو اتهام رفقائه بقتله تنتشر، بدأت هذه القصة بــ”مينا دانيال” شهيد مجزرة ماسبيرو، وانتهت بشهداء مجزرة الدفاع.
مينا دانيال شهيد مجزرة دبرها وقادها وقُتل فيها!
”لا للمحاكمات العسكرية للشهداء” الشعار الذي رفعه عدد من نشطاء الإنترنت، عقب اتهام الشهيد مينا دانيال بالتحريض أثناء الأحداث التي شهدها ماسبير، يأتي ذلك عقب تصريح عدد من المسؤولين بوجود اسم الشهيد مينا دانيال على رأس قائمة المتهمين بالتحريض على أحداث مجزرة ماسبيرو، الذي اتهم فيها أيضًا المدون علاء عبد الفتاح وحركة شباب من أجل العدالة والحرية.
يذكر أن أحداث ماسبيرو اندلعت بعد قيام قوات الشرطة العسكرية بفض مسيرة للأقباط تطالب بحق المواطنة أمام مبنى ماسبيرو، وأسفر الفض عن سقوط العشرات كان أولهم الشهيد مينا دانيال الذي سقط إثر طلق ناري حي.
من جديد.. شيماء الصباغ “قتلها رفيقها”
بدأت هذه الموضة تستخدم من جديد مع قتل الشهيدة شيماء الصباغ التي عرفت إعلاميًّا بشهيدة الورد، التي سقطت أثناء المسيرة التي دعا لها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في الذكرى الرابعة لثورة يناير، حيث هاجمت قوات الأمن من رجال الداخلية المسيرة السلمية التي لم تحمل سوى الورود ولافتات الحرية والعدالة الاجتماعية وسقطت “شيماء” شهيدة إثر طلقات الخرطوش التي اخترقت جسدها النحيل فيما أصيب عدد آخر.
تم القبض عقب الحادث بيومين على رفيقها بالحزب زهدي الشامي، نائب رئيس الحزب، الذي كان مشاركًا بنفس المسيرة التي قتلت فيها شيماء بتهمة قتله إياها، فاستدعته نيابة قصر للتحقيق معه في قضية اغتيال شيماء الصباغ في أحداث ذكرى ثورة 25 يناير، واقتحمت قوات الأمن منزل الشامي صباح أمس الأحد؛ للتحفظ على ملابسه التي كان يرتديها أثناء المسيرة.
الوايت نايت متهم بقتل أعضائه بمجزرة “الدفاع الجوي”
عقب الأحداث التي وقعت أمام الدفاع الجوي أثناء مباراة نادي الزمالك، التي انتهت بسقوط ما يقرب من 22 شهيدًا من مشجعي نادي الزمالك، بعدما ألقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع أثناء التزاحم للدخول لمشاهدة المباراة.
وأمر النائب العام المستشار هشام بركات، بإصدار أوامر ضبط وإحضار لعدد من قيادات “الوايت نايتس” الذين تسببوا في الاشتباكات التي اندلعت مساء الأحد، أمام بوابات استاد الدفاع الجوي.
من جانبه أصدر أعضاء رابطة “الوايت نايتس ألتراس زملكاوي” بيانًا يتهمون فيه الداخلية بقتلهم مشجعي الزمالك عمدًا، ويؤكدون فيه تحويل عدد من أعضائهم الذين تم إلقاء القبض عليهم أثناء الأحداث إلى محكمة عسكرية.
علق محمد صلاح، المتحدث الإعلامي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية: كانت البداية بنسبة جرائم القتل الى طرف ثالث، فأصحاب “الجمل” طرف ثالث والبلطجية الذين يعترضون مسيرات الشباب من الطرف الثالث، حتى اعتبرت الدولة الطرف التالت الشماعة التي ستحمل كل عمليات النظام القذرة.
وتابع: استمر الحديث عن الطرف الثالث باعتبارهم اتباعًا للنظام، حتى استعاد النظام عافيته، وأصبح يتهم المشاركين في التظاهرات بقتل رفاقهم، فالنظام لديه من البجاحة الآن أن يعترف بجرائمه، لكن يظل الإعلام يبحث عن مخرج لدفاعه الفج والمبتذل عن الدولة، بتحميل المواطن المسؤولية عن أي خطأ للنظام الحاكم.
من جانبه قال الحقوقي كريم عبد الراضي: مسألة تحويل الضحية إلى جانٍ موروث ثقافي لدى الدولة البوليسية المصرية منذ عهد مبارك، وكثيرة هي المواقف التي يخرج فيها المجني عليه من عند الداخلية متهمًا.
وأضاف: هذا من الأساس يستهدف حماية أجهزة الأمن وإسقاط المسؤولية الجنائية عنهم، والحد من مطالب محاكمتهم، عن طريق تحويل الضحية من موقف الهجوم على رجال الداخلية، والمطالبة بمحاكمتهم إلى موقف المدافع عن نفسه، الذي يحاول أن ينجو من عقاب على ما لم يرتكبه، وفي الوقت نفسه يتيح لوسائل الإعلام وأبواق الحكومة فرصة للهجوم على الضحية وتأليب الرأي العام ضده، وتبرير ما يرتكب من جرائم ضده، وأردف: وهذه مسألة مرفوضة توضح مدى تلاعب الدولة بالعدالة، وتحكمها فيها على نحو يساعد على إفلات المجرم من العقاب، وإلقاء اللوم على الضحية.
المصدر البديل
القصة الكاملة : رئيس حزب شيماء .. قتل شيماء الصباغ .. بس خد براءة (مصر)
حجز نائب رئيس حزب التحالف الشعبي لاتهامه بالاشتراك في قتل شيماء الصباغ حجز نائب رئيس حزب التحالف الشعبي لاتهامه بالاشتراك في قتل شيماء الصباغ 4 المصريون ووكالات السبت, 31 يناير 2015 23:49 قررت نيابة قصر النيل ، مساء السبت، حجز زهدي الشامي نائب رئيس حزب التحالف الشعبي للاشتراكي، لصباح يوم الغد الإثنين لحين ورود تحريات مباحث حول مدى صحة التهمة المنسوبة إليه بالاشتراك في قتل عضوة الحزب شيماء الصباغ. وكانت النيابة استمعت لأقوال القيادي، وواجهته بتهمة الاشتراك في قتل الصباغ، وذلك بناء على قرار التحقيق الأشخاص الذي كانوا متواجدين في محيط 10 أمتار من موقع مقتل الناشطة، من خلال تفريع الكاميرات التي تحفظت النيابة عليها. كانت النيابة تسلمت يوم الثلاثاء تقرير الطب الشرعي بشأن تشريح جثمان الصباغ وأفاد أن "طلقات خرطوشية هى التي تسببت في وفاتها، وأنها أطلقت من مسافة تراوحت ما بين 3 إلى 8 أمتار، وبحد أقصى 10 أمتار، وأنها أصيبت من الخلف إلى الأمام، وأن محتوى الخرطوش أصاب القلب مباشرة وتسبب في تهتك بالرئتين". واستمعت النيابة لأقوال مدنيين وشرطيين فى الواقعة وقامت بفض مضمون تسجيل الكاميرات التى سجلت الحادث. وكانت الصباغ لقيت حتفها يوم السبت الماضي أثناء تفريق قوات الأمن مسيرة للتحالف الاشتراكي كانت متوجهة إلي ميدان التحرير لوضع أكاليل الزهور عند نصب شهداء الثورة، وقال التحالف إن الصباغ توفيت عقب إصابتها بخرطوش قوات الأمن. وقال الحزب، في بيان له مسائ اليوم السبت، إن سير التحقيقات في قضية مقتل شيماء الصباغ، اتجهت نحو اتهام نائب رئيس الحزب، زهدي الشامي، بقتلها. وأضح الحزب أن نيابة قصر التيل حققت اليوم مع الشامي "ورغم أنه تقدم بنفسه للنيابة كشاهد الا أن سير التحقيق اتجه نحو اتهامه بقتل شيماء"، مشيرا إلى أنه تم "طرد المستشار القانوني للحزب ومحامي الشاهد.. وتلى ذلك انسحاب المحامين ومطالبتهم بندب قاضي تحقيقات طبقا للقانون".
قال حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مساء السبت، إن سير التحقيقات في قضية مقتل شيماء الصباغ، اتجهت نحو اتهام نائب رئيس الحزب، زهدي الشامي، بقتلها. وكانت الصباغ لقيت حتفها يوم السبت الماضي أثناء تفريق قوات الأمن مسيرة للتحالف الاشتراكي كانت متوجهة إلي ميدان التحرير لوضع أكاليل الزهور عند نصب شهداء الثورة، وقال التحالف إن الصباغ توفيت عقب إصابتها بخرطوش قوات الأمن. وأوضح الحزب، قي بيان نشر على صفحته على فيس بوك، أن نيابة قصر التيل حققت اليوم مع الشامي "ورغم أنه تقدم بنفسه للنيابة كشاهد الا أن سير التحقيق اتجه نحو اتهامه بقتل شيماء". وأضاف أنه تم "طرد المستشار القانوني للحزب ومحامي الشاهد.. وتلى ذلك انسحاب المحامين ومطالبتهم بندب قاضي تحقيقات طبقا للقانون". ولم يتسن لنا الحصول على رد من النيابة العامة. كانت النيابة تسلمت يوم الثلاثاء تقرير الطب الشرعي بشأن تشريح جثمان الصباغ وأفاد أن "طلقات خرطوشية هى التي تسببت في وفاتها، وأنها أطلقت من مسافة تراوحت ما بين 3 إلى 8 أمتار، وبحد أقصى 10 أمتار، وأنها أصيبت من الخلف إلى الأمام، وأن محتوى الخرطوش أصاب القلب مباشرة وتسبب في تهتك بالرئتين".
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
المتهم بقتل شيماء بعد الإفراج عنه: تحولت من شاهد إلى متهم في تحقيقات النيابة
- لا أستبعد تسريب الداخلية لصورة الحادث لتشويهي
- عائلتي أصيبت بالذهول بعد اتهامي بالجريمة
- النيابة أحضرت ملابسي للبحث عن ثقب
- أقلعت عن التدخين منذ 2013 واتهمت بالتدخين أثناء مقتل الصباغ
- النيابة استعانت بكاميرات طلعت حرب في تحقيقاتها معي
- اتهامي ربما يكون نوعا من الضغط على الحزب لغلق الملف والتكتم عليه
- ما حدث معي سببه تكذيبي للتصريحات الوهمية حول المسيرة
- نريد القضاء على الإرهاب دون المساس بحرية المواطن
- خطاب السيسي عن شيماء كان إيجابيا
روى زهدي الشامي، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي والقيادي بتحالف التيار الديمقراطي، القصة الكاملة لاحتجازه على خلفية اتهامه بقتل عضوة الحزب شيماء الصباغ.
وكشف الشامي، في حوار لــ "فيتو"، عن تفاصيل التحقيقات التي أجريت معه حول الواقعة، وكيف تحول من شاهد إلى جاني، وكذلك عن حال أسرته بعد معرفة اتهامه بالقضية، موضحا خطة الحزب في العمل السياسي بعد تلك القضية، فإلى نص الحوار...
- ما قصة احتجازك بتهمة قتل شيماء الصباغ؟
احتجازي بدأ بإبلاغي من علي سليمان، محامي الحزب، أن النيابة ترغب في الاستماع لشهادتي في القضية، فقلت له سأحضر يوم السبت (31 يناير الماضي)، وحضرت لنيابة قصر النيل للإدلاء بشهادتي وبدأت التحقيقات معي بشكل عادي كأي تحقيقات تجرى مع شاهد إلا أنها سرعان ما تحولت لتحقيقات وكأنها مع متهم، فكانت في بدايتها عبارة عن استجوابات حول المسيرة، ثم تحولت استجوابات النيابة إلى اتهامات بتورطي في قتلها، مستندة في ذلك إلى الصورة التي التقطت لي واضعا يدي في جيبي أثناء مقتل شيماء، تلك التي تم تداولها في المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي.
وجاءت مذكرة التحقيقات، أن هناك شبهة قتلي لها من خلال مسدس بجيبي، وأن هناك ثقبا في جيب الجاكت الذي كنت أرتديه.
- هل تعتقد أن احتجازك بتهمة قتل شيماء كان سببه صورة الفيس بوك؟
لو كان الأمر كذلك فيعد ذلك بمثابة المصيبة، على اعتبار أن تحقيقات النيابة لابد أن تبنى على تحريات جادة وليس على صورة موجودة على الفيس بوك، وأنا نفسي لم أعر ما قيل عن تلك الصورة اهتماما رغم الاتهامات التي تم توجيهها إلىَّ منها، وقد يكون هناك تسريب من الداخلية للصورة كي يفعل ما تم فعله بي من احتجاز واتهام بالقتل وتشويه شخصي، فأنا قد ذهبت بعد المسيرة إلى الحزب وظللت فيه حتى الثامنة مساء، ثم سافرت لدمنهور وسط الناس وكل هذا كان بالملابس التي اتهمت أني قتلت شيماء من خلال جيب الجاكت.
- هل تم إحضار تلك الملابس أثناء سير عملية التحقيقات؟
بالفعل تم ذلك، خاصة أن الاتهام استند إلى شبهة إطلاق نيران من جيب الجاكت، وأنه به ثقب نتيجة ذلك، فأحضرت المباحث الجاكت دون إذن النيابة في حرز، وتم فضه بوجود رئيس النيابة، وتبين عدم وجود ثقب بالجاكت وتم إثبات ذلك في المحضر.
- ما حقيقة تصرفاتك في الصورة التي تم تداولها أثناء استشهاد شيماء؟
كنت قد أصبت في حاجب عيني اليمنى بعد إطلاق الخرطوش علينا في مسيرة الحزب، فاصطدمت بأحد أعمدة النور أثناء الاستدارة، فقمت بوضع يدي في جيبي لإخراج منديل لمسح الدم، فتم تأويل ذلك بأنني كنت أدخن سيجارة رغم أنني أقلعت عن التدخين منذ 2013، وتم تأويل أني وضعت يدي بجيبي لقتل شيماء بالمسدس.
- هل تمت الاستعانة بالكاميرات الموجودة بالمنطقة التي استشهدت فيها شيماء؟
بالتأكيد النيابة استعانت بها لمعرفة حقيقة الأمر من عدة زوايا مختلفة بمنطقة طلعت حرب.
- كيف كانت معاملتك أثناء احتجازك؟
لم يكن هناك تجاوز ضد شخصي، ولكن كان بالطبع هناك تشديد، ولم يسمح لأي أحد بزيارتي أو إدخال أي طعام لي.
- هل تم توجيه تهمة قتل شيماء لأعضاء الحزب الذين تم القبض عليهم من المسيرة؟
لم يتم ذلك إلا معي فقط.
- هل ترى اتهامك بقتل شيماء من أجل نفي التهمة عن القاتل الحقيقي، خاصة أن الاتهامات كانت لأحد أفراد الأمن؟
بالتأكيد، خاصة أن الأمن تعامل معنا بشكل مفرط في المسيرة رغم سلميتها التامة، فمن الوارد أن يكون اتهامي بقتل شيماء كنوع من الضغط على الحزب لغلق الملف والتكتم عليه، أو بسبب تكذيبي لتصريحات الداخلية الوهمية حول المسيرة.
- كيف كانت أحوال عائلتك بعد معرفة اتهامك بقتل شيماء؟
كانت حالة ذهول ورفض كامل وعدم تصديق أنه يمكن أن يتم توريطي في تلك القضية.
- ما ردك حول ما قيل إن مقاطعة الحزب لانتخابات البرلمان كان قبل استشهاد شيماء الصباغ وليس بعده؟
لم نكن مقاطعين لانتخابات البرلمان قبل استشهاد شيماء، ولكن رهنا مشاركتنا وأحزاب تحالف التيار الديمقراطي المنضم له حزب التحالف الشعبي في تلك الانتخابات بتحقيق مطالب إقالة وزير الداخلية، وإجراء تحقيق سريع في قتل شيماء، وتعديل قانون الانتخابات وضمان نزاهتها، وتعديل قانون التظاهر، وخطاب السيسي عن شيماء كان إيجابيا بعكس تعامل الداخلية، ويكشف مدى الصراع الذي تعيشه بعض الأجهزة داخل الدولة من حول الرئيس.
- هل وجدت دعما من التيار الديمقراطي أثناء احتجازك؟
بالتأكيد وجدت دعما كاملا من أعضاء التيار ومن خارجه أيضا.
- ما خطة العمل السياسي للحزب بعد استشهاد شيماء؟
سنكرس جهودنا لمعرفة قاتلها من خلال كل الطرق القانونية، بالإضافة إلى مساعينا لتنفيذ المطالب السياسية التي طالب بها تحالف التيار الديمقراطي وغيرها فيما يخص تحقيق العدالة الاجتماعية للمواطنين دون هدم مؤسسات الدولة، ونريد القضاء على الإرهاب دون المساس بحرية المواطن.
المصدر فيتو
بدأت هذه الموضة تستخدم من جديد مع قتل الشهيدة شيماء الصباغ التي عرفت إعلاميًّا بشهيدة الورد، التي سقطت أثناء المسيرة التي دعا لها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي في الذكرى الرابعة لثورة يناير، حيث هاجمت قوات الأمن من رجال الداخلية المسيرة السلمية التي لم تحمل سوى الورود ولافتات الحرية والعدالة الاجتماعية وسقطت “شيماء” شهيدة إثر طلقات الخرطوش التي اخترقت جسدها النحيل فيما أصيب عدد آخر.
تم القبض عقب الحادث بيومين على رفيقها بالحزب زهدي الشامي، نائب رئيس الحزب، الذي كان مشاركًا بنفس المسيرة التي قتلت فيها شيماء بتهمة قتله إياها، فاستدعته نيابة قصر للتحقيق معه في قضية اغتيال شيماء الصباغ في أحداث ذكرى ثورة 25 يناير، واقتحمت قوات الأمن منزل الشامي صباح أمس الأحد؛ للتحفظ على ملابسه التي كان يرتديها أثناء المسيرة.
المصدر البديل
03/02/2015
بالتفاصيل والفيديو ..هيومن رايتس: مقطع فيديو يظهر أن الشرطة أطلقت النار على شيماء الصباغ !
المصدر/ هيومن رايتس
(نيويورك) ـ إن صوراً فوتوغرافية ومقاطع فيديو وأقوال شهود تشير بقوة إلى مسؤولية أحد أفراد قوات الأمن المصرية عن إطلاق النيران المميتة على متظاهِرة في أحد ميادين وسط القاهرة يوم 24 يناير/كانون الثاني 2015.
تبين الأدلة التي حللتها هيومن رايتس ووتش رجل شرطة بالزي الرسمي يقوم على ما يبدو بتوجيه رجل ملثم يطلق بندقية خرطوش في اتجاه مجموعة مكونة من نحو 20 متظاهراً سلمياً كانت الشرطة تفرقهم بميدان طلعت حرب. وتظهر شيماء الصباغ، 32 سنة، وهي تسقط فوراً على الأرض في أعقاب الطلقة. توفيت شيماء لاحقاً جراء ما وصفته السلطات الطبية بأنه إصابات "بخرطوش بلي". وأعلن النائب العام هشام بركات عن تحقيق في وفاة الصباغ في اليوم نفسه.
وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يجب على النائب العام أن يفي بتعهده بتقديم المسؤولين عن وفاة الصباغ إلى العدالة، فالعالم يترقب ليرى ما إذا كانت هذه القضية ستكسر نمط الإفلات من العقاب على الانتهاكات الحقوقية الذي شوه العدالة المصرية منذ انتفاضة 2011".
قال النائب العام إن المحققين سيفحصون كافة الأدلة المتاحة، بما فيها شرائط كاميرات المراقبة ودفاتر الأحوال الرسمية التي تصف ما استخدمته قوات الأمن من أسلحة، كما سيقومون باستجواب أفراد الشرطة الذين فرقوا المظاهرة. وقد أكد بركات في تصريح له أن مكتبه "ملتزم بتطبيق القانون على الجميع بكل حزم دون تمييز، وتقديم مرتكبي واقعة قتل الناشطة للمحاكمة الجنائية".
إلا أن بركات قال أيضاً إن "التحقيق المبدئي" وجد أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وحده، وهذا بعد إخفاق المتظاهرين في الاستجابة لأمر الشرطة بالانصراف، واعتدائهم على الشرطة بالحجارة والألعاب النارية. وفي 28 يناير/كانون الثاني 2015 قال مسؤول من وزارة الداخلية، المشرفة على الشرطة، لوسائل الإعلام إن المقذوف الذي قتل الصباغ ليس من النوع الذي تستخدمه قوات الأمن، وأوحى بالتلاعب في مقاطع الفيديو التي تصور إطلاق النار عليها.
وفي 31 يناير/كانون الثاني، أمرت نيابة قصر النيل، التي تتولى التحقيق في الواقعة، بإلقاء القبض على زهدي الشامي، 60 عاما، وهو نائب رئيس الحزب السياسي الذي كانت تنتمي إليه الصباغ، وكان حاضرا في المظاهرة وتوجه إلى النيابة للإدلاء بشهادته. استجوب أعضاء النيابة الشامي كمشتبه به لما يقرب من تسع ساعات قبل أن يأمروا باعتقاله، وفقا لـ محمد عبد العزيز، وهو أحد محامي الشامي. وقدم أعضاء النيابة تقريرا من جهاز مباحث الأمن الوطني قال إن الشامي يشتبه بأنه كان يحمل سلاحا خلال المظاهرة، بحسب ما قال عبد العزيز لـ هيومن رايتس ووتش.
ووجهت النيابة أيضاً إلى نحو 10 أشخاص من المشاركين في المظاهرة تهمة خرق قانون التظاهر، الذي تم تبنيه في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 والذي يحظر أي تجمهر بدون تصريح، وهذا بحسب بعض المتهمين. قالت شاهدة واحدة لـ هيومن رايتس ووتش إن وكيل النيابة المكلف بالتحقيق في واقعة القتل حاول في البداية اعتقالها وهي تقدم شهادتها.
وقد أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع 4 شهود على واقعة إطلاق النار، وحللت 18 صورة فوتوغرافية و3 من مقاطع الفيديو. وتبين الأدلة أن قوات الأمن المنتشرة في ميدان طلعت حرب يومذاك استخدمت القوة المفرطة في الرد على مسيرة صغيرة وسلمية نظمها حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وأطلقت الغاز المسيل للدموع والخرطوش على المتظاهرين بدون تحذير ظاهر.
وقد التقط أحد مقاطع الفيديو، التي تُظهر قوات الأمن وهي تفرق المظاهرة، التقط فيما يبدو لحظة إطلاق النار على الصباغ، كما يمكن سماع 4 طلقات نارية فيه. تم إطلاق الطلقتين الأوليين في تتابع سريع في بداية عملية التفريق، وإطلاق الثالثة بعد 9 ثوان، والرابعة بعدها بـ7 ثوان. عند إطلاق الطلقتين الأوليين بدأ متظاهرون على الرصيف، كانوا يحملون لافتة كبيرة حمراء، في الابتعاد في اتجاه الجنوب الغربي بطول شارع طلعت حرب ونحو ميدان التحرير. وتظهر اللافتة قرب مدخل مكتب "إير فرانس" المواجه لميدان طلعت حرب. واستناداً إلى صور منشورة تبين الصباغ واللافتة معاً في ذلك الموقع، فإن الصباغ كانت واقفة وغير مصابة في ذلك الوقت.
ويبدو المتظاهرون في مقطع الفيديو وهم يسيرون مبتعدين في اتجاه الجنوب الغربي بطول شارع طلعت حرب، وتلاحقهم الشرطة، أثناء سماع الطلقة الثالثة. وفي تلك اللحظة يظهر ملثم بزي داكن واقفاً بجوار رجل شرطة بزي رسمي يشير إلى رتبته كعميد، في الشارع. يتخذ الملثم وضع القنص ويوجه سلاحه الناري نحو المتظاهرين بينما يجري رجل الشرطة مشيراً إليهم. كما تظهر هذه اللحظة أيضاً في 3 صور فوتوغرافية نشرتها منافذ إعلامية محلية، مع التقاط المسلح وضابط الشرطة من زوايا مختلفة.
قال هشام عبد الحميد، الناطق باسم مصلحة الطب الشرعي التابعة لوزارة العدل، لقناة "الحياة" التلفزيونية في مقابلة بتاريخ 24 يناير/كانون الثاني 2015 إن الصباغ أصيبت في الظهر والعنق بالخرطوش من مسافة نحو 8 أمتار. ويقرر تقرير الطب الشرعي الذي يوثق وفاة الصباغ، والذي نشرت صور ضوئية منه على تويتر، أن الصباغ توفيت جراء طلقات بالظهر، سببت تهتكات بالرئة والقلب ونزيفاً غزيراً بتجويف الصدر.
وتنص مبادئ الأمم المتحدة الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية من جانب الموظفين المكلفين بإنفاذ القوانين، التي تستعرض القانون الدولي المتعلق باستخدام القوة في مواقف إنفاذ القانون، تنص على ضرورة التزام قوات الأمن بالوسائل غير العنيفة إلى أبعد حد ممكن قبل اللجوء إلى استخدام القوة. وفي الحالات التي لا مناص فيها من الاستخدام المشروع للقوة، يتعين على السلطات ممارسة ضبط النفس والتصرف بالتناسب مع خطورة الجرم. ولا يجوز استخدام القوة المميتة إلا عندما يتعذر تماماً تجنبها لحماية الأرواح.
قالت سارة ليا ويتسن: "إن الزعم باعتداء هؤلاء المتظاهرين على الشرطة أو بأن صور وفاة الصباغ ملفقة هو زعم يتحدى كافة الأدلة المتاحة وتفوح منه رائحة التستر. وبعد وفاة أعداد كبيرة من المتظاهرين أثناء ممارسة حقوقهم الأساسية، يتعين على النائب العام الاضطلاع بواجبه وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الوفاة".
الأدلة المستمدة من الشهود
قالت عزة سليمان، المحامية التي تبلغ من العمر 48 عاماً وتدير مؤسة قضايا المرأة المصرية، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إنها كانت في مقهى على الجهة الأخرى من الشارع مع نجلها، وكانت تشاهد المتظاهرين الـ25-30، الذين كان بعضهم يحمل الزهور ويهتف. وقبل بدء التفريق، خرجت لتحيي بعض الأصدقاء الذين رأتهم وسط المتظاهرين. وقالت سليمان إنها في خلال نحو 5 دقائق سمعت أصوات عربات الشرطة وشاهدت أفراد قوات الأمن، وكان بعضهم يرتدي أقنعة ويحمل بنادق الخرطوش، يقتربون من المتظاهرين ويطلقون الغاز المسيل للدموع والخرطوش على السواء في اتجاه المتظاهرين.
كما أكد أسامة همام، المصور الذي كان يغطي المظاهرة، لـ هيومن رايتس ووتش تفاصيل رواية نشرها على فيسبوك، ووصف فيها قيام قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والخرطوش على المظاهرة بدون إنذار.
وكتب إلى هيومن رايتس ووتش قائلا: "كانت المظاهرة لا تزيد عن 30 شخصاً يحملون بعض الورود ونصفهم من كبار السن، وكان الشارع خالياً. وكانت الشرطة على الرصيف المقابل".
قامت هيومن رايتس ووتش بتثبيت وتحسين جودة مقطع الفيديو لتحليل لحظة الطلقة الثالثة. وفي المقطع المحسّن تظهر الصباغ وهي تسقط على الأرض بعد سماع الطلقة الثالثة مباشرة. قام اثنان من المتظاهرين، كان أحدهما يرتدي سترة سوداء وتم التعرف عليه باسم سيد أبو العلا، زميلها في الحزب، والآخر يرتدي سترة خضراء، بالمسارعة لمساعدتها. وهناك صورتان إضافيتان من زوايا مختلفة تظهران سقوط الصباغ في تلك اللحظة وانحناء الرجلين لمساعدتها.
وقد قال مصور صحفي مصري، كان يلتقط الصور لعملية التفريق من مسافة قصيرة، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن الرجل الذي يرتدي القناع الأسود، والذي كان يقف على يساره، أطلق الطلقة التي أصابت الصباغ. وقال إن المتظاهرين، البالغ عددهم 20-25 في تقديره، كانوا يهتفون بشعارات انتفاضة 2011 ـ وليس بشعارات مناوئة للسلطات. وكانت قوات الأمن قد أطلقت الغاز المسيل للدموع والخرطوش على المتظاهرين بغير إنذار، في غضون دقيقتين من وصول المسيرة إلى ميدان طلعت حرب، بحسب قوله.
ويبين مقطع الفيديو بوضوح أن الطلقة الرابعة والأخيرة ـ المطابقة في صوتها للثلاثة السابقات ـ أتت من الملثم في اتجاه موضع غير ظاهر بامتداد شارع طلعت حرب، في اتجاه ميدان التحرير، وليس في اتجاه الصباغ. وهي تظهر في نفس اللحظة ممددة على الرصيف فيما يحاول أبو العلا إسعافها.
ثم يُظهر مقطع الفيديو الرجل الملثم يناول بندقيته لفرد آخر من أفراد الشرطة ويأخذ منه ما يبدو أنه قاذفة قنابل. ويطلق الملثم طلقة أخرى نحو الموضع غير الظاهر بامتداد شارع طلعت حرب. وعلى عكس الطلقات الأربع السابقة، يصدر هذا السلاح صوتاً مختلفاً، وهبّة كبيرة من الفوهة تحتوي على دخان رمادي، مما يوحي بإطلاق مقذوف كبير الحجم مثل عبوات الغاز المسيل للدموع.
وتبدو بندقية الخرطوش التي كان يحملها الملثم مزودة بكأس إطلاق مثبتة بالماسورة، تستخدم لإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع وغيرها من المقذوفات، إذا تم تذخير البندقية بالأعيرة المخصصة لهذا الغرض. إلا أن كأس الإطلاق ما كانت لتمنع الملثم من إطلاق الخرطوش. علاوة على هذا فإن المقطع لا يظهر دخاناً أو مقذوفاً بعد الطلقة الثالثة المميتة فيما يبدو، التي انطلقت في اتجاه الصباغ، مما يوحي بأن البندقية لم تكن مذخرة بعبوات الغاز المسيل للدموع في ذلك التوقيت.
وفي رواية للواقعة منشورة على الموقع الإلكتروني "تحرير نيوز"، كتب أبو العلا أنه سمع صوت الخرطوش يصيب نوافذ مكتب "إير فرانس" بعد الطلقة المصوبة في اتجاه المتظاهرين، وشاهد الصباغ تنزف من وجهها. قام أبو العلا بحمل الصباغ عبر ميدان طلعت حرب قبل أن يحملها صديق آخر عبر حارة قريبة، فيما حاول الاثنان استيقاف سيارة لنقلها إلى مستشفى، كما قال. ثم وصل ضابط شرطة وعميد شرطة وألقيا القبض على أبو العلا وثلاثة رجال آخرين على الأقل، بينما كانت الصباغ تحاول التمسك بيد أبو العلا، بحسب ما كتب.
أكد أبو العلا روايته المكتوبة في مقابلة لاحقة مع هيومن رايتس ووتش، وقال إن الشرطة بعد تفريق المظاهرة اعتقلت عدداً من الشهود وغيرهم ممن حاولوا إسعاف الصباغ، واحتجزتهم لمدة يومين. وفي اليوم الثاني استجوبتهم النيابة كأنهم مشتبه بهم، كما قال أبو العلا، وقاموا بتقديم شهاداتهم. وبحسب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أفرجت النيابة عن سبعة أشخاص في ذلك اليوم بدون كفالة، بمن فيهم الأمين العام للحزب، بعد اتهامهم بخرق قانون التظاهر.
قال أبو العلا إنه يعتقد أن الرجال المتمركزين في ميدان طلعت حرب يومذاك كان بينهم أفراد من الشرطة النظامية ومن المخبرين المدنيين، وملثمون لا يرتدون أية شارات، وأفراد من قوات الأمن المركزي، وهي قوة شبه عسكرية مخصصة لمكافحة الشغب وعادة ما تكلف بتأمين المباني الحكومية والسفارات. كما قال إن عميد الشرطة الذي شوهد وهو يشير إلى المتظاهرين كان أعلى الضباط الموجودين رتبة.
ذهبت سليمان، التي شهدت الواقعة مع نجلها، إلى مشرحة زينهم، حيث جرى نقل جثمان الصباغ، لتقديم شهادتها، بحسب رواية نشرتها على فيسبوك وأكدتها لاحقاً في مقابلة مع هيومن رايتس ووتش. وذهبت إلى مكتب النيابة، وحينما استدعى وكيل النيابة سليمان، التي كانت بصحبة محام، أخذ أقوالها لكنه اتهمها فيما بعد بالمشاركة فيما وصفه بأنه "مسيرة بدون تصريح"، وهددها بالاعتقال. وقال لها إن محضر الشرطة الخاص بالمسيرة يذكر أن المتظاهرين استخدموا الحجارة والألعاب النارية ضد الشرطة، بحسب قولها لـ هيومن رايتس ووتش.
قالت سليمان لـ هيومن رايتس ووتش إن وكيل النيابة اتهمها بخرق قانون التظاهر ومقاومة السلطات ووجه تهماً مماثلة إلى أربعة شهود آخرين تقدموا للإدلاء بشهاداتهم. وقالت إنه لم يتضح ما إذا كانت النيابة ستتابع تلك الاتهامات أم تسقطها.
وقد واجه العشرات من ضباط وجنود الشرطة اتهامات تتعلق بمقتل ما لا يقل عن 846 متظاهراً في انتفاضة 2011، لكن ثلاثة فقط من أفراد الأمن منخفضي الرتبة أدينوا وحكم عليهم بالسجن. ومنذ وقائع القتل الجماعي في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2013، التي أسفرت عن وفاة ما لا يقل عن 1150 متظاهراً، لم توجه السلطات اتهاماً إلى أي فرد من قوات الأمن في مقتل المتظاهرين. أما اللجنة الرسمية لتقصي الحقائق المكلفة بالتحقيق في وقائع 2013، التي اشتملت على أسوأ حادث قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث، فقد استكملت تحقيقاتها في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ولم توص بتوجيه أي اتهام. ولم يعلن النائب العام عن فتح تحقيق.
وبالنظر إلى إخفاق الحكومة المصرية في محاسبة السلطات، قامت هيومن رايتس ووتش سابقاً بالدعوة إلى لجنة لتقصي الحقائق من طرف مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، لتولي التحقيق.