10/10/2024
25/06/2024
24/06/2024
07/06/2024
07/11/2023
23/05/2023
11/05/2023
تفاصيل الساعات الأولى للقتال بالسودان! رويترز: البرهان حمل “كلاشنيكوف” وهكذا سيطر حميدتي على أجزاء من العاصمة
تفاصيل الساعات الأولى للقتال بالسودان! رويترز: البرهان حمل “كلاشنيكوف” وهكذا سيطر حميدتي على أجزاء من العاصمة
نقلت وكالة رويترز عن مصادر عدة تنتمي لطرفي الصراع في السودان، تفاصيل جديدة للساعات الأولى من اقتحام قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، لمقر قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان داخل قيادة القوات المسلحة السودانية، ومدى اقتراب "الدعم السريع" من إزاحة البرهان عن منصبه، أو التعرض للاغتيال في الأيام الأولى للقتال، الذي اندلع يوم 15 أبريل/نيسان 2023، بجانب تكتيك السيطرة على أجزاء من العاصمة.
10/05/2023
بالفيديو محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتحدث عن قيام الطيران المصري بتدمير عدد كبير من قواته.
انتشر مقطع فيديو مسجل لقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، يتحدث عن قيام الطيران المصري بتدمير عدد كبير من قواته.
وقال دقلو في مداخلة تلفزيونية انتشرت على نطاق واسع في معرض حديثه عن عدد ضحايا في صفوف قواته إنه لا يستطيع حصر الضحايا وأن الطيران المصري ثم عدل كلماته للطيران الأجنبي قام بتدمير عدد كبير جدا من القوات.
وكانت قوات "الدعم السريع" في السودان، قد نشرت منذ بداية الأزمة مجموعة من الفيديوهات لأسرهم كتيبة من الجيش والقوات المصرية في قاعدة عسكرية بمروي، كما أظهر فيديو آخر وجود مقاتلات مصرية.
وتسببت الفيديوهات التي نشرتها قوات التدخل السريع السودانية، في غضب واسع لدى جموع الشعب المصري، حيث أكد البعض أن تواجد القوات المصرية والمقاتلات المصرية ضمن التدريبات المشتركة التي يجريها الجانب المصري والسوداني وأخرها الأسبوع الماضي.
كما ظهر جنود من قوات التدخل السريع في فيديو آخر مع وجود مقاتلات مصرية داخل المطار العسكري الذي تمت السيطرة عليه، حيث بينت صور الأقمار الصناعية تدمير جزء من المقاتلات المصرية.
المصدر: RT
30/04/2023
هيهييي مع ضحكة رقيعة
28/04/2023
تفاصيل خطيرة عن "انقلاب" حميدتي.. كيف دبرت له الإمارات؟
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلا منسوبا لرئيس المخابرات السودانية السابق صلاح الدين قوش، اتهم فيه الإمارات بالوقوف وراء ما يجري في السودان، عبر إقامة "مطبخ للسياسة السودانية في أبو ظبي"، والقيام بعملية تغيير تستهدف الجيش، وإحلال بدلا منه قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
وفي التسجيل الصوتي المزعوم، الذي لم يتسن لـ"عربي21" التأكد من صحته، والذي قالت مصادر إعلامية، إنه للفريق كمال عبد المعروف، إن عملية التغيير الأولى في السودان، بدأت بواسطة "تآمر ماسوني، من داخل النظام، ومن دول بعيرية في الخليج رعت التغيير، ودول أجنبية، استعانت ببعض الهائمين على وجوههم في أوروبا، ويدعون أنهم نشطاء لكنهم تجار سياسة".
وأضاف: "بعد إعلانهم برنامجا للتغيير، وأصبح الأمر عصيا عليهم، انتقلت المعركة إلى التخطيط عبر عاهات دعاة الحرية والتغيير واليسار والكرازايات، ولكنهم وصلوا إلى نقطة لا يحققون فيها طموحهم، لذلك انتقلوا إلى مرحلة التغيير بالقوة، ووضعوا برنامجا وروجوا له في الميديا، وحاولوا استغلال حركات التمرد".
وتابع: "إلى أن وصل الأمر إلى التغيير على الطريقة الدقلاوية (دقلو حميدتي يقصد) وحدث انقلاب 360 درجة عن مواقفه السياسية المنشورة، وقالوا ليتم هذا السيناريو في مطبخ السياسة السودانية في أبو ظبي وهرع حميدتي للقاء ابن زايد".
وقال إن هذا المطبخ التقى فيه ابن زايد، مع حميدتي وحمدوك وبعض رجال المال الماسونيين، وكلهم أجمعوا على لزوم التغيير بالقوة، في أن يضرب الجيش ويتم الإعلان عن حكومة تعترف بها الدول الراعية لهذا التغيير، مع بعض المؤسسات والمنظمات الدولية، ويضرب التيار الإسلامي والعسكري في الوطن ضربة قاصمة، وأعدوا لذلك العدة ومتحدثين.
وأوضح أنه حين بدأ هذا "البرنامج، والذي جرى ترتيبه للأهبل حميدتي، الذي لا يفهم بالسياسة ولا عن السودان، وفرضوا أن يكون بالقرب منه ياسر عرمان، وكانت هناك اتصالات مكوكية، بين الغرفة وبين أشخاص في جروبات يتحدثون بالإنجليزية، لكن الجيش والحركات الإسلامية كانت ترصد كل هذه التفاصيل بدقة، وكان البرنامج يتحدث عن السيطرة التامة على المطارات والقيادة العامة، والقصر الجمهوري، والإذاعة والتلفزيون، ثم إعلان سيطرة الدعم السريع".
وأضاف: "بعد ذلك، استلام المقرات وإعلان حكومة، ثم الزج بقادة الجيش في السجن، واحتلال القيادة وتنزيل التعليمات للقوات العسكرية، والوحدات في السودان، من أجل الخضوع لها وهذا كان المخطط".
وكشف عن أن قوات حميدتي، "كانت تعتقد أن كل الطيران السوداني، موجود في مطار مروي، لكن فوجئوا بالواقع، وأن الدعم اللوجستي والشعبي كان ضعيفا، وبعدما انكشف الوضع اتخذ الجيش الإجراءات الكاملة وحمدوك ما ساكت وقاعد في أبو ظبي".
وقال ، إن هناك حالة امتعاض من العملية، ولجأ مطبخ السياسة العملية في أبو ظبي، إلى الاستعانة بعمل خارجي، وبدأت الترتيبات بأن تقوم قوات من ليبيا عبر طيران حفتر، بضرب أهداف حيوية في العاصمة، مع تحرك كم هائل من السيارات المدججة بالسلاح عبر الصحراء.
وأشار إلى أنهم جهزوا لهذا السيناريو، لكن الأتراك داسوا الزر الأحمر، وفي حال تحركت أي قوة، نحو السودان من ليبيا ستضرب فورا، فحصلت جلبة شديدة في حدود السودان، مع قوات حفتر، ومع بعض الليبيين الوطنيين الذين لا يقبلون التدخل في الشأن السوداني، فتوقف هذا السيناريو.
وتابع: "لذلك القوات السودانية حذرة من الحدود الغربية، ونصبت صواريخ وطائرات، لمسح أي عمل يقوم من تلك الجهة، لهذا لجأوا إلى سيناريو ثالث وهو التهدئة والحوار ووقف إطلاق النار ما أدراك ما وقف إطلاق النار، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وطلع حمدوك لايف، على أساس أن هذا أمر السودان، فلماذا كنتم تحيكون المؤامرات وتريدون الضرب بالطيران الحفتري والقوة القادمة من ليبيا، التي لا تعرف شوارع الخرطوم".
وأضاف: "انت بتتكلم عن سلامة المواطنين يا حمدوك من اللايف بتاعك وأنت تجلس في مطبخ العمالة السوداني في أبو ظبي، أنت ورجال المال اللي معك، من الخونة وتجار الدولار والريال".
وهدد بنشر كافة محاضر اللقاءات التي جرت في أبو ظبي لاستهداف الجيش، وطالب في المقابل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بتجريم "كافة العملاء الذين يعملون ضد الجيش، خارجيا ولا بد من الحسم بصورة تامة، وعدم السماح بأي تدخل خارجي".
وتابع: "يا برهان المؤامرة كبيرة، وآمل أن يكون الأتراك رفدوكم بالمعلومات، ولا بد من تأمين الحدود الغربية والشمالية بقوة، وحسم العملاء الذين يجمعون المعلومات حتى عن قواتهم وتسلحيهم حول القيادة العامة، واضربوا بيد من حديد واقبضوا عليهم وانصبوا المشانق قبل أن تحسمهم الجماهير وفي حال انقضوا على جيش السودان، انتهى السودان، ولا تفاوض معهم ولا شراكة، ويجب إعلان حالة الطوارئ فورا، واعتقال من تحدث فورا، وهذه المهمة الأمن قادر عليها".
وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية، قالت إن الأسلحة الإماراتية التي عثر عليها بحوزة قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تشير إلى تورط أبو ظبي في الصراع بالسودان مع القوات المسلحة.
وذكرت الصحيفة أن القذائف الحرارية التي عثر عليها الجيش السوداني بحوزة قوات الدعم السريع، صنعت في صربيا عام 2020، وسلمت لاحقًا إلى الإمارات.
وذكرت الصحيفة أن "الفيديو تسبب في إحراج محتمل للإمارات، في الوقت الذي تسعى فيه للتوسط إلى جانب مصر لوقف إطلاق النار بين القوات السودانية المتناحرة".
ونقلت "التلغراف" عن كاميرون هدسون، الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والخبير في شؤون السودان، "تأكيد واشنطن أن الإمارات شريك في السعي لتحقيق السلام في السودان كجزء من الرباعية يجب أن يُنظر إليه بشكل متزايد بتشكك".
والمجموعة الرباعية تضم: بريطانيا، والسعودية، والإمارات.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان، فولكر بيرثيس، إنه وسط أعمال العنف المتصاعدة، يبدو أن هناك آفاقًا ضئيلة لمحادثات السلام.
حميدتي ذراع الإمارات لنهب موارد السودان ونشر الفوضى فيه
بيما يتصدر اسم قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو الشهير ب “حميدتي” مشهد الاقتتال الحاصل في البلاد فإن المراقبين يبرزون علاقاته الوثيقة بدولة الإمارات بوصفه ذراع أبوظبي لنهب موارد السودان ونشر الفوضى فيه
وأبرز مركز الإمارات للدراسات والإعلام “إيماسك” أنه من المعروف لدى الجميع العلاقة الخاصة التي تجمع حميدتي بالإمارات، والدعم الذي يتلقاه منها، عبر طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي الإماراتي.
وكلمة السر في تلك العلاقة هي الذهب، حيث كشف تقرير نشرته منظمة جلوبال ويتنس- منظمة حقوقية تعمل بمجال مكافحة الفساد – عام 2019 أن قوات الدعم السريع التي يسيطر عليها حميدتي، تُسيطر على منجم جبل عامر، ذلك إضافة إلى ثلاثة مناجم أخرى في أجزاء متفرقة من البلاد، وهذا جعل حميدتي وقواته طرفًا رئيسيًا في صناعة تعدين الذهب. وهي تُمثل جزءا كبيرًا من صادرات السودان.
وتوضح المنظمة في تقريرها، أن واجهة تصدير الذهب السوداني إلى الإمارات هي شركة “الجنيد”. وقد أُنشأت عام 2009، من جانب عبد الرحمن حمدان دقلو، شقيق حميدتي. وهو في الوقت نفسه عضو مجلس إدارة في تلك الشركة. إضافة إلى عادل عبد الرحيم حمدان دقلو، وعلاء الدين عبد الرحيم حمدان دقلو.
وتمتلك شركة الجنيد حسابًا بنكيًا باسمها في بنك أبوظبي الأول. حيث يتم تسديد الدفعات النقدية جراء تصدير الذهب من خلاله، وفقًا لمنظمة جلوبال ويتنس. ويُصدر السودان من الذهب سنويًا ما يصل قيمته إلى 16 مليار دولار، تستحوذ الإمارات على 99% منها.
كما يُشير تحليل مجلس الأمن الدولي إلى أنه خلال الفترة من 2010 إلى 2014، هُرب من السودان ما لا يقل عن 96.885 طنًا من الذهب السوداني إلى الإمارات العربية المتحدة.
من بينها 48 طنًا تم تهريبها من منطقة دارفور السودانية إلى الإمارات، ومن المؤكد أن تهريب الذهب السوداني إلى الإمارات تعزز منذ سقوط البشير، والإطاحة برئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك.
وكذلك كان لافتا الدور الذي قام به حميدتي عبر قوات الدعم السريع في دعم القوات الإماراتية في اليمن، وإرسال عناصر تابعة له لدعم الوجود الإماراتي فيها.
ومن هنا، يرى كثير من المراقبين أن المصلحة الإماراتية هي نشر الفوضى وقتل الانتقال الديمقراطي في السودان، وخاصة مع الخلاف الواضح بين حميدتي وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان الذي كان يسير باتجاه التوقيع على اتفاق للانتقال السياسي مع قوى الحرية والتغيير لإنهاء الأزمة في البلاد وتشكيل حكومة مدنية فيها.
وكان لافتا توجيه أصابع الاتهام للدور الإماراتي في تأجيج الوضع الأمني في الخرطوم، وقبلها تعقيد الأزمة السياسي في البلاد.
وسبق أن كشف تحقيق استقصائي نشرته شبكة “جلوبال ويتنس” الدولية غير الحكومية أسرارا جديدة حول امبراطورية قوات الدعم السريع السودانية وقائدها حميدتي وعلاقة كل ذلك بالإمارات.
وأوضح التحقيق، الذي أجراه كل من “نيك دونوفون” و”ريتشارد كينت” من فريق الشبكة، ومعهم الصحفي المصري “محمد أبوالغيط”، أن هناك شركات لعبت دور الواجهة للأعمال المالية لقوات الدعم السريع؛ حيث نفذت تلك الشركات عمليات تحويل إلى تلك القوات من الإمارات، ومنها إلى شركات سودانية يسيطر عليها أفراد من عائلة “حميدتي”، متورطة في سرقة ثروات البلاد، وأبرزها الذهب.
وقال التحقيق إن وثائق حصلت عليها الشبكة وكشفت أن قوات الدعم السريع تمتلك حساباً بنكيا مستقلا خارج السودان، في بنك أبوظبي الوطني (حاليا جزء من بنك أبوظبي الأول)، مضيفا أنه تم إرسال طلب حق الرد للبنك، حاملا تفاصيل رقم الحساب وتحويلاته ولم يرد.
وأضاف التحقيق أن شركة تدعى “تراديف للتجارة العالمية”، وهي مسجلة في الإمارات، ثبت أنها تستخدم كواجهة لتعاملات قوات الدعم السريع المالية، وأشارت الوثائق إلى أن “القوني دقلو”، الشقيق الأصغر لـ”حميدتي”، هو المدير والمالك المسجل في الإمارات لهذه الشركة.
وأشارت الوثائق إلى تلقي شركة “تراديف” في حسابها ببنك النيلين السوداني، 50 مليون درهم إماراتي (نحو 13 مليون دولار) من حساب الدعم السريع ببنك أبوظبي، على دفعات، كما قامت الشركة في المقابل بتحويل 48 مليون درهم إلى الدعم السريع، ووصفت إحدى الوثائق غرض تحويل الأموال بأنه “تحويل من شركة شقيقة Sister Company.
وتطرقت الوثائق إلى مجموعة “الجنيد”، التي يمتلكها ويديرها أفرادا من عائلة “حميدتي”، التي تختص بتجارة الذهب بشكل أساسي، إضافة إلى أنشطة أخرى، أبرزها المقاولات؛ حيث يمتلك “عبدالرحيم حمدان دقلو”، شقيق “حميدتي” 40% من أسهمها، بينما تتوزع الأسهم الـ60% المتبقية على نجليه “عادل” و”علاء الدين”.
وأوضح التحقيق أن “عبدالرحيم دقلو” يحمل رتبة عميد، وهو نائب رئيس قوات الدعم السريع، وأن “حميدتي” مسجل شخصيا كأحد الأعضاء الخمسة بمجلس إدارة المجموعة.
ووسعت “الجنيد” من نشطتها خارج منطقة جبل عامر في دارفور، وهي منطقة الامتياز الممنوحة لها، والتي تحوي أكبر احتياطي ذهب في البلاد، إلى شمال كردفان، ومناطق من شمال السودان.
وكشف التحقيق عن سجل محاسبي مُسرب لقوات الدعم السريع يغطي الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، ويظهر روابط عدة أخرى مع مجموعة “الجنيد”. ويذكر السجل بأحد الخانات تحويل ما يعادل 50 ألف يورو لدفع مديونية مستحقة على شركة “الجنيد”.
وفي خانة أخرى يظهر قيام “الدعم السريع” بتحويل مبلغ 686 ألف درهم إماراتي (186 ألف دولار) إلى شخص مقابل مشتريات، مع الإشارة لشركة “الجنيد” في نفس الخانة.
وأظهرت الوثائق وجود شركة أخرى عملت كواجهة لتعاملات “الدعم السريع” المالية، وهي شركة “GSK”، وهي مسجلة في السودان كشركة أنظمة معلومات وأمن تقني، ويتولى أيضا منصب مديرها التنفيذي “القوني دقلو”، الشقيق الأصغر لـ”حميدتي”.
ويظهر اسم “القوني” وشبكة من أصدقائه ومعارفه، بعضهم موظفون ذوو مناصب في الشركة، ضمن شبكة وكلاء مشتريات “الدعم السريع”، وبعضهم تسلم دفعات أموال نقدية بعشرات الآلاف من الدولارات.
وبحسب التحقيق، أظهر سجل مشتريات “الدعم السريع” حصولها بالمجمل على 150 مليون درهم إماراتي (أكثر من 40 مليون دولار) على دفعات، تم إنفاق أكثر من 111 مليون درهم (30 مليون دولار) منها لشراء مركبات وأجهزة اتصال لاسلكي كلها من دولة الإمارات.
وأشارت الوثائق أيضا إلى أن قوات الدعم السريع اشترت أيضا أكثر من ألف سيارة خلال الستة أشهر الأولى من 2019، تضمنت أكثر من 900 سيارة موديل “تويوتا هايلوكس” و”لاند كروزر”، وهي السيارات التي يتم تركيب مدافع آلية عليها وتحويلها لمركبات عسكرية تظهر باستمرار بحوزة القوات، كما ظهرت بالتزامن مع انتهاكات حقوقية، منها مذبحة فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم، في يوليو/تموز الماضي، والتي اتُهم “الدعم السريع” بتنفيذها.
وأكد التحقيق أن قوات الدعم السريع دفعت أكثر من 9 ملايين درهم (2.5 مليون دولار) إلى شركات في الخارج من خلال شبكة وكلاء في دول من بينها الإمارات ورواندا وماليزيا والصين وألمانيا وروسيا وهولندا.
وقالت “جلوبال ويتنس” إن متحدثا باسم الجيش السوداني أخبرها بأن قوات الدعم السريع لا تملك ميزانية منفصلة عن الجيش، وأنها تقوم بمشترياتها عبر القنوات الرسمية، لكن الشبكة أكدت أن ما تشير إليه الوثائق الواردة في التحقيق الاستقصائي تظهر عكس ذلك.
وأضافت أن المتحدث باسم مجموعة “الجنيد” اعترف بصحة الوثائق التي تخص المجموعة، والتي وردت خلال التحقيق، لكنه قال إن “حميدتي” انقطعت علاقته منذ 2009 بالشركة، منذ تولى قيادة القوات، لكن سبب استمرار وجود اسمه أن “البيانات غير مُحدثة”.
يذكر أن وكالة “رويترز” كشفت، في تقرير لها أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عددا من الوقائع التي تشير إلى تورط “حميدتي” في تجارة غير مشروعة بثروات السودان، وأبرزها الذهب، عبر شركة “الجنيد”.
و”الدعم السريع” هي قوات شبه عسكرية تشكلت رسميا عام 2013 من ميليشيات الجنجويد التي كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية خلال الحرب في إقليم دارفور (غرب)، وطالتها الكثير من الانتقادات المحلية والدولية والاتهامات بارتكاب “انتهاكات” بحق مواطنين.
وظلت “الدعم السريع” تابعة لجهاز الأمن والمخابرات قبل أن تتبع الجيش بدءا من يناير/كانون الثاني 2017.
وعزل الجيش السوداني “عمر البشير” (ظل في الحكم من 1989- 2019) من الرئاسة في 11 أبريل/نيسان الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر 2018، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية.
ورغم أن “حميدتي” غاب عن مشهد عزل “البشير”، إلا أنه ظهر بعد ذلك بشكل قوي ضمن اللجنة الأمنية والعسكرية التي حكمت البلاد لأشهر بعد عزل الرئيس، وتردد أن مصدر قوته تلك مستمدة من الإمارات، التي تدعمه بقوة.
وتردد “حميدتي”، بعد الإطاحة بـ”البشير”، على القاهرة وأبوظبي والرياض، في زيارات كان لها تفسيرات تشير إلى كونه الرجل القادم لهذه القوى الإقليمية في السودان.
وكان البشير قد اعترف أثناء محاكمته، بأنه سلم شقيق حميدتي (عبد الرحمن دقلو، القيادي البارز في قوات الدعم السريع)، جزءا من الأموال التي حصل عليها من الإمارات والسعودية والبالغة 91 مليون دولار.
حميدتي: ناشطون يكشفون أن صفحته على فيسبوك تدار من دولة الإمارات
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان والعالم العربي صوراً مأخوذة من صفحة قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي" على موقع فيسبوك، تظهر أن حسابه على الموقع يتم إدارته من ثلاثة أشخاص، أحدهم من دولة الإمارات.
وتفاعل نشطاء ومستخدمو منصات التواصل على نطاق واسع مع بيانات صفحة دقلو على فيسبوك الموثقة بالعلامة الزرقاء، قبل أن تقوم الصفحة بإخفاء المعلومات من خاصية "شفافية الصفحة"، التي تظهر للمتابعين من يقوم بإدارتها ومواقعهم الحالية.
وتتواصل الاشتباكات بين الحين والآخر لليوم الخامس على التوالي بين الجيش السوادني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يتزعمها محمد حمدان دقلو المعرف باسم "حميدتي".
ويتبادل مؤيدو طرفي الاشتباكات في السودان الاتهامات على منصات التواصل بشكل مستمر، وينتهز داعمو "البرهان وحميدتي" الفرصة لابتزاز الآخر ونشر تسريبات ربما تخدم كل طرف.
"تدخل إماراتي"
انتشرت تغريدات كثيرة تستغرب إدارة صفحة محمد حمدان دقلو من دولة الإمارات، معتبرة أن ذلك تدخلاً مباشراً في الشأن الداخلي السوداني أو أنه دعم لطرف على حساب آخر.
تبادل للاتهامات
قال الجيش السوداني في بيان نشره مساء أمس، إنه يمتلك معلومات دقيقة لتفاصيل ما أسماها عملية التآمر، إضافة إلى مؤشرات قوية تُثبت تورط أطراف إقليمية ومحلية - لم يذكرها - في الأزمة السودانية، مؤكداً أنه سيكشف عن هذه المعلومات في الوقت المناسب.
من جهتها، أصدرت قوات الرد السريع بياناً أكدت فيه أن ما ذكره بيان الجيش حول وجود جهة إقليمية تحاول تقديم مساعدات عسكرية لها، هي مجرد ادعاءات كاذبة.
حميتدى وأبي أحمد و سد النهضة وصورة لها الف معنى
27/04/2023
كيف باع حميدتي “ذهب السودان وأطفاله” إلى الإمارات؟
حميدتي والسيطرة على الذهب
قبل صعود دقلو إلى السلطة في أعقاب الانقلاب، كانت قواته من الجنجويد التي تحوّل اسمها إلى قوات الدعم السريع، سيطرت على جبل عامر. حيث أحد أكبر مناجم الذهب في السودان. ووفقًا لإحصائيات وزارة المعادن السودانية تتراوح احتياطات جبل عامر بين 500 إلى 1550 طنًا من الذهب. فيما يتراوح إنتاجها السنوي بين 90 إلى 120 طنًا في العام. ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة إفريقيًا في إنتاج الذهب.
أُنشئت قوات الدعم السريع رسميًا بموجب مرسوم صادر عن الرئيس السابق عمر البشير في عام 2013. لكن جوهرها المكون من 5000 عنصر مسلح ونشط قبل ذلك بوقت طويل. ومنذ أن صعد حميدتي إلى السلطة، تضاعف عدد قوات الدعم السريع وباتت تضم قرابة 70 ألف رجل، وأكثر من 10 آلاف شاحنة بيك آب مسلحة.
المصدر: تقارير إعلامية
في تقرير نشرته منظمة جلوبال ويتنس- منظمة حقوقية تعمل بمجال مكافحة الفساد – عام 2019 كشفت فيه أن قوات الدعم السريع الموالية لحميدتي، تُسيطر على منجم جبل عامر. ذلك إضافة إلى ثلاثة مناجم أخرى في أجزاء متفرقة من البلاد. وهذا جعل حميدتي وقواته طرفًا رئيسيًا في صناعة تعدين الذهب. وهي تُمثل جزءا كبيرًا من صادرات السودان.
عائلة دقلو وشركة الجنيد.. ذهب السودان أم حميدتي؟
تُوضح المنظمة في تقريرها، أن واجهة تصدير الذهب السوداني إلى الإمارات هي شركة “الجنيد”. وقد أُنشأت عام 2009، من جانب عبد الرحمن حمدان دقلو، شقيق حميدتي. وهو في الوقت نفسه عضو مجلس إدارة في تلك الشركة. إضافة إلى عادل عبد الرحيم حمدان دقلو، وعلاء الدين عبد الرحيم حمدان دقلو.
وتمتلك شركة الجنيد حسابًا بنكيًا باسمها في بنك أبوظبي الأول. حيث يتم تسديد الدفعات النقدية جراء تصدير الذهب من خلاله، وفقًا لمنظمة جلوبال ويتنس. ويُصدر السودان من الذهب سنويًا ما يصل قيمته إلى 16 مليار دولار، تستحوذ الإمارات على 99% منها.
بالذهب، أصبح حميدتي يسيطر على أكبر “ميزانية سياسية” في السودان. تلك الأموال الممكن إنفاقها على الأمن الخاص، أو أي نشاط آخر، دون الحاجة إلى تقديم حساب. وذلك عبر “كارتل الجنيد الاقتصادي”، التي باتت تغطي أوجه أخرى من الاستثمارات في مجالات التعدين والنقل وتأجير السيارات والحديد والصلب.
ويُدير زمام هذا “الكارتل أو التكتل الاقتصادي” شقيق حميدتي الأكبر، عبد الرحيم حمدان دقلو. وقد ظهر فجأة على مسرح الأحداث برتبة فريق، والنائب الثاني في قوات الدعم السريع. وهو الوحيد الذي يظهر علنًا مع شقيقه. بينما يتولى أفراد الأسرة الآخرون إدارة باقي القطاعات، بعيدًا عن الإعلام، ولا يُعرف عنهم شيء بشكل رسمي.
كما باتت لشركة الجنيد أفرع في مناطق متفرقة من السودان. وأيضًا اتجهت للتعدين في مناطق أخرى من إقليم دارفور، وبالتحديد في منطقة جبل مون، الواقعة في غربي مدينة الجنينة، في الجزء الغربي من إقليم دارفور.
بيع ذهب السودان لـ”دبي”
تكشف مجموعة من الوثائق التي حصلت عليها وكالة رويترز، أن شركة الجنيد كانت تبيع الذهب إلى شركة روسيلا القابعة في برج مركز الذهب في شارع سوق الذهب بوسط دبي. وتتبعت رويترز، فواتير تصدير شركة الجنيد التي كشفت أن تصدير الذهب السوداني الذي من المفترض أن يمر عبر البنك المركزي السوداني، صُدر إليها مباشرة عن طريق شركة الجنيد، منذ أواخر عام 2018.
من المفترض أن بنك السودان المركزي هو الجهة التي تشرف على صادرات الذهب. إلا أن مسؤولين حكوميين حاليين ومسؤولًا سابقًا وعددًا من المصادر في صناعة الذهب، أكدوا أن البشير سمح في بعض الأحيان لحميدتي بالتملص من هذه القاعدة.
قال المسؤولين إن الرئيس السابق سمح لمجموعة الجنيد ببيع الذهب كيفما تشاء؛ لأن قوات الرد السريع بقيادة حميدتي كانت تمثل قوة مضادة مهمة لكبار الضباط في الجيش الذين كان البشير يعتبرهم خطرًا على حكمه.
وشركة روسيلا، تُعرف نفسها عبر موقعها الإلكتروني، بأنها منشأة منذ عام 1998، في سوق الذهب الشهير بإمارة دبي، وأنها تمتلك علامتها التجارية لأكثر من 40 عامًا.
ونقلًا عن عبد الرحمن البكري، المدير العام لمجموعة الجنيد، فإن شركته تجاوزت البنك السوداني في بيع الذهب لمدة 3 أشهر خلال عام 2018. ويشير إلى أن ذلك كان بطلب رسمي من الرئيس السابق عمر البشير.
ويُضيف في مقابلة سابقة، أن حميدتي استخدم عائدات صادرات الذهب لشراء أسلحة لقواته من الدعم السريع، وأحيانًا لصالح عمر البشير نفسه. بينما يلفت إلى ضخ حميدتي ملايين الدولارات لشراء أسلحة ومركبات لقواته شبه العسكرية.
قوات حميدتي تسهل للإمارات سرقة ذهب السودان
يُوضح تقرير مجلس الأمن الدولي الصادر في 2016 الخاصة بالسودان، أن ميليشيا الجنجويد أو قوات الدعم السريع، تفرض إتاوات غير قانونية على تعدين الذهب التقليدي. ويقدر المجلس أن الميليشيا قادرة على جمع نحو 54 مليون دولار سنويًا من تلك الإتاوات المفروضة على منقبي الذهب.
ويُفصل التقرير تلك الإتاوات على النحو التالي: 28 مليون دولار إتاوة على المنقبين ودعم الأعمال، و17 مليون دولار على التنقيب المباشر من المناجم، و9 ملايين دولار على تهريب الذهب المُستخرج للخارج.
كما يُشير تحليل مجلس الأمن الدولي إلى أنه خلال الفترة من 2010 إلى 2014، هُرب من السودان ما لا يقل عن 96.885 طنًا من الذهب السوداني إلى الإمارات العربية المتحدة. من بينها 48 طنًا تم تهريبها من منطقة دارفور السودانية إلى الإمارات.
الذهب المهرب من السودان قيمته نحو 4.6 مليار دولار
ويُقدر مجلس الأمن، أن كمية الذهب السوداني المهرّب إلى الإمارات تبلغ نحو 4.6 مليار دولار، استحوذت ميليشيا الجنجويد منه على نحو 123 مليون دولار خلال تلك السنوات. ويُطالب المجلس من الإمارات، ضرورة إعادة التأكيد على الالتزام بالمعايير الدولية لاستيراد الذهب وإتاحة الاطلاع على بيانات شركات الذهب الموجودة على أراضيها.
إلى ذلك، يُوضح تقرير سويسري صدر عن جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، أن إمارة دبي تعد واحدة من أكبر مراكز تداول ومعالجة الذهب في العالم. إذ تستحوذ على نسب تتراوح بين 20 إلى 25% من الذهب المتداول عالميًا. ويأتي من ثلاثة بلدان فقط هي السودان والكونغو الديموقراطية وليبيريا.
يُضيف التقرير الصادر عام 2018، أن إمارة دبي لديها من القوانين التي تسمح للشركات التملص من القواعد القاضية بعدم شراء الذهب من مناطق الصراع، كاشفة أن أكبر مصفاة للذهب في دبي وهي “شركة كالوتي” كانت واجهة استقبال الذهب السوداني المهرب من مناطق الصراع المسلح.
“كالوتي” المتهمة بتهريب الذهب من السودان
وتقول جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة، أن الوثائق التي اطلعت عليها تُثبت تورط شركة كالوتي في تهريب الذهب من السودان. وتلفت إلى أبرز المخالفات التي قامت بها شركة كالوتي هو استقبالها للذهب من منطقة جبل عامر رغم سيطرة ميليشيا قوات الدعم السريع عليها.
كما أنه وعبر تتبع البيانات التجارية لكل بلد في العالم تقريبًا، كانت الإمارات تشتري 94% من إجمالي ذهب السودان سواء ذلك الذي يتم تصديره عبر البنك المركزي السوداني، أو الذي يتم تهريبه، وفقًا للتقرير السويسري. موضحًا أن شركة كالوتي سجلت الذهب السوداني المهرب “كذهب خردة أو مستعمل”، حتى يتسنى لها دمجه في منظومة الذهب العالمية.
شركة كالوتي Kaloti Jewellery International
تأسست في دبي عام 1988. ولديها أكبر مصفاة للذهب في دبي وواحدة من أكبر مصانع المجوهرات في العالم. وقد أُلغيت عضوية كالوتي في مركز دبي للسلع المتعددة سنة 2015. ذلك بعد فشلها في تلبية المعايير الدولية لشراء الذهب البعيد عن الصراعات. وهي تستخدم المدفوعات النقدية “الكاش”. ما يزيد من خطر غسيل الأموال.
المصدر: تقرير جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة
أطفال السودان.. مرتزقة في حرب الإماراتيين
لم يصل الأمر حد سرقة الذهب السوداني فقط. بل تجاوز إلى سرقة أرواح السودانيين أيضًا ممن تم الدفع بهم إلى أتون حرب اليمن. فوفقًا للتقديرات تراوح عدد القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن بين 30 إلى 40 ألف سوداني.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز، كشفت أن نسبة 40% من الجنود السودانيين أطفال، وأن أعمار الأطفال المجندين بين 14 و17.
وتفيد الصحيفة بأنهم قسموا إلى وحدات تتراوح بين 500 و750 مقاتلًا. وهم يتسلمون رواتب تعادل 480 دولارًا شهريًا للمبتدئ البالغ من العمر 14 عامًا، و530 دولارًا لضابط الجنجويد المتمرس. ويتلقى المقاتل بعد 6 أشهر من العمل عشرة آلاف دولار.
ومع انطلاق عاصفة الحزم عام 2015، أعلن السودان مشاركة أربع طائرات ضمن قوات التحالف. لكن لم تصل منها إلا طائرتان. وتضاءلت مشاركة القوات الجوية السودانية في اليمن حتى وصلت إلى أقلّ من 1%، ولم تعد تنفّذ غارات.
وكانت مهام القوات السودانية في اليمن محددة بعمليات برية في الساحل الغربي. وتنتشر أربعة ألوية على الحدود اليمنية السعودية. وتتولى هذه القوات حراسة القواعد الإماراتية في جنوب اليمن. كما يتخذها التحالف وقودًا لمدافعِه في معركة الساحلِ الغربي، وفقًا لصحيفة لوموند الفرنسية.
ومنذ عام 2015 اتخذ الرئيس السوداني السابق عمر البشير قرارًا بمشاركة قوات سودانية في حرب اليمن. فضلًا عن دعم التحالف السعودي الإماراتي بكل قوة. وقد أكد أن أمن الحرمين الشريفين خط أحمر، وأن ما يقوم به السودان واجب مقدس وأخلاقي. ولم يشفع للبشير كل ما فعله في هذا الشأن، حينما تقرر عزله.
وفي سبتمبر 2018، اعترف قائد قوات الدعم السريع في السودان حميدتي بمقتل 412 جنديًا سودانيًا، بينهم 14 ضابطًا. بينما قدرت تقارير إعلامية متفرقة، عدد الذين قتلوا من الجيش السوداني في حرب اليمن، بنحو 850 ضابطًا وجنديًا.
وفي نهاية الأمر، بينما كان هناك طفل سوداني يحمل بندقيته ليدافع عن بلد تسرق ذهبه، كان حميدتي يلتقى ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في قصره المنيف على شاطئ الخليج.
وكالة "رويترز" : حميدتي نقل ذهب بملايين الدولارات من السودان إلى دبي لحساب أسرته
كشف تقرير نشرته وكالة "رويترز"، تفاصيل عن ثروة نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي".
وقال التقرير الذي نشرته "رويترز"، إن حميدتي نقل كميات غير معلوم حجمها الحقيقي ولكنها بملايين الدولارات من الذهب إلى دبي عن طريق شركة "الجنيد" المملوكة له ولأسرته.
وأوضحت الوكالة أن حميدتي "أطلق يد أسرته في تصدير ذهب السودان للخارج في الوقت الذي كان الاقتصاد السوداني فيه ينهار"، ووصف التقرير ما كان يقوم به حميدتي من تصدير ذهب السودان للخارج بأنه كان "مخالفا لقانون البنك المركزي في السودان".
وتسيطر "شركة الجنيد" على سوق الذهب في السودان، بينما اعترف حميدتي من قبل بامتلاكه مناجم ذهب في السودان، حيث لا تمنع القوانين السودانية الأفراد من امتلاك مناجم الذهب في البلاد.
وزعمت "رويترز"، أن تجار ذهب في السودان قالوا للوكالة إن حركة الشراء والبيع للذهب أصبحت ضعيفة في الوقت الذي تنهار فيه العملة السودانية يوما بعد يوم.
حميدتي هو قائد قوات الدعم السريع التي لا تتبع الجيش السوداني وغير خاضعة لرئاسة أركان الجيش السوداني، وتشهد الفترة الأخيرة خلافات بين حميدتي والفريق جمال الدين عمر، وزير الدفاع السوداني، لإصرار الأخير على تطبيق ما جاء في اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري وبين قوى الحرية والتغيير ودمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني.
وكان حميدتي داعما للرئيس السابق عمر البشير لسنوات طويلة، قبل المشاركة في الإطاحة به شهر أبريل/ نيسان الماضي، وبات الآن شخصية بارزة في الحكومة الانتقالية التي تمهد الطريق لإجراء انتخابات في غضون ثلاث سنوات.
وحسبما نشرت "رويترز"، قال مسؤولون حاليون وسابقون ومصادر من قطاع الذهب إنه في عام 2018، عندما كان الاقتصاد السوداني ينهار، أطلق البشير يد حميدتي في بيع الذهب أغلى مورد طبيعي في السودان عن طريق مجموعة شركات "الجنيد" التي تملكها أسرته.
وأشارت المصادر لـ"رويترز"، إلى أن مجموعة "الجنيد" كانت في بعض الأحيان تتجاوز قواعد البنك المركزي السوداني المنظمة لتصدير الذهب وفي أحيان أخرى كانت تبيعه للبنك المركزي نفسه بسعر تفضيلي. وقال متحدث باسم البنك المركزي إنه ليس لديه علم بالأمر.
وألقت فواتير الطيران وقسائم الدفع التي اطلعت عليها "رويترز"، الضوء على تعاملات "الجنيد"، وتظهر وثائق تغطي أربعة أسابيع من نهاية العام الماضي أن مجموعة "الجنيد" أرسلت ما قيمته نحو 30 مليون دولار من سبائك الذهب إلى دبي، وهو ما يزن نحو طن.
وطلبت "رويترز" التعليق على هذا التقرير، إلا أن مكتب حميدتي نفى أية صلة بين القائد وبين مجموعة العسكري و"الجنيد"، إلا أن عبد الرحمن البكري المدير العام لمجموعة "الجنيد" قال في مقابلة منفصلة مع "رويترز"، إن الشركة مملوكة لعبد الرحيم شقيق حميدتي ونائب قائد قوة الدعم السريع، مؤكدا عدم وجود أية صلة بين "الجنيد" وحميدتي وقواته.
وأطلع البكري وكالة "رويترز" على وثائق تسجيل ورد فيها اسم عبد الرحيم باعتباره المالك، ولم يتسن لـ"رويترز" الاتصال بعبد الرحيم.
وأقر البكري بأن مجموعة "الجنيد" صدرت الذهب لدبي في أواخر 2018، مؤكدا أنها قامت بذلك بناء على طلب من جهاز مخابرات البشير، كما نفى أن تكون الشركة باعت الذهب للبنك المركزي بسعر تفضيلي.
حميدتى مسئول عن مقتل 300 الف سودانى بأمر البشير
» حميدتى مسئول عن مقتل 300 الف سودانى بأمر البشير - #افتكاسات ☀️ https://t.co/a8Sl9JoF8l pic.twitter.com/WudGhgoTbk
— ⭕️مدونة افتكاسات⭕️ (@hesham_m_2011) April 27, 2023
على رأس الجنجويد، مارس الرجل الطويل القامة، بحسب معارضيه وبأوامر من البشير، سياسة الأرض المحروقة في دارفور حيث قُتل أكثر من 300 ألف شخص ونزح ما يزيد على 2,5 مليون آخرين خلال الحرب.
ومدّ حميدتي دائرة نفوذه من دارفور، حيث لا يزال يحتفظ بمقرّ قيادته، إلى الخرطوم وأروقة السلطة فيها، وباتت لديه صلات بالدوائر الدبلوماسية واستطاع أن يعقد اتفاقات تجارية سرية الى حدّ ما.
من هو محمد حمدان دقلو تاجر الإبل الذي أصبح في صدارة المشهد السياسي في السودان؟
انقلاب السودان: من هو محمد حمدان دقلو تاجر الإبل الذي أصبح في صدارة المشهد السياسي في السودان؟
قبيل يوم من من اعتقال عدد من الوزراء والمسؤولين المدنيين في السودان من بينهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وإعلان رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء، وفرض حالة الطوارئ في البلاد، وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية، كان مجلس السيادة، على لسان النائب الأول لرئيسه محمد حمدان دقلو المعروف بـ "حميدتي" يؤكد على دعم عملية الانتقال الديمقراطية، وصولاً للانتخابات العامة في البلاد.
من هو حميدتي؟
في 13 أبريل/نيسان عام 2019، رقي الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" إلى رتبة فريق أول، وتم تعيينه نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي ترأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وذلك في أعقاب عزل الرئيس السوداني عمر البشير في 11 أبريل/نيسان. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان حميدتي رفضه المشاركة في المجلس، "إلى حين الاستجابة لمتطلبات الشعب والبدء فيها".
وفي 20 أغسطس/آب من نفس العام، تم تشكيل المجلس السيادي لقيادة المرحلة الانتقالية لمدة 39 شهراً، والذي تكون من 11 عضواً - ستة مدنيين وخمسة عسكريين، وأصبح حميدتي النائب الأول لرئيس المجلس الذي ترأسه البرهان أيضاً.
من تاجر إبل إلى زعيم ميليشيا قوية
يعد حميدتي أحد العناصر الأساسية التي أطاحت بالرئيس السابق البشير، الذي كان قد قربه منه ودعمه وأضفى الشرعية على الميليشيا القبلية التي كان يقودها، ودمجها في المؤسسة العسكرية تحت اسم "قوات الدعم السريع".
ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ذات الأصول العربية التي تقطن إقليم دارفور غربي السودان.
وقد ترك الدراسة في عمر مبكر وعمل في العشرينات من عمره في تجارة الإبل بين ليبيا ومالي وتشاد بشكل رئيسي، فضلا عن حماية القوافل التجارية من قطاع الطرق في مناطق سيطرة قبيلته.
جنى حميدتي ثروة كبيرة من عمله هذا في التسعينيات، مما مكنه من تشكيل ميليشيا قبلية خاصة به تنافست مع ميلشيات قبلية أخرى، وعند اكتشاف الذهب في جبل عامر سيطرت ميليشياته على مناجمه.
تبدأ قصة حميدتي في عام 2003، عندما حشدت حكومة البشير قوات من الرعاة العرب لمحاربة المتمردين الأفارقة في دارفور، وكانت نواة هذه القوات، التي عرفت لاحقا باسم "الجنجويد" مؤلفة من رعاة إبل من عشيرتي المحاميد والماهرية، من قبائل الرزيقات في شمال دارفور والمناطق المتاخمة لها في تشاد.
وخلال الحرب الضارية في دارفور بين عامي 2003-2005، كان قائد الجنجويد الأكثر شهرة والأسوأ سمعة هو موسى هلال، زعيم عشيرة المحاميد.
وبرز حميدتي الذي كان يعمل إلى جانب هلال، عندما تمكن من توسيع الميليشيا التي يقودها من الماهرية وضم إليها قبائل أخرى، لينافس زعيمه السابق هلال وليستعين به البشير لاحقا إثر خلاف مع الأخير.
وأضفى البشير الشرعية على هذه الميليشيا بتسميتها "قوات الدعم السريع" وفق مرسوم رئاسي أصدره في عام 2013. وكان قوامها الأساسي مكونا من 5000 عنصر كانوا مسلحين ونشطين قبل ذلك بوقت طويل.
لم يعجب ذلك رئيس أركان الجيش، إذ أراد أن يذهب المال لتعزيز القوات النظامية، لكن البشير كان متخوفا من وضع الكثير من السلطة في أيدي جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بعد أن كان قد طرد مديره للتو بتهمة التآمر ضده.
لذا أصبحت قوات الدعم السريع مسؤولة أمام البشير نفسه، وقد أعطى البشير لحميدتي لقب "حمايتي"، بمعنى "الذي يحميني".
وشاركت قوات الدعم السريع في عدد من النزاعات الإقليمية ومن أبرزها دورها في القتال ضمن قوات التحالف بقيادة السعودية في جنوب اليمن وعلى طول سهل تهامة - الذي يشمل مدينة الحديدة الساحلية. كما وفر حميدتي وحدات للمساعدة في حراسة الحدود السعودية مع اليمن.
وأشارت تقارير إلى أن عدد "قوات الدعم السريع" التي يقودها حميدتي وصل إلى أكثر 40 ألف شخص في عام 2019.
حمدوك: المرحلة الانتقالية في السودان تشهد "أخطر أزمة سياسية"
تجمع المهنيين السودانيين يُعِدُ لمسيرة مليونية للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين
ثنائي الذهب والمرتزقة وأكبر "ميزانية سياسية" في السودان
اشتد التنافس بين حميدتي وهلال عندما اكتُشف الذهب في جبل عامر في ولاية شمال دارفور في عام 2012.
وجاء ذلك في اللحظة التي كان فيها السودان يواجه أزمة اقتصادية لأن جنوب السودان قد انفصل، مستحوذا على 75 في المئة من نفط البلاد، بدا الأمر وكأنه هبة من السماء.
واستولى رجال ميليشيات هلال بالقوة على المنطقة، وقتلوا أكثر من 800 شخص من قبيلة بني حسين، وباتوا أثرياء عن طريق تعدين الذهب وبيعه.
وبحلول عام 2017، بلغت مبيعات الذهب 40 في المئة من صادرات السودان. وكان حميدتي حريصا على السيطرة عليها.
وكان يمتلك بالفعل بعض المناجم وأنشأ شركة تجارية تعرف باسم الجُنيد. ولكن عندما تحدى هلال الرئيس البشير مرة أخرى، ومنع الحكومة من الوصول إلى مناجم جبل عامر، قامت قوات حميدتي بشن هجوم مضاد.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، اعتقلت قواته هلال، واستولت قوات الدعم السريع على مناجم الذهب الأكثر ربحية في السودان.
أصبح حميدتي بين عشية وضحاها أكبر تجار الذهب في البلاد - ومن خلال السيطرة على الحدود مع تشاد وليبيا - وهي أكبر قوة حرس حدود لها، وظل هلال قابعا في السجن.
ويقول أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمية في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس في الولايات المتحدة في مقال كتبه لبي بي سي إن حميدتي "من خلال الذهب ونشاط المرتزقة المعتمد رسميا، أصبح يتحكم بأكبر "ميزانية سياسية" للسودان، أموال يمكن إنفاقها على الأمن الخاص، أو أي نشاط، دون أي مساءلة".
وأصبحت شركة الجنيد، التي يديرها أقاربه، "مجموعة ضخمة تغطي الاستثمار والتعدين والنقل وتأجير السيارات والحديد والصلب. وعندما أقيل البشير، كان حميدتي قد أصبح واحدا من أغنى الرجال في السودان وكان في قلب شبكة من المحسوبية والصفقات الأمنية السرية".
اشتد التنافس بين حميدتي وهلال بعد اكتشاف الذهب في جبل عامر في ولاية شمال دارفور
صعود سياسي سريع
في أعقاب إقالة البشير، بات حميدتي يظهر أسبوعياً في الأخبار وهو يوزع الأموال على رجال الشرطة لإعادتهم للخدمة في الشوارع، و للعاملين في قطاع الكهرباء لإعادتهم إلى مواقع عملهم، والمعلمين للعودة إلى مدارسهم، أو يوزع السيارات على رؤساء العشائر.
وقد سيطرت قوات الدعم السريع على معسكرات قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي بدأت في الانسحاب من دارفور، قبل أن توقف الأمم المتحدة هذا الانسحاب.
وقال حميدتي إنه زاد من عديد قوات الدعم السريع المشاركة في اليمن، ونشر لواء في ليبيا للقتال إلى جانب قوات خليفة حفتر.
وقد اتُهمت قوات الدعم السريع بالاشتراك فيما عرف إعلامياً بـ "مجزرة القيادة العامة" عندما قامت قوات مسلحة قيل إنها تابعة للمجلس العسكري وقوات الدعم بفض اعتصام سلمي في 3 يونيو/ حزيران عام 2019، ما أسفر عن مقتل أكثر من 120 شخصا، وألقي العديد من القتلى حينها في نهر النيل.
حميدتي والبرهان
عبد الفتاح البرهان وحميدتي أثناء حفل تخرج للقوات العسكرية الخاصة في سبتمبر/أيلول
ومنذ تعين حميدتي نائباً للبرهان في المجلس العسكري، ثم عضواً في مجلس السيادة الانتقالي الذي يترأسه البرهان، تظهر تقارير إعلامية بين الحين والآخر تتحدث عن وجود خلافات بين الرجلين.
ورغم العديد من البيانات الصادرة عن المجلس للتأكيد على عدم وجود صراع، وتأكيد البرهان نفسه على أن القوات المسلحة (التي يشغل البرهان منصب قائدها العام) وقوات الدعم السريع (بزعامة حميدتي) "على قلب رجل واحد"، ترددت أصداء خلافات بينهما حول عدد من القضايا، من بينها حركة وانتشار قوات الدعم في الخرطوم وولايات أخرى، فضلاً عما تردد عن محاولة الدعم السريع عقد صفقات ذات طابع اقتصادي، مع عدد من الشركات الدولية دون علم الدولة.
كما تحدثت تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر عسكرية عن أن الصراع يتركز بالأساس حول النفوذ الشخصي، أكثر من كونه صراعاً بين القوات المسلحة والدعم السريع.
ويستبعد محللون وقوع مواجهة عسكرية بين الطرفين في حال احتدام الخلافات بينهما، نظراً لما سيكون لذلك من عواقب كارثية.
ولم يتضح بعد الدور الذي سيلعبه حميدتي في الساحة السياسية في السودان بعد خطوة حل المجلس السيادي ومجلس الوزراء وفرض حالة الطوارئ.