28/07/2015
26/07/2015
25/07/2015
أهالي ضحايا مركب الوراق يفجرون مفاجآت جديدة
داخل شارع أحمد عرابى بالوراق والذى يقطن فيه معظم أهالى ضحايا مركب الوراق المنكوب والذى راح ضحيتها 40 شخصا حتى الآن وجارى البحث عن آخرين) مشهد تقشعر له الابدان، سيدات مكلومات يتشحن بالسواد ويفترشن أرض الشارع يشكون بطء الحكومة فى استخراج قتلاهم.
وتأخر الطب الشرعى فى استخراج تصريح دفن باقي الجثث، يصرخن فى وجه كل من يقترب منهن .. يكذبن كل ما يقال لهن.. لم يعد لديهن ثقة فى تصاريح المسئولين.. يؤكدن ان عدد من كانوا على المركب 72 شخصا غير الاطفال ويكذبن روايات الحكومة بأن عدد الضحايا 40 فقط.. لكل منهم حكاية تكسر القلب كل منهن فقدت عزيز غال لا يعوض ذهب ولن يعود يقبع فى اعماق النيل يصرخن النيل ابتلع أولادنا.. الحكومة السبب.. اولادنا يموتون فى كل مكان.
وجوه يكسوها الحزن الغضب على الوجوه من تعامل بعض افراد الشرطة معهم حيث قام احد ضباط المباحث بإطلاق النار عليهم وذلك لأنهم يطالبون الحكومة بالبحث عن باقى ابنائهم، حيث قالت إيمان خالة طفلين من الضحايا «ان سائق المركب قام بقطع 72 تذكرة غير الاطفال» واستكملت «سعاد» جدة احد الأطفال المتوفين ابنى كان جاى يعيد عندى هو وعياله ومراته قالتله انا هروح اركب مركب ف النيل راحت ومرجعتش هى وعياله وامها واولاده.
وتتابع :فوجئنا بالتليفزيون المصرى بيقول عن غرق مركب في الوراق روحنا لقينا المركب اللى كان فيها عيالنا هى اللى غرقت.
وأضافت «ايمان محمد» «جارتى عشره عمرى «مروه» كانت يدوب لسة حامل فى شهورها الاولى بعد انتظار دام أكثر من 3 سنوات فقررت هى وزوجها اصطحاب أصحابهم احتفالا بحملها وكان الاحتفال ليس إلا لموتهم جميعا.
وقالت فاطمة عطية ربة منزل من شارع المسبك حسبا الله ونعم الوكيل فى المتسبب الرئيسى فى غرق الضحايا ننتظر ليلا نهارا على شاطئ النيل لانتشال باقى جثث أولادنا من قاع النيل مؤكدة اننا ذهبنا الى قسم شرطة الورق فور وقوع الحادث لإبلاغهم وتحرير محضر بالواقعه بسرعة انتشال الجثث فقاموا باطلاق الأعيرة النارية علينا.
وقال إبراهيم احد سكان المنطقة ان الحكومة لم تتعامل مع الحادث باهتمام وانهم وفروا لنا اثنين فقط من الغطاسين بدون اسطوانات أوكسجين كافية للبحث عن الجثث ولكن الصيادين الموجودين على النهر هم من قاموا بمساعدتنا وبحثوا معانا عن الجثث وانتشلوا الكثير منهم.
وقالت جدة الطفلين «عثمان أحمد عثمان» ويبلغ من العمر 7 سنوات واخوه «محمد» وعمره 5 سنوات عيال ابنى أخدتهم أمهم «رشا محمد» تفسحهم فى مركب فى النيل مع خالتهم «نورا محمد» وعيال خالتهم وجدتهم ولكنهما غرقوا كلهم فى المركب والحمد لله لقوا جثثهم لكن فاضل عثمان هو الذى لم نعثر عليه حتى الآن.
المصدر : ENN
لميس : لميس ايام حادث قطار اسيوط ايام مرسى نهشت لحم مرسى دلوقتى بتحتفل فى قناة السويس لكن مركب الوارق مش مهم
24/07/2015
«شرطة المسطحات»: رعونة سائق «مركب الوراق» سبب الكارثة
حمل اللواء حامد العقيلي مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية، سائق مركب الوراق الغارق مسؤولية تلك الكارثة التي أودت بحياة العشرات من المواطنين الأبرياء، مؤكدًا أن السائق هو المسؤول الأول والأخير عن هذا الحادث المؤلم.
وأوضح اللواء العقيلي - في أول حوار له عقب توليه مهام منصبه بعد حركة الترقيات والتنقلات الأخيرة التي اعتمدها وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار يوم الأربعاء الماضي - أن رعونة سائق المركب النيلي هي التي أدت إلى وقوع الحادث، مشيرًا إلى أن الصندل التابع لشركة النيل الوطنية للنقل النهري كان يسير في طريقه بشكل مستقيم، بينما كان المركب الغارق يسير بجواره، ثم أصدر سائق الصندل تحذيرات لسائق المركب الغارق عندما لاحظ قيامه بزيادة سرعته للعبور من أمامه إلى الناحية الأخرى، لكن السائق لم يهتم بتلك التحذيرات لانشغاله مع الركاب وبأصوات الموسيقى الصاخبة، وأصر على الدخول في سباق مع الصندل بدلاً من انتظار عبوره والمرور من خلفه.
وأضاف أن سائق المركب قام بالفعل بزيادة سرعته ومحاولة العبور من أمام الصندل، ولكن قوة المحرك وقدرته لم تسعفه لتجاوز الصندل، فاصطدم به من الجانب الأيمن من الناحية الأمامية، ما أدى إلى ميل المركب على جانبه وامتلاءه بالمياه وغرقه في الحال في قاع النهر.
وأشار إلى أنه تمت الاستعانة بثلاث كراكات من وزارة الري لرفع المركب الغارق، والذي ظهرت عليه آثار التدمير بعد أن تم انتشاله من القاع عبارة عن أسياخ حديدية وأخشاب متهالكة، لافتا إلى أن عمليات الإنقاذ بدأت بعد وقوع الحادث بعشر دقائق فقط، واشترك بها 24 لنشا من شرطة البيئة والمسطحات المائية، و18 لنشا من قوة الإنقاذ النهري، وعشرات الغواصين الذين قاموا بانتشال جثث الضحايا من قاع النيل.
وحول ما تردد عن عدم وجود تراخيص للمركب الغارق أو انتهاء تراخيصه، نفى اللواء حامد العقيلي مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية ذلك جملة وتفصيلا، مؤكدا أن تراخيص المركب سليمة وسارية حتى شهر أغسطس المقبل، كما نفى في الوقت نفسه ما تردد عن وجود حظر لسير المراكب النيلية ليلا.
وزير الداخلية يوجه بتكثيف الحملات لتحقيق الانضباط على المسطح المائى لنهر النيل
وفيما يتعلق بالحملات التي تشنها الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية لتحقيق الانضباط على المسطح المائي لنهر النيل، أكد اللواء حامد العقيلي مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية أنه تنفيذا لتوجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، قامت الإدارة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية المعنية بشن حملات موسعة قبل عيد الفطر المبارك مباشرة؛ للتفتيش على المراسي النيلية، وفحص كافة المراكب النيلية أسفرت عن ضبط 106 قضايا مخالفة قانون الملاحة النهرية.
وأضاف أنه تم كذلك شن حملات أمنية موسعة بمشاركة النقل النهري، وشئون البيئة، ووزارة الري، وشرطة السياحة، وشرطة النقل والمواصلات؛ لتمشيط الجزر والمشاتل والمراسي المائية، والمناطق الكائنة أسفل الكباري، والتي يتخذها بعض الخارجين عن القانون مأوى وملاذا لهم ونقطة انطلاق لممارسة نشاطهم غير المشروع، وكذلك تفعيل القوانين النوعية الخاصة بحماية نهر النيل وحمايته من التلوث، وقوانين الملاحة النهرية لضمان سلامة العائمات ومراكب التنزه والتأكد من التزامها باشتراطات الأمن والسلامة الموضوعة؛ حيث أسفرت تلك الحملات عن ضبط 530 مخالفة متنوعة.
وشدد مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة لشرطة البيئة والمسطحات المائية على أن وزارة الداخلية طالبت بعد العديد من الحوادث المأساوية التي يشهدها نهر النيل، بسرعة تعديل قوانين حماية النيل، وتغليظ العقوبة إلى الحبس في حالة المخالفة، خاصة وأن الغرامات التي يتم توقيعها على المخالفين ضئيلة للغاية وتتراوح ما بين 50 و200 جنيه فقط.
حكايات الأمل والفراق لأهالي ضحايا «مركب الوراق»
- «عبد العال»: المرة الأولى التي خرجت فيها شقيقتي للتنزة منذ 20 عاما غرقت في النيل مع أحفادها
بوجهه الشاحب، وجسده الهزيل، وقف الرجل الستيني أحمد عبد الله، أمام مستشفى التحرير العام بإمبابة، يتطلع بعيون شاخصة إلى عربات الإسعاف التي تنقل جثث ضحايا مركب الوراق، أملا في وصول صغيريه اللذان لقيا حتفهما في حادث الأربعاء الماضي.
لم يذق «عبدالله» وأسرته طعم النوم منذ إعلان غرق مركب الوراق، التي كانت تقل نجليه أحمد ومحمد، فمنذ ذلك التاريخ وتكثف الأسرة من جهودها بحثا عن أولادها بين المستشفيات وأقسام الشرطة، معبرًا عن حزنه الشديد لفشل العثور عليهما وتمكنه من دفنه، يقول الرجل وهو يغالب دمعه: «خرجوا للنزهة مع أصحابهم ولم نعثر عليهم في أي مكان حتى الآن».
وإذا كان «أحمد»، لم يهنأ بدفن نجليه بعد 3 أيام من الكارثة، فالأهالي التي تجمعت لاستقبال جثث ذويها أمام مستشفى التحرير العام بإمبابة، عقب صلاة الجمعة، لازالت تعيش لحظات صدمة التعرف على جثث مشوهة ومنتفخة الوجوه والبطون، حيث استقبلت المستشفى 8 جثث جدد بعد انتشالهم من الغرق.
حكايات أسر ضحايا مركب الوراق تبدو متشابهة إلى حد كبير، فالأغلبية فقدوا أسرا بأكملها خرجوا للتنزه في ليلة الأربعاء، وهو حال جميع السيدات اللاتي افترشن محيط مستشفى إمبابة، في حلقات رثاء، وكن يتشحن بالملابس السوداء حدادا على فقد ذويهم أو جيرانهم.
على بعد أمتار من الباب الخلفي للمستشفى، جلست مجموعة من السيدات في استعداد لخروج الجثمان الآخير من أصل 5 أفراد، لم يصدر منهم صراخًا أو عويلًا، إلا أن وجوههم اكتست بالدموع حزنًا على أطفال لم يتجاوز أكبرهم سنا العاشرة.
تتمتم عمة أحد الأطفال بصوت متهدج: «عرفنا عيالنا من هدومهم لأن الجثث مشوهة ومنتفخة»، وتقول السيدة الخمسينية: إن «والد الأطفال الأربعة لم يخرج معهم ليلة النزهة، حيث اصطحبتهم جدتهم أم محمد، في رحلتها الأخيرة من الدنيا».
وأوضحت العمة، أن العائلة لم ينج منها إلا طفلة وحيدة تدعى بوسي، تبلغ من العمر 13 سنة، حيث استطاعت أن تقبض بأطراف أصابعها في الصندل الذي اصطدم بالمركب، إلا أنها أصيبت بصدمة عصيبة، ولم تغارد المستشفى إلى الآن.
وبحسب العمة، فإن الفتاة الناجية من الغرق اتهمت سائق الصندل بعدم إنقاذها أثناء محاولتها القفز أكثر من مرة كي لا يتم اتهامه في الواقعة المأساوية.
بين العشرات المتوافدين على مستشفى التحرير العام، كان الجد سيد عبد العال، يمني نفسه أن يحصل على جثمان الطفل عثمان، صاحب الـ6 سنوات، الضحية الأخيرة من عائلته التي فقدت منها 6 أفراد، بينهم شقيقته وابنتها و4 من الأحفاد.
يستند «عبد العال»، بظهره إلى باب المستشفى، وسط مجموعة من أقاربه بدا عليهم إرهاق البحث والمعاناة، يقول عن شقيقته: «لم تخرج للتنزه خارج الوراق منذ أكثر من 20 عامًا، وفي الفسحة خرجت مع أحفادها، لكنها كانت النزهة الأخيرة للجدة».
أسرة «عبد العال» حملت الدولة مسؤولية وفاة أسرة شقيقتها، والإهمال في البحث عن الضحايا حتى قطعهم للطريق أمام قسم الوراق: «لا دوريات لشرطة المسطحات على المراكب والصنادل، ولا أحد يهتم بأرواحنا».
حكايات الأمل والفراق لأهالي ضحايا «مركب الوراق»
- «عبد العال»: المرة الأولى التي خرجت فيها شقيقتي للتنزة منذ 20 عاما غرقت في النيل مع أحفادها
بوجهه الشاحب، وجسده الهزيل، وقف الرجل الستيني أحمد عبد الله، أمام مستشفى التحرير العام بإمبابة، يتطلع بعيون شاخصة إلى عربات الإسعاف التي تنقل جثث ضحايا مركب الوراق، أملا في وصول صغيريه اللذان لقيا حتفهما في حادث الأربعاء الماضي.
لم يذق «عبدالله» وأسرته طعم النوم منذ إعلان غرق مركب الوراق، التي كانت تقل نجليه أحمد ومحمد، فمنذ ذلك التاريخ وتكثف الأسرة من جهودها بحثا عن أولادها بين المستشفيات وأقسام الشرطة، معبرًا عن حزنه الشديد لفشل العثور عليهما وتمكنه من دفنه، يقول الرجل وهو يغالب دمعه: «خرجوا للنزهة مع أصحابهم ولم نعثر عليهم في أي مكان حتى الآن».
وإذا كان «أحمد»، لم يهنأ بدفن نجليه بعد 3 أيام من الكارثة، فالأهالي التي تجمعت لاستقبال جثث ذويها أمام مستشفى التحرير العام بإمبابة، عقب صلاة الجمعة، لازالت تعيش لحظات صدمة التعرف على جثث مشوهة ومنتفخة الوجوه والبطون، حيث استقبلت المستشفى 8 جثث جدد بعد انتشالهم من الغرق.
حكايات أسر ضحايا مركب الوراق تبدو متشابهة إلى حد كبير، فالأغلبية فقدوا أسرا بأكملها خرجوا للتنزه في ليلة الأربعاء، وهو حال جميع السيدات اللاتي افترشن محيط مستشفى إمبابة، في حلقات رثاء، وكن يتشحن بالملابس السوداء حدادا على فقد ذويهم أو جيرانهم.
على بعد أمتار من الباب الخلفي للمستشفى، جلست مجموعة من السيدات في استعداد لخروج الجثمان الآخير من أصل 5 أفراد، لم يصدر منهم صراخًا أو عويلًا، إلا أن وجوههم اكتست بالدموع حزنًا على أطفال لم يتجاوز أكبرهم سنا العاشرة.
تتمتم عمة أحد الأطفال بصوت متهدج: «عرفنا عيالنا من هدومهم لأن الجثث مشوهة ومنتفخة»، وتقول السيدة الخمسينية: إن «والد الأطفال الأربعة لم يخرج معهم ليلة النزهة، حيث اصطحبتهم جدتهم أم محمد، في رحلتها الأخيرة من الدنيا».
وأوضحت العمة، أن العائلة لم ينج منها إلا طفلة وحيدة تدعى بوسي، تبلغ من العمر 13 سنة، حيث استطاعت أن تقبض بأطراف أصابعها في الصندل الذي اصطدم بالمركب، إلا أنها أصيبت بصدمة عصيبة، ولم تغارد المستشفى إلى الآن.
وبحسب العمة، فإن الفتاة الناجية من الغرق اتهمت سائق الصندل بعدم إنقاذها أثناء محاولتها القفز أكثر من مرة كي لا يتم اتهامه في الواقعة المأساوية.
بين العشرات المتوافدين على مستشفى التحرير العام، كان الجد سيد عبد العال، يمني نفسه أن يحصل على جثمان الطفل عثمان، صاحب الـ6 سنوات، الضحية الأخيرة من عائلته التي فقدت منها 6 أفراد، بينهم شقيقته وابنتها و4 من الأحفاد.
يستند «عبد العال»، بظهره إلى باب المستشفى، وسط مجموعة من أقاربه بدا عليهم إرهاق البحث والمعاناة، يقول عن شقيقته: «لم تخرج للتنزه خارج الوراق منذ أكثر من 20 عامًا، وفي الفسحة خرجت مع أحفادها، لكنها كانت النزهة الأخيرة للجدة».
أسرة «عبد العال» حملت الدولة مسؤولية وفاة أسرة شقيقتها، والإهمال في البحث عن الضحايا حتى قطعهم للطريق أمام قسم الوراق: «لا دوريات لشرطة المسطحات على المراكب والصنادل، ولا أحد يهتم بأرواحنا».
الصحة: ارتفاع وفيات حادث «مركب الوراق» لـ29 شخصا
القاهرة - أ ش أ
ارتفع عدد حالات الوفاة في حادث غرق مركب جزيرة الوراق إلى 29 شخصا، بعد انتشال 11 جثة جديدة.
وذكرت وزارة الصحة، في بيان الجمعة، أنه تم نقل 4 جثث إلى مشرحة معهد ناصر، و٧ جثث إلى مشرحة مستشفى التحرير العام بإمبابة، ولا تزال جهود البحث عن الضحايا مستمرة.
مركب الوراق :الصندل خالف مواعيد السير ولم ينبه قائد المركب الغارق باستخدام الأنوار
ما بين الأمل الزائف والغضب المكبوت فى الصدور قضى أهالى الوراق ليلتهم أمس الأول يتابعون الكارثة الإنسانية التى تعرض لها أبناء المنطقة بغرق مركب نيلية ومصرع ٢١ من ركابها أغلبهم أقارب من أسر واحدة وأطفال تحولت نزهتهم واحتفالاتهم باجازات الأعياد إلى مراسم جنائزية بعدما ابتلعهم النهر فى جنح الظلام.
بداية المأساة عندما استقل ما يزيد عن ٣٥ شخصا إحدى المراكب النيلية المتوقفة بالقرب من كورنيش الوراق الجديد ذلك المشروع الذى تم إعداده ليكون متنزها وممشى لأهالى الوراق ليشهد بدلا من ذلك كارثة قبل أن يتم افتتاحه بصورة رسمية، وبالفعل بدأت المركب فى التحرك بعدما دفع كل ضحية ٥ جنيهات قيمة التذكرة لينطلق قائده يضرب صفحات مياه النيل المظلمة فى هذه المنطقة وسط أغانى وزغاريد النساء وتصفيق ولهو الأطفال كما هو العادة فى مثل هذه الرحلات التى لاتتوقف بطول وعرض النيل بمنطقة الوراق يوميا، ولكن هذه المرة كان الضحايا على موعد مع القدر بعدما ظهر من بين الظلام الدامس الذى يغطى مجرى النهر صندل عملاق يحمل بضائع وقد تحرك بالمخالفة للمواعيد المقررة له ليصطدم بجسم المركب الذى لم يتحمل الارتطام الكبير فتتحطم مقدمته وتغوص فى أعماق النيل لتتحول الضحكات إلى صرخات مدوية فى عرض النهر تصارع الخوف من الغرق وتستجدى انقاذها من الموت فى لحظات صعبة سقط فيها أطفال لاحول لهم ولا قوة فى النيل أمام أعين أبائهم وأمهاتهم الذين كانوا يصارعون الموت ويحاولون إنقاذ أطفالهم وما هى إلا دقائق معدودة حتى ابتلع نيل الوراق العدد الأكبر من ركاب المركب. وعلى بعد أمتار توقف الصندل المتسبب فى الحادث بعدما قفز منه سائقه ومساعده فى محاولة للهرب من فتك الاهالى بهم، ولكن تتبعهما بعض الشباب حتى نجحوا فى الامساك بهما بمجرد وصولهما إلى الشاطيء وتسليمهما إلى قسم شرطة الوراق ، بينما لم تفلح المحاولات سوى فى إنقاذ ٦ أشخاص مصابين، بينما لقى ٢١ شخصا بينهم أطفال مصرعهم وتم انتشال ١٥ جثة ولازال هناك مفقودون.
دراما سوداء
انتقلت «الأهرام» إلى مدينة الوراق لتعيش أجواء المأساة التى أصابت اهلها، حيث خرج المئات منهم إلى منطقة الكورنيش لمتابعة عمليات الإنقاذ يحدوهم الأمل فى انتشال أحياء من قلب مياه النهر، واكتظت منطقة الحادث بالنساء المتشحات بالسواد اللائى خرجن بحثا عن أولادهم فور وقوع الحادث. ومن أكثر المشاهد التى مثلت دراما سوداء إحدى السيدات المسنات جاءت إلى سور الكورنيش الجديد تبحث عن حفيدها صاحب الـ ١٥ عاما وهى لاتعلم أهو على متن المركب الغارقة أم لا، حيث قالت إنه دائم التنزه على متن هذه المراكب مع أصدقائه، وقال لها إنه سيخرج لاستقلال إحداهن كعادته، وفور سماعها بوقوع الحادث هرولت إلى المكان بحثا عنه دون جدوى ونصحها الأهالى بالذهاب إلى مستشفى التحرير بإمبابة الذى ربما تم نقله إليها، لتغادر السيدة العجوز المكان وهى تبكى خوفا من أن يكون مصير حفيدها هو الغرق.
وتستمر الدراما السوداء هى المسيطرة على المشهد بالوراق طوال ليلة أمس الأول الكل يتابع جهود الإنقاذ بواسطة قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهرى وشرطة البيئة والمسطحات المائية وسط ظلام دامس لم يقطعه سوى كشافات مراكب الإنقاذ مما زاد الأمر سوءا وتعقيدا لتتلاشى الآمال شيئا فشيئا فى العثور على ناجين.
غضب الأهالى
ومع مرور الوقت لم يجد أهالى المنطقة سوى نجاح فرق الإنقاذ فى انتشال الجثث, ليبدأ الاهالى فى التساؤل عن جدوى عمليات الانقاذ وسط هذا الظلام، والذى سرعان ما تحول لغضب سيطر على المنطقة لضعف الإمكانيات المستخدمة من قبل فرق الانقاذ ويبدأ عدد من الصيادين فى استخدام مراكبهم الصغيرة فى محاولة لمساعدة الأمن فى العثور على ضحايا جدد فى عملية بحث استمرت حتى الصباح، قبل أن يقوم الأهالى بقطع الطريق أمام قسم الوراق للتعبير عن غضبهم من التعامل مع الحادث والتأخر فى انتشال الجثث طوال الليل، خاصة مع تضارب الأرقام حول عدد مستقلى المركب ومغادرة قوات الإنقاذ النهرى للمنطقة فى الصباح للبحث عن ضحايا جدد قد يكون قد جرفهم التيار بعد انتشال المركب الغارقة وسط تأكيد البعض على وجود مفقودين آخرين كانوا على متن المركب.
صراخ وعويل امام المستشفي
مع استمرار انتشال الضحايا وتوجه أقاربهم إلى المستشفيات انتقلنا إلى مستشفى التحرير العام بإمبابة والتى تم نقل ١٣ جثة إليها، حيث كان الوضع هناك مأساويا فأسر الضحايا وأقاربهم تجمعوا بالمئات أمام أبواب المستشفى وأعداد كبيرة من النساء دوى صراخهم فى ارجاء المنطقة، وهو ما عبر عنه أحد الاشخاص كان يجلس على كرسى خشبى فى مواجهة الباب، حيث قال إنه ينتظر خبر وفاة ابنته هل سيكون من هنا أم من مستشفى أخرى؟
وتسبب تضارب المعلومات حول اماكن تواجد الضحايا فى حالة من الغضب لدى أقاربهم خاصة مع إغلاق أبواب المستشفى لعدم قدرتها على استيعاب الأعداد الهائلة من أسر الضحايا داخل اروقتها وتوافد عدد كبير للسؤال عن وجود ذويهم من ضمن ضحايا الحادث، الامر الذى جعل البعض يجيء ذهابا وايابا بين مستشفيات التحرير ومعهد ناصر والحميات بعدما سرت أقاويل بنقل بعض الضحايا إلى هناك.
تبادل الاتهامات بين المسئولين
وبالعودة إلى موقع الحادث استمر توافد أهالى الوراق إلى منطقة غرق المركب خاصة مع تضارب الأنباء فى وسائل الإعلام من ناحية وبين الأهالى من ناحية اخري، فتارة يقال إن عدد مستقلى المركب الغارقة ٧٠ شخصا وأخرى ١٠٠ شخص، ومع انتشال ضحية جديدة تتزايد وتيرة القلق والتوتر الذى أصاب أيضا عددا من مسئولى حى الوراق والمجلس المحلى الذين جاءوا لمتابعة الموقف، وظهرت حالة من التخبط بينهم مع وصول محافظ الجيزة د. خالد زكريا لمتابعة الحادث، واثناء تفقده المرسى الذى بدأت منه المركب المنكوبة رحلتها اتهم احد اعضاء المجلس المحلى حى الوراق بالإهمال وتركهم مشروع كورنيش الوراق الجديد دون إنارة وسيطرة أصحاب المراكب عى مرساه لممارسة نشاطهم دون رقابة، وهو الأمر الذى قوبل بالهجوم من قبل اثنين من موظفى الحى كانا فى استقبال المحافظ، لتعكس حالة من التخبط خاصة بعدما كادت ان تتحول لمشاجرة ليتركهم زكريا للاستماع إلى تقارير عن الحادث من مدير أمن الجيزة قبل أن يذهب إلى مستشفى التحرير العام بإمبابة للوقوف على مستجدات الوضع هناك.
أين الهليكوبتر؟!
ورغم الجهود التى بذلها رجال الإنقاذ النهرى وسط الظلام الدامس لمحاولة انتشال ضحايا كارثة نيل الوراق، فإن عددا كبيرا من الأهالى عبروا عن استيائهم من الامكانيات المحدودة المستخدمة فى عمليات الانقاذ، وتسائل مجدى الشيخ أحد اهالى المنطقة عن جدوى استخدام كشافات ضعيفة فى مراكب الإنقاذ فهى لا تساعد فى الروؤية ولا تغطى سوى مساحة قليلة من المياه، وقال أين طائرات الهليكوبتر المملوكة للشرطة إذا لم يتم استخدامها فى مثل هذه الحوادث فمتى تستخدم؟ فهى الوحيدة القادرة على إنارة أكبر مساحة من مجرى النهر منذ وقوع الحادث، مما كان سيسهل كثيرا على قوات الانقاذ فى انتشال الضحايا بدلا من حالة الرعب التى يعيشها أهالى المنطقة وهم لا يعلمون شيئا عن مصير أبنائهم سوى أنهم مفقودون.
الرقابة والمتابعة المفقودة
الحاج جمعة أحد سكان المنطقة اصطحب طفله وذهب الى موقع الحادث، وقال إنه كان يتابع الواقعة عبر شاشات الفضائيات ولكنه استاء من تسليطهم الضوء فقط على مخالفات اصحاب المراكب، وقال اعيش فى الوراق منذ ما يزيد عن ٣٠ سنة ونشاط هذه المراكب المخصصة للنزهة النيلية لم يتوقف فهو امر معتاد ونادرا ما نسمع عن حادث مثل هذا ورغم أن مثل هذه المراكب قد تخالف فى التراخيص إلا أن نشاطها معلوم للقاصى والدانى وهذا لاينفى أن الجهات الرقابية المعنية سواء النقل النهرى أو الشرطة هى الاخرى لديها تقصير، فسير الصندل فى مجرى النهر فى غير موعده المخصص هو فى حد ذاته غياب رقابة فلابد أن تنظم الملاحة النهرية فى أيام الاعياد بصفة خاصة فمن المعروف أن منطقة النيل بالوراق تشهد رحلات مثل هذه المراكب للتنزه فكيف يترك المجرى النهرى دون تنظيم لذا فاذا كان هناك مخالفات من قبل اصحاب المراكب فهناك إهمال من قبل الجهات الرقابية، رغم ان جميع وسائل الاعلام نقلت لنا ان الاستعدادات لاحتفالات الاعياد تجرى على قدم وساق واذا بنا نجد حوادث التصادم انتقلت من الأسفلت إلى عرض النهر.
الملف الكامل المصور : غرق مركب الوراق ومقتل 31 من ركابة
بالصور: من أمام مستشفى «ضحايا الوراق».. أهالي المفقودين: «ماعندناش أمل.. مستنينهم جثث»
بالصور: من أمام مستشفى «ضحايا الوراق».. أهالي المفقودين: «ماعندناش أمل.. مستنينهم جثث»
في حوالي التاسعة والنصف، مساء أمس الأربعاء، كان الجثمان الأول يدخل من باب المستشفى، وراءه العشرات من أهالي ضحايا المركب المنكوب، ليكتب فيه تقرير الوفاة، والسبب "الموت غرقا".
خرج من مستشفى التحرير العام بإمبابة حتى ظهر اليوم الخميس 10 حالات وفاة إثر غرق مركب الوراق الذي اصطدم بصندل نهري أمس، كما وصل 3 مصابين – سيدتان وطفلة عمرها 3 سنوات – خرجت إحداهما بعد أن استقرت حالتها، وانتقلت الطفلة التي تدعى «جنا» إلى مستشفى منشية البكري لتلقي العلاج اللازم، بينما بقيت السيدة الأخيرة – شيرين – في المستشفى بعد تعرضها لصدمة عصبية شديدة بعد فقدها 9 من أفراد أسرتها.
عن حالة شيرين، قال مدير المستشفى، الدكتور رياض أبو الدهب، إن تأثرها نفسي أكثر من كونه عضويا، "فهي تعاني من حالة عصبية شديدة وتتصرف بشكل عصبي بعد انتهاء مفعول المهدئات التي أعطيناها لها".
أكد أبو الدهب استحالة أن تخرج أي حالة مفقودة على قيد الحياة، "فالمخ لا يتحمل عدم وصول أكسجين له لأكثر من 5 دقائق، ثم يفقد الشخص القدرة على التنفس ويموت بعدها"، لكن جميع الحالات المصابة التي نجت من الحادث أغلبها لم تصب بأي كدمات لكنها فقط حالات نفسية وعصبية.
جنا.. الطفلة التي «ردت فيها الروح»
أما جنا هيثم أحمد، الطفلة ذات الثلاث سنوات، كانت نجاتها من حادث الغرق بمثابة "المعجزة"، على حد وصف مدير مستشفى التحرير العام، "فرغم وفاة الكثيرين من كبار السن لعدم تحملهم الغرق وعدم وصول الأكسجين للمخ لدقائق، نجت هذه الطفلة بعد أن دخلت غرفة العناية المركزة في محاولة – ظنها الأطباء يائسة – لإفاقتها، وتم وضعها على أجهزة إنعاش القلب والصدر فعادت لها الحياة".
انتقلت «جنا» إلى مستشفى منشية البكري بجسر السويس، ويرجح مدير عام الطب العلاجي بمديرية الصحة بالجيزة، الدكتور طارق الجيش، الذي كان موجودا في المستشفى لمتابعة الحادث، أن تبقى جنا في "منشية البكري" لمدة أسبوع تقريبا حتى تستقر حالتها.
أهالي المفقودين: "مستنينهم جثث مش سُلام"
مشهد آخر أمام مستشفى إمبابة التحرير، للعشرات من أهالي وجيران الضحايا المفقودين، رفض الكثير منهم الحديث عن الحادث منتظرين وصول أي من ذويهم.
نسيم فاروق، أحد جيران 9 من المفقودين من أسرة واحدة، أكد أنهم تعودوا على التنزه بالمراكب النيلية كل عام، واتهم الجهات الحكومية بالإهمال والتقصير في التعامل مع الحادث، قائلا: "الحكومة قالت إنه تم إرسال غواصين للبحث عن الجثث ولكن احنا لسة جايين من هناك والمراكبية هما اللي بيدوروا".
كما ألقى "نسيم"، مسئولية الحادث على سائقي المركب والصندل النهري، واختتم كلامه "ماعندناش أمل.. مستنينهم جثث مش سُلام".
«شيرين ونوارة».. آخر ما تبقى من أسرة «ولاد منصور»
أسرة "ولاد منصور"، أو أسرة منصور عبد العظيم، الذي توفى العام الماضي وترك وراءه 11 فردا خرجوا أمس الأربعاء للتنزه على المركب المنكوب، لم ينج منهم من مياه النيل سوى اثنين هما "شيرين – زوجة منصور"، و"نوراة – والدة منصور" والموجودة في مستشفى معهد ناصر، والاثنتان في حالة غير مستقرة.
يقول أيمن حسن سعد، أحد أقارب العائلة إنه تم انتشال جثة طفل من المياه، وجارٍ البحث عن 8 آخرين – 6 أطفال وسيدتين إحداهما حامل".
تبادل أيمن الحديث مع شقيقه سيد، متهمين الجهات المسئولة في الدولة بالتقصير، واتفقا على أن "لو كان هذا الحادث تعرض له أشخاص مهمين أو غرق فوسفات في النيل كما حدث منذ فترة لكان التعامل سيكون أفضل".
"الجهود أقل من الكارثة".. هكذا وصف أيمن، التعامل الحكومي مع الأزمة، متسائلا: "هل احنا مش من الشعب؟ ولا الفوسفات أغلى من البشر؟"، بحسب كلامه.
أهالي ضحايا مركب الوراق أمام مستشفى التحرير العام بإمبابة - تصوير هبه خليفة
ما هي حمولة هذه المركب؟
أثار تساؤل حمولة هذا المركب من الأفراد جدلا بين أهالي الضحايا أمام مستشفى التحرير العام، فرغم أن جميع الواقفين أكدوا ركوبهم هذه المراكب النيلية من قبل، لكن البعض أكد أنها لا يمكن أن تتحمل أكثر من 25 فردا، بينما رجح آخرون أن العدد قد يصل أحيانا إلى 50 فردا إذا كان هناك أطفال كثيرين.
واستنكر أيمن حسن، أحد الاقتراحات التي طرحت لمعرفة عدد ضحايا الحادث، "بمحاولة الوصول إلى دفتر رسوم الدخول أو التذاكر التي دخلوا بها"، مؤكدا أن العدد لن يكون صحيحا لأن الأطفال ليس لهم رسم دخول، على حد قوله.
معهد ناصر.. المشاهد متكررة
لم يختلف الوضع كثيرا أمام مستشفى معهد ناصر، التي انتقل إليها باقي الحالات، وكان عددهم 7 وفيات ومصابة واحدة خرجت من المستشفى بعد أن استقرت حالتها.
رفض أهالي الضحايا الموجودين أمام بوابة المستشفى الحديث مع وسائل الإعلام، وقالت والدة أحدهم بانفعال شديد "احنا مات مننا ستة.. مش عاوزين ولا كلمة.. احنا فينا اللي مكفينا".
أهالي طفلة من ضحايا الحادث أمام جثمانها داخل مستشفى معهد ناصر - تصوير هبه خليفة