كتب - نجوى عبد العزيز وسناء حشيش

أثارت تصريحات الإعلامى مفيد فوزى فى قناة «صدى البلد» ضد الشيخ محمد متولى الشعراوى، غضب الأوساط الدينية والشعبية ومواقع التواصل، مؤكدة تطاوله على قامة علمية مسلمة، بالإضافة إلى تدخله غير المبرر فى شأن ديني- إسلامى وذلك فى حديثه لبرنامج نظرة الذي يقدمه حمدى رزق عن قضية الحجاب وقوله على الشعراوى بأنه خصب التربة للجماعات المتطرفة، الأمر الذى أثار مشاعر المسلمين.

أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه من غير المقبول أن يتدخل مفيد فوزى فى أمور إسلامية بحتة، وشئون داخلية للدين الإسلامى الحنيف، لافتًا إلى أنه ليس جهة تقييم لعالم ليس من ديانته مثل الشيخ الشعراوى، وأضاف «الجندى» أن الحجاب فريضة سماوية لا يحق له الحديث عنها لأن ذلك يثير مشاعر المسلمين فى مصر والعالم كله. وأشار عضو «البحوث الإسلامية» إلى أن الحجاب قضية إسلامية ثابتة ومفروضة على المسلمات، كما أنها تخص المسلمين وحدهم ولا شأن له بها، وقال الجندى: «على مفيد فوزى ألا يقحم نفسه فى قضايا دينية إسلامية هو غير معنى بها لأنها من صميم الدين الإسلامي». وطالبه بأن يكون حذرا ويراعى ما يقوله

لعدم إثارة الفتن والقلاقل التى يحرص الاسلام على إخمادها.

كما أثارت تصريحات فوزى غضب الصوفيين، حيث أكد محمد علاء أبو العزايم رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية أن الإعلامى مفيد فوزى أخطأ عندما تحدث عن الشيخ الشعراوى بعد موته ووصف هذا بالعادة السيئة عند المصريين بحديثهم عن العلماء بعد رحيلهم. وأضاف أن الشيخ الشعراوى صوفى ولم يكن سلفيًا أو وهابيًا ومنهجه بعيد عن التشدد أو التطرف الإرهابى وأكد أن الشيخ الشعراوى رضى الله عنه وأرضاه لم يشجع أبدا على الإرهاب أو التطرف ولم يكن منهجه تربة خصبة لانتشار التطرف والإرهاب للجماعات الإسلامية المتطرفة.

ووصلت حالة الغضب من حديث فوزى عن الشعراوى إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعى، معتبرين ما حدث تطاولا وسوء أدب ضد عالم كبير. ونشر المحامى منتصر الزيات عبر صفحته الشخصية «فيس بوك» تدوينة بعنوان «الصعلوك متحدثا» ‏قال فيها: «خرج علينا أحد هؤلاء الرويبضة لينعت العملاق العلامة الوسطى مثال الاعتدال بأنه مهد الطريق أمام الفكر المتطرف

لكى يظهر ويتفشى فى المجتمع المصرى ويخرج فوزى أضغانه وأحقاده ليقول عن الإمام الشعراوى إنه كان سببا فى ارتداء بعض الفنانات الحجاب وعد ذلك تحريضًا، واتهم بعض رواد «فيس بوك» مفيد فوزى بنشر البغضاء».

من ناحية أخرى، تقدم عمرو عبدالسلام، المحامى، ببلاغ للنائب العام المستشار نبيل صادق، ضد الإعلامى مفيد فوزى، اتهمه فيه بازدراء الأديان.

وقال فى بلاغه «إن تصريحات المشكو فى حقه تجاه العالم الجليل الشيخ الإمام محمد متولى الشعراوى رحمه الله تحمل اتهامات صريحة له وللسواد الأعظم من المسلمين الذين تلقوا العلم عنه وتتلمذوا على يديه بالإرهاب والتطرف وزرع الفتنة والكراهية بين أبناء الوطن الواحد وأنه رحمه الله قد مهد الأرض وحرثها لظهور التيارات المتطرفة والمتشددة وهو ما يعد ازدراءً لجزء كبير من الشعب المصرى المسلم وإهانة رمز من رموز الدين. وأضاف فى بلاغه: أن «فوزى» بسلوكه وأفعاله هو من يسعى ﻹذكاء الفتن بين المصريين والتحريض على الإرهاب عن طريق تأجيج الصراع بين قطبى الأمة المصرية بهدف الإضرار بالسلم والأمن الاجتماعى، ومن ثم فلا مناص من أن تتركه الدولة ليعبث بأمنها ويكدر السلام الاجتماعى بداخلها». وأكد المحامى فى بلاغه: أن المشكو فى حقه يكون قد ارتكب جريمة ازدراء الأديان وأنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة وتعدى بالقدح والذم على داعية مسلم، ما يستوجب أن ينال جزاءه طبقا للمادة 98 من قانون العقوبات وقانون الطوارئ المعمول به فى البلاد منذ عام 1981.