اعد الملف / عبد الرحمن عثمان
تمر هذه الأيام ذكرى أليمة على كل عربي ومسلم ، وليس فقط على كل فلسطيني، ألا وهي ذكرى نكبة فلسطين.. ذكرى إغتصاب فلسطين ، أرض المقدسات الدينية ومقصد كل الأنبياء من خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم – إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن 14 مايو 1948 يمثل بداية التأريخ للنكبة الفلسطينية، إلا أن القاريء المدقق للتاريخ لابد وأن يدرك أن التآمر لصناعة هذه النكبة ربما بدأ قبل ذلك بأكثر من 100 سنة منذ التآمر لتحطيم القوة العربية ممثلة في جيش محمد علي الذي وصل إلى مشارف تركيا أو الإمبراطورية العثمانية المريضة ،في مؤتمر لندن 1840. إنها مؤامرة نراها تتكرر كلما نشأت شبه قوة في الشرق يمكن أن تناهض القوة الأوروبية وتحول بينها وبين مصالحها التجارية. رأينها تتكرر بعد ثورة يوليو 1952 بضربتين مؤلمتين لمصر في عامي 1956 و1967. وضرب لإيران [عن طريق دعم عراق صدام] عام 1979 ثم تحطيم لقوة العراق التي صنعوها ودعموها ضد إيران وإحتلال للعراق بعد أن أدى دوره في تحطيم إيران وتوصيل الغرب إلى الخليج البترولي. وسنراها إذا ما حاولت أمة العرب أن تنهض.
لكن مسلك الغرب في صناعة نكبة فلسطين كان أشد المسالك قذارة وتمثل في إقتلاع شعب فلسطين من أرضه وتسكين يهود الشتات مكانه. وضرب الغرب عدة عصافير بحجر واحد وحقق معظم أهدافه في المنطقة:
1- تخلص من المشكلة اليهودية التي كانت تزعج كل بلدان الغرب بما فيهم أمريكا ، فوجود أعداد كبيرة من اليهود في بلادهم كان مثارا للمشكلات الدائمة .
2- زرع دولة أو شوكة وسط الوطن العربي تحول دون توحده.
3- شغل العالم العربي بصراع لا ينقطع مع الدولة الصهيونية .
4- ضمن مصالحه التجارية في الشرق بل وزاد مبيعاته من السلاح [المتهالك ] الذي تشتريه الدول العربية لتكون في مأمن من إسرائيل.
5- إذا استطاع العرب القضاء على اليهود فسيكون الغرب قد تخلص من المشكلة اليهودية إلى الأبد.
تمر هذه الأيام ذكرى أليمة على كل عربي ومسلم ، وليس فقط على كل فلسطيني، ألا وهي ذكرى نكبة فلسطين.. ذكرى إغتصاب فلسطين ، أرض المقدسات الدينية ومقصد كل الأنبياء من خليل الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم – إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
ورغم أن 14 مايو 1948 يمثل بداية التأريخ للنكبة الفلسطينية، إلا أن القاريء المدقق للتاريخ لابد وأن يدرك أن التآمر لصناعة هذه النكبة ربما بدأ قبل ذلك بأكثر من 100 سنة منذ التآمر لتحطيم القوة العربية ممثلة في جيش محمد علي الذي وصل إلى مشارف تركيا أو الإمبراطورية العثمانية المريضة ،في مؤتمر لندن 1840. إنها مؤامرة نراها تتكرر كلما نشأت شبه قوة في الشرق يمكن أن تناهض القوة الأوروبية وتحول بينها وبين مصالحها التجارية. رأينها تتكرر بعد ثورة يوليو 1952 بضربتين مؤلمتين لمصر في عامي 1956 و1967. وضرب لإيران [عن طريق دعم عراق صدام] عام 1979 ثم تحطيم لقوة العراق التي صنعوها ودعموها ضد إيران وإحتلال للعراق بعد أن أدى دوره في تحطيم إيران وتوصيل الغرب إلى الخليج البترولي. وسنراها إذا ما حاولت أمة العرب أن تنهض.
لكن مسلك الغرب في صناعة نكبة فلسطين كان أشد المسالك قذارة وتمثل في إقتلاع شعب فلسطين من أرضه وتسكين يهود الشتات مكانه. وضرب الغرب عدة عصافير بحجر واحد وحقق معظم أهدافه في المنطقة:
1- تخلص من المشكلة اليهودية التي كانت تزعج كل بلدان الغرب بما فيهم أمريكا ، فوجود أعداد كبيرة من اليهود في بلادهم كان مثارا للمشكلات الدائمة .
2- زرع دولة أو شوكة وسط الوطن العربي تحول دون توحده.
3- شغل العالم العربي بصراع لا ينقطع مع الدولة الصهيونية .
4- ضمن مصالحه التجارية في الشرق بل وزاد مبيعاته من السلاح [المتهالك ] الذي تشتريه الدول العربية لتكون في مأمن من إسرائيل.
5- إذا استطاع العرب القضاء على اليهود فسيكون الغرب قد تخلص من المشكلة اليهودية إلى الأبد.
خلفية تاريخية
يرى البعض أن أطماع اليهود الغربيين في العصر الحديث في الأراضي الفلسطينية بدأت منذ عام 1530 م عندما حاول اليهودي الإيطالي يوسف ناسي الذي كان يعتبر أغنى رجل في العالم حينها بناء مستعمرة لليهود الغربيين يفرون فيها من الاضطهاد الذي يتعرضون له في الغرببدأ اليهود الغربيون في ثمانينيات القرن التاسع عشر، بتبني نظريات جديدة في استعمار الأراضي الفلسطينية تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنية أو السلمية بالسيطرة المسلحة. وقد كان من أكبر المتبنين لهذه النظرية الحركة الصهيونية العالمية التي قالت:
«إن اليوم الذي نبني فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذي ستقوم فيه دولتنا»
ظهور الحركة الصهيونية والمقاومة
في أواسط 1880، قامت الحركة الصهيونية في أوروبا بتكوين مجموعة "عشاق صهيون" (المؤتمر الصهيوني الأول كان في بازل عام 1897). طالبت هذه الحركة بإقامة دولة خاصة باليهود، ورأى العديد من الصهاينة أن موقع هذه الدولة يجب أن يكون في مكان الدولة التاريخية اليهودية، المنطقة التي تعرف باسم فلسطين. كانت فلسطين حينئذ جزءاً من الدولة العثمانية وتحظى بحكم محلي (ولاية)، وكانت المنطقة مأهولة بالفلسطينيين العرب بشكل رئيسي (ظل اليهود يشكلون نسبة أقل من 8% حتى عام 1920).لاقى هذا المشروع الصهيوني غضباً شعبياً عم كل فلسطين، ورفضاً قاطعاً من كل الشخصيات السياسية آنذاك، كان من بينهم مفتي القدس أمين الحسيني وعز الدين القسام ولاحقاً عبد القادر الحسيني، وزعماء سياسيين ودينيين وعسكريين آخرين، وكانت هذه هي بدايات نشوء المقاومة الشعبية في فلسطين. فيما تباينت مواقف الشخصيات العربية والحكام العرب في تعاملهم مع هذا المشروع فمنهم من أيد الفلسطينيين في تحقيق مصيرهم ومنهم من التزم الصمت، ومنهم من مد يده لزعماء الحركة الصهيونية من أجل نيل رضى الحكومة البريطانية، مثل الأمير فيصل بن الحسين الذي التقى حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، وغيره.
فرمان عثماني موقع من السلطان عبد الحميد الثاني يعارض فيه الهجرة اليهودية إلى فلسطينأما بالنسبة للدول الغربية فقد رحبت بالمشروع الصهيوني في فلسطين، فتلقى المشروع دعماً مالياً وعسكرياً ولوجستياً من دول كبرى مثل بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا. والتي رأت في كون الدولة العبرية التي يطمح الصهاينة لإنشائها في فلسطين، حماية لمصالحها في المنطقة.
الثورة العربية الكبرى
أعلن الشريف حسين بن علي الثورة ضد الأتراك باسم العرب جميعاً. وكانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الشريف حسين وقادة الجمعيات العربية في بلاد الشام والعراق في ميثاق قومي عربي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة عربية متحدة قوية، وكانت فلسطين من ضمن المناطق المكونة لهذه الدولة العتيدة. وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل إشراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك. ونشرت جريدة "القبلة" بيانا رسمياً برفع العلم العربي ذي الألوان الأربعة ابتداءً من (9 شعبان 1335 الموافق 10 حزيران/يونيو 1917) وهو يوم الذكرى السنوية الأولى للثورة. إلا أن بريطانيا نقضت عهدها للعرب، وتمت المصادقة على اتفاقية سايكس بيكو ومن ثم وعد بلفور لتكريس الوجود الصهيوني في فلسطين، وفصل الأخيرة عن محيطها العربي.اتفاقية سايكس بيكو
توزيع الأراضي حسب اتفاقية سايكس بيكو، حيث وقع جزء كبير من فلسطين - باللون البني - تحت الإدارة الدوليةتم في عام 1916 عقد تفاهم سري بين فرنسا وبريطانيا ومصادقة روسيا على اقتسام الجزء الشمالي من الأراضي العربية (العراق وبلاد الشام) بين فرنسا وبريطانيا لتحديد مناطق النفوذ في المشرق العربي بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، جراء هزيمتها في الحرب العالمية الأولى.تقرر أن تقع المنطقة التي اقتطعت فيما بعد من جنوب سوريا وعرفت بفلسطين تحت إدارة دولية (عدا صحراء النقب)، يتم الاتفاق عليها بالتشاور بين بريطانيا وفرنسا وروسيا. ولكن الاتفاق نص على منح بريطانيا مينائي حيفا وعكا على أن يكون لفرنسا حرية استخدام ميناء حيفا مقابل حرية استخدام بريطانيا لميناء اسكندرون السوري الواقع تحت الوصاية الفرنسية.
لاحقاً، وتخفيفاً للإحراج الذي أصيب به الفرنسيون والبريطانيون بعد كشف هذه الاتفاقية ووعد بلفور، صدر كتاب تشرشل الأبيض سنة 1922 ليوضح بلهجة مخففة أغراض السيطرة البريطانية على فلسطين. إلا أن محتوى اتفاقية سايكس-بيكو تم التأكيد عليه مجدداً في مؤتمر سان ريمو عام 1920. بعدها، أقر مجلس عصبة الأمم وثائق الانتداب على المناطق المعنية في 24 حزيران 1922.
وعد بلفور
لقد تبنت إنجلترا منذ بداية القرن العشرين سياسة إيجاد كيان يهودي سياسي في فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعاً لنفوذهم ودائراً في فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون في المستقبل مشغلة للعرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم يعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم. وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.كانت هناك مصالح مشتركة ذات بعد إستراتيجي، ففي الأساس كانت بريطانيا قلقة من هجرة يهود روسيا وأوروبا الشرقية الذين كانوا يتعرضون للاضطهاد. فوجدت أن لها مصلحة في توظيف هذه العملية في برنامج توسعها في الشرق الأوسط، فحولت قوافل المهاجرين إلى فلسطين بعد صدور الوعد، وقامت بتوفير الحماية لهم والمساعدة اللازمة. فما كان من وزير خارجية إنجلترا آرثر جيمس بلفور إلا أن أصدر وعداً باسم ملك بريطانيا لزعماء الحركة الصهيونية في 2 نوفمبر عام 1917 بتأسيس وطن قومي لليهود على أرض فلسطين.
لقي هذا الإعلان معارضة العرب، الذين خدعتهم بريطانيا عندما وعدتهم بالاستقلال إذا وقف العرب بجانبها ضد العثمانيين.
الانتداب البريطاني على فلسطين
سيطر الجيش البريطاني في عام 1917 على فلسطين وشرق الأردن بمساعدة الثورة العربية بقيادة الشريف حسين (التي كانت تسعى إلى استقلال ووحدة الولايات العربية بناء على مراسلات حسين-مكماهون)، وتم تطبيق معاهدة سايكس بيكو وخضعت الأردن وفلسطين للانتداب البريطاني. وفي نفس العام، أرسل آرثر جيمس بلفور، وزير الخارجية البريطاني رسالة إلى البارون ليونيب وولتر دي روتشيلد، يتعهد فيها بتأييد بريطانيا لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين مع ملاحظة أن لا يؤدي ذلك إلى المس بالحقوق المدنية والدينية لغير اليهود في فلسطين، وهو ما عرف فيما بعد بوعد بلفور.اتفاقية فيصل وايزمان
في 3 /1 /1919 وقعت اتفاقية فيصل وايزمان من قبل الأمير فيصل أبن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام 1919م يعطي بها لليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين والإقرار بوعد بلفور.
الهجرة اليهودية
حسب الإحصائيات الرسمية، هاجر 367845 شخصا (من اليهود وغير اليهود) إلى فلسطين منذ نهاية القرن ال19، منهم 33304 هاجروا من الناحية القانونية بين 1920 و1945. كذلك هاجر حوالي 50000-60000 من اليهود، وعدد قليل من غير اليهود، بطريقة غير قانونية خلال هذه الفترة. أدت الهجرة لمعظم الزيادة في عدد السكان اليهود، في حين أن غير اليهود أتت الزيادة إلى حد كبير الزيادة السكانية الطبيعية.-
بدأت بريطانيا بالتعامل بحذر مع الطرفين العربي واليهودي ولكن بحجة معاداة السامية في أوروبا التي نمت خلال أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كان نتيجتها أن الهجرة اليهودية (ومعظمها من أوروبا) إلى فلسطين بدأت على زيادة ملحوظة، مما خلق الكثير من الاستياء العربي. مما أدى لوضع الحكومة البريطانية قيود على الهجرة اليهودية إلى فلسطين حيث أصدرت الكتاب الأبيض لوقف وتنظيم هجرة اليهود لفلسطين. هذه الحصص مثيرة للجدل، ولا سيما في السنوات الأخيرة من الحكم البريطاني. وقد تنامى الشعور في العديد من الدول العربية لمقاتلة البريطانيين وبعض المنظمات اليهودية التي هاجمت السكان العرب ردا على الهجمات على الجماعات اليهودية. اعتمد اليهود من ناحية عسكرية على منظمة "الهاجاناه" التي كانت ميليشيا شبه سرية تعاونت مع السلطات البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم قاتلت البريطانيين والعرب عشية إلغاء الانتداب. في تلك الفترة نشطت أيضا منظمات يهودية أكثر تطرفا مثل "إرجون" و"مجموعة شتيرن" ("ليحي") التي قامت بعمليات إرهابية وشنت حملة عنيفة ضد الأهداف العربية والبريطانية.
الثورة الفلسطينية الكبرى
ثورة عام 1936هي من أضخم الثورات الشعبية التي قام بها الشعب الفلسطيني ضد المستعمرين الإنجليز واليهود المهاجرين إلى فلسطين في زمن الانتداب البريطاني على فلسطين، كثورة عام 1920، 1921 وثورة البراق عام 1929. استمرت ثلاث سنين متواصلة ابتداء من عام 1936 - 1939 اثر وفاة الشيخ عز الدين القسام على أيدي الشرطة البريطانية في جنين. أعلن بعدها الإضراب العام الذي ضم معظم المدن العربية الفلسطينية.
تقسيم فلسطين
هو الاسم الذي أطلق على قرار قامت الجمعية العامة التابعة لهيئة الأمم المتحدة بالموافقة عليه في 29 نوفمبر 1947، وقضت بإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيم أراضيه إلى 3 كيانات جديدة، أي تأسيس دولة عربية وأخرى يهودية على تراب فلسطين وأن تقع مدينتا القدس وبيت لحم في منطقة خاصة تحت الوصاية الدولية. كان هذا القرار المسمى رسميا بقرار الجمعية العامة رقم 181 [3] من أول المحاولات لحل النزاع العربي/اليهودي-الصهيوني على أرض فلسطين.تبادرت فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية مع تحديد منطقة دولية حول القدس في تقرير لجنة پيل من 1937 وتقرير لجنة وودهد من 1938، وصدر هذان التقريران عن لجنتين تم تعيينهما على يد الحكومة البريطانية لبحث قضية فلسطين إثر الثورة الفلسطينية الكبرى التي دارت بين السنوات 1933 و1939.
بعد الحرب العالمية الثانية وإقامة هيئة الأمم المتحدة بدلا لعصبة الأمم، طالبت الأمم المتحدة إعادة النظر في صكوك الانتداب التي منحتها عصبة الأمم للإمبراطوريات الأوروبية، واعتبرت حالة الانتداب البريطاني على فلسطين من أكثر القضايا تعقيدا وأهمية.
النكبة وقيام إسرائيل
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، تصاعدت حدّة هجمات الجماعات الصهيونية على القوات البريطانية في فلسطين، مما حدا ببريطانيا إلى إحالة المشكلة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة، وفي 28 ابريل بدأت جلسة الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين، واختتمت أعمال الجلسات في 15 مايو 1947 بقرار تأليف (UNSCOP) لجنة الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين [3]، وهي لجنة مؤلفة من 11 عضوا، نشرت هذه اللجنة تقريرها في 8 سبتمبر الذي أيد معظم أفرادها حل التقسيم، بينما أوصى الأعضاء الباقون بحل فيدرالي، فرفضت الهيئة العربية العليا اقتراح التقسيم أما الوكالة اليهودية فأعلنت قبولها بالتقسيم، ووافق كل من الولايات الأمريكية المتحدة والاتحاد السوفييتي على التقسيم على التوالي، وأعلنت الحكومة البريطانية في 29 أكتوبر عن عزمها على مغادرة فلسطين في غضون ستة أشهر إذا لم يتم التوصل إلى حل يقبله العرب والصهاينة.
في الفترة التي تلت ذلك، تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية من جميع الأطراف، وكانت لدى الصهاينة خطط مدروسة قامت بتطبيقها وكانت تسيطر على كل منطقة تنسحب منها القوات البريطانية، في حين كان العرب في حالة تأزم عسكري بسبب التأخر في القيام بإجراءات فعالة لبناء قوة عربية نظامية تدافع عن فلسطين، ونجحت القوات الصهيونية باحتلال مساحات تفوق ما حصلت عليه في قرار التقسيم، وخرجت أعداد كبيرة من الفلسطينيين من مدنهم وقراهم بسبب المعارك أو بسبب الخوف من المذابح التي سمعوا بها.
وفي 13 مايو وجه حاييم وايزمان رسالة إلى الرئيس الأمريكي ترومان يطلب فيها منه الإيفاء بوعده الاعتراف بدولة يهودية، وأعلن عن قيام دولة إسرائيل في تل أبيب بتاريخ 14 مايو الساعة الرابعة بعد الظهر، وغادر المندوب السامي البريطاني مقره الرسمي في القدس متوجها إلى بريطانيا، وفي أول دقائق من 15 مايو انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين وأصبح الإعلان عن قيام دولة إسرائيل نافذ المفعول، واعترفت الولايات الأمريكية المتحدة بدولة إسرائيل بعد ذلك بعشرة دقائق، ولكن القتال استمر ولكن هذه الآن أصبحت الحرب بين دولة إسرائيل والدول العربية المجاورة.
مع نهاية الحرب كانت إسرائيل قد أصبحت واقعا، وسيطرت على مساحات تفوق ما نص عليه قرار تقسيم فلسطين، واحتلت من فلسطين (حسب تقسيم الانتداب البريطاني) كامل السهل الساحلي باستثناء قطاع غزة الذي سيطرت عليه مصر ،كما قامت على كامل النقب والجليل وشمال فلسطين، وأصبحت مناطق القدس الشرقية والضفة الغربية جزءا من المملكة الأردنية الهاشمية. وبدأ تاريخ جبهة أعرض من الصراع مع الدول العربية.
الترهيب بالمجازر
بعد أن رسخ اليهود أقدامهم في فلسطين قبل حرب فلسطين بدأوا عصرا جديدا من التطهير العرقي ضد السكان الفلسطينين بغرض إجبارهم على الرحيل عن الأراضي والمنازل التي بحوزتهم داخل المناطق التي احتلها الصهاينة. فكان الكثيرون من الفلسطينيون يهربون من أراضيهم لحماية أرواحهم وأبنائهم. ففر كثيرون بعد أن سمعوا أنباء المذابح في القرى والمدن التي حولهم ولو كانت مجرد إشاعات فتحقق لليهود ما أرادوا وأفرغوا معظم الأراضي الفلسطينية من سكانها.مجزرة دير ياسين
دير ياسين هي قرية فلسطينية، تقع غربي القدس حدثت فيها مذبحة مروعة في 9 أبريل عام 1948 على يد الجماعتين الصهيونيتين: ارجون وشتيرن. أي بعد أسبوعين من توقيع معاهدة سلام طلبها رؤساء المستوطنات اليهودية المجاورة ووافق عليها أهالي قرية دير ياسين. وراح ضحية هذه المذبحة أعداد كبيرة من السكان لهذه القرية من الأطفال، وكبار السن والنساء والشباب. عدد من ذهب ضحية هذه المذبحة مختلف عليه، إذ تذكر المصادر العربية والفلسطينية أن ما بين 250 إلى 360 ضحية تم قتلها، بينما تذكر المصادر الغربية أن العدد لم يتجاوز 107 قتلى.
كانت مذبحة دير ياسين عاملاً مهمّاً في الهجرة الفلسطينية إلى مناطق أُخرى من فلسطين والبلدان العربية المجاورة لما سببته المذبحة من حالة رعب عند المدنيين. ولعلّها الشعرة التي قصمت ظهر البعير في إشعال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948. وأضفت المذبحة حِقداً إضافياً على الحقد الموجود أصلاً بين العرب والإسرائيليين.
حرب فلسطين
وقد نشبت عقب إعلان قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين يوم 15 مايو 1948 حيث قامت قوات خمس دول عربية (مصر وسوريا والأردن ولبنان والعراق) بدخول فلسطين لمنع قيام إسرائيل على أرض فلسطين، واستمرت العمليات العسكرية حتى يناير/ كانون الثاني 1949 بعد أن سيطرت إسرائيل عمليا على الأجزاء التي أعطاها إياها قرار التقسيم 181 وأكثر منها.وفي ذاك التاريخ ولدت مسألة اللاجئين بخروج أكثر من 400 ألف فلسطيني من ديارهم إلى الضفة الغربية (التي اتبعت بالأردن لاحقا) وقطاع غزة (الذي ضمته مصر أيضا)، بالإضافة لدول الجوار والمهجر، ليبدأ الصراع العربي الإسرائيلي
لقد حققت الجيوش العربية عند دخولها فلسطين بعد 15 مايو 1948 انتصارات معتبرة، فحققت القوات المصرية نجاحات ملموسة في القطاع الجنوبي، كذلك القوات الأردنية والعراقية في جبهة القدس وشمال الضفة الغربية. أحدثت تلك العمليات حرجاً للقوات الصهيونية سرعان ما أزيلت آثاره بقرار مجلس الأمن في 22 مايو 1948 بوقف إطلاق النار مدة 36 ساعة، ورفضت الدول العربية ذلك القرار في حينه، فمارست الولايات المتحدة وبريطانيا ضغوطاً مشددة مصحوبة بتهديدات للحكومات العربية. وتقدم الوفد البريطاني في مجلس الأمن بطلب جديد لوقف القتال مدة أربعة أسابيع، وضبط تدفق المتطوعين والسلاح إلى فلسطين إبان تلك الفترة. وفي 2 يونيو أبلغت الدول العربية مجلس الأمن موافقتها على ذلك القرار، وتوقف القتال بالفعل في 11 يونيو وعرفت تلك الفترة بالهدنة الأولى.
إلا أن الإرادة المتزعزعة للحكام العرب في تلك الأيام وعدم التنسيق بين الجيوش العربية رغم تقديمها التضحيات، والدعم والتدريب الذي نالته العصابات الصهيونية على يد بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى تفوق الإسرائيليين بالعدد، كل هذا أدى إلى هزيمة الجيوش العربية وسقوط أكثر من 78 % من أرض فلسطين بيد الدولة العبرية، أي أكثر من المساحة المخصصة لها في التقسيم عام 1947 حيث أعطى لليهود 55% من أرض فلسطين.
التطهير العرقي للفلسطينيين
قامت الحركة الصهيونية خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين وحتى بعد تأسيس دولة إسرائيل بتنفيذ جملة من الأمور المخطط لها مسبقاً والتي كان الهدف منها ترحيل الفلسطينيين والتطهير العرقي لفلسطين، مثل استهداف قرى ومدن فلسطينية بهجمات إرهابية شنتها منظمات الهاجاناه والإرجون والشتيرن.
أدت هذه العمليات إلى استيلاء اليهود على ما يقارب 78% من مساحة فلسطين التاريخية، وقتل وتهجير 750 ألف إلى مليون فلسطيني قسريا إلى دول الجوار وأجزاء أخرى من فلسطين. شكّل اللاجئون الفلسطينيون الذين خرجوا من المناطق التي قامت عليها إسرائيل، نواة جديدة للقضية الفلسطينية.
إذ نزح بين عام 1947 مرورًا بحرب 1948 حوالي 750000 عربي فلسطيني عن بلداتهم[6]. بعد نهاية الحرب تقسمت منطقة الانتداب بين إسرائيل والأردن ومصر حيث منحت إسرائيل الجنسية الإسرائيلية لمن بقي داخل حدودها فقط ورفضت عودة النازحين العرب من خارج هذه الحدود. أما الأردن فمنحت جنسيتها لسكان الضفة الغربية بما في ذلك اللاجئين إليها. أما سكان قطاع غزة واللاجئين إليها فبقوا دون مواطنة إذ رفضت مصر منحهم الجنسية المصرية. يشكل اللاجئون اليوم قرابة نصف الشعب الفلسطيني أي حوالي 4,6 مليون نسمة (1995).[7]
توازن القوى بينا إسرائيل والعرب في حرب 1948 :
قدر العميد الركن حسن مصطفى عدد القوات اليهودية بما يلي:
1- عشرون ألف جندي يهودي دربوا تدريبًا كاملاً ومزودين بالسلاح الكامل.
2- عشرة آلاف جندي يهودي دربوا تدريبًا كاملاً ولم يزودوا بالسلاح الكامل.
3- ثلاثون ألف جندي يهودي دربوا تدريبًا جزئيًا ولم يزودوا بالسلاح.
4- ستة آلاف جندي ينتمون إلى عصابة الأرغون.
5- ألف جندي ينتمون إلى عصابة شتيرن.
وبذلك يكون المجموع ستة وستين ألف جندي يهودي يقابلهم عشرون ألفًا وخمسمائة جندي عربي لا غير.
وقد ورد أيضًا في الصفحة 170 من كتاب حرب فلسطين عام 1948 للواء أركان حرب ابراهيم شكيب من قادة الجيش المصري ما يلي:
"حدد العميد سعد الدين صبور الحجم الإجمالي للجيوش العربية الخمسة بحوالي 14243 ضابطًا وجنديًا مستندًا إلى بيانات المخابرات البريطانية في عمان على أساس أن القوات المصرية المحتشدة في العريش هي مجموعة لواء قوامها 2500 إلى ثلاثة آلاف ضابط وجندي وثلاث بطاريات (كتائب) مدفعية والاي سيارات مصفحة.. ويستطرد العميد صبور فيقول، أما قوات الجيش الأردني المحتشدة في أريحا والزرقا فقدرها بأربعة آلاف وخمسمائة ضابط وجندي وبطارية مدافع 25 رطلاً. كما قدر القوات العراقية في المفرق بشرق الأردن بـ 1943 ضابطًا وجنديًا وأخيرًا قدر حجم القوات السورية بألفي ضابط وجندي فضلاً عن ألف وثمانمائة ضابط وجندي لبناني، وبعض المدافع المساندة عيار 25 رطلاً.
أي أن القوات العربية مجتمعة كانت أقل من ربع عدد القوات اليهودية المشاركة في المعركة والمدعومة بأحدث الأسلحة الأوروبية .
هدنة 1949
بعد الانتهاء من حرب 1948، تم التوقيع على اتفاقيات رودس التي فرضت الهدنة بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن ولبنان. ووقعت كل دولة على الاتفاق بشكل منفصل، ماعدا العراق وتم بموجب هذه الاتفاقيات رسم الخط الأخضر الذي تم تحديده رسميا كخط وقف إطلاق النار، ولكنه أصبح بالفعل حدودا بين دولة إسرائيل الحديثة آنذاك والدول العربية المجاورة. بقيت داخل الخط الأخضر، أي في إسرائيل، عدد من البلدات والمدن العربية الفلسطينية والمدن المختلطة التي يسكنها يهود وعرب. كذلك بقي داخل الخط الأخضر الجزء الغربي من مدينة القدس إذ مر الخط الأخضر وسط المدينة.
أدى رسم الخط الأخضر على أرض الواقع إلى تقسيم فلسطين إلى ثلاث أجزاء، إسرائيل (وهو الجزء الأكبر يشكل ما نسبته 78% من مساحة فلسطين) والضفة الغربية (التي ألحقت بالأردن لاحقا) وقطاع غزة (الذي ضمته مصر)، حيث يشكل الأخيران ما نسبته 22% من مساحة فلسطين التاريخية، قامت إسرائيل باحتلالهما لاحقا في عام 1967.
الضفة الغربية وقطاع غزة
الضفة الغربية وقطاع غزة.بدأ هذان المصطلحان بالظهور بعد حرب 1948، حيث تأسست دولة إسرائيل على الأراضي الموعودة للدولة اليهودية في خطة تقسيم فلسطين وعلى أراض إضافية استولى الجيش الإسرائيلي عليها أو تسلمتها إسرائيل بموجب اتفاقيات رودس، أما باقي الأراضي فانقسمت إلى جزأين غير متواصلين، ضم الأردن الأكبر منهما - الضفة الغربية - بناءا على الاتفاق الذي ابرم في مؤتمر أريحا وذلك في عام 1949 حيث اجتمعت زعامات فلسطينية من الضفة الغربية وطالبت بالوحدة مع الأردن فكان ذلك وجرت انتخابات نيابية، بينما فرضت مصر الحكم العسكري على الأصغر منهما، أي على قطاع غزة. في 1956 احتل الجيش الإسرائيلي قطاع غزة لمدة 5 أشهر ضمن العمليات العسكرية المتعلقة بأزمة السويس، ثم أعادها إلى الحكم العسكري المصري. في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية وقطاع غزة وفرضت إسرائيل عليهما الحكم العسكري، ما عدا الجزء الشرقي من مدينة القدس وضواحيها التي ضمتها إسرائيل إلى أراضيها. وبفضل العلاقات السرية بين إسرائيل والأردن استمرت العلاقات بين الأردن والضفة الغربية حتى أعلن العاهل الأردني حسين بن طلال قرار فك الارتباط في 1988 بتنازله عن الضفة الغربية وفك علاقات الأردن بها. في 1982 أكملت إسرائيل انسحابها من شبه جزيرة سيناء بموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ولكن قطاع غزة بقيت تحت الحكم العسكري الإسرائيلي.
حرب 1956
يطلق عليها في العالم العربي (العدوان الثلاثي) وفي الإعلام الغربي (أزمة السويس) حرب وقعت أحداثها في مصر وقطاع غزة في 1956 وكانت الدول التي اعتدت عليها هي فرنسا وإسرائيل وبريطانيا على أثر قيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. تعرف أيضا هذه الحرب بحرب 1956. دام احتلال إسرائيل لقطاع غزة فيها عدة أشهر استمر حتى 1957.حرب 1967 النكسة
تسمى بالإعلام الغربي والإسرائيلي (حرب الأيام الستة). هي حرب حدثت عام 1967 بين إسرائيل وكل من مصر وسوريا والأردن وبمساعدة لوجستية من دول عربية عديدة، انتهت بانتصار إسرائيل واستيلائها على باقي فلسطين (قطاع غزة والضفة الغربية) بالإضافة إلى سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية..[ وتهجير المزيد من أبناء الشعب الفلسطيني إلى دول الجوار.
كما ألحقت الحرب هزيمة نفسية بالجيوش العربية بعد أن فقدت الكثير من ثقتها في قدراتها العسكرية وكفاءتها القتالية، في حين ارتفعت معنويات الجيش الإسرائيلي وراجت مقولته "إنه الجيش الذي لا يقهر".
أعلنت إسرائيل عن ضم القدس الشرقية (التي كانت تتبع للأردن إداريا منذ 1951) بشكل انفرادي بعيد النكسة مباشرةً، ففي القرار الإسرائيلي الذي أصدره الكنيست في 27 يونيو 1967 تم بموجبه تخويل حكومة إسرائيل بضمها للجزء الشرقي من القدس، وجعل المدينة بأكملها عاصمة موحدة للدولة العبرية والذي كرس الجهود الإسرائيلية المستمرة لتهويدها.
وشرعت إسرائيل على الفور في نهب الكثير من ثروات الضفة الغربية لا سيما المائية منها، والقيام وبطريقة منهجية بعمليات تهويد للقدس الشرقية. واستطاعت باستيلائها على أراضي الضفة تحسين وضعها الإستراتيجي وقدرتها على المناورة العسكرية، وإزالة الخطر الذي كان من الممكن أن يتهددها من وجود أي جيش عربي منظم ومسلح في الضفة الغربية التي تعتبر القلب الجغرافي لفلسطين التاريخية.
كان لتداعيات حرب 1967 أو النكسة وقع كبير على منظمة التحرير الفلسطينية، والتي كانت لا تزال فتية آنذاك، ونتج عنها تأسيس فصائل جديدة منشقة ذات فكر أقرب إلى الماركسية منها إلى القومية العربية، نتيجة لتدهور المشروع القومي العربي في فترة ما بعد النكسة، وبدأ انتشار الفدائيين الفلسطينيين يتركز في دول الطوق وخاصة الأردن ولبنان وسوريا. وبدأ العمل المقاوم يظهر من خارج فلسطين، بعد سقوط الضفة الغربية وقطاع غزة بيد إسرائيل وإكمال احتلالها لأرض فلسطين.
أحداث أيلول الأسود
أيلول الأسود هو الاسم الذي يشار به إلى شهر أيلول من عام 1970 م، والذي يعرف أيضًا "بفترة الأحداث المؤسفة". في هذا الشهر تحرك الجيش الأردني بناء على تعليمات الملك حسين لوضع نهاية لوجود المنظمات الفلسطينية المتواجدة في المدن الأردنية والتي أرادت إحداث تغير في الأردن. لم تكن العلاقات بين الملك حسين وجمال عبد الناصر جيدة الأمر الذي أعطى منظمة التحرير قوة دافعة داخل الأردن مرده أن الأنظمة العربية المجاورة للأردن سوف تتدخل إلى صالح المنظمات الفلسطينية إذا ما نشب الصراع مع الجيش الأردني إلا أن ذلك لم يحدث، اضطرت بعدها القيادة الفلسطينية أن تنسحب من عمّان إلى الريف الأردني في الشمال، وبالأخص أحراش جرش بعد انعقاد مؤتمر القاهرة بين الملك حسين وياسر عرفات برعاية جمال عبدالناصر قبيل وفاته بأيام فقط ،إلا أنه تجدد الصدام بين منظمة التحرير والحكومة الأردنية في تموز 1971، مما أدى إلى خروج قوات الثورة الفلسطينية من الأردن نهائيا ومعها جميع الفدائيين وأسلحتهم إلى لبنان.
منظمة التحرير في لبنان
ما إن استقرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان حتى اشتعلت الحرب الأهلية عام 1975 وتورطت فيها فصائل المقاومة الفلسطينية وبدلا من أن يتوجه رصاص المقاومة إلى إسرائيل توجه نتيجة لهذه الفتنة إلى صدور اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين أنفسهم. لكن هذا لايعني أن عمليات المقاومة الفلسطينية لم تهدئ ضد إسرائيل على الجبهة اللبنانية، ففي 1978 قام الجيش الإسرائيلي بغزو جنوب لبنان لغرض مطاردة المقاتلين الفلسطينيين كعملية انتقامية لهجوم فلسطيني على حافلة ركاب إسرائيلية في تل أبيب أدت إلى مقتل 35 إسرائيليا ولكن الأزمة انتهت بتدخل مجلس الأمن وانسحاب إسرائيل
الحرب الأهلية اللبنانية
حرب أهلية نشبت بين أطراف لبنانية مختلفة بعد نزوح الفدائيين الفلسطينيين إلى لبنان من الأردن عام 1971، اضطلع الطرف الفلسطيني فيها بدور محوري، نتيجة رفض الموارنة الوجود الفلسطيني في لبنان، الذي أرسى أسسه اتفاق القاهرة عام 1969. في حين ورط الفلسطينيين تحالفهم مع اليسار اللبناني، في الحرب الأهلية اللبنانية، التي عدها البعض حربا بين اللبنانيين والفلسطينيين.
حيث هاجمت ميليشيات حزب الكتائب اللبناني اليميني الفلسطينيين في حافلة شرق بيروت في يوم 13 أبريل 1975. كانت تلك الشرارة لبدء القتال في كل أنحاء البلاد، حيث تحالفت الحركة الوطنية اللبنانية مع منظمة التحرير الفلسطينية وسيطرا على ما يقرب من 70 ٪ من لبنان في أبريل 1976. في يونيو من نفس العام، القوات السورية تدخل لبنان وسرعان ما تصبح الأقوى في البلاد، وتسيطر على كثير من المواقع الإستراتيجية المهمة، لكن في 14 مارس 1978 قامت القوات الإسرائيلية بغزو جنوب لبنان، بهدف خلق منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترا في عمق الأراضي اللبنانية. إسرائيل وجدت أن احتلال الأراضي كان سهلا وسرعان ما سيطرت على 10 ٪ من جنوب البلاد.
مغادرة مقاتلي منظمة التحرير لبيروت عام 1982انتهت الحرب الأهلية اللبنانية عمليا في عام 1989 بعد اتفاق الطائف. إلا أن منظمة التحرير كانت قد خرجت من الصراع منذ خروجها من لبنان في عام 1982 إلى تونس ودول عربية أخرى أثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، باستثناء حرب المخيمات التي نشبت ما بين 1985 و1988 والتي كان لبقايا مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في مخيمات لبنان، دور فيها.
قدم رونالد ريغان ضمان شخصيا للمقاتلين الفلسطينين بالحفاظ على أمن عائلاتهم إذا ما غادروا إلى تونس واضطرت إسرائيل إلى الموافقة على خروج المقاتلين تحت حماية دولية مكونة من 800 جندي مارينز أمريكي، و800 جندي فرنسي و400 إيطالي. غادر 14،614 مقاتل فلسطيني بيروت إلى سوريا وعدة دول عربية تحت القصف الإسرائيلي، بالرغم من الحماية الدولية، بينما غادرت القيادة الفلسطينية إلى تونس.
إجتياح لبنان 1982
أسفر إجتياح لبنان عن خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى تونس ، وتوقف العمل العسكري لها عمليا.
الإنتفاضة الفلسطينية الأولى
في إنتفاضة شعبية قام بها الفلسطينيون في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزّة ، وقامت منظمة التحرير الفلسطينية بتبنيها فيما بعد ، أُجبر الإسرائيليون على الجلوس على مائدة المفاوضات مع الفلسطينين.
في عام 1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين في فلسطين التاريخية، والعيش جنبا لجنب مع إسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة لهم.
إعلان الاستقلال الفلسطيني بالجزائر
قام المجلس الوطني الفلسطيني في 15 نوفمبر 1988 بإعلان استقلال دولة فلسطين على جزء من أرض فلسطين التاريخية، تم ذلك خلال انعقاد الدورة التاسعة عشرة (دورة الانتفاضة) المنعقدة في الجزائر.
ويطلق إعلاميا على إعلان الاستقلال بوثيقة إعلان الاستقلال. مع نهاية الإعلان عزفت موسيقات الجيش الجزائري النشيد الوطني الفلسطيني. بعدها قامت 105 دول بالاعتراف بهذا الاستقلال، وقامت منظمة التحرير بنشر 70 سفيراً فلسطينياً في عدد من الدول المعترفة بالاستقلال.
مؤتمر مدريد: هو مؤتمر السلام الذي عقد في مدريد، إسبانيا في تشرين الثاني (نوفمبر) 1991، وشكل بداية لمفاوضات السلام الثنائية بين إسرائيل والدول العربية، بما فيها سوريا. ترأس وفد سوريا إلى المؤتمر وزير الخارجية فاروق الشرع.
عقد المؤتمر بمبادرة من الرئيس الأميركي جورج بوش في أعقاب حرب الخليج، وبرعاية من الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. ووافقت سوريا والأطراف العربية الأخرى على الحضور بعد التأكيد على أن المؤتمر سيعقد على أساس مبدأ "الأرض مقابل السلام" وقرارات مجلس الأمن 242 و338 و425 القاضية بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي العربية المحتلة.
لم تجر أية محادثات خلال المؤتمر الذي استمر ليومين، وغلبت عليه المظاهر الاحتفالية. وكانت واحدة من اللحظات الدرامية عندما رد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع على اتهامات رئيس وزراء إسرائيل إسحاق شامير لسوريا بالإرهاب، بإبرازه أمام المؤتمر وثيقة بريطانية قديمة تفيد بأن شامير كان ملاحقاً في أوروبا على خلفية اتهامه بالمشاركة بعمليات إرهابية في فلسطين.
انطلقت بعد المؤتمر المفاوضات الثنائية بين إسرائيل والدول العربية. وبينما لجأ الأردنيون والفلسطينيون إلى توقيع اتفاقات منفصلة مع إسرائيل، فإن سوريا ولبنان التزمتا بوحدة مساريهما التفاوضيين، ولم تسفر مفاوضات سوريا مع إسرائيل إلى أية نتيجة بسبب رفض إسرائيل المستمر للانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان السورية المحتلة منذ 1967.
الاعتراف المتبادل :
في عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات بالاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين، في المقابل اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني. نتج عن ذلك تأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تُعتبر من نتائج اتفاق أوسلو بين المنظمة وإسرائيل.
اتفاقية أوسلو 1993:
وقعت في واشنطن بتاريخ الثالث عشر من سبتمبر 1993 بعد مباحثات سرية طويلة في أوسلو عاصمة النرويج بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل . كان ينتظر أن تكون الاتفاقية منعطفا تاريخيا في تاريخ الصراع في الشرق الأوسط . تمت برعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ،مثل الجانب الفلسطيني ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، ومثل الجانب الإسرائيلي رئيس الوزراء إسحق رابين . تكون الاتفاقية من سبعة عشر بندا وبروتوكولات ملحقة . نص على أن هدف المفاوضات هو إقامة سلطة فلسطينية ذاتية تنتخب بعد تسعة أشهر في غزة والضفة الغربية . ( جرت بتاريخ 20/1/1996 ) . كان من المفترض أن تكون مدة السلطة الذاتية خمس سنوات تسوى بعدها القضية نهائيا على أساس قراري مجلس الأمن 242و 338 فتحل وقتها قضايا القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات الإسرائيلية ( البند 1 و 2) ،وتشمل الاتفاقية إقامة تعاون اقتصادي بين الطرفين ( بند 11 ) ، وتعاون أمني ( بند 8و 9 ) . وافق الكنيست الإسرائيلي على الاتفاقية بأغلبية 61 صوتا مقابل 50 معظمهم من الليكود والمتطرفين . ووافق عليه في الجانب الفلسطيني المجلس المركزي لمنظمة التحرير ، عارضته حركة حماس والمنظمات الفلسطينية المقيمة في سوريا . عرف باتفاقية « غزة – أريحا أولا » لأنه يبدأ بممارسة الحكم الذاتي فيهما. يتركز الهم الإسرائيلي على التعاون الاقتصادي في عملية السلام العربي الإسرائيلي لأنها تفتح لصادراتها : سوق عشرات الملايين من سكان الشرق الأوسط. شبه كلينتون الاتفاقية بسقوط حائط برلين .إلا أن المتابعين لهذه الاتفاقية يرون أنها قد تسببت في تقويض الموقف الفلسطيني، حيث عارضها الكثير من قيادة منظمة التحرير، لاسيما أن كثير من بنودها لم تطبق على الأرض.
استمرت انتفاضة الحجارة عدة سنوات، حيث أن بداية تلك الانتفاضة لم يقررها أحد، لكن نهايتها كانت بقرار سياسي، إذ أصبح 13 سبتمبر 1993 آخر أيامها، حينما وقعت اتفاقية إعلان المبادئ في العاصمة النرويجية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة العبرية أو مايطلق عليه اتفاق أوسلو، وعادت بعدها طلائع القوات الفلسطينية إلى غزة والضفة الغربية. وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، مرحلة أخذ فيه الصراع منحى جديدا، لكن الثورات لم تتوقف، فشهد العام 1996 ما سمي بـ"هبّة النفق" اثر إقدام السلطات الإسرائيلية على فتح نفق أسفل المسجد الأقصى، قبل أن تندلع بعد ذلك بأربع سنوات انتفاضة أخرى أطلق عليها انتفاضة الأقصى.
السلطة الوطنية الفلسطينية
السلطة الفلسطينيةهي حكم ذاتي فلسطيني كان نتاج اتفاق أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وأنشأت بقرار من المجلس المركزي الفلسطيني في دورته المنعقدة في 10 أكتوبر 1993 في تونس، ويعول عليها أن تكون نواة الدولة الفلسطينية المقبلة على جزء من أرض فلسطين التاريخية وهي الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس، والتي طالما حلم بها الشعب الفلسطيني.
تأسست السلطة الوطنية الفلسطينية على أساس إعلان المبادئ بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول الحكم الذاتي المرحلي في واشنطن 13 سبتمبر 1993، وفي إطاره تم إعطاء الصلاحيات المدنية بشكل مؤقت لحين مفاوضات الوضع النهائي التي كان من المفترض أن تجري بعد 3 سنوات.
يقوم الفلسطينيون في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) بانتخاب رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وأعضاء المجلس التشريعي.
يقوم الرئيس بتعيين المدعي العام ويختار رئيس الوزراء ويكون مسؤولا عن قوات الأمن والشرطة الفلسطينية.يقوم رئيس الوزراء باختيار مجلس الوزراء.
تغيير الميثاق
في عام 1996 انتخب ياسر عرفات رئيسا لمناطق الحكم الذاتي. وفي العام نفسه غيرت منظمة التحرير الفلسطينية بصورة رسمية الجمل والعبارات الموجودة في ميثاقها الداعية إلى القضاء على دولة إسرائيل وتعهد عرفات بمحاربة الإرهاب. حيث تم رسميا في 14 ديسمبر 1998، شطب 12 بند من أصل 30 وتغيير جزئي في 16 بند، في تصويت المجلس الوطني الفلسطيني بأغلبية ثلثي المقاعد في الجلسة التي حضرها الرئيس الأمريكي آنذاك بيل كلينتون في غزة.
انتفاضة الأقصى أو الانتفاضة فلسطينية الثانية
اندلعت انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 عقب تدنيس المسجد الأقصى الذي قام به الإرهابي الإسرائيلي أرييل شارون المتورط في مجازر عدة بحق الشعب الفلسطيني من أشهرها مجزرة صبرا وشاتيلا 1982. وشاركت مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الانتفاضة وكبدت إسرائيل خسائر بشرية ومادية موجعة. واتهمت الحكومة الإسرائيلية أحد فصائل المنظمة (حركة فتح) وكتائب شهداء الأقصى التابعة لها بالإرهاب كما وصفتها الإدارة الأميركية بالشيء نفسه ووضعتها على قائمة المنظمات الإرهابية المطلوب محاربتها وتفكيكها، الأمر الذي وضع المنظمة نفسها بين مطرقة الضربات الإسرائيلية وسندان الضغوط الأميركية.
معركة جنين
هي اسم عملية ضمن حملة اجتياح شاملة للضفة الغربية، يطلق على عملية التوغل التي قام بها الجيش الإسرائيلي في جنين في الفترة من 3 إلى 12 أبريل 2002 واستمرت نحو 10 أيام أعقبت تنفيذ عملية تفجير في فندق في مدينة نتانيا، وقد هدفت عملية الاجتياح القضاء على المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تقاوم الاحتلال، وكانت جنين وبلدة نابلس القديمة مسرحاً لأشرس المعارك التي دارت خلال الاجتياح، حيث قرر مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين محاربة القوات الإسرائيلية حتى الموت، الأمر الذي أدى إلى وقوع خسائر طفيفة في صفوف القوات الإسرائيلية، ومن ثم قامت باجتياح مخيم جنين والقضاء على المجموعات المقاتلة حيث تم قتل واعتقال معظمهم، كما قامت القوات الإسرائيلية بعمليات تنكيل وقتل بحق السكان - حسب المصادر الفلسطينية ومعظم المصادر الإخبارية العالمية المحايدة والجمعيات الدولية أدى إلى سقوط العشرات، فيما حملت إسرائيل المقاتلين الفلسطينيين مسؤولية تعريض حياة المدنيين للخطر.
مجزرة غزة
مجزرة غزة ديسمبر 2008هي عملية تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ يوم 27 ديسمبر 2008م كما تقول ردا على إطلاق صواريخ "قسام" على يد عناصر من منظمتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. تعتبر هذه العملية أكبر مذبحة يتم ارتكابها من قبل الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ حرب 67، بدأت هذه العملية يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008 في ساعة الذروة وبلغ عدد الضحايا خلال 22 يوماً العملية 1305 فلسطينياً شهيدا وأكثر من 5400 جريح من بينهم ما نسبته 46% من الأطفال والنساء.
القضية الفلسطينية بعد هجمات سبتمبر 2001
استغلت إسرائيل أحداث سبتمبر 2001 أفضل استغلال لصالحها حيث اجتاحت القوات الإسرائيلية غزة والضفة الغربية أثناء انشغال العالم بمتابعة ما يجري بين الولايات المتحدة الأمريكية وأفغانستان ومايسمى بحربها على الإرهاب والنقمة العالمية على الأفراد والجماعات التي نفذت تلك الهجمات ، ووصم رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون الفلسطينيون بالإرهاب . وخفت كثيرا الزخم الدولي لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية ، بل وتحولت القضية برمتها من قضية سياسية إلى قضية أمنية يشرف على مسارها رئيس المخابرات الأمريكية ويلتقي خلال زياراته بقادة الأمن لا بالقادة السياسيين وأصبح إجتثاث المقاومة الفلسطينية هو الهدف الرئيسي لعمليات التفاوض. ولم يقبل الرئيس الفلسطيني بالضغوط أمريكا وإسرائيل فتمت محاصرته في مقره بالمقاطعة بارم الله وقصفت الدبابات هذا المقر عدة مرات وانهارت تماما عملية السلام.مبادرة السلام العربية
هي مبادرة أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين هدفها إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين البلدان العربية مع إسرائيل وكانت في عام 2002 في القمة العربية في بيروت. وقد نالت هذه المبادرة تأييدا عربياً وهي من المواقف العربية التي تثبت إجماعهم على تحقيق السلام العادل والشامل.
خريطة الطريق
هو الاسم الذي تعرف به خطة السلام الأخيرة في الشرق الأوسط، أعدت الخطة بواسطة ما يعرف باللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا استنادا على "رؤية الرئيس الأمريكي بوش" التي أوضحها في كلمة ألقاها في 24 يونيو 2002.
تدعو "خارطة الطريق" إلى البدء محادثات للتوصل لتسوية سلمية نهائية -على ثلاث مراحل- من خلال إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005. تضع خريطة الطريق تصورا لإقامة دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة بنهاية العام 2004، وبعد الالتزام باتفاق لوقف إطلاق النيران، سيتعين على الفلسطينيين العمل من أجل قمع "المتشددين". أما إسرائيل سيتعين عليها الانسحاب من المدن الفلسطينية وتجميد بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وفاة الزعيم عرفات وانتخاب محمود عباءس رئيسا
في الحادي عشر من نوفمبر 2004 سقط الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات شهيدا لمرض غامض أصابه أثناء حصاره الطويل في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله ، ولم يينجح أطباء فرنسا التي نقل إليها - بعد رفض إسرائيلي طويل- في معالجته. ولايزال سر مرضه ووفاته حبيس السرية.و في التاسع من يناير 2005 جرت ثاني انتخابات رئاسية في تاريخ فلسطين، لاختيار خليفة للزعيم الراحل ياسر عرفات( رئيس السلطة الفلسطينية منذ تأسيسها، والذي توفي في الحادي عشر من نوفمبر 2004).
وقد تنافس سبعة مرشحين في الانتخابات من بينهم ثلاثة يمثلون أحزاباً سياسية هي فتح وحزب الشعب الفلسطيني والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى جانب أربعة مرشحين مستقلين من بينهم إسلاميون ومحام وناشط في مجال حقوق الإنسان.
وانتهت المعركة الانتخابية بفوز "محمود عباس " أبومازن بمنصب رئيس السلطة الفلسطينية.
الانسحاب الإسرائيلي العسكري من غزة :
في سبتمبر 2005 نفذ رئيس الوزراء الإسرائيلي "آرييل شارون" خطته للتخلص من غزة كعبء لم تستطع إسرائيل تحمله بعد زيادة حركة ىلمقاومة ضد الوجود الصهيوني هناك وعدم قدرة الجيش على الحفاظ على أمن المستوطنات وتم إخلاؤها من السكان . لكن الجيش الإسرائيلي كان يقف على أعتاب غزة وطائراته توالي قصفها لأهداف المقاومة كلما شعرت بخطرها أو تعرضت إحدى المدن الإسرائيلية لقصف بصواريخ القسام[ ذات التأثير المحدود].
انتخابات 2006 التشريعية والانقسام الفلسطيني :
في يناير 2006 جرت الانتخابات التشريعية الفلسطينية وكان الصراع على أشده بين بين حركتي فتح وحماس كبرى التنظيمات الفلسطينية بعد فوز الأخيرة في الانتخابات التشريعية عام 2006 وحتى بعد توصل الجانبين في مكة المكرمة الى اتفاق تشكيل حكومة وحدة وطنية لأول مرة في التاريخ برئاسة حماس في مارس واتفاقهما على بعض مبادئ للتحرك المشترك مستقبلا، الا أن ذلك لم يعالج المشكلة اذ ما لبثت أن تجددت التجاذبات والصراعات، حتى بدأ كل طرف بتنفيذ رؤيته الأمنية التي مثلت الشرارة لتفجر الوضع المـلتهب أصلا بين الطرفين والذي كانت تزيده إسرائيل اشتعالا.
الوضع الفلسطيني منذ عام 2007: تمزيق الوحدة الوطنية وحكومتان في صراع على سلطة لا تملكانها
سيسجل يوم الخامس عشر من يونيو 2007 الذي سيطرت فيه حركة حماس على غزة بالقوة المسلحة «بحروف من دم»، فبعد أجيال خاض فيها الفلسطينيون صراعا مريرا مع اسرائيل من اجل اقامة دولتهم ضربت وحدتهم الوطنية، لاول مرة كما لم تـضرب وتشق من قبل.
وبدا ذلك واضحا فور اعلان حماس سيطرتها الأمنية على قطاع غزة، وقيام الرئيس الفلسطيني محمود عباس باقالة حكومة الوحدة الوطنية برئاسة حماس، وتكليف سلام فياض رئيس الوزراء لانفاذ حالة الطوارئ التي أعلنها، وهو ما لاقى رفضا من قبل حركة حماس، وبالتالي أصبحت هناك سلطتان واحدة في غزة تحكمها حماس والأخرى في الضفة الغربية يحكمها الرئيس عباس.
ولجأت الحركتان الى مقاطعة محاولات كل منهما لعقد جلسات المجلس التشريعي مما حرم المجلس من استكمال النصاب القانوني الضروري الذي يشترط حضور 67 نائبا.
وفازت حماس بأغلبية المقاعد في البرلمان في انتخابات يناير 2006 لكن اسرائيل اعتقلت حوالي نصف نواب الحركة البالغ عددهم 74 ولم يعد بامكانها تجميع أغلبية.
وقابل عباس عجز البرلمان عن أداء مهامه بخطوات استمدها من القانون الأساسي تتيح له الحكم من خلال المراسيم.
وانشغل الجانبان بتعزيز الانقسام اعتقادا منهما بأنها ستسبغ عليهما ثوب الشرعية.فيما اشتدت حدة العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل في الضفة وغزة.
غزة السجن الكبير
لم تعد إسرائيل تصبر على سيطرة حركة حماس على غزة . وباتت تخشى من وصول اسلحة وصواريخ لها من البحر أو البر ، ففرضت حصارا شاملا على قطاع غزة ومنعت سكانه كل شيء ، لا السلاح وحده، من غذاء ودواء ووقود وقصفت محطات الكهرباء والمياه والصرف والميناء والمطار لتجعل من غزة سجنا كبيرا ومن لم يمت بالقصف مات جوعا ومرضا.
وأخيرا توجت إسرائيل حصارها الإجرامي بمجزرة أشد بشاعة من عمليات الهولوكوست الألمانية ألا وهي مجزرة غزة .
مجزرة غزة
إجتياح غزة في ديسمبر 2008هي عملية شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في يوم 27 ديسمبر 2008م كما تقول ردا على إطلاق صواريخ "قسام" على يد عناصر من منظمتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين. تعتبر هذه العملية أكبر مذبحة يتم ارتكابها من قبل الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ حرب 67، بدأت هذه العملية يوم السبت الموافق 27 ديسمبر 2008 في ساعة الذروة وبلغ عدد الضحايا خلال 22 يوماً من العملية 1305 فلسطينياً شهيدا وأكثر من 5400 جريح من بينهم ما نسبته 46% من الأطفال والنساء.
اتفاق المصالحة وبارقة أمل في الوئام الفلسطيني
تحت رعاية مصرية اجتمع وفدا حركتي فتح وحماس بالقاهرة في 27 من أبريل 2011 لبحث القضايا الخاصة بإنهاء الانقسام، وتحقيق المصالحة وعلي رأسها الملاحظات الخاصة بما ورد باتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني لعام2009.اتفق الطرفان علي أن تكون التفاهمات التي تمت بشأن هذه الملاحظات خلال المباحثات ملزمة للطرفين عند تطبيق اتفاق الوفاق الوطني الفلسطيني.
تتمثل التفاهمات التي اتفقت عليها حركتا فتح وحماس في الآتي:
1- الانتخابات
اتفق الطرفان "فتح" و "حماس" علي تحديد أسماء أعضاء لجنة الانتخابات المركزية بالاتفاق مع الفصائل الفلسطينية علي أن ترفع للرئيس الفلسطيني ليصدر مرسوماً بتشكيل هذه اللجنة، وترشيح ما لا يزيد على (12) من القضاة لعضوية محكمة الانتخابات علي أن ترفع إلي الرئيس الفلسطيني لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتشكيلها بالاتفاق مع الفصائل الفلسطينية. أما الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني الفلسطيني تجرى متزامنة بعد عام من تاريخ توقيع اتفاقية الوفاق الوطني من جانب الفصائل والقوي الفلسطينية.
2- منظمة التحرير الفلسطينية
اتفقت حركتا فتح وحماس علي أن تكون مهام وقرارات الإطار القيادي المؤقت غير قابلة للتعطيل وبما لا يتعارض مع صلاحيات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
3- الأمن
التأكيد علي أن تشكيل اللجنة الأمنية العليا التي يصدر الرئيس الفلسطيني مرسوماً بشأنها وتتكون من ضباط مهنيين تكون بالتوافق .
4- الحكومة
اتفقت حركتا فتح وحماس علي تشكيل الحكومة الفلسطينية وتعيين رئيس الوزراء والوزراء بالتوافق، ومن مهامها:
1- تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني.
2- الإشراف علي معالجة قضايا المصالحة الداخلية الفلسطينية الناتجة عن حالة الانقسام.
3- متابعة عمليات إعادة إعمار قطاع غزة وإنهاء الحصار.
4- متابعة تنفيذ ما ورد في اتفاقية الوفاق الوطني الفلسطيني.
5- معالجة القضايا المدنية والمشاكل الإدارية الناجمة عن الانقسام
6- توحيد مؤسسات السلطة الوطنية بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
7- تسوية أوضاع الجمعيات والمؤسسات الأهلية والخيرية.
5- المجلس التشريعي :
اتفق الطرفان علي تفعيل المجلس التشريعي الفلسطيني حسب القانون الأساسي.
المصالحة.
خاتمة:
رغم كل المآسي والظروف القاتلة التي مر بها شعب فلسطين الحبيب فإنه مازال صابرا مقاوما ومؤمنا بعدالة قضيته واثقا في أن نصر الله آت لا محالة وأن فلسطين المحتلة ستعود عربية وسيقيم الفلسطيني دولته على أرضه وعاصمتها القدس الشريف بإذن الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى