آخر المواضيع

آخر الأخبار

30‏/05‏/2011

هكذا تحدثت تحية عبد الناصر (1)



 
   تقدم تحية عبد الناصر نفسها فى هذه المذكرات التى كتبتها بخط منمق وجميل كزوجة لزعيم كبير قررت أن تكتفى بدور الزوجة والأم، راضية مرضية، ومن ثم يمكن تصنيفها على أنها سيرة حياة عائلية هادئة وسلسة تماما، على الرغم مما كان يحيط ببطلها من عواصف وأعاصير وزلازل سياسية اهتز لها العالم بأسره.

وفى أحلك اللحظات وأصعبها وأكثرها شراسة لم تكن السيدة تحية إلا تلك الزوجة المحبة والأم العظيمة، تمارس حياتها ببساطة مدهشة، تذهلك أحيانا بتواضعها اللانهائى حين تصطحب أطفالها وهى زوجة الزعيم الذى كان حديث العالم فى ذلك الوقت إلى مصيف متواضع بالإيجار فى الإسكندرية دونما بهرجة أو ترتيبات بروتوكولية.

غير أن أجمل ما فيها أنها لم تصطنع لنفسها دورا كبيرا ولم تقتطع لنفسها مساحة فى التاريخ، فقط اكتفت بدور زوجة الرئيس وحكت ما عاشته ورأته طوال الرحلة بأسلوب غاية فى البساطة لم يخل من بعض اللقطات الطريفة التى تعبر عن روح ساخرة أحيانا.

وعلى الرغم من كونها «مذكرات زوجة» إلا أنها لم تخل من بعض اللمحات السياسية، خصوصا ما يرتبط بعلاقة جمال عبدالناصر برفاقه الثوار، فهى مثلا فى المرحلة الأولى من حياتها – قبل إعلان الثورة- كانت ترى أشياء شديدة الغموض فى بيت زوجها ومع ذلك لا تحاول أن تتدخل أو تلح فى السؤال، مكتفية بما قد يبوح به عبد الناصر من أخبار أو إيضاحات لبعض ما يجرى.

ومن أجمل ما تضمه هذه الذكريات تلك الشاعرية والحميمية التى تتحدث بها تحية عبد الناصر عن منزلها، وهم ثلاثة منازل فى الحقيقة عاشت فيها كل حياتها مع الرئيس، الأول كان قبل قيام الثورة وتصفه حجرة حجرة، وركنا ركنا، بمنتهى الإعزاز، وهو المنزل الذى خرجا منه شبه مطرودين بعد أن أبلغتها صاحبة البيت أثناء غياب جمال فى حرب فلسطين أنها تريد أن تبنى طابقا آخر فوق مسكنهما.
أما المنزل الثانى فقد كان فى كوبرى القبة وبقيا فيه حتى أيام الثورة الأولى، حتى قرر «الرئيس» مغادرته إلى منزل آخر لاعتبارات المنصب حيث لم يعد مناسبا أن يبقى زعيم الثورة ساكنا فى مبنى مشترك مع سكان آخرين.

والغريب أن أيا من هذه البيوت الثلاثة لم تختره السيدة تحية لكنها أحبتها كلها.

يبقى فى هذه المذكرات أنه فى بعض المحطات المهمة آثرت زوجة الرئيس أن تمر عليها سريعا، وبعض هذه المحطات شديد الأهمية من حيث سخونة أحداثها ودراميتها، إلا أن هذا المرور السريع هو فى حد ذاته دال وموحٍ وكاشف تماما لشخصية سيدة محترمة بدرجة زوجة مفجر لأكبر ثورة فى النصف الأخير من القرن العشرين.

اليوم 24 سبتمبر سنة 1973.. بعد أربعة أيام ستكون الذكرى الثالثة لرحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر..
زوجى الحبيب. لم تمر على دقائق إلا وأنا حزينة.. وهو أمام عينى فى كل لحظة عشتها معه.. صوته.. صورته المشرقة.. إنسانياته.. كفاحه.. جهاده.. كلامه.. أقواله.. خطبه.. مع الذكريات أبكيه بالدموع أو أختنق بالبكاء.

وحتى إذا ضحكت فشعورى بأنى مختنقة بالبكاء مستمر لقد عشت مع جمال عبدالناصر ثمانى سنوات قبل الثورة، وثمانية عشر عاما بعد قيامها فى 23 يوليو سنة 1952 لقد تزوجنا فى 29 يونيو سنة 1944 أى عشت معه ستة وعشرين عاما وثلاثة أشهر، فبالنسبة لى الآن أعيش مرحلة ما بعد رحيله.
لقد عشت معه مرحلتين قبل الثورة وبعدها، والمرحلة الثالثة وهى التى أعيشها بعد رحيله ولم يرها.

آه ما أصعبها.. يالها من مرحلة قاسية من كل الوجوه فراقه وافتقادى له.. لم أفتقد أى شىء إلا هو ولم تهزنى الثمانية عشر عاما إلا أنه زوجى الحبيب أى لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية.
لقد عشت هذه السنين الطويلة قبل رحيل الرئيس لقد اعتدت أن أقول الرئيس لأنى أشعر أنى لا أستطيع أن أقول غير الرئيس ــ وسأظل أقولها.. كانت مليئة بالمفاجآت، بل كانت كلها مفاجآت وأحداث، لكنها بالنسبة لى لم تكن صعبة، بل كنت سعيدة مرحة.

وفى أصعب المآزق التى كنت أشاهدها كنت أحيانا أضحك من المصيبة التى ربما تحل بى، لكنها الحمد لله كلها مرت على خير.

لقد فكرت فى الكتابة عن حياتى مع جمال عبد الناصر فى أول مرة، وكان فى سوريا أيام الوحدة فى سنة 1959، وأمضيت ما يقرب من ثلاث سنوات أكتب باستمرار عما مضى وعن الحاضر، لكنى فى يوم قلت: لم أكتب؟ وكان الرئيس يعلم أننى أكتب وكان مرحبا.

غيرت رأيى وقلت فى نفسى: لا أريد أن أكتب شيئا، وتخلصت مما كتبت، وأخبرت الرئيس، فتأسف وقال لى: لم فعلت ذلك؟ فقلت له: إنى سعيدة كما أنا ولا أريد أن أكتب شيئا، وقلت: ربما تكلمت عن حقائق تحرج بعض الناس، وتكون متصلة بحقائق كنت أراها تدور أمامى، فقال لى: افعلى ما يريحك. إننى كتبت عما أذكره من مواقف ومفاجآت مما كان يحصل فى بيتنا، وما كنت أسمعه وأشاهده بعينى، وما كان يقوله لى الرئيس. وقررت ألا أكتب أبدا، وقلت له: أنا مالى.. وضحكنا.

فى العام الماضى قررت أن أكتب وأنا أعلم جيدا أن الرئيس كان آسفا لأنى لم أستمر فى الكتابة
وتخلصت مما كتبت، فأنا أعيش الآن وكأنه موجود بجانبى لا أتصرف أو أفعل شيئا كان لا يحبه، ولو كنت أعلم أنه لا يريدنى أن أكتب شيئا ما فعلت.
بدأت أكتب وأعيش مع ذكرياتى، لكنى لم أتحمل فكنت أنفعل والدموع تنهمر، وصحتى لم تتحمل، فوضعت القلم وقلت سأتوقف عن الكتابة، ولأبقى حتى أرقد بجانبه.. وتخلصت مما كتبت مرة ثانية.
لكنى وجدت أن لى رغبة فى الكتابة فى ذكراه الثالثة.. فلأتحمل كل ما يحصل لى.

بما أننى أتكلم الآن عن المرحلة الثالثة.. أى بعد رحيل الرئيس فلأتحدث.. فأنا أعيش فى منشية البكرى.. بيت الرئيس جمال عبدالناصر مع أصغر أبنائى عبد الحكيم ــ الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة ــ ويبلغ من العمر الآن ثمانية عشر عاما وثمانية أشهر، وهو الذى طلب منى أن أكتب وألح فى أنه متشوق لمعرفة كل شىء عن والده العظيم. وكان حكيم قد طلب من المسئولين شرائط خطب والده ليسمعها، لأنه لم يكن عنده فرصة لسماع كل أقوال القائد الخالد بصوته، إذ كان طفلا، وبعضها قبل أن يولد.. إنه هو الذى يسعى بنفسه فى الحصول عليها، فقد طلب أولا من رئيس الوزراء وهو صديق لنجله فوعده، وطلب من رئيس الجمهورية وقابله بنفسه ووعده، وسألنى أن أشترى الشرائط لتسجلها الإذاعة، فقلت له: إنى على استعداد لأن أدفع أى ثمن. وأخيرا قابلت وزير الثقافة صدفة فسألته عن الشرائط، فقال لى: لم يطلب منى أحد، ووعدنى بأنه سينظر فى الأمر.. أرجو أن تصل ابنى عبدالحكيم الشرائط قريبا إن شاء الله.

بعد رحيل الرئيس ألاقى تكريما معنويا كبيرا من كل المواطنين الأعزاء فجمال عبد الناصر فى قلوبهم، وما يصلنى من البرقيات والرسائل والشعر والنثر والكتب الكثيرة من أبناء مصر الأعزاء، ومن جميع الدول العربية والغربية أى من كل العالم، وما يصلنى من البرقيات لدعوتى للسفر لزيارتهم من رؤساء الدول الصديقة، وبتكرار الدعوة أو زيارتهم لى عند حضور أحد منهم، أو إرسال مندوبين عنهم من الوزراء ليبلغونى الدعوة.. لدليل التقدير والوفاء.

وعندما أخرج أرى عيون الناس حولى.. منهم من يلوح لى بيده تحية، ومنهم من ينظر لى بحزن، وأرى الوفاء والتقدير فى نظراتهم.. كم أنا شاكرة لهم. وأحيانا أكون فى السيارة والدموع فى عينى فتمر عربة بجانبى يحيينى من فيها.. أشعر بامتنان.

وغالبا ما أكون قد مررت على جامع جمال عبد الناصر بمنشية البكرى. إنى أرى هذه التحية لجمال عبد الناصر.. وكل ما ألاقيه من تقدير فهو له.

جمال يتقدم لتحية

فلأتكلم الآن عن ذكريات من حياتى مع جمال عبد الناصر.. كيف عرفنى وتزوجنى؟

كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته التى كانت صديقة لوالدتى، ويقابل شقيقى الثانى، وأحيانا كان يرانى ويسلم على . فعندما أراد أن يتزوج أرسل عمه وزوجته ليخطبانى، وكان وقتها برتبة يوزباشى، فقال أخى ــ وكان بعد وفاة أبى يعد نفسه ولى أمرى ــ إن شقيقتى التى تكبرنى لم تتزوج بعد.

وكان هذا رأى جمال أيضا، وقال: إنه لا يريد أن يتزوج إلا بعد زواج شقيقتى.. إن شاء الله يتم الزواج، وبعد نحو سنة تزوجت شقيقتى.

بعدها لم يوافق أخى على زواجى.. لقد كانت تقاليد العائلة فى نظرى أن لى الحق فى رفض من لا أريده ولكن ليس لى الحق فى أن أتزوج من أريده، وكنت فى قرارة نفسى أريد أن أتزوج اليوزباشى جمال عبد الناصر.

بعد شهور قليلة توفيت والدتى فأصبحت أعيش مع أخى وحيدة إذ كان أخى الثانى فى الخارج.
كان أخى يتولى إدارة ما تركه أبى الذى كان على جانب من الثراء، وكان أخى مثقفا إذ كان من خريجى كلية التجارة أى يحمل بكالوريوس، ويشتغل فى التجارة والأعمال المالية والصفقات فى البورصة، وكان شديدا فى البيت محافظا لأقصى حد لكنه فى الخارج كانت له حياته الخاصة.

مكثت مع أخى بضعة شهور وأنا وحيدة تزورنى شقيقاتى من وقت لآخر، وفى يوم زارتنا شقيقتى وقالت: إن عم اليوزباشى جمال عبد الناصر وزوجته زاراها وسألا عنى، وقالا لها: إن جمال يريد الزواج من تحية، وطلبا أن تبلغ أخى.. فرحب أخى وقال: إننا أصدقاء قدماء وأكثر من أقارب، وحدد ميعادا لمقابلتهم، وكان يوم 14 يناير سنة 1944.

قابلت جمال مع أخى، وتم تحديد الخطوبة ولبس الدبل والمهر وكل مقدمات الزواج بعد أسبوع، وطبعا كان الحديث بعد أن جلست فى الصالون فترة وخرجت.

وفى يوم 21 يناير سنة 1944 أقام أخى حفلة عشاء.. دعونا أقاربى، وحضر والده وطبعا عمه وزوجته، وألبسنى الدبلة وقال لى إنه كتب التاريخ يوم 14 يناير.. وكان يقصد أول يوم أتى لزيارتى، ثم أضاف أنه عندما زارنا لم يحضر لرؤيتى هل أعجبه أم لا ــ كما كانت العادة فى ذلك الوقت ـ هذا ما فهمته من كلامه معى.

قال له أخى: إن عقد القران يكون يوم الزفاف بعد إعداد المسكن، على أن يحضر مرة فى الأسبوع بحضور شقيقتى أكبرنا أو بحضوره هو، وطبعا كان وجود أخى فى البيت قليلا فكانت شقيقتى تحضر قبل وصوله. وقبل جمال كل ما أملاه عليه أخى، وقد أبدى رغبة فى الخروج معى طبعا بصحبة شقيقتى وزوجها فلم يمانع أخى.


لاحظت أنه لا يحب الخروج لنذهب لمكان مجرد قعدة أو نتمشى فى مكان، بل كان يفضل السينما وأحيانا المسرح.. وكان الريحانى، وكنت لم أر إلا القليل فكل شىء كان بالنسبة لى جديدا.. أى لا يضيع وقتا هباء بدون عمل شىء، وكل الخروج كان بالتاكسى، والمكان الذى نذهب اليه السينما أو المسرح يكون بنوار أو لوج، وكنا نتناول العشاء فى بيتنا بعد رجوعنا. بعد خمسة أشهر ونصف تم زفافى لليوزباشى جمال عبد الناصر.. يوم 29 يونيو سنة 1944.أقام لى أخى حفلة زفاف.. بعد عقد القران مباشرة خرجت مع جمال للذهاب للمصور

«أرمان»، وكان قد حجز موعدا من قبل، كانت أول مرة أخرج معه بدون شقيقتى وزوجها. ملأنا عربة بأكاليل الورد لتظهر فى الصورة، وقد نشرت بعد رحيله فى السجل الخاص بصور جمال عبدالناصر الذى قدمه الأهرام.

رجعنا البيت لنقضى السهرة، وفى الساعة الواحدة صباحا انصرف المدعوون وانتهى حفل الزفاف، وكنا جالسين فى الصالون ــ هو وأنا ــ فدخل شقيقى ونظر فى ساعته وقال: الساعة الآن الواحدة فلتبقوا ساعة أخرى أى حتى الساعة الثانية، ولم يكن هناك أحد حتى أقاربى راحوا، وكان باديا عليه التأثر فقال له جمال: سنبقى معك حتى تقول لنا روحوا. وفى الساعة الثانية صباحا قام أخى وبكى، وسلم على وقبلنى وقال: فلتذهبا.. أما أنا فانحدرت من عينى دمعة صغيرة تأثر لها جمال.

وأذكر فى مرة وكنا جالسين على السفرة وقت الغداء وكل أولادنا كانوا موجودين وجاءت ذكرى أخى فقال الرئيس لأولاده وهو يضحك: الوحيد فى العالم الذى أملى على شروطا وقبلتها هو عبد الحميد كاظم.. وضحكنا كلنا.

إلى منزل الزوجية

لم أكن رأيت المسكن من قبل ولا الفرش أو الجهاز كما يسمونه، وكان فى الدور الثالث. صعدنا السلالم حتى الدور الثانى ثم حملنى حتى الدور الثالث.. مسكننا، وكان طابقا بأكمله، وله ثلاثة أبواب.. باب على اليمين وباب على اليسار وباب على الصالة. الأول يوصل لحجرة السفرة، والثانى لحجرة الجلوس، والثالث.. وهو باب الصالة فى الوسط. وجدنا البيت كله مضاء..مكون من خمس غرف. أمسك جمال بيدى وأدخلنى كل حجرات المنزل لأتفرج عليه، وقد أعجبنى كل شىء وأنا فى غاية السعادة. صرفت فى تأثيث المنزل مما ورثته من أبى.. وكان لا يقارن بثراء أخى.

بدأت حياتى بسعادة مع زوجى الحبيب وكنا نعيش ببساطة بمرتب جمال، وتركت أخى وثراءه ولم أفتقد أى شىء حتى التليفون.. لم أشعر أن هناك شيئا ناقصا ونسيته.

أول مرة خرجت كان بعد ثلاثة أيام من زواجنا.. ذهبنا للمصور أرمان لنرى بروفة الصور، وكانتا اثنتين قال لى جمال: اختارى التى تعجبك.. واخترت الصورة التى هى معلقة فى صالون المنزل فى منشية البكرى مع صور أولادنا الآن.


كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته التى كانت صديقة لوالدتى، ويقابل شقيقى الثانى، وأحيانا كان يرانى ويسلم على . فعندما أراد أن يتزوج أرسل عمه وزوجته ليخطبانى، وكان وقتها برتبة يوزباشى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى