كشف الكاتب البريطاني الخبير في شئون الشرق الأوسط روبرت فيسك عن أسرار اللحظات الأخيرة لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك، مشيرا إلى دور إيجابي قام به المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإجبار مبارك على التخلي عن السلطة مع احتدام الثورة وخروج الملايين من أفراد الشعب المصري إلى الشوارع.
قال فيسك في تقرير كتبه من القاهرة لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية ونشرته اليوم إن هناك تقارير تفيد بأنه منذ تنحي مبارك ووضعه تحت الإقامة الجبرية في شرم الشيخ قد تم نقله إلى السعودية سرا للعلاج على الأقل مرة واحدة، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور قد تكشفت الآن حول أسرار وكيفية تنحي مبارك، ومنها أن الكاتب المصري عبد القادر شهيب وهو كاتب معروف بقربه من دوائر الرئاسة المصرية على حد قول فيسك قال إن مبارك وافق على التنحي عقب مواجهة مع المشير طنطاوي ونائب الرئيس السابق عمر سليمان، والذي وصفه فيسك بصديق إسرائيل، والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الأسبق.
وقال فيسك أن مبارك طلب منهم عدم إلقاء بيان التنحي قبل أن يصل جمال وعلاء إلى شرم الشيخ ليس خوفا عليهما من السجن، ولكن حتى لا يقدم جمال على عمل متهور، نظرا لأنه أي جمال قد اعترض عندما عين مبارك عمر سليمان نائبا له خلال الأيام الأخيرة من الثورة.
رأى فيسك أن مشاعر الغضب عادت إلى التنامي مجددا في ميدان التحرير واعتبر أن مبارك ربما يكون قد رحل عن الحكم ولكن النظام الجديد يتعثر. وأشار إلى أن الثورة المصرية تواجه تعثرات وهناك خطأ ما قد حدث لها. وقال إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتحدث مع الإسلاميين بينما يتجاهل الشباب والليبراليين والفقراء والأغنياء الذين أسقطوا مبارك.
أكد أن الاقتصاد المصري ينهار والفوضي تزحف على شوارع المدن المصرية في الوقت الذي تنمو فيه مشاعر الطائفية في الظلام فإن الشرطة عادت إلى نفس الأساليب القذرة القديمة.
وأضاف أن المرء لا يحتاج أكثر من أن يسير في شوارع القاهرة ليفهم ما الخطأ الذي حدث. وأن يتجول في ميدان التحرير ويستمع إلى هؤلاء المصرين على الديمقراطية والحرية. وقال: مع تمسك رجال نظام مبارك بالسلطة مثل رئيس الوزراء وغيره من الوزراء فإن التحرير عاد للصيحات المطالبة بـ"إسقاط النظام". وأشار فيسك إلى غياب الإخوان المسلمين والسلفيين عن المشاركة في اعتصام التحرير.
تطرق تقرير فيسك إلى بعض الملابسات الخاصة بتنحي مبارك، وأشار إلى أنه على الرغم من أن المشير حسين طنطاوي كان صديق طفولة لمبارك ومن الموالين له إلا أنه أجبره على التنحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى