قال السيد أبو المعاطي المواطن الذي تعرض للتعذيب فجر الخميس الماضي بقسم شرطة الساحل أنه رأى داخل القسم أكثر من محتجز يتعرض للتعذيب من رجال الشرطة, مضيفاً أن عناصر الشرطة قاموا بضرب عدد من المحبوسين على ظهورهم وهم عرايا في ممر ضيق بالقسم، وذلك بعد وضع “الكلابشات” في أرجلهم، وجعل اوجهم في الحائط.
وقال أبو المعاطي -الذي سبق إتهامه في قضية إتجار مخدرات قبل أن تبرأه المحكمة- إن رجال مباحث شرطة قسم الساحل، اقتحموا منزله وكسروا بابه، قبيل واقعة تعذيبه بيومين، للبحث عن طاهر محمود ابن عمه الهارب من السجن إبان الثورة، ولم يجدوه، وأكد لهم وقتها أنه لا يعلم هو أو أهله أي شئ عن ابن عمه منذ هروبه من السجن، الذي كان ينفذ حكم بالسجن ستة اعوام .
وأضاف أبو المعاطي الذي لا يقوى حاليا على تحريك رقبته بسبب الآلام التي تسببها له حروق السجائر، وأشار والدموع تسيل من عينيه إلى أنه يخشى من أن يبيت الليلة بمنزله حتى لا يقوم ضباط القسم بإلقاء القبض عليه وتعذيبه مجدداً ، وقال ” طول عمرها الداخليه كده .. محدش هيقدر ياخد منها حقه “.
وأوضح أبو المعاطي أنه تقدم بشكوى في البداية لوزارة الداخلية حملت رقم ( 4132 / ع) ، حيث قرأوا الشكوى دون أن يكلفوا خاطرهم، برؤية أثار التعذيب على جسده، وذلك بتاريخ 30 يونيو.
واضاف أنه توجه مع محاميه بعد ذلك للمحامي العام لنيابات شمال القاهرة، حيث تقدم بشكوى له، وإستمع لأقواله أحد وكلاء النيابة، دون أن يرى أو يأمر بالكشف عن الإصابات التي لحقت به، لافتاً إلى أن الشكوى أخذت رقم عرائض المحامي العام لشمال القاهرة ومؤشر عليها لنيابة الساحل للتحقيق في الواقعة المبلغ عنها، وبناء عليه توجه اليوم السبت لنيابة الساحل لكن رئيس النيابة أخبر المحامي بأن الشكوى لم تصله بعد، وأنه لا يستطيع أن يفعل شيء إلا بعد أن ترد له الشكوى، فتوجه للمحامي العام برفقه محاميه ومحامي مركز النديم، حيث تقدم ببلاغ للنائب العام، حمل رقم 15659 / 2011.
وروى أبو المعاطي اللحظات التي قضاها أثناء وبعد القبض عليه, موضحاً أنه كان يشتري سجائر من محل بقالة بعد خروجه من فرح بمنطقة روض الفرج، فجر الخميس الماضي، عندما فوجئ بسيارتي شرطة “بوكسين” الأول به “ستيفه” - رجال شرطة في زي ميري– والثاني به رجال شرطة في زي مدني، يقومون بإلقاء القبض عليه، وإصطحابه لقسم شرطة الساحل.
وأضف “لما نزلت من البوكس ضربني الضابط ”أحمد ج.” برجله في صدري، وطلعني هو ورجالته للدور الثاني في القسم .. وقعد يضرب فيه ببوكس أيده في راسي كذا ضربه ورا بعض ويسألني عن طاهر … فقلت له : معرفهوش فين “.
ويقول أبو المعاطي أنه بعد أن قال للضابط “أحمد ج.” أنه لا يعرف مكان طاهر، أخذه “على م.” أمين شرطة و”سيد ش.” أمين شرطة، لغرفة صغيره، وقاما بإغلاق الباب وحلق أجزاء من شعر رأسه وحاجبيه وشاربه، وأخرجا من جيبه علبة سجائره، وأخذ كل واحد منهم في اشعال سيجارة، وقبل أن تصل للمنتصف يقوما بإطفائها في جسده، وهم يطالبوه بأن يدلهم على مكان طاهر.
وأشار أبو المعاطي أنه آثناء ذلك كان يقول أمين الشرطة “علي” له ” ياد يا “خ**” أشتري نفسك .. الباشا عايزك، قوله مكان طاهر فين” مضيفاً أنه كان يرد عليه قائلاً “معرفشي مكانه فين والله”، وأشار إلى أن “سيد” كان يقول له ” قولي أنا مكان طاهر فين انا عارفك هتصارحني “، وأوضح انه كلما ألتفت ناحيته ليرد عليه كان الأمين الآخر يلكمه في وجهه أسفل عينه ويقول له ” انته مش عايز تصارحني وعايز تقول للباشا سيد”.
وقال أبو المعاطي إن الضابط “أحمد م.” قال لأميني الشرطة: ” الكلام ده مينفعشي .. أنا عايزه يقلع خالص” فقاما بإجباره على خلع ملابسه.. وأضاف قائلاً ” قلعونى الهدوم وفتحوا رجليا وداس عليه الضابط معتز من تحت ببوز جزمته… فقال “على م.” مش كده يا باشا … وقام جايب عصاية مسَاحة، ودخلها وقعد يلف فيها كأنها مسمار وبقيت عمال اصرخ زى الولايا … لحد مانزفت … فقولت للضابط انا هدلك على مكان طاهر النهارده قبل الساعه سبعة … فقال لي : طالما انته طلعت جدع معايا .. انا هديلك مهلة 24 ساعة ”
وأشار أبو المعاطي إلى أن الضابط أمر أميني الشرطة بإخلاء سبيله وأعطاه رقم تليفونه، ليتصل به ويخبره على مكان طاهر، كما طالبه بأن يعمل له مرشداً ويدله عن أي شخص معه سلاح ناري أو بحوزته مخدرات، ووعده بأن يكافئه إذا قام بذلك، إلا أن أميني الشرطة قبل أن يتركاه قاما بالإستيلاء على مائة جنيه كانت بحوزته، وتقاسماها معاً أمام عيني، ثم تركوه .
وقال أبو المعاطي إنه خرج من القسم، واستقل تاكسي وتوجه إلى ميدان التحرير ليتحامى فى المواطنين، وعندما نزل من التاكسي صرخ قائلاً ” مش عايز أكون مصري”. وأضاف ” الناس اتلمت حوليه وقالتي مالك فقولتلهم على اللى حصل معايا .. وهمه حاسبوا للتاكسي، وهناك قابلت المسعفة بيسان والدكتورة بسمه عبد العزيز، وخدوا شهادتى بعد ما كشفوا عليه، وأعطتني إحداهما مسكناً للآلام وبعض الأدوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى