اطلق على الثورات العربية اسم " العنكبوتية – نسبة الى الانترنت ". لقد اثبتت الشبكة العالمية فعاليتها في تنظيم وتنسيق الاحتجاجات. ولكن هل بفضل هذه الشبكة فقط تمكن الثوار الشباب بهذه السرعة والفعالية من تنظيم التظاهرات؟ من كان مرشدا للثوار المصريين، وزملائهم في البحرين واليمن وغيرها من البلدان العربية؟.
يتعرف المجتمع الدولي من خلال الانترنت على الاحداث الواقعية في هذا البلد او ذاك، ليخرج برأي موحد وغير صحيح في بعض الاحيان عما يجري هناك. لقد كان العديد من الخبراء منذهلين من مستوى استخدام الشبكة الالكترونية في البلدان العربية، حيث تمكن هؤلاء خلال فترة قصيرة من انشاء منظومة فعالة لتوجيه المظاهرات. وعلى اثر ذلك تسائل العديد من الخبراء عن مستوى هذا التنظيم، او بمعنى اخر ماذا يقف وراء هذه السرعة.
لقد اثبتت الحقائق نهائيا في الوقت الحاضر، ان قادة الحركة الشبابية " 6 ابريل " في جمهورية مصر العربية تعلموا في حلقات دراسية (سيمينارات) بعنوان " ثورات غير عنيفة " في صربيا. هذه الحلقات نظمتها منظمة غير حكومية " مركز تطبيق الفعاليات والاستراتيجية بدون عنف " الذي اسس بعد سقوط نظام ميلوشوفيتش، وهو حاليا " مدرسة " اساسية للثوار من مختلف بلدان العالم بدء من جورجيا وانتهاء بفنزويلا. وكل الحركات التي تنطلق من هذا المركز متشابه حتى باسمائها " كفى " وشعاراتها وطبعا بأسلوب تنظيم الاحتجاجات واستخدام الانترنت لهذا الهدف. لقد رفع المصريون خلال مظاهراتهم شعارات فيها علامة المركز المذكور واطلقوا على حركتهم اسم " كفى ".
من يمول هذا المركز؟ ان منظمتين امريكيتين تقفان وراء تمويل هذا المركز وهما المعهد الجمهوري الدولي والمعهد الديمقراطي الوطني، اللذان تتكون ميزانيتهما، اضافة الى التبرعات من المساعدات الحكومية الكبيرة من خلال الصندوق الديمقراطي الوطني وكذلك وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدولية، كما يجب الاشارة الى ان بين الممولين " فريدوم هاوس – بيت الحرية ". اسست هاتان المنظمتان بمبادرة من رونالد ريغين وهما مرتبطتان بالجمهوريين ويشرف عليها ضباط متقاعدون من القوات المسلحة والاجهزة الامنية الخاصة. انه مزيج غريب، بحيث ان الاستخبارات الفرنسية تكشف بوضوح العلاقة بين المعهد الجمهوري الدولي ووكالة المخابرات المركزية الامريكية.
لقد انهت إسراء عيسى عبدالفتاح احدى مؤسسات حركة " 6 ابريل " الدورات التدريبية لـ " فريدوم هاوس " الذي تموله الولايات المتحدة الامريكية ايضا. ففي عام 2008 كان معظم الثوار المصريون يدرسون في دورات بنيويورك، وكان موضوع هذه الدورات كيفية استخدام الشبكات التكنولوجية والاجتماعية " من اجل الديمقراطية ". لقد صرح احد قادة حركة شباب " 6 ابريل " فيما بعد " لقد سمحت لنا الدراسة ان نتعلم كيفية تاسيس التجمعات وتنظيم نشاطاتها ". كما ثمن نشطاء من الشبيبة اليمنية المعارضة عاليا الدورات التي نظمها امريكيون في الاردن والمغرب.
كل هذا اعطى الحق لبعض القادة العرب الذين اسقطو او مازالو في الحكم ان يقولوا ان " الثورات " العربية نظمت وتم تمويلها من الخارج. لقد كان نشاط منظمة " فريدوم هاوس " محظورا في مصر، اما في اليمن فكانت عاملا " مهيجا " للعلاقات الثنائية مع الرئيس علي عبدالله صالح.
ومن السذاجة القول ان الاحتجاجات في البلدان العربية كانت نتيجة تحريض " قوى خارجية " فقط. لقد تم في صربيا تدريب واعداد نشطاء من اوكرانيا وروسيا ولكن هذا لم يعطي النتائج المطلوبة. ولكن حدوث احتجاجات عفوية بفضل هؤلاء النشطاء، ادت سريعا الى تنظيم بنيتها ذاتيا وهذه حقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى