آخر المواضيع

آخر الأخبار

23‏/08‏/2011

ماذا سنفعل بـ«كامب ديفيد»؟

299
مع كل عدوان إسرائيلى على الشعب الفلسطينى، أو على الجنود المصريين المرابطين فى سيناء، يطالب البعض بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد كوسيلة لمواجهة إسرائيل عسكريا، دون البحث عن وسائل أخرى يمكن أن تكون أكثر تأثيرا من إلغاء الاتفاقية.
إن هذه الاتفاقية، التى وقعها السادات عام 1978، أثارت سخط ما كان يعرف فى ذلك الوقت بـ«دول الصمود والتصدى» التى قادتها العراق وسوريا وليبيا، وركزت جهودها النضالية فى التآمر ضد بعضها البعض، وقدم نظاما البعث فى سوريا والعراق نموذجا لا يدرس لتجارب الفشل العربى، فخاضا حرب ميكروفونات ضد معاهدة السلام وتوجهات الرئيس السادات، دون أن يطلقا رصاصة طائشة على إسرائيل.
وإذا كانت البدائل التى قدمت فى مواجهة هذه الخطوة فشلت فشلا ذريعا، إلا أن «السؤال المصرى» ظل يدور حول ما إذا كان يمكن اعتبار اتفاقية السلام إنجازا لمصر ونموذج نجاح، استعدنا من خلالها، رغم كل القيود، أرضنا المحتلة، أم أنها - بع
يدا عن فشل بدائلها - اتفاقية أضرت بمصر وأنهت دورها الإقليمى؟
من المؤكد أنه بعد 30 عاما على اتفاقية السلام يحتاج الأمر إلى قراءة أكثر هدوءا تتجاوز كل تقسيمات الفشل العربى وقامت على تقسيمات من نوع خونة ووطنيين، ثوار ورجعيين، خاصة بعد أن أثبتت الثورات العربية فشل المعتدلين والمتشددين على السواء، وأن النظم التى سقطت هى النظام المصرى الذى وقع على «كامب ديفيد» مع النظم الأخرى التى واجهت «كامب ديفيد» (القذافى سقط، وبشار فى طريقه للسقوط) وأصبح من الصعب أن يطالب البعض بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد السيئة لصالح بدائل أكثر سوءا قدمتها تجارب ليبيا وسوريا والطبعة الأخيرة لحزب الله.
نعم من حق المصريين أن يغضبوا ويتظاهروا ويضغطوا من أجل الثأر لشهدائهم ويقدموا رسائل واضحة للعالم بأن مصر الثورة لن تكون مثل مصر مبارك، وأنها قادرة على إدارة معركة سياسية وقانونية ضد إسرائيل ولن تتوانى عن الرد ولو المسلح على أى اعتداء يتعرض له جنودها، ولكن ليس من حق بعض التيارات القومية والإسلامية أن تجرنا إلى تجارب حلفائها الفاشلة فى المنطقة العربية، فبعض هؤلاء دافعوا عن القذافى وصدام حسين وبشار الأسد وحسن نصر الله (فى ثوبه الطائفى الأخير بعد 2007) وكانوا حتى وقت قريب يعتبرونهم نماذج للثورة والصمود يستفيدون منهم ويروجون لهم ويتناسون جرائمهم.
إن أخطر ما فى خطاب إلغاء اتفاقية كامب ديفيد أنه يتجاوز معركة السياسة ضد إسرائيل ليجرنا إلى تجارب فشل أخرى مقابلة لتجربة مبارك الفاشلة، ولا يساهم فى تعميق وعى الناس بأن مواجهة إسرائيل الحقيقية لن تكون بإلغاء كامب ديفيد، إنما فى بناء مشروع نهضة حقيقى داخل مصر، ينمى سيناء ويبنى الديمقراطية ويمثل تلقائيا أكبر تحد لإسرائيل لن تستطيع بسهولة أن تواجهه.
علينا ألا ندير صراعنا مع إسرائيل بالطريقة التى روجتها النظم والجماعات الممانعة فى العالم العربى، وتلك المستسلمة والمهينة التى كرسها نظام مبارك، إنما نستلهم ربما أداء تركيا الديمقراطية التى بنت مشروع نهضة حقيقياً فى الداخل، استطاعت من خلاله أن تواجه إسرائيل سياسيا ودوليا بالفعل لا بالشعارات، وأن مصر الثورة مطالبة بتحقيق أهدافها فى بناء نموذج مصرى فى التنمية والديمقراطية سيعنى، تلقائيا، ردع إسرائيل دون الحاجة بالضرورة لإلغاء كامب ديفيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى