آخر المواضيع

آخر الأخبار

17‏/08‏/2011

جلال عامر: المفهماتى أفندى

4

فى شهر رمضان المعظم، يكثر من يحاول أن ينبهك إلى الخطأ والصح ويعلمك العيب والأصول ويفهمك الحلال والحرام وفى الثلاثينيات من القرن الماضى، انتشرت فى مصر وظيفة «المفهماتى» أيام السينما الصامتة وأفلام «شارلى شابلن» و«لوريل وهاردى» وفى كل دار عرض كان يوجد «المفهماتى أفندى» حيث يرفع الستار وتُطفأ الأنوار فيتجه «المفهماتى» ويقف بجوار الشاشة ليشرح للجمهور أحداث الفيلم وقد يقوم بالترجمة، وأحياناً يسأله الجمهور فيرد عليهم وقد يدخل معهم فى الفواصل أو الاستراحة قافية، ويستمر فى الشرح والتوضيح حتى ينتهى الفيلم وتضاء الأنوار فيجتمع حوله الجمهور لمزيد من التوضيح..

و«مفهماتى» السينما يخاطب الجمهور لكن ملقن «المسرح» يخاطب الممثلين.. وكان بعض المفهماتية مبدعين يشرحون للجمهور ما فات على المخرج وما نسيه الممثلون..

وبعضهم أحياناً كان يشارك كسفرجى أو ككومبارس صامت فى فيلم أكثر صمتاً وعندما تصل صورته يقول للجمهور «أنا أهو» مثل بعض المحامين فى محاكمة مبارك ثم يطلب من عامل التشغيل إيقاف الماكينة وتثبيت صورته ربع ساعة حتى ينتهى الجمهور من التصفيق له والتأكد من صورته.. وبمرور السنوات ظهر جيل من المفهماتية «يسرحون» وهم «يشرحون» فتكون الصورة لرجل يركب حصاناً، بينما هو يتحدث عن ذهاب البطل لخطوبة البطلة أو يظهر «بدرلاما» فيزعم أنه «حكمت فهمى» أو يموت البطل ويقام له مأتم فيقول إنه يتزوج داخل الصوان ولا يسمح لأحد أن يجادله...

ثم اخترع الإنسان الصوت لتختفى وظيفة المفهماتى من الشاشة الكبيرة وتنتقل إلى الشاشة الصغيرة.. ألف مفهماتى يومياً يشرحون لك دينك وألف يعلمونك الطهى وألف يحللون لك الموقف السياسى ويحرمون عيشتك ومعظمهم مثل أسلافهم المفهماتية الأوائل «يسرحون» وهم «يشرحون»، فيتحدث عن التسامح ويأتى بآيات القتال ويتحدث عن فوائد الملوخية وهو يصنع الزبادى ويفسر لك أحلاماً لم ترها ويجيبك عن أسئلة لم تسألها ويصف لك مباراة فى ملعب آخر وأصبح المفهماتية فى التليفزيون أكثر من الهم على القلب لا تجمعهم «نقابة» ولا توقفهم «رقابة»..

المفهماتى الأول كان يتحدث فى الظلام ويغرق فى عرقه ويتقاضى خمسة قروش والمفهماتى الأخير يتحدث فى النور ويغرق فى نهر من النقود وكما أراحنا المولى - سبحانه وتعالى - من «مفهماتية» أوائل القرن العشرين الذين ارتبطوا بالسينما ندعوه - عز وجل - أن يريحنا من «مفهماتية» أوائل القرن الحادى والعشرين الذين ارتبطوا بالتليفزيون إنه سميع مجيب الدعوات.. ورمضان كريم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى