آخر المواضيع

آخر الأخبار

22‏/08‏/2011

بلال فضل :عقلية(حصل خير)!

253
طيب، أنت إذن لا تعتقد أن لدينا مشكلة طائفية، هذا من حقك، لكن إعتقادك هذا للأسف فى رأيى هو أكبر مشاكلنا فى الملف الطائفي: مشكلة عقلية الإنكار.
لن أتحدث عن عموميات، أرجوك أدخل إلى موقع (التحرير) على الإنترنت وإقرأ التعليقات التى كتبها القراء على مقال الجمعة الماضية (حدث فى نهار رمضان) والذى حكى عن واقعة إعتداء تعرض لها مواطنان مصريان مسيحيا الديانة على أحد شواطئ الإسكندرية، نشرت المشكلة دون تعليق لظروف المساحة، لكننى رجوت القراء مرتين أن يتأملوا الواقعة جيدا قبل أن يحكموا عليها، لم أكن أرجم بالغيب عندما طلبت ذلك، كُتر الحزن يعلم البكاء، تعودت دائما أن يسارع الكثيرون لإنكار أو التشكيك فى أى واقعة طائفية يقوم بها شخص ينتمى إلى دينهم مطالبين بالإثباتات والأدلة، لكنهم فى الغالب يصدقون ويتفاعلون مع أى واقعة طائفية يتعرض لها شخص ينتمى إلى دينهم دون إنتظار الإثباتات والأدلة، بالمناسبة لم يكن هدفى من نشر الواقعة الحديث عن البعد الطائفى لها، لأن كل من يقرأ الواقعة بعقل هادئ يدرك أنها كان يمكن أن تحدث لأى شخص مسلم مهذب مسالم لا يمتلك عزوة وليس له فى الفتونة
وفرد الذراع، بل كنت أقصد من النشر أن نرى أنفسنا فى المرآة وندرك هل حقا يغير صيام رمضان شيئا فى سلوكياتنا ونفسياتنا وإحترامنا لآدمية بعضنا البعض، وأن ندرك أن واقعة مثل هذه لا نأخذها بجدية يمكن أن تتسبب فى هزيمة إنسان ربما كانت بلاده أحوج ماتكون إلى علمه وتفاعله معها.
سعدت لأن تعليقات كثيرة تفاعلت مع لب الموضوع، لكننى لم أستغرب قراءتى لتعليقات كثيرة من قراء مسلمين لم تضيع وقتها فى أى تأمل أو تفكير، بل وجدت أن «الأريَح» هو تكذيب القصة من أساسها، أستغرب لماذا يضيع الإنسان وقته فى قراءة كاتب لا يثق فيه، أنا شخصيا لا أفعل ذلك، لكننى أيضا لا آخذ أى تشكيك فيما أكتبه كمسألة شخصية، لأننى أعلم أن ذلك طبيعى بل ربما كان إيجابيا أن يكون لدينا قراء لا يصدقون كل مايقرأونه بسهولة، وإن كنت أتمنى أن يكون وراء ذلك رغبة فى التثبت وليس مجرد إنحياز مسبق يلجأ إلى إتباع عقلية الإنكار. بالطبع لا أشكو من نقص فى عدد من يثق فى ما أكتبه بحمد الله، لكن من حق من يشك أن أطمئنه أننى أتبع فيما أنشره المعايير المهنية التى تعلمتها أثناء دراستى للصحافة، وأعتقد أن عدد القضايا التى تم إثارتها من خلال ما أكتبه واتضح صحتها كان كبيرا إلى حد كان يزعجنى أحيانا، فكم يتمنى الكاتب أن يكون مخطئا عندما ينشر أمرا غير سار، بالطبع أخطئ أحيانا لكننى أعالج ذلك بنشر أى تعليقات أو ردود تردنى، وأدرك أننى فى البدء والمنتهى كاتب حدوده المساحة التى يكتبها، ودوره أن يثير القضايا ويترك للآخرين التفاعل معها سلبا أو إيجابا.
سعدت برسالة جاءتنى من الناشط الحقوقى حسام بهجت يعرض فيه أن تتبنى (المبادرة المصرية للحقوق الشخصية) قضية الشابين، كما تلقيت عدة رسائل بها نصائح قانونية يجب أن يقوم بها بطلا الواقعة للحصول على حقهما، وأرجو أن يقوما بالإتصال بى عبر الإيميل لإيصالها إليهما. أشكر القارئة إيفرونيا عازر التى كفتنى عناء نشر تفاصيل أكثر حيث نشرت ضمن تعليقها على مقالى رابطا للقصة بأسماء أبطالها كما نُشرت فى الفيس بوك مرفقة بصور الإصابات ثم قالت بأسى شديد «ثقافة لوم الضحية والتشكيك عمرها ماهتنتهى من عندكم.. التعليقات سيئة فوق الوصف والشخص اللى حصلت له الواقعة صديق ليا أساسا»، قبلها كتب القارئ أحمد فتحى قائلا «سعيد جدا أن الحادثة وصلت للإعلام، الشاب اللى اتعرض للحادثة صديقى ولما عرفت بالحادثة كنت حاسس بالعجز إنى مش عارف أعمل حاجة، مش مقبول إن شخصية محترمة زيه تتعرض للإهانة دى من شوية بلطجية وباقول للى داخلين يهاجموا الشاب إن العدل إسم من أسماء الله الحسنى، إن الله يقيم دولة العدل وإن كانت كافرة، ولا يقيم دولة الظلم وإن كانت مسلمة».
كتب القارئ كيريليس جورج تعليقا رائعا يقول «أى حل لأى مشكلة يبدأ لما نعترف بالمشكلة أصلا، أنا ملاحظ أن معظم الناس أصلا مش معترفة إن فيه مشكلة». أما القارئة إيمان عماد فقد خرجت من الواقعة بملاحظة أن الناس بعد الثورة بدأت تصبح إيجابية ولا تسكت على ضياع حقها، أسعدنى أن يصل هذا إليها وأتمنى أن يكون حقيقيا لدرجة تجعلنا نرى بدرجة أقل النبرة الإنهزامية التى وردت فى خطاب كاتب الواقعة وتعبيره عن رغبته فى ترك بلاده وهو أمر أتمنى أن لا يعبر عنه كل من تعرض للظلم أيا كانت ديانته، فهذه بلادنا جميعا وعلينا أن نناضل بالقانون من أجل أن نعيش فيها أحرارا كراما دون تمييز ولا ظلم. سعدت بتعليقات كثيرة أكدت أن المشكلة الحقيقية تكمن فى غياب القانون والأمن وهو مايكتوى بناره المسلمون والمسيحيون معا، سعدت بتعليقات رائعة من مسلمين يفهمون جوهر الإسلام ويطبقونه ويتضامنون بكل قوة مع بطلى الواقعة، وأخيرا توقفت عند تعليق كتبه شخص وصف نفسه بأنه زميل لصاحب الواقعة فى كلية طب اسكندرية ثم سألنى سؤالا غريبا هو «كام مسلم مات فى أحداث النرويج اللى فاتت»، وأعتقد أن سؤاله يلخص المشكلة الحقيقية التى نعانيها، هذا رجل كما فهمت سيصبح أستاذا جامعيا، ومع ذلك فهو عندما يقرأ عن واقعة إعتداء تعرض لها زميل له لا يبادر إلى استنكارها، بل يفكر أولا فى مسلمى النرويج، أعتقد أن القارئ عمرو مجدى كان موفقا فى رده عليه، ومع ذلك فعلى حد علمى لم يُقتل مسلمون فى مجزرة النرويج التى وقعت على يد متطرف نازى ارتكب جريمته البشعة لأنه اعتبر أن الحزب الحاكم متسامح أكثر من اللازم مع المسلمين الذين يهددون أوروبا. بالمناسبة كنت فى بريطانيا وقت وقوع الحادثة ودعنى أقل لك أننى قرأت وشاهدت مناقشات محترمة تعرب عن قلقها من صعود العنصرية فى بريطانيا وأوروبا وتواجه نفسها بحقائق مفزعة تسعى لتفسيرها إجتماعيا وثقافيا، وتقدم نقدا ذاتيا لإستسهال الإعلام للجوء إلى إتهام المتطرفين المسلمين فور وقوع الحادثة، لا أدعى أن كل من قرأت لهم أو شاهدتهم كانوا عقلاء أو محترمين، لكن أدعى أنهم كانوا كثيرين بصورة تدعو للتفاؤل، ويبقى السؤال ماهى نسبة الذين يراجعون ذاتهم لدينا ويستعدون لمواجهة الحقيقة بعيدا عن عقلية الإنكار. هذا هو السؤال الأهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى

ADDS'(9)

ADDS'(3)

 


-

اخر الموضوعات

مدونة افتكاسات سينمائية .. قفشات افيهات لاشهر الافلام

مدونة افتكاسات للصور ... مجموعة هائلة من اجمل الصور فى جميع المجالات

مدونة افتكاسات خواطر مرسومة.. اقتباسات لاهم الشعراء فى الوطن العربى والعالم

مدونة لوحات زيتية ..لاشهر اللوحات الزيتية لاشهر رسامى العالم مجموعة هائلة من اللوحات

من نحن

author ‏مدونة اخبارية تهتم بالتوثيق لثورة 25 يناير.الحقيقة.مازلت اسعى لنقلها كاملة بلا نقصان .اخطئ لكنى منحاز لها .لايعنينى سلفى ولا مسلم ولا اخوان يعنينى الانسان،
المزيد عني →

أنقر لمتابعتنا

تسوق من كمبيوتر شاك المعادى