لقد دفع «الإخوان المسلمون» ثمناً باهظاً فى السجون طوال عشرين عاماً منذ عام 1990، ودفع «اليساريون» ثمناً باهظاً فى السجون طوال عشرين عاماً فى السبعينيات والثمانينيات، لكن «الليبراليين»، وهم العمود الفقرى للعمل السياسى فى مصر، لم يدفعوا ثمناً ولم يدخلوا مثلهم السجون جماعات جماعات، ثم يزعم بعضهم الآن بغباء سياسى أن ثورة يناير قامت ضد ثورة يوليو لتنتقم لهم وتعيدهم إلى كرسى الحكم وكأنها دبابات الإنجليز، وهذا غير صحيح لعدة أسباب أولاً: لأن ثورة «يوليو» ماتت بهزيمة «يونيو» ولا يثور الإنسان ضد ميت. ثانياً: أن مبارك لا علاقة له بثورة يوليو سوى أنه أطلق على ابنه اسم «جمال». ثالثاً: أن هذه الأمور تفرقنا فى وقت نحتاج فيه إلى الاتحاد لنتوجه إلى الشرق حيث تشرق الشمس وينهمر علي أبنائنا الرصاص..
أما الديكتاتورية والعسكرة والقهر فى مصر فإن عمرهما ليس ستين عاماً بل ستة آلاف عام وشهران، وطول عمرك يا خالة على دى الحالة كل ثورة تلغى إنجازات ما قبلها وكل زعيم يمحو صور من قبله ويبقى الحال على ما هو عليه، وعندما رفض «سعد زغلول» إحضار جثمان الزعيم السابق له «محمد فريد» من أوروبا على حساب الوفد، بينما كانت الرحلات تجوب أوروبا من ص
ندوق الحزب، تطوع تاجر وطنى من زفتى بإحضاره على حسابه، وعندما أراد «سعد زغلول» أن يمد امتياز قنال السويس للإنجليز «99» عاماً أخرى لم يوافقه فى البرلمان إلا شخص واحد اسمه «سميكة» وعارضه كل المصريين، والمعنى أن الزعماء يذهبون ويجيئون والثورات تذهب وتجىء والباقى هو هذا الشعب العظيم الذى يعرف جيداً من هم أعداؤه ولا يحتاج إلى حفنة من النخبة لتحددهم له.. هذه ثورة تأخذ الجيد من كل عهد وتترك الردىء..
هى ثورة ضد كل العهود، ضد عبادة الفرد عند الفراعنة وضد الاضطهاد الدينى عند الرومان وضد عبث الإخشيد وشعوذة الفاطميين وتعنت الأيوبيين ومؤامرات المماليك واستعلاء الأسرة العلوية، هى ثورة ضد سجون ناصر وخنوع السادات وفساد مبارك فتعالوا نقف صفاً واحداً فى هذه الظروف الصعبة الإخوانى قدام والليبرالى ورا واليسارى فى النص.. توحدوا يرحمكم الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى