عبد الخالق فاروق: الحالة المصرية تكاد تكون نموذجية في دراسة تفشي الفساد
الخبير الاقتصادي والمتخصص بقضايا الفساد عبد الخالق فاروق اعتبر أن الحالة المصرية تكاد تكون نموذجية في دراسة كيفية تحول الفساد في مجتمع ما من حالات انحرافات فردية معزولة -مهما اتسع وازداد عدد المنخرطين فيها في قمة هرم السلطة- إلى ممارسة مجتمعية شاملة بالمعنى الحقيقي لا المجازي للكلمة.
وأضاف في دراسة له لمركز الجزيرة للدراسات نشرت مؤخرا أنه يمكن التمييز في ظاهرة الفساد بين نوعين، أولها ما جرى تسميته "فساد الكبار" المتنفذين والمتربعين على قمة الهرم الاجتماعي والسياسي، سواء في الفرع التنفيذي (الحكومة) أو التشريعي (مجلس الشعب) أو الأمني، حيث شكلوا شبكات مصالح تتنازع فيما بينها أحيانا، وتتناغم في توزيع المزايا والغنائم أحيانا أخرى.
وذكر أن الثاني هو ما نطلق عليه "فساد الصغار والفقراء" حيث لم تعد ممارسات الفساد والرشوة والوساطة والمحسوبية تقتصر أو تنحصر في "الكبار" وحدهم، بل إنها -وعبر سياسات الإفقار واتساع الفجوة في الدخول وارتفاع الأسعار المستمر وغياب "القدوة" في قمة هرم السلطة والمجتمع وتآكل دور أجهزة الرقابة- قد تسربت إلى ممارسات الناس العادية.
وهناك خسائر بشرية ومالية ضخمة نجمت عن الفساد الإداري والمالي لا ينساها المصريون ارتبطت برجال الأعمال وأعضاء بارزين بالحزب الوطني الحاكم مثل غرق العبارة المملوكة لرجل الأعمال الشهير ممدوح إسماعيل (عضو مجلس الشورى) وأدت لمصرع أكثر من ألف شخص، وعقْد أرض "مدينتي" التي اشتراها هشام طلعت مصطفى وأدت إلى خسائر بعشرات المليارات من الجنيهات.
إدارة الفسادوفتح ملف أراضي الدولة ملف حصول العديد من رجال الأعمال الأعضاء في البرلمان ووزراء على آلاف الأفدنة من خلال قرارات تخصيص بأسعار قليلة تقل كثيرا عن السعر الأصلي مما مثل إهدارا للمال العام.
وتعليقا على ذلك أكد مسؤول يعمل بجهاز يتبع رئاسة الوزراء للجزيرة نت أن ما أطلع عليه من معلومات يبين أن مصر تحولت خلال السنوات العشر الأخيرة تقريبا من فساد في الإدارة إلى إدارة الفساد.
وأضاف المسؤول -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أن بعض الوثائق التي لدى جهازه تبين أن أحد الوزراء في الحكومة المقالة استولى على أرض للدولة أثناء وجوده بالحكومة، وأنه جرى تقديم الوثائق التي تدينه لأربع مؤسسات سيادية وأمنية منذ فترة طويلة.
وهذا التوصيف بإدارة الفساد لا يبتعد كثيرا عن اعتراف رئيس ديوان رئاسة الجمهورية وأحد أقطاب الحزب الوطني الحاكم النائب زكريا عزمي من داخل مجلس الشعب قبل سنوات قليلة بأن الفساد وصل "للركب" (كناية عن الكثرة) في المحليات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى