جمال فهمي، بعد أن عاد من الجنازة، نظر إلى صور مبارك وابنيه داخل القفص، وقال في 'التحرير' في نفس اليوم - الأحد - 'رئيس عاش عمره القصير ثائرا نزيها فقيرا، ومات وقد لقبه ملح الأرض من شعبه وأمته بـ'أبو الفقراء' فلم يترك - بعد رحيله - لأولاده من متاع الدنيا شيئاً يذكر سوى ما أتاحه حكمه لأبناء البسطاء والفقراء أمثالنا من فرص متكافئة لتحصيل العلم الذي نهل منه خالد، فصار أستاذا مرموقا في الهندسة.
المشهد الثاني فهو الذي يخطف أبصار الدنيا هذه الأيام، إذ يجتمع فيه رئيس آخر مع ولديه في قفص حديدي بمحكمة جنايات، تحاكمهم بتهم بشعة، ليس أقلها الفساد واللصوصية واكتناز الثروة والمال الحرام، وليس أسوأها قتل المئات من زهرة شباب هذا الوطن وجرح وإطفاء نور البصر في عيون آلاف آخرين، لأنهم انتفضوا وثاروا على حكمه الإجرامي الطويل، وعبروا مع الشعب كله عن الشوق لبلد ومجتمع يزهوان بالحرية والكرامة والعدالة.
تداعت في رأسي مظاهر التناقض الفاحش بين الابنين والرئيسين، فذاك رئيس مات 'عن اثنين وخمسين عاما' منذ 41 سنة كاملة، لكنه بقي وسيظل حاضرا خالدا في ضمير شعبه، وهذا رئيس طال عمره حتى هرم وشاخ، لكنه يعاني - وهو الحي - من موت معنوي مخز ومروع!
هذا ابن رباه على عشق الوطن وأهله، وكراهية أعدائهم والاستعداد الدائم لمقاومتهم وقتالهم، ولو كان الثمن الاستشهاد على حبل مشنقة، 'تذكر قضية تنظيم ثورة مصر الذي شارك خالد في تأسيسه'، وفي المقابل هناك ابن تربى على عبادة المال وعشق السلطة، لدرجة التحالف مع العدو وموالسته وإغداق الهدايا المجانية عليه 'الغاز وغيره' لكي يرضى ويكفله ويدعم طمعه في وراثة حكم أبيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله'.
20/09/2011
ناصر عاش عمره القصير ثائرا نزيها فقيرا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوعات عشوائية
-
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى