رجحت صحيفة هآرتس الإسرائيلية, الأحد, أن تكتسب تركيا دعمًا دوليًا فى تحركاتها ضد إسرائيل, فى ضوء تنامى مكانتها فى المجتمع الدولى خلال الأسابيع الأخيرة.
وحذرت الصحيفة - فى سياق تحليل إخبارى بثته على موقعها على شبكة الإنترنت- من أن طرد السفير الإسرائيلى من أنقرة وخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى «سكرتير ثان» قد تكون أقل العقوبات وطأة التى تعتزم تركيا فرضها ضد إسرائيل.
وأوضحت أن دعم أسر ضحايا الغارة الإسرائيلية على سفينة «مرمرة» التركية فى إجراءاتهم القانونية, سواء أمام المحاكم التركية أو الدولية, بالإضافة إلى اللجوء إلى محكمة العدل الدولية بشأن حصار قطاع غزة, قد تكون أشد قسوة.
كما رات الصحيفة أن ما ساهم فى سطوع نجم أنقرة مؤخرًا هو انتقاداتها اللاذعة لنظام الأسد فى سوريا على الرغم من الضغط الذى تمارسه إيران فى هذا الصدد. بالإضافة الى تعاونها مع المجلس الانتقالى فى ليبيا ودعمها للثورة فى مصر.
وتابعت أن الموافقة التركية على نشر رادار للإنذار المبكر كجزء من نظام الدفاع الصاروخى لحلف شمال الأطلسى «الناتو»- والذى يعد هدفه غير المعلن هو حماية أوروبا من تهديدات محتملة للصورايخ الإيرانية- تمثل خطوة مهمة فى هذا الصدد, وأن قرار تركيا بالموافقة يشير إلى التزامها فى تحالفها مع الناتو بشكل عام والولايات المتحدة بصفة خاصة, ويدحض اتهام أنقرة بالابتعاد عن الغرب واتجاهها صوب المشرق, أى صوب إيران .
وتوقعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية الأحد أن إسرائيل قد تضطر إلى دفع ثمن تنامى العلاقات بين تركيا والغرب, ورفض أنقرة الانصياع إلى توسلات روسيا بعدم إعطاء موافقتها على نشر الرادار على أراضيها، مشيرة الى أن طلب الجانب التركى لإسرائيل بتقديم اعتذار وتعويض أسر الضحايا ورفع الحصار عن قطاع غزة, هى جميعًا نقاطًا متأصلة فى المقام الأول بالنسبة إلى التزام رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان نحو ناخبيه, فقد أضحت تلك المطالب مطالب مشتركة وموحدة فضلاً عن كونها قاسم وطنى وجزء لا يتجزأ من الهيبة الوطنية والسياسة الداخلية لتركيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن مفهوم الهيبة الوطنية قد وضع إسرائيل هى الأخرى فى مأزق, والتى بدورها رفضت فى أكثر من مناسبة تقديم اعتذار إلى الجانب التركى نتيجة لاعتراض كل من وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان ونائب رئيس الوزراء موشى يالعون.
وأكدت هآرتس أن تركيا ليست عدوًا لإسرائيل.. وأوضح وزيرالخارجية التركى أحمد داود أغلو من جانبه أن تحركات أنقرة هى نتيجة لسياسات حكومة نتنياهو, ولم يقصد بها إلحاق الضرر سواء بإسرائيل أو الشعب اليهودى.
واختتمت الصحيفة تحليلها بقولها إن ما جاء على لسان وزير الخارجية التركى يظهر أن تركيا ترى تلك العقوبات هى وسيلة للضغط على إسرائيل من أجل تغيير سياستها, لكنها ليست سياسة أو استراتيجية فى حد ذاتها، كما أنها توضح رغبة الجانب التركى فى الإبقاء على العلاقات مع إسرائيل, على الرغم من حالة عدم الوفاق الهائلة بين البلدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى