على الرغم من كونه يوما حافلا بالمحاكمات، فإن المصريين ركزوا أكثر مع محاكمة الرئيس المخلوع مبارك، ووزير داخليته حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه فى قضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة خصوصا فى ظل إدلاء المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بشهادته فى القضية والتى اعتبرها الكثيرون فاصلة وتاريخية، فإما تؤدى بمبارك لحبل المشنقة أو تذهب به إلى بيته.
ومنذ انتهاء الجلسة وعلى الرغم من سريتها فى ظل قرار حظر النشر انتشرت على موقعى التواصل الاجتماعى "تويتر" و"فيسبوك" تسريبات متضاربة حول فحوى شهادة المشير فى جلسة اليوم، وإن كانت تميل أغلب تلك التسريبات إلى أن شهادته جاءت لتتناقض مع ما صرح به المشير بنفسه من قبل فى حفل تخريج الدفعة الأخيرة بكلية الشرطة، وماردده أعضاء آخرون بالمجلس العسكرى سابقا حول تلقيهم أوامر من الرئيس المخلوع بضرب المتظاهرين، إلا أن المشير رفض بشدة وباقى أعضاء المجلس ..
باختصار شديد خلصت التسريبات إلى أن شهادة المشير جاءت لصالح مبارك لتنفى كل ما تم التصريح به من قبل، وأنه لم تكن هناك أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، وليس لديه أى معلومات حول هذا الأمر، بل تجاوزت التسريبات لتشير إلى نفى المشير لما صرح به فى حفل كلية الشرطة ليتحول المشير فى نظرهم من شاهد إثبات إلى شاهد نفى لصالح مبارك.
ساهم فى إعطاء تلك التسريبات قدرًا من الثقة لدى المصريين على مواقع التواصل الاجتماعى ما تناقلته بعض التقارير الصحفية التى عكست نوع من الإيحاءات والوقائع التى أسهمت فى إضفاء قدر من المصداقية حول تلك التسريبات مثل شكوى بعض المحامين بالحق المدنى عن منعهم من استجواب المشير لاستيضاح المزيد من المعلومات والتفاصيل حول مايدلى به من أقوال داخل الجلسة، وتداولت بعض التدوينات التى كتبها بعض الإعلاميين عبر حسابهم على تويتر والتى تؤكد شهادة المشير لصالح مبارك.
كما تناقلت بعض وسائل الإعلام عن شهود عيان داخل القاعة أن المشير تجنب النظر إلى مبارك الذى بدا فى "غاية الارتياح" على حد قولهم، بالإضافة إلى رصد هؤلاء الشهود أن جمال مبارك كان يدون ملاحظات طوال الوقت الذى أدلى فيه المشير بأقواله.
اختتم المشهد بقيام أنصار الرئيس المخلوع بإطلاق الزغاريد ابتهاجا بعد خروج المشير بعدما ترددت شائعات حول تحول المشير من شاهد إثبات إلى شاهد نفى، كما أعرب مؤسسو صفحة "أنا آسف يا ريس" وأعضاؤها عن سعادتهم البالغة بشهادة المشير طنطاوي، زاعمين أن الشهادة تصب في مصلحة الرئيس المخلوع.
وأكدوا أنه بشهادة المشير طنطاوي أصبحت النتيجة 4/0 لصالح أبناء مبارك في إشارة للشهادات السابقة لكبار رجال الدولة، وهم اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق واللواء منصور عيسوي وزير الداخلية الحالى واللواء محمود وجدي وزيري الداخلية السابق، والتي صبت – كما زعموا- في مصلحة مبارك.
كما تبادلوا تصريحات صحفية أدلى بها المحامى ممدوح إسماعيل عضو هيئة الدفاع عن أسر الشهداء، انتقد فيها شهادة المشير، وأشار إلى أنه بمجرد رفع الجلسة قام جمال مبارك بأداء حركات خارجة عن الآداب العامة بأصابعه لمحامي المدعين بالحق المدني، مما دفعهم للهتاف ضد مبارك وضد نظام العسكر الموالي لهم.
بالإضافة إلى إعلان محاميى الشهداء عن تنظيم مؤتمر صحفى غدا الأحد للكشف عن تفاصيل الأحداث التى شهدتها جلسة اليوم، بدءا من الاعتداء على المحامى عبدالمنعم عبدالمقصود وطلب الرد الذى تم التقدم به والمعوقات التى واجهوها.
على الجانب الآخر تناقل بعض المصريين على موقع تويتر أن التليفزيون المصرى خرق حظر النشر الخاص بشهادة المشير، وأكد أنه شهادته كانت ضد مبارك وجاءت لتدينه!.
كل هذه التسريبات أسهمت فى خلق موجة من الجدل والغضب الشديدين على مواقع التواصل الاجتماعى خصوصا فى ظل عدم إصدار أى تصريحات رسمية من المجلس العسكرى، لتؤكد أو تنفى تلك التسريبات فى ظل وجود احتمال لتوافر حالة من سوء الفهم لمضمون الشهادة، حيث جاءت ردود الفعل سريعة وغاضبة حيال شهادة المشير، فتم تدشين صفحات على الفيسبوك تدين موقفه وتطالب بسقوطه.
وأعلن النشطاء على موقع التواصل الاجتماعى أنهم أصبحو أكثر إصرارا على بدء اعتصام مفتوح الجمعة المقبلة فى كل ميادين مصر وأمام وزارة الدفاع، منتقدين ما اعتبروه تواطؤا من المجلس العسكرى بعد خداع الثوار بأن الجيش حامى الثورة، ومؤكدين أن شهادة المشير إن صحت تلك التسريبات، سوف تؤجج نيران الثورة وتزكى حالة الاشتعال فى الشارع الغاضب بالأساس منذ إعلان تطبيق قانون الطوارئ وقبله إصدار قوانين مقيدة للحريات.
24/09/2011
تسريبات متضاربة حول شهادة المشير تثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعى
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ADDS'(9)
ADDS'(3)
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا بكم فى مدونة افتكاسات .من فضلك اكتب تعليقك مع مراعاه ان من الممكن السيدات والانسات يروا التعليق من فضلك اجعلة مناسب .. بدون الفاظ ... وشكرا لكم ... هشام حسنى